- النظريات الكلاسيكية في التغيير الاجتماعي
أولا : نظريات التقدم الاجتماعي
تقوم نظرية التقدم الاجتماعي في نظرتها للتغيير على أنة يسير في خط متصاعد، ويسير المجتمع وفق مراحل محددة. وكل مرحلة جديدة يصلها المجتمع تكون أفضل من سابقتها. فالمجتمعات في تقدم باستمرار، لو الملاحظ أن هذه النظرية تعمم هذا التقدم على المجتمعات كافة . ومن ممثلي هذا الاتجاه : جان جاك روسو ، كندروسه ، أوجست كونت ، وغيرهم .
- نظرية جان جاك روسو :
تناول مراحل تطور الحياة الإنسانية من وجهة نظره :
1- المرحلة الأولى : وهي مرحلة الحياة الفطرية ، وكان الإنسان خاضعا للنظام الطبيعي ، ومتمتعا بحرية تامة .
2- المرحلة الثانية : وهي مرحلة الملكية الفردية والإنتاج اليدوي في مجال الزراعة، مما دعا الإنسان للاستقرار الأسري . فأخذت العادات والتقاليد بالتبلور ، وأصبحت تأخذ العادات صفة الجبر والإلزام .
3- المرحلة الثالثة : وهي مرحلة عدم المساواة ، وفيها زاد التنافس والصراع بين الأفراد والجماعات , وأصبح السيطرة للأقوى .
4- لمرحلة الرابعة : وهي مرحلة التعاقدية ، ولقد تم فيها التعاقد بين الأفراد وقيام التنظيم السياسي المنظم .
- الانتقادات التي وجهة لنظريته :
1- أن نظريته خيالية وغير واقعية .
2- أن فكرة التعاقد غير متصورة أصلا لاستحالة موافقة الأفراد جميعا في اختيار حاكمهم .
- نظرية أنطونيان كوندرسه :
شرح كوندرسه مسيرة تطور الإنسانية في كتابه الشهير " شكل تاريخي لتقدم العقل لبشري " موضحا أن تقدم الإنسانية في خط مستقيم صاعدا نحو الفضل والكمال . وقد قسم تاريخ الحضارة إلى عشرة مراحل :
1- المرحلة الطبيعية : وهي المرحلة التي عاشها الإنسان في البداية والتي تقوم على الصناعات البدائية .
2- مرحلة الوعي واستئناس الحيوان .
3- مرحلة الزراعة : وفيها بدأ الإنسان بالتأمل في مظاهر الحياة .
4- مرحلة الحضارة اليونانية : وظهرت فيها المدينة عند اليونان كوحدة سياسية ، وقد وصلوا إلى الرقي الحضاري وتطبيق الديمقراطية .
5- مرحلة الحضارة الرومانية : وقد ظهرت فكرة الإمبراطورية والنزعة الرزمانية العملية .
6- مرحلة العصور الوسطى المسيحية : وهي تبتدئ من انهيار الإمبراطورية الرومانية وتنتهي بقيام الحروب الصليبية ، وقد تبين فيها الصراع بين السلطتين الزمنية والدينية .
7- مرحلة الإقطاع : وقد ظهر فيها الاستبداد من جانب الحكام والمحاربين ورجال الدين ، وظهور طبقة غنية على حساب الطبقة الكادحة .
8- مرحلة اختراع الطباعة : وتمتد من القرن الخامس عشر حتى بداية القرن السابع عشر ، وتميزت بالنهضة الفكرية .
9- مرحلة الثورة الفرنسية : ويعتبرها كوندرسة عصر الحرية وإعلان حقوق الإنسان .
10- مرحلة الآمال أو مستقبل الإنسانية
- الانتقادات لموجهة لنظريته :
يؤخذ عليه كشفه عم ديناميات التغيير الاجتماعي وأبعاده ، ولهذا بقيت نظريته في إطار التصور الفلسفي ، ناهيك عن التقسيم التعسفي لتعدد المراحل وترتيبها .
- نظرية أوجست كونت :
يعتبر من أصحاب نظرية التقدم الخطي من حيث اتجاه التغيير ، وقد بين أن الفوضى هذه ناتجة عن الاضطراب العقلي .
ويؤكد أن المجتمع كي يستقر ويتقدم بحاجة إلى اتفاق عقلي ، وتوصل إلى أن المجتمع لا صلاح له إلا بتوحيد الفكر في معالجة لظواهر الاجتماعية .
ويرى كونت أن التفكير الإنساني في المعرفة يمر بثلاث مراحل :
1- الحالة الدينية : وهي المرحلة التي كانت تفسر فيها الظواهر المختلفة بعلل أولية وتقوم على أسلوب الفهم الديني .
2- الحالة الفلسفية : وتمتد من سنة ( 1300- 1800) وكان التفكير الإنساني وتصوراته أقل تشخيصا وتستبدل العلل الأولية بعلل أكثر عمومية وهي كينونات ميتافيزيقية .
3- الحالة العلمية ( الوضعية ) : وتمتد من ( 1800 م إلى مالا نهاية ) وفيها تفسر الظواهر بعلل تقوم على المنهج العلمي المبني على الملاحظة والتجربة .
أما من جانب التقدم الاجتماعي :
يرى كونت أن التطور الارتقائي الذي شهدته الإنسانية يبدوا في مظهرين هما :
1- الحالة الاجتماعية .
2- الطبيعة البشرية
وبالنسبة للحالة الأولى " الاجتماعية " فهي في تحسن مستمر ، وذلك بفضل ما تستطيع كشفه من قوانين الظواهر الاجتماعية .
وأما من ناحية الطبيعة البشرية ، فقد حدث في النواحي : الطبيعية و الاخلاقية و العقلية .
ويرى كونت أن هناك بعض العوامل التي تؤثر في التطور البشري مثل : الجنس والبيئة والظروف السياسية ، وقد جعل الأخلاق هدفا ونهاية قصوى تسعى الإنسانية في الوصول إليها .
- الانتقادات التي وجهة لنظريته :
1- يرجع كونت تطور الظواهر الاجتماعية إلى تطور التفكير في حين أن تطور المجتمع يأتي نتيجة تفاعل عوامل عديدة
2- كان يخلط بين مصطلحي التقدم والتطور والفرق بينهما واضح .
3- أخطأ في تقسيمه لتعاقب المراحل الثلاثة وقوله بأن كل مرحلة تقوم بعد نهاية سابقتها تماما .
4- ليس بالضرورة أن يمر التفكير الإنساني بنفس الترتيب الذي تصوره .
5- تحدث عن تقدم الإنسانية كوحدة متكاملة ، ومع هذا فقد يكون جزئيا .
6- تصوره لتطور الإنسانية المضطرد نحو التقدم في حين أن المجتمعات يصيبها التخلف أحيانا .
ثانيا : نظريات الدورة الاجتماعية :
تجمع نظريات الدورة الاجتماعية على أن عملية التغيير الاجتماعي تسير بشكل دائري ثم تنتهي حيث بدأت ، وهي ترى أن الحياة الاجتماعية تسير في حركة منتظمة ، ولذلك فان تغيير المجتمعات يشبه إلى حد كبير في انتظامه ودورانه نمو الكائن الحي .
ويمكن أن نتلمس ثلاث نظريات في هذا المجال :
1- النظرية الدائرية العامة : التي ترى أن الثقافة لأي مجتمع تمر في دائرة تبدأ بالميلاد وتسير نحو النضج والإكمال ثم تتجه إلى الشيخوخة ولتعود مرة أخرى للرقي والتقدم ، وتخلق لنفسها ثقافة وتستعيد مجدها وقوتها . ويمثل هذه النظرية العلامة ابن خلدون .
2- النظرية الدائرية الجزئية : التي تعني بدراسة ظاهرة اجتماعية معينة في المجتمع لإثبات أنها تسير في اتجاه دائري ومنتهية إلى النقطة التي بدأت منها .
3- النظرية الدائرية اللولبية : التي ترى أن كل الظواهر الاجتماعية تسير على شكل دائري ولكن في إطار لولبي ، بحيث لا تعود إلى النقطة نفسها التي كانت قد بدأت منها ، وإنما تنتهي لنقطة قريبة منها .
- نقد النظريات الثلاث :
لا ترى في عملية التغيير الاجتماعي على المدى البعيد أي جديد ، وهي بهذا تكون ذات نظرة تشاؤمية على عكس نظريات التقدم السابقة ذات النظرة التفاؤلية .
- نظرية ابن خلدون :
ينظر ابن خلدون إلى المجتمع الإنساني نظرة تحليلية ، ويحاول أن يتتبع المجتمع بالدراسة والتحليل من نشأته حتى فساده . وتردده بين الضعف والقوة والنهوض والسقوط .
ويرى أن التاريخ البشري يسير وفق خطة معينة ، فحوادثه مرتبطة ببعضها البعض ، وان المجتمع البشري شأنه شأن الفرد الذي يمر بمراحل منذ ولادته وحتى وفاته .
وبين أن النظم والظواهر العمرانية تتغير في أثناء تطورها ، ولقد أولى أبن خلدون الناحية التطورية للمجتمع عناية كبيرة والعوامل التي تؤثر فيه ، وقد توصل من دراسته للمجتمع إلى قانون الأطوار الثلاثة :
1- طور النشأة والتكوين .
2- طور النضج والإكمال .
3- طور الهرم والشيخوخة .
وتأتي هذه الأطوار متعاقبة على غرار تطور الفرد منذ ولادته حتى مماته . وقد عمم ابن خلدون نظريته على المجتمعات كافة . ومن خلال الأجيال الثلاثة السابقة يمر المجتمع بخمس مراحل : مرحلة البداوة ، مرحلة الملك ، مرحلة الترف والنعيم ، مرحلة الضعف والاستكانة ثم الفناء .
وتعرض إلى عوامل فساد المجتمع معللا ذلك بالانهيار الاقتصادي والضعف الديني ، ورأى من دراسته للتقدم الاجتماعي أن المراحل التطورية يصاحبها تطور ملحوظ في أحوال المعيشة ، ومتطلبات الحياة الاجتماعية وقد أشار إلى العوامل التي تساعد في سرعة التقدم وهي : عوامل البيئة ، وكثافة السكان ، ثم عدالة الدولة . وأشار إلى أن الحضارة تحدث جانبا سلبيا لأنها تدعو إلى الاسترخاء والخمول .
- النقد الموجهة لنظريته :
1- أنطلق من أن المجتمعات تخضع لقانون الفناء .
2- معظم القوانين التي توصل إليها لا ينطبق إلا على المجتمعات التي عايشها .
3- ليس عناك من انفصال تام بين كل طور وآخر .
- نظرية شبنجلر :
أهتم بتكوين الثقافة وأنواعها وتطورها ونظريته في التغيير الدوري مبنيه الجزئي مبنية على أن الثقافة خاصية للمجتمعات . وأن لكل مجتمع ثقافته الخاصة ، فبيتالي عملية التغيير لا تكون واحدة في جميع المجتمعات . وإنما لكل مجتمع نمطه الخاص للتغيير وفق ثقافته . ومؤكدا أن العلاقات المتبادلة بين الثقافات ليس لها أهمية تذكر في عملية التغيير . ومفهوم الحضارة عنده يسير في دائرة مغلقة بداية فنهاية ، ثم بداية من جديد .
الانتقادات الموجهة لنظريته :
يؤخذ علية قوله بحتمية الفناء للحضارة
نظرية فيكو :
هو صاحب نظرية التقدم الدائري اللولبي وهي ترى أن التطور الاجتماعي لا يسير في خط مستقيم ، أو على شكل دورات مغلقة وإنما يسير في شكل لولبي بحيث كل دورة تعلو الدورة السابقة وتكون أنضج منها ثقافيا وفق قانون النكوص .
قسم فيكو تاريخ تطور المجتمعات الإنسانية إلى ثلاث مراحل :
1- المرحلة الدينية : وتتميز بالطبيعة التألهية للأشياء وأن كل فقا وقول مستمد من الآلهة.
2- مرحلة البطولة : وتبدو في تعظيم الشرف والمغامرة ، وظهور الارستقراطية السياسية.
3- مرحلة الإنسانية : وتتميز بالحرية السياسية ، والمساواة ، وسيادة الحقوق المدنية ، وانتشار الأنظمة الديمقراطية .
- خلاصة ذلك أن فيكو يرى أن تقدم المجتمعات حتمي مع حتمية مروره بالمراحل الثلاثة السابقة .
ثالثا : نظريات التطور الاجتماعي :
تأتي نظريات التطور في إطار النظريات غير السوسيولوجية في نظرتها إلى التغيير الاجتماعي ، لأنها تشبه المجتمع بالكائن العضوي في تطوره .
من ممثلي هذا الاتجاه :
- نظرية هربت سبنسر :
شبه تطور المجتمع بتطور الكائن العضوي ويرى أن كل الأفعال تسير وفق قانون " الاتصال النسبي " أي أنها مرتبطة يبعضها . وقد تنبه إلى أن العلاقة بين أعضاء الكائن العضوي علاقة متحدة ومباشرة ، في حين أنها بين أفراد المجتمع علاقة خارجية عن ذاتية الأفراد .
والمجتمع في حالة النشأة والتكوين ، فأول ما ينشأ يكون بسيطا والتجانس يكون واضحا بين أفراده من حيث الوظائف ولكن بعد أن يتطور ويتقدم و بعد اندماج المجتمعات ببعضها أخذ التخصص يظهر بين الأفراد ، حتى أصبح متباينا
وتتأثر الظواهر الاجتماعية بنوعين من العوامل :
1- العوامل الداخلية : وهي خاصة بالأفراد
2- العوامل الخارجية : ويقصد بها البيئة الجغرافية .
كما يرى أن تطور المجتمع نتيجة لعوامل طبيعية ونفسية وحيوية ، تعمل جميعها متظافرة في عملية تطورية موحدة يطلق عليها سبنسر " التطور فوق العضوي " ، ويعتقد سبنسر أن عملية الصراع من أجل البقاء جعلت كثيرا من المجتمعات تتحد مع بعضها .
الانتقادات الموجهة لنظريته :
1- مبدأ تشبيه المجتمع بالكائن العضوي ، هو مبدأ غير علمي لأن الطبائع بينهما مختلفة .
2- فناء المجتمع على غرار فناء الكائن الحي أمر غير منطقي .
3- مبدأ البقاء للأصلح ، إن جاز تطبيقه للحيوانات فهو غير جائز في المجتمعات .
- النظريات المعاصرة في التغيير الاجتماعي
أولا : النظرية الوظيفية
تؤكد الوظيفية على الجانب المعياري للحياة الاجتماعية من خلال نظرتها إلى الفعل الاجتماعي كسلوك ينطوي على توجيه قيمي ، وتحدد نمط المعايير الثقافية ، فهي تعتبر المجتمع نظاما أخلاقيا في جوهره .
والخلاصة : أن الوظيفية إلى التأكيد على تكامل الأجزاء في الكل والتساند والتكامل فيما بينها . وأن كل من الجزء والكل يؤدي وظيفة خاصة به ، بحيث لا يكون غيره قادرا على القيام بها .
وترى الوظيفية أن التغيير الاجتماعي يطرأ على البناء الاجتماعي ، ثم يتبعه تغيير وظيفي من أجل تحقيق وجود النسق ذاته . إلا أن الوظيفية ترى أن التغيير في الوظائف لا يتبعه تغيير في البناء الاجتماعي . كما وأن آلية التغيير تأتي من عوامل خارجية وعوامل داخلية .
وتذهب الوظيفية إلى أن تغيير النسق إنما يكون تدريجيا وليس فجائيا وقد تؤدي العوامل المؤثرة إلى تدعيم النسق وتقويته بدلا من تغييره .
وخلاصة القول : أن النظرية الوظيفية في عمومها تنظر إلى المجتمع باعتباره نسقا يؤدي دوره في ضوء معنى معين وهدف معين ، وهو اشباع حاجات أفراده ، وأن هناك عوامل محددة ترتبط فيما بينها ارتباطا وظيفيا تؤدي إلى تشكيل النسق أو تغييره ، والتركيز خاصة حول أداء الأبنية ووظيفتها .
- النقد الموجهة للنظرية :
1- يؤخذ عليها عدم استخدامها لأدوات البحث التجريبية .
2- هناك خلط بين التحليل الوظيفي والتحليل النفسي في الشكل والمضمون .
3- تعتبر النظرية غير كافية لتفسير مقولة التغير الاجتماعي .
4- هناك غموض في المصطلحات المستخدمة في التحليل الوظيفي وتباين المعاني عن الوظيفيين .
5- يؤخذ على الاتجاه الوظيفي من الناحية الأيدلوجية أنه اتجاه محافظ ، و يحاول الإبقاء على النظام الذي انبثق منه .
- النظريات التحديثية في التغيير الاجتماعي:
الملاحظ أن النظريات التحديثية تعتبر المتغير التقني عاملا رئيسيا في عملية التحديث والتغيير الاجتماعي عامة .
ويتصف التحديث بخصائص وسمات :
1- الحركية : سهولة تنقل الأشخاص والمعلومات والأحوال في المجتمع الواحد . أي سهولة التنقل مع السرعة في التغيير دون حواجز تذكر
2- التمايز : يعني التباين – الاختلاف في الوظائف نتيجة لتقسيم العمل والتخصص الدقيق.
3- العقلانية : تعني في المجال الاقتصادي تكيف الوسائل مع الغايات.
4- التصنيع : قاعدة الإقلاع الاقتصادي.
لا شك أن الأساس العام للنظريات التحديثية هو الاتجاه الوظيفي . تهتم النظريات التحديثية اهتماما ًخاصاً ً بغائية التغيير الاجتماعي متخذة في المجتمعات المتقدمة في مظهرها التكنو اقتصادي نموذجا ًومطلباً تسعى إليه المجتمعات النامية في تقدمها. وهي تنظر إلى العمل المنتج بأنه العمل الذي يحقق الزيادة في الإنتاج عن طريق إلغاء الحواجز المعوقة
ومن أبرز الممثلين للنظرية التحديثية :
نظرية سملسر: تركز نظريته بشكل خاص على التنمية الاقتصادية وعلى التمايز كركن أساسي للتحديث.
وقد تنبه سملسر إلى حقيقة اختلاف النتائج الاجتماعية لدى المجتمعات وأنها تختلف من مجتمع لآخر وهي تؤثر على البناء الاجتماعي مؤدية إلى تغيرات بنائية تبدو في المظاهر التالية: -
أ/ التمايز البنائي : يتضمن قيام وحدات اجتماعية متخصصة ومستقلة في العائلة والاقتصاد والدين والتكوين الطبقي.
ب/ التكامل البنائي : أي تكامل النشاطات المتمايزة التي جاءت نتيجة لتقسيم العمل والتخصص الدقيق ، حيث تعود إلى التكامل بعد التجزئة فالأجزاء ترتبط في بعضها البعض في عملية تكاملية.
ج/ الاضطرابات الاجتماعية : تحدث حين ينقطع التمايز والتكامل مثل هستيريا الجماهير – انتشار العنف والحركات الدينية والسياسية المتعصبة وهي تعبير عن المسار غير السوي.
ويؤكد بان هناك خمسة عوامل حاسمة في تشكيل وتعديل الاضطرابات الاجتماعية وهي :
1- مدى مجال وكثافة التفكك الاجتماعي .
2- طبيعة البناء الاجتماعي
3- إن الوصول المجموعات المضطربة إلى أجهزة الحكم يهدئ من الغليان
4- تجاوز المصالح وخطوط الانقسام
5- مدى التدخلات الأجنبية لصال بعض المجموعات المتصارعة
- نظرية ولبرت مور :
وهو يربط بين التحديث والتصنيع والتلازم بينهما . ويرى أن التمايز بين المجتمع التقليدي والحديث يكمن في مدى امتلاك التكنولوجيا وإتباع التصنيع بوجه عام . وأن المجتمعات التقليدية لن تصل إلى التحديث إلا بالأخذ بنمط الثقافة الغربية في المجالات المادية والفكرية
- نظرية ماريون ليفي :
تأتي نظريته ضمن النظريات التحديثية وعرضها في مؤلفه : التحديث وبناء المجتمعات مؤكداً على أن التحديث يعني الاستعمال الواسع للأدوات كمصادر للطاقة. والتركيز على التكنولوجيا والاقتصاد أي أن درجة التحديث تقاس بمدى استعمال الطاقة (غير الحيوية)
ويشير إلى مظاهر التحديث المتمثلة في إحياء وتنشيط مصادر الثروة والقوة وتكثيف الجهود المتنوعة بشكل متضافر بالاعتماد على الوسائل والأدوات الحديثة.
- نظرية والت روستو :
وتتلخص في عملية النمو الاقتصادي وهي مبينة على فكرة المراحل التاريخية المتعاقبة.
وقسم مراحل النمو إلى خمس مراحل متتابعة:
1- مرحلة المجتمع التقليدي .
2- مرحلة شروط التهيؤ للانطلاق.
3- مرحلة الانطلاق.
4- مرحلة الاتجاه نحو النضج.
5- مرحلة الاستهلاك الوفير .
- نظرية النظم العامة :
تؤكد على المعلومات والاتصالات ، وينظر للمجتمع كنظام تكيفي يمكن أن يتطور بتغيير بنائه الخاص مع الوقت بطرق جوهرية يعتمد عليها النظام التكيفي وهي :
1- مصدر للإدخال المستمر للأنواع .
2- الحفاظ على أقصى مستوى للتوتر في النظام في الوقت الذي تكون فيه حاجات الأفراد على أعلى مستوى من الإشباع .
3- شبكة اتصالات كاملة ذات اتجاهين تمتد عبر كل أجزاء النظام .
4- نظام صنع القرار يكون حساس للتغيرات سواء داخل البيئة أو خارجها .
5- آليات فعالة للمحافظة على المعاني والمعلومات ونشرها .
نظرية العامل السكاني :
يرى أصحاب هذه النظرية أن الكثافة السكانية والتوزيع السكاني له تأثير كبير في التغيير الاجتماعي .
- نظرية العامل الجغرافي :
القائلون بهذا العامل يفسرون التغيير الاجتماعي على أساس ظروف خارجية مفروضة على المجتمع ناتجة عن البيئة الجغرافية .
- نظرية العامل الاقتصادي :
تعتمد النظرية الاقتصادية في تفسيرها لعملية التغيير الاجتماعي على البناء الاقتصادي للمجتمع ، وتأثيره على العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد والجماعات .وترى أن العامل الاقتصادي هو المحدد الأساسي لبناء المجتمع وتطوره .
- نظرية العامل الثقافي :
وهي تنقسم إلى ثلاث نظريات :
1- نظرية الانتشار الثقافي : تنطلق النظرية الانتشارية من أن التغيير الثقافي يرجع إلى عامل الانتشار ، فالانتشار عملية تنتشر بموجبها سمات ثقافية من منطقة لأخرى .
وتعتمد عملية الانتشار إلى عامل الاختزال الذي يعتبر أصل الثقافة الجديدة .
2- نظرية الاتباط الثقافي : وهي ترجع التغيير الثقافي إلى عوامل داخلية في المجتمع ، وهي ترى أن التغيير الاجتماعي يأتي من العناصر الكائنة في المجتمع وليس من خارجه .
3- نظرية الصراع الثقافي : ( المتناقضات الثقافية ) ترى أن التناقض الذي يؤدي إلى الصراع هو وراء عملية التغيير الاجتماعي ، وأن المتناقضات الثقافية تنبع من داخل المجتمع ، ويؤدي إزالة هذه التناقضات إلى تغييرات اجتماعية فيه.
