الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

كتاب العقد الإجتماعي لجان جاك روسو

كتاب العقد الإجتماعي لجان جاك روسو



ليس جديداً القول بأهمية كتاب "العقد الاجتماعي" لجان جاك روسو، والدور التاريخي الهام الذي لعبه هذا الكتاب في إنضاج الظروف لقيام الثورة الفرنسية في العام 1789. هذه الثورة التي شكلت نقطة تحول كبرى في تاريخ الإنسان المعاصر. والكتاب، في الواقع، من الكتب القليلة الباقية على الزمن، فلم تفقده الأيام أهميته الخاصة في إقامة العلاقات السليمة بين الحكم والمواطنين، وهو لا يزال بعد أكثر من مائتي سنة، مرجعاً أساسياً للمجتمعات الساعية لبناء مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وترسيخ هذه الأفكار في حياة المواطنين، وبالتالي فقد بقي الكتاب جديداً وسيبقى كذلك لسنوات كثيرة قادمة. ومن الطبيعي أن يترجم الكتاب إلى معظم لغات العالم، وقد يكون الأستاذ عادل زعيتر أول من نقل هذا الكتاب إلى اللغة العربية في العام 1954 في القاهرة. وتميزت ترجمته عن ترجمات أخرى عديدة، بالدقة والأمانة والوعي في انتقاء الكلمات والمفردات بحرص زائد لتبقى الأفكار التي جاء بها المؤلف الفرنسي، كما هي في اللغة الأم. وضع روسو هذا الكتاب، وكان من الخطر البالغ أن يجهر الإنسان بأي رأي حر حينما وضعه، وكان روسو جريئاً في كل ما أبداه فيه، وفي هذا الكتاب حمل روسو على الرق وعدم المساواة وناضل عن حقوق الإنسان وأقامها على طبيعة الأمور، وقال إن هدف كل نظام اجتماعي وسياسي هو حفظ حقوق كل فرد، وإن الشعب وحده هو صاحب السيادة، وكان يهدف إلى النظام الجمهوري، فتحقق هذا النظام بالثورة الفرنسية بعد ثلاثين سنة حين اتخذ "العقد الاجتماعي" إنجيل هذه الثورة. ولم يقل روسو بحكومات زمنه لمنافاتها للطبيعة، ويقوم مذهبه على كون الإنسان صالحاً بطبيعته محباً للعدل والنظام، فأسده المجتمع وجعله بائساً، والمجتمع سيء لأنه لا يساوي بين الناس والمنافع، والتملك جائر لأنه مقتطع من الملك الشائع الذي يجب أن يكون خاصاً بالإنسانية وحدها، فيجب أن يقضي على المجتمع إذن، وأن يرجع إلى الطبيعة، وهنالك يتفق الناس بعقد اجتماعي على إقامة مجتمع يرضي به الجميع، فيقيمون بذلك حكومة تمنح الجميع ذات الحقوق فتقوم سيادة الشعب مقام سيادة الملك، ويتساوى فيها الناس وتنظم الثروة والتربية والديانة. مدينة الكتب تتمني لكم قراءة طيبة .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق