هذا كتاب يختلف عن كل ما أصدرت من كتب جاوزت حتى الآن الثلاثين عدداً ! فهو ليس مجموعة مختارة من قصص بريد الجمعة كما هو شأن بعض كتبي ، و لا هو محموعة من الصور الإنسانية و المقالات الأدبية كحال كتبي الأخرى ، و لا هو أيضاً مجموعة من القصص الرومانسية القصيرة كحال بعض كتبي الأخيرة ، و إنما هو – إذا صح التعبير- تسبيحة خاشعة بعظمة الخالق سبحانه و تعالى ، و عريضة استغفار و استرحام أتقدم بها إلى الأعتاب الإلهية راجياً بها عفو ربي و مغفرته و رحمته التي وسعت كل شيء و لا امل لأمثالي من المقصرين في غيرها يوم العرض العظيم
هذا الكتاب هو عباره عن مجموعه خفيفه من خواطر وارهاصات غير متصله للكاتب تم نشر معظمها على الانترنت فى اوقات متفرقه على مدى سنوات وحيداً في غرفتي أتخفف من ثقل التفاصيل، وبعد المسافات، وأوجاع الروح.. متعبٌ .. الزكام يترك طعماً بالياً يستشري في فمي، حلقي ينغرس فيه آلاف الخناجر والسعالُ يكاد يمزق صدري. أتناول قرصين من المسكنات.. ثم أحتسي كوباً من الينسون الدافئ علّهُ يصل الى دواخلي المتجمدة التي تتوق للدفء. أتقمصُ اللاشئ، تنهيدةٌ قصيرة.. وتتطلعٌ لراحة العدم
قديمآ كنت اكتب لأستمتع بما تعرضه الكتابه على من النعيم الزائل , اما الان فلا تستهوينى فكره مشاركه الجميع بتقارير عن احزانى , وافراحى , ومصائبى التى لاتنتهى , ولكن امارس الكتابه للتخلص روحى من صلف الكتمان وطقوسه البارده , اصبحت أنقب فى صحراء الامس عن اجابات لاسئله غائبه .
منذ خمس سنوات دخلت هذا غير المكان غير مكترث , تطوف ذاكرتى الان مئات الوجوه والاماكن , عشرات الامتحانات , تهتك قلبى , بكائى العنيف حتى ظننت انى سأقضى نحبى من البكاء عده مرات , دواوين الشعر وتأوهات الحب , تطل كل هذه الذكريات برأسها , واغلق فى وجهها الباب بما تبقى لدى من بعض الايمان ومنثور الاراده , وقليل من القناعه
الفتيات هنا – فى مجملهن – مكررات بشكل مثير للغيظ , نمطيات الى حد الملل , نموذج للفتاه التى عبرت من الثانويه العامه بمجموع كبير لمكان لاتعرف من رائحه الكلورال هيدرات واوراق الكورس
املك قلبآ خربآ كان دائمآ مرتعآ لفوضى من المشاعر , ولكنها كانت المحرض الاكبر على البقاء , وانا الذى امارس عباده الكتمان الى الحد الذى يبقيك خلف خطوط الزمن و تحاصرك الافكار , وتصارعها فى عراك معتاد ينتهى – عاده- بفوزها , وعلى الرغم من انى قد امضيت وقتآ طويآ لاصطنع مع نفسى سلامآ مشروطآ و وتكيفآ مع احلامى المجهضه فانى قد قررت مصالحتها , بمشاطره ماتبقى منى همومى وافكارى …..
لن تجد بداخل الكتاب أي شئ يحمل عنوان "تخيل" لكنك ستجد بين طياته الكثير من الأشياء التي يلزمها الخيال فهل لك أن تتحرر من قيود العقل وتجرب متعة أن تترك العنان لخيالك وتجعله قائدا لروحك بعض الوقت
الكتاب متميز لأني لم أقرأ مثله خواطر بسيطة تلمس الاحساس والعقل بشكل مباشر عن أمور كثيرة تدور داخل الرأس وبعيداً عن روعة تصميم الغلاف والإسم الجذاب الذي يدعو أي قارئ أن يحاول أن يبدأ في قرائته فوراً والأجمل هذه الخواطر التي علقت بذهني وكأنني أردد بعضها داخل رأسي