عن: موقع العلوم الاجتماعيه
أولا : نظريات التقدم الاجتماعي
تقوم نظرية التقدم الاجتماعي في نظرتها للتغيير على أنة يسير في خط متصاعد، ويسير المجتمع وفق مراحل محددة. وكل مرحلة جديدة يصلها المجتمع تكون أفضل من سابقتها. فالمجتمعات في تقدم باستمرار، لو الملاحظ أن هذه النظرية تعمم هذا التقدم على المجتمعات كافة . ومن ممثلي هذا الاتجاه : جان جاك روسو ، كندروسه ، أوجست كونت ، وغيرهم .
- نظرية جان جاك روسو :
تناول مراحل تطور الحياة الإنسانية من وجهة نظره :
1- المرحلة الأولى : وهي مرحلة الحياة الفطرية ، وكان الإنسان خاضعا للنظام الطبيعي ، ومتمتعا بحرية تامة .
2- المرحلة الثانية : وهي مرحلة الملكية الفردية والإنتاج اليدوي في مجال الزراعة، مما دعا الإنسان للاستقرار الأسري . فأخذت العادات والتقاليد بالتبلور ، وأصبحت تأخذ العادات صفة الجبر والإلزام .
3- المرحلة الثالثة : وهي مرحلة عدم المساواة ، وفيها زاد التنافس والصراع بين الأفراد والجماعات , وأصبح السيطرة للأقوى .
4- لمرحلة الرابعة : وهي مرحلة التعاقدية ، ولقد تم فيها التعاقد بين الأفراد وقيام التنظيم السياسي المنظم .
- الانتقادات التي وجهة لنظريته :
1- أن نظريته خيالية وغير واقعية .
2- أن فكرة التعاقد غير متصورة أصلا لاستحالة موافقة الأفراد جميعا في اختيار حاكمهم .
- نظرية أنطونيان كوندرسه :
شرح كوندرسه مسيرة تطور الإنسانية في كتابه الشهير " شكل تاريخي لتقدم العقل لبشري " موضحا أن تقدم الإنسانية في خط مستقيم صاعدا نحو الفضل والكمال . وقد قسم تاريخ الحضارة إلى عشرة مراحل :
1- المرحلة الطبيعية : وهي المرحلة التي عاشها الإنسان في البداية والتي تقوم على الصناعات البدائية .
2- مرحلة الوعي واستئناس الحيوان .
3- مرحلة الزراعة : وفيها بدأ الإنسان بالتأمل في مظاهر الحياة .
4- مرحلة الحضارة اليونانية : وظهرت فيها المدينة عند اليونان كوحدة سياسية ، وقد وصلوا إلى الرقي الحضاري وتطبيق الديمقراطية .
5- مرحلة الحضارة الرومانية : وقد ظهرت فكرة الإمبراطورية والنزعة الرزمانية العملية .
6- مرحلة العصور الوسطى المسيحية : وهي تبتدئ من انهيار الإمبراطورية الرومانية وتنتهي بقيام الحروب الصليبية ، وقد تبين فيها الصراع بين السلطتين الزمنية والدينية .
7- مرحلة الإقطاع : وقد ظهر فيها الاستبداد من جانب الحكام والمحاربين ورجال الدين ، وظهور طبقة غنية على حساب الطبقة الكادحة .
8- مرحلة اختراع الطباعة : وتمتد من القرن الخامس عشر حتى بداية القرن السابع عشر ، وتميزت بالنهضة الفكرية .
9- مرحلة الثورة الفرنسية : ويعتبرها كوندرسة عصر الحرية وإعلان حقوق الإنسان .
10- مرحلة الآمال أو مستقبل الإنسانية
- الانتقادات لموجهة لنظريته :
يؤخذ عليه كشفه عم ديناميات التغيير الاجتماعي وأبعاده ، ولهذا بقيت نظريته في إطار التصور الفلسفي ، ناهيك عن التقسيم التعسفي لتعدد المراحل وترتيبها .
- نظرية أوجست كونت :
يعتبر من أصحاب نظرية التقدم الخطي من حيث اتجاه التغيير ، وقد بين أن الفوضى هذه ناتجة عن الاضطراب العقلي .
ويؤكد أن المجتمع كي يستقر ويتقدم بحاجة إلى اتفاق عقلي ، وتوصل إلى أن المجتمع لا صلاح له إلا بتوحيد الفكر في معالجة لظواهر الاجتماعية .
ويرى كونت أن التفكير الإنساني في المعرفة يمر بثلاث مراحل :
1- الحالة الدينية : وهي المرحلة التي كانت تفسر فيها الظواهر المختلفة بعلل أولية وتقوم على أسلوب الفهم الديني .
2- الحالة الفلسفية : وتمتد من سنة ( 1300- 1800) وكان التفكير الإنساني وتصوراته أقل تشخيصا وتستبدل العلل الأولية بعلل أكثر عمومية وهي كينونات ميتافيزيقية .
3- الحالة العلمية ( الوضعية ) : وتمتد من ( 1800 م إلى مالا نهاية ) وفيها تفسر الظواهر بعلل تقوم على المنهج العلمي المبني على الملاحظة والتجربة .
أما من جانب التقدم الاجتماعي :
يرى كونت أن التطور الارتقائي الذي شهدته الإنسانية يبدوا في مظهرين هما :
1- الحالة الاجتماعية .
2- الطبيعة البشرية
وبالنسبة للحالة الأولى " الاجتماعية " فهي في تحسن مستمر ، وذلك بفضل ما تستطيع كشفه من قوانين الظواهر الاجتماعية .
وأما من ناحية الطبيعة البشرية ، فقد حدث في النواحي : الطبيعية و الاخلاقية و العقلية .
ويرى كونت أن هناك بعض العوامل التي تؤثر في التطور البشري مثل : الجنس والبيئة والظروف السياسية ، وقد جعل الأخلاق هدفا ونهاية قصوى تسعى الإنسانية في الوصول إليها .
- الانتقادات التي وجهة لنظريته :
1- يرجع كونت تطور الظواهر الاجتماعية إلى تطور التفكير في حين أن تطور المجتمع يأتي نتيجة تفاعل عوامل عديدة
2- كان يخلط بين مصطلحي التقدم والتطور والفرق بينهما واضح .
3- أخطأ في تقسيمه لتعاقب المراحل الثلاثة وقوله بأن كل مرحلة تقوم بعد نهاية سابقتها تماما .
4- ليس بالضرورة أن يمر التفكير الإنساني بنفس الترتيب الذي تصوره .
5- تحدث عن تقدم الإنسانية كوحدة متكاملة ، ومع هذا فقد يكون جزئيا .
6- تصوره لتطور الإنسانية المضطرد نحو التقدم في حين أن المجتمعات يصيبها التخلف أحيانا .
ثانيا : نظريات الدورة الاجتماعية :
تجمع نظريات الدورة الاجتماعية على أن عملية التغيير الاجتماعي تسير بشكل دائري ثم تنتهي حيث بدأت ، وهي ترى أن الحياة الاجتماعية تسير في حركة منتظمة ، ولذلك فان تغيير المجتمعات يشبه إلى حد كبير في انتظامه ودورانه نمو الكائن الحي .
ويمكن أن نتلمس ثلاث نظريات في هذا المجال :
1- النظرية الدائرية العامة : التي ترى أن الثقافة لأي مجتمع تمر في دائرة تبدأ بالميلاد وتسير نحو النضج والإكمال ثم تتجه إلى الشيخوخة ولتعود مرة أخرى للرقي والتقدم ، وتخلق لنفسها ثقافة وتستعيد مجدها وقوتها . ويمثل هذه النظرية العلامة ابن خلدون .
2- النظرية الدائرية الجزئية : التي تعني بدراسة ظاهرة اجتماعية معينة في المجتمع لإثبات أنها تسير في اتجاه دائري ومنتهية إلى النقطة التي بدأت منها .
3- النظرية الدائرية اللولبية : التي ترى أن كل الظواهر الاجتماعية تسير على شكل دائري ولكن في إطار لولبي ، بحيث لا تعود إلى النقطة نفسها التي كانت قد بدأت منها ، وإنما تنتهي لنقطة قريبة منها .
- نقد النظريات الثلاث :
لا ترى في عملية التغيير الاجتماعي على المدى البعيد أي جديد ، وهي بهذا تكون ذات نظرة تشاؤمية على عكس نظريات التقدم السابقة ذات النظرة التفاؤلية .
- نظرية ابن خلدون :
ينظر ابن خلدون إلى المجتمع الإنساني نظرة تحليلية ، ويحاول أن يتتبع المجتمع بالدراسة والتحليل من نشأته حتى فساده . وتردده بين الضعف والقوة والنهوض والسقوط .
ويرى أن التاريخ البشري يسير وفق خطة معينة ، فحوادثه مرتبطة ببعضها البعض ، وان المجتمع البشري شأنه شأن الفرد الذي يمر بمراحل منذ ولادته وحتى وفاته .
وبين أن النظم والظواهر العمرانية تتغير في أثناء تطورها ، ولقد أولى أبن خلدون الناحية التطورية للمجتمع عناية كبيرة والعوامل التي تؤثر فيه ، وقد توصل من دراسته للمجتمع إلى قانون الأطوار الثلاثة :
1- طور النشأة والتكوين .
2- طور النضج والإكمال .
3- طور الهرم والشيخوخة .
وتأتي هذه الأطوار متعاقبة على غرار تطور الفرد منذ ولادته حتى مماته . وقد عمم ابن خلدون نظريته على المجتمعات كافة . ومن خلال الأجيال الثلاثة السابقة يمر المجتمع بخمس مراحل : مرحلة البداوة ، مرحلة الملك ، مرحلة الترف والنعيم ، مرحلة الضعف والاستكانة ثم الفناء .
وتعرض إلى عوامل فساد المجتمع معللا ذلك بالانهيار الاقتصادي والضعف الديني ، ورأى من دراسته للتقدم الاجتماعي أن المراحل التطورية يصاحبها تطور ملحوظ في أحوال المعيشة ، ومتطلبات الحياة الاجتماعية وقد أشار إلى العوامل التي تساعد في سرعة التقدم وهي : عوامل البيئة ، وكثافة السكان ، ثم عدالة الدولة . وأشار إلى أن الحضارة تحدث جانبا سلبيا لأنها تدعو إلى الاسترخاء والخمول .
- النقد الموجهة لنظريته :
1- أنطلق من أن المجتمعات تخضع لقانون الفناء .
2- معظم القوانين التي توصل إليها لا ينطبق إلا على المجتمعات التي عايشها .
3- ليس عناك من انفصال تام بين كل طور وآخر .
- نظرية شبنجلر :
أهتم بتكوين الثقافة وأنواعها وتطورها ونظريته في التغيير الدوري مبنيه الجزئي مبنية على أن الثقافة خاصية للمجتمعات . وأن لكل مجتمع ثقافته الخاصة ، فبيتالي عملية التغيير لا تكون واحدة في جميع المجتمعات . وإنما لكل مجتمع نمطه الخاص للتغيير وفق ثقافته . ومؤكدا أن العلاقات المتبادلة بين الثقافات ليس لها أهمية تذكر في عملية التغيير . ومفهوم الحضارة عنده يسير في دائرة مغلقة بداية فنهاية ، ثم بداية من جديد .
الانتقادات الموجهة لنظريته :
يؤخذ علية قوله بحتمية الفناء للحضارة
نظرية فيكو :
هو صاحب نظرية التقدم الدائري اللولبي وهي ترى أن التطور الاجتماعي لا يسير في خط مستقيم ، أو على شكل دورات مغلقة وإنما يسير في شكل لولبي بحيث كل دورة تعلو الدورة السابقة وتكون أنضج منها ثقافيا وفق قانون النكوص .
قسم فيكو تاريخ تطور المجتمعات الإنسانية إلى ثلاث مراحل :
1- المرحلة الدينية : وتتميز بالطبيعة التألهية للأشياء وأن كل فقا وقول مستمد من الآلهة.
2- مرحلة البطولة : وتبدو في تعظيم الشرف والمغامرة ، وظهور الارستقراطية السياسية.
3- مرحلة الإنسانية : وتتميز بالحرية السياسية ، والمساواة ، وسيادة الحقوق المدنية ، وانتشار الأنظمة الديمقراطية .
- خلاصة ذلك أن فيكو يرى أن تقدم المجتمعات حتمي مع حتمية مروره بالمراحل الثلاثة السابقة .
ثالثا : نظريات التطور الاجتماعي :
تأتي نظريات التطور في إطار النظريات غير السوسيولوجية في نظرتها إلى التغيير الاجتماعي ، لأنها تشبه المجتمع بالكائن العضوي في تطوره .
من ممثلي هذا الاتجاه :
- نظرية هربت سبنسر :
شبه تطور المجتمع بتطور الكائن العضوي ويرى أن كل الأفعال تسير وفق قانون " الاتصال النسبي " أي أنها مرتبطة يبعضها . وقد تنبه إلى أن العلاقة بين أعضاء الكائن العضوي علاقة متحدة ومباشرة ، في حين أنها بين أفراد المجتمع علاقة خارجية عن ذاتية الأفراد .
والمجتمع في حالة النشأة والتكوين ، فأول ما ينشأ يكون بسيطا والتجانس يكون واضحا بين أفراده من حيث الوظائف ولكن بعد أن يتطور ويتقدم و بعد اندماج المجتمعات ببعضها أخذ التخصص يظهر بين الأفراد ، حتى أصبح متباينا
وتتأثر الظواهر الاجتماعية بنوعين من العوامل :
1- العوامل الداخلية : وهي خاصة بالأفراد
2- العوامل الخارجية : ويقصد بها البيئة الجغرافية .
كما يرى أن تطور المجتمع نتيجة لعوامل طبيعية ونفسية وحيوية ، تعمل جميعها متظافرة في عملية تطورية موحدة يطلق عليها سبنسر " التطور فوق العضوي " ، ويعتقد سبنسر أن عملية الصراع من أجل البقاء جعلت كثيرا من المجتمعات تتحد مع بعضها .
الانتقادات الموجهة لنظريته :
1- مبدأ تشبيه المجتمع بالكائن العضوي ، هو مبدأ غير علمي لأن الطبائع بينهما مختلفة .
2- فناء المجتمع على غرار فناء الكائن الحي أمر غير منطقي .
3- مبدأ البقاء للأصلح ، إن جاز تطبيقه للحيوانات فهو غير جائز في المجتمعات .
- النظريات المعاصرة في التغيير الاجتماعي
أولا : النظرية الوظيفية
تؤكد الوظيفية على الجانب المعياري للحياة الاجتماعية من خلال نظرتها إلى الفعل الاجتماعي كسلوك ينطوي على توجيه قيمي ، وتحدد نمط المعايير الثقافية ، فهي تعتبر المجتمع نظاما أخلاقيا في جوهره .
والخلاصة : أن الوظيفية إلى التأكيد على تكامل الأجزاء في الكل والتساند والتكامل فيما بينها . وأن كل من الجزء والكل يؤدي وظيفة خاصة به ، بحيث لا يكون غيره قادرا على القيام بها .
وترى الوظيفية أن التغيير الاجتماعي يطرأ على البناء الاجتماعي ، ثم يتبعه تغيير وظيفي من أجل تحقيق وجود النسق ذاته . إلا أن الوظيفية ترى أن التغيير في الوظائف لا يتبعه تغيير في البناء الاجتماعي . كما وأن آلية التغيير تأتي من عوامل خارجية وعوامل داخلية .
وتذهب الوظيفية إلى أن تغيير النسق إنما يكون تدريجيا وليس فجائيا وقد تؤدي العوامل المؤثرة إلى تدعيم النسق وتقويته بدلا من تغييره .
وخلاصة القول : أن النظرية الوظيفية في عمومها تنظر إلى المجتمع باعتباره نسقا يؤدي دوره في ضوء معنى معين وهدف معين ، وهو اشباع حاجات أفراده ، وأن هناك عوامل محددة ترتبط فيما بينها ارتباطا وظيفيا تؤدي إلى تشكيل النسق أو تغييره ، والتركيز خاصة حول أداء الأبنية ووظيفتها .
- النقد الموجهة للنظرية :
1- يؤخذ عليها عدم استخدامها لأدوات البحث التجريبية .
2- هناك خلط بين التحليل الوظيفي والتحليل النفسي في الشكل والمضمون .
3- تعتبر النظرية غير كافية لتفسير مقولة التغير الاجتماعي .
4- هناك غموض في المصطلحات المستخدمة في التحليل الوظيفي وتباين المعاني عن الوظيفيين .
5- يؤخذ على الاتجاه الوظيفي من الناحية الأيدلوجية أنه اتجاه محافظ ، و يحاول الإبقاء على النظام الذي انبثق منه .
- النظريات التحديثية في التغيير الاجتماعي:
الملاحظ أن النظريات التحديثية تعتبر المتغير التقني عاملا رئيسيا في عملية التحديث والتغيير الاجتماعي عامة .
ويتصف التحديث بخصائص وسمات :
1- الحركية : سهولة تنقل الأشخاص والمعلومات والأحوال في المجتمع الواحد . أي سهولة التنقل مع السرعة في التغيير دون حواجز تذكر
2- التمايز : يعني التباين – الاختلاف في الوظائف نتيجة لتقسيم العمل والتخصص الدقيق.
3- العقلانية : تعني في المجال الاقتصادي تكيف الوسائل مع الغايات.
4- التصنيع : قاعدة الإقلاع الاقتصادي.
لا شك أن الأساس العام للنظريات التحديثية هو الاتجاه الوظيفي . تهتم النظريات التحديثية اهتماما ًخاصاً ً بغائية التغيير الاجتماعي متخذة في المجتمعات المتقدمة في مظهرها التكنو اقتصادي نموذجا ًومطلباً تسعى إليه المجتمعات النامية في تقدمها. وهي تنظر إلى العمل المنتج بأنه العمل الذي يحقق الزيادة في الإنتاج عن طريق إلغاء الحواجز المعوقة
ومن أبرز الممثلين للنظرية التحديثية :
نظرية سملسر: تركز نظريته بشكل خاص على التنمية الاقتصادية وعلى التمايز كركن أساسي للتحديث.
وقد تنبه سملسر إلى حقيقة اختلاف النتائج الاجتماعية لدى المجتمعات وأنها تختلف من مجتمع لآخر وهي تؤثر على البناء الاجتماعي مؤدية إلى تغيرات بنائية تبدو في المظاهر التالية: -
أ/ التمايز البنائي : يتضمن قيام وحدات اجتماعية متخصصة ومستقلة في العائلة والاقتصاد والدين والتكوين الطبقي.
ب/ التكامل البنائي : أي تكامل النشاطات المتمايزة التي جاءت نتيجة لتقسيم العمل والتخصص الدقيق ، حيث تعود إلى التكامل بعد التجزئة فالأجزاء ترتبط في بعضها البعض في عملية تكاملية.
ج/ الاضطرابات الاجتماعية : تحدث حين ينقطع التمايز والتكامل مثل هستيريا الجماهير – انتشار العنف والحركات الدينية والسياسية المتعصبة وهي تعبير عن المسار غير السوي.
ويؤكد بان هناك خمسة عوامل حاسمة في تشكيل وتعديل الاضطرابات الاجتماعية وهي :
1- مدى مجال وكثافة التفكك الاجتماعي .
2- طبيعة البناء الاجتماعي
3- إن الوصول المجموعات المضطربة إلى أجهزة الحكم يهدئ من الغليان
4- تجاوز المصالح وخطوط الانقسام
5- مدى التدخلات الأجنبية لصال بعض المجموعات المتصارعة
- نظرية ولبرت مور :
وهو يربط بين التحديث والتصنيع والتلازم بينهما . ويرى أن التمايز بين المجتمع التقليدي والحديث يكمن في مدى امتلاك التكنولوجيا وإتباع التصنيع بوجه عام . وأن المجتمعات التقليدية لن تصل إلى التحديث إلا بالأخذ بنمط الثقافة الغربية في المجالات المادية والفكرية
- نظرية ماريون ليفي :
تأتي نظريته ضمن النظريات التحديثية وعرضها في مؤلفه : التحديث وبناء المجتمعات مؤكداً على أن التحديث يعني الاستعمال الواسع للأدوات كمصادر للطاقة. والتركيز على التكنولوجيا والاقتصاد أي أن درجة التحديث تقاس بمدى استعمال الطاقة (غير الحيوية)
ويشير إلى مظاهر التحديث المتمثلة في إحياء وتنشيط مصادر الثروة والقوة وتكثيف الجهود المتنوعة بشكل متضافر بالاعتماد على الوسائل والأدوات الحديثة.
- نظرية والت روستو :
وتتلخص في عملية النمو الاقتصادي وهي مبينة على فكرة المراحل التاريخية المتعاقبة.
وقسم مراحل النمو إلى خمس مراحل متتابعة:
1- مرحلة المجتمع التقليدي .
2- مرحلة شروط التهيؤ للانطلاق.
3- مرحلة الانطلاق.
4- مرحلة الاتجاه نحو النضج.
5- مرحلة الاستهلاك الوفير .
- نظرية النظم العامة :
تؤكد على المعلومات والاتصالات ، وينظر للمجتمع كنظام تكيفي يمكن أن يتطور بتغيير بنائه الخاص مع الوقت بطرق جوهرية يعتمد عليها النظام التكيفي وهي :
1- مصدر للإدخال المستمر للأنواع .
2- الحفاظ على أقصى مستوى للتوتر في النظام في الوقت الذي تكون فيه حاجات الأفراد على أعلى مستوى من الإشباع .
3- شبكة اتصالات كاملة ذات اتجاهين تمتد عبر كل أجزاء النظام .
4- نظام صنع القرار يكون حساس للتغيرات سواء داخل البيئة أو خارجها .
5- آليات فعالة للمحافظة على المعاني والمعلومات ونشرها .
نظرية العامل السكاني :
يرى أصحاب هذه النظرية أن الكثافة السكانية والتوزيع السكاني له تأثير كبير في التغيير الاجتماعي .
- نظرية العامل الجغرافي :
القائلون بهذا العامل يفسرون التغيير الاجتماعي على أساس ظروف خارجية مفروضة على المجتمع ناتجة عن البيئة الجغرافية .
- نظرية العامل الاقتصادي :
تعتمد النظرية الاقتصادية في تفسيرها لعملية التغيير الاجتماعي على البناء الاقتصادي للمجتمع ، وتأثيره على العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد والجماعات .وترى أن العامل الاقتصادي هو المحدد الأساسي لبناء المجتمع وتطوره .
- نظرية العامل الثقافي :
وهي تنقسم إلى ثلاث نظريات :
1- نظرية الانتشار الثقافي : تنطلق النظرية الانتشارية من أن التغيير الثقافي يرجع إلى عامل الانتشار ، فالانتشار عملية تنتشر بموجبها سمات ثقافية من منطقة لأخرى .
وتعتمد عملية الانتشار إلى عامل الاختزال الذي يعتبر أصل الثقافة الجديدة .
2- نظرية الاتباط الثقافي : وهي ترجع التغيير الثقافي إلى عوامل داخلية في المجتمع ، وهي ترى أن التغيير الاجتماعي يأتي من العناصر الكائنة في المجتمع وليس من خارجه .
3- نظرية الصراع الثقافي : ( المتناقضات الثقافية ) ترى أن التناقض الذي يؤدي إلى الصراع هو وراء عملية التغيير الاجتماعي ، وأن المتناقضات الثقافية تنبع من داخل المجتمع ، ويؤدي إزالة هذه التناقضات إلى تغييرات اجتماعية فيه.
عن: موقع العلوم الاجتماعيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق