الأربعاء، 6 فبراير 2013

المعايير المستخدمة في اختيار موضوع البحث



مقدمة


على الرغم من أن المجالات و الموضوعات المختلفة مفعمة بمشاكل متعددة تتطلب البحث و الاستقصاء،و على الرغم من أن الاكتشافات الجديدة التي تتم  في كل يوم تفتح إمكانيات لا محدود لها بالنسبة لمزيد من الدراسات و البحوث،إلا أن اختيار موضوع مناسب للبحث تعتبر أحد المهام الصعبة التي تواجه الباحث المبتدئ،ذلك لأن الطالب يميل إلى اختيار المواضيع العريضة في نطاقها أو تلك التي تتعلق بجوانب أو أجزاء متفرقة من مشكلة معينة

إن اختيار موضوع البحث يجب أن يكون مهمة الباحث و أن يكون الموضوع متفق مع اهتماماته و أن يوافق عليها أستاذه المشرف على بحثه في نهاية صياغته و تحديده، و ذلك حتى يكون الموضوع ذا دلالة كافية يبرر إنفاق الوقت و الجهد المبذولين.
هذا ويؤكد المشتغلون بالبحث العلمي أن اختيار موضوع البحث و تحديده ،ربما يكون أصعب من إيجاد الحلول له،كما أن هذا التحديد و الاختيار سيترتب عليه أمور كثيرة منها : نوعية الدراسة التي يستطيع الباحث أن يقوم بها،طبيعة المنهج الذي يتبع،خطة البحث و أدواته،بالإضافة إلى نوعية البيانات التي ينبغي على الباحث أن يحصل عليها

          و من هنا يمثل اختيار موضوع البحث العنصر الأساسي في إجراء عملية البحث،لذا يجب أن تبنى على أساس موضوعي،وتصطبغ بصبغة علمية و موضوعية بحتة و تخضع منذ البداية لمتطلبات الإجراءات العلمية،كما أن صياغتها تعتبر أيضا مهمة من أجل تحديد المجال والإطار العام للموضوع.

– فما هي أهم المعايير المستخدمة في اختيار موضوع البحث ؟   

Ι/ ماهية الموضوع في البحث العلمي :
نعني بعبارة الموضوع ( المشكلة )في البحث العلمي أحد الأمور التالية:

أ / - سؤال يحتاج إلى توضيح و إجابة، فكثيرا ما يواجه الباحث عددا من التساؤلات في حياته العلمية و العملية و يحتاج إلى إيجاد جواب شافي و وافي، مبني على أدلة وحجج و براهين، مثال ذلك:
      - ماهية العلاقة بين استخدام الحاسب الإلكتروني و تقديم أفضل الخدمات للمستخدمين في المكتبات و مراكز المعلومات.
     - ما هو تأثير برامج تلفزيونية محددة على تربية الأطفال و الجيل الناشئ من أفراد المجتمع؟
ب/ - موقف غامض يحتاج إلى إيضاح تفسير واف و كاف، مثال ذلك:
-         عدم استخدام مقتنيات و مواد المكتبة بالرغم من كفاءتها و جودتها.
-         عدم وجود المراجع في المكتبة بالرغم من وجودها في فهارس المكتبة.
ج/ - حاجة لم تلب أو تشبع ،فكثيرا ما يحتاج الإنسان إلى تلبية طلب من طلباته و إشباع حاجة من حاجاته ولكن توجد عقبات وصعوبات أمام تلبية أو إشباع مثل تلك الحاجة ،مثال عن ذلك:
-         عدم تناسب موضوعات و عناوين الكتب في المكتبة مع رغبات و حاجات المستفيدين.

-         عدم تلبية برامج التلفزيون لأذواق و حاجات المستفيدين.

ΙΙ/ مصادر الحصول على موضوع البحث :
إن مصادر الحصول على المواقف الغامضة غيرها، و التساؤلات و الظواهر السلبية يمكن أن يكون عن طريق محيط العمل أو الخبرة العلمية أو من خلال القراءات المعمقة و الواسعة،أو حتى من البحوث السابقة و الإطلاع على المصادر العلمية و المراجع كالآتي:

1. مجال العمل و الخبرة العملية و التخصص:
يستطيع الباحث من خلال تجاربه العلمية و خبرته الفردية في المحيط الذي يعمل فيه، وميدان تخصصه أن يكتشف المشكلات القابلة للبحث و الدراسة: 
-         المكتبي يستطيع أن يبحث في عمليتي الاقتناء و الإعارة من خلال التعامل مع الناشرين و المستفيدين من المكتبة.
-         طلبة علم المكتبات بمقدورهم أن يبحثوا في موضوع الأخطاء في العمليات المكتبية و أثرها على جمهور المستفيدين.

2. برامج الدراسات الجامعية و الإطلاع على المصادر و المراجع:
من خلال إطلاع الباحث بشكل مستمر و دائم على المراجع و الدوريات و الأبحاث،يستطيع الباحث أن يحدد  مواقف وحالات و مواقف مبهمة تثير لديه تساؤلات يستطيع أن يدرسها و يبحث فيها و يتبناها كموضوع بحثي،و من أمثلة ذلك القراءات المعمقة و الإطلاع الواسع في مجال استخدام الإعلام الآلي في المكتبات والتعامل مع تكنولوجيا المعلومات مما يساعدنا في حل مشكل من مشاكل العمليات المكتبية و الفنية في المكتبات و مراكز المعلومات وربطهم بالشبكات المحلية أو الإقليمية أو العالمية لتبادل المعلومات فيما بينهم، و هكذا.

3. الدراسات المسحية للبحوث السابقة:
يوصي الباحثون زملائهم اللاحقون بمعالجة موضوع أو مجموعة من المواضيع ظهرت أثناء مناقشة بحوثهم في مجال محدد، بحيث لم يستطيعوا ترك موضوعهم الأصلي و تضييع الوقت و الجهد في معالجة تلك المواضيع،مثال عن ذلك:
-         ظهور موضوع عدم وجود كفاءات بشرية ذو تكوين عالي في مجال الأتمتة ،أثناء دراسة موضوع توفير البرامج التوثيقية و التقنيات الحديثة للمكتبات ومراكز المعلومات.
و هذا بعد نقد دقيق و اطلاع على توصياتها.

4. تكليف من جهة وصية:
تقوم مؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي بتكليف باحث أو – أكثر – لمعالجة و دراسة ظواهر سلبية تعكس مشكلات تواجههم و إيجاد الحلول المناسبة لها بعد تشخيص علمي دقيق لأسبابها وغالبا ما يكون هذا النوع من البحوث بحوثا تطبيقية (البحوث التطبيقية هي بحوث عملية،تكون أهدافها محددة بشكل أدق من البحوث الأساسية ( النظرية) ،و تكون موجهة عادة لخل مشكل من المشاكل العملية أو لاكتشاف معارف جديدة يمكن تسخيرها و الإستفادة منها فورا و في واقع حقيقي و فعلي موجود في مؤسسة أو منطقة أو لدى  أفراد )  .
 كذلك تكلف الجامعات و المؤسسات التعليمية طلبتها – في الدراسات العليا و الأولية- بإجراء دراسات و بحوث و رسائل جامعية،تحدد لهم مشكلاتهم مسبقا،أو يساعدون في تشخيص مثل تلك المشكلات و الظواهر و يجرون بحوث ميدانية أو وثائقية عليها.

5. الحالة المادية للباحث:
الناحية المالية قد يكون لها دخل في اختيار الموضوع كأن يستلزم السير القيام بزيارات نائية لدراسة ميدانية (كمعرفة مدى نجاح دور المكتبات المتنقلة في المناطق الريفية)،أو يحتاج إلى صور مخطوطات تطلب من مكتبات بعيدة مقابل دفع تكاليفها،أو شراء مراجع معينة حديثة لم تزود المكتبات بعد.
فإذا كانت الحالة المالية للطالب محدودة لا تساعده على ذلك فالموضوع لا يناسبه و قد يناسب سواه.  

. الأستاذ المشرف:
الأستاذ المشرف تختاره الكلية أو المعهد الذي يتبعه الطالب، ومن الحق أن نقول أن العلاقة تبدأ بين الطالب و الأستاذ المشرف قبل أن يعين الأستاذ للإشراف؛فالإتجاه القانوني في الجامعات العربية يرى في الأستاذ المشرف مزيد من الخبرات و التجارب تساعد على رفع مستوى البحث العلمي.
يبدأ دور الأستاذ المشرف عقب اقتراح الطالب موضوع البحث،فيرشده الأستاذ المشرف عن الظروف المحيطة بهذا الموضوع،فمن واجب الطالب أن يظل على صلة بالأستاذ المشرف و أن ينسق علاقته به ليظل الأستاذ المشرف على علم تام بالخطوات التي يخطوها الطالب و يعرف تماما مدى التقدم و التطور الذي يحصل عليه.
في الحقيقة أن اختيار موضوع البحث هو من مهمة الطالب لكن لا مانع أن يوجهه الأستاذ المشرف و يقترح عليه حتى يتمكن من اختيار موضوعه.

ΙΙΙ/ أسس اختيار موضوع البحث:

هناك عدد من الأسس التي تمثل المقاييس و المعايير التي تساعد الباحث في تحديد أحقية و أهمية الموضوع المراد بحثه،و بعبارة أوضح ينبغي على الباحث توجيه السؤال التالي:
هل يستحق الموقف أو السؤال المحدد الذي يشغل بال الباحث حول مسألة معينة، أن يكون موضوعا للبحث والدراسة ؟
و عموما نستطيع أن نحدد أسس اختيار الموضوع عن طريق مجموعة من الإستفسارات الآتية:

-         هل موضوع البحث جديد ؟
  إن حداثة موضوع البحث دائما يصبح مصدر قلق الباحثين لكن ليس الأمر الصعب ،فعلى الباحث بقدر المستطاع أن يختار موضوعا جديدا لم يتطرق إليه أحد من قبل،و في بعض الأحيان قد يكون الموضوع قد تم تناوله من قبل و لكن لم يتم معالجته من كافة  الجوانب و قد يكون ظهرت معلومات جديدة أثناء الدراسة مما قد يؤدي إلى تغيير بعض النتائج ، الأمر الذي يحتاج إلى دراسة هذا الموضوع في ضوء المتغيرات الجديدة خاصة في مجال العلم التطبيقية و التجريبية و الميدانية.
  
-         هل موضوع البحث ملبيا لرغبة الباحث، و مستجيبا لميوله الشخصية ؟
إن البحث العلمي نمط خاص من أنماط الدراسة فهو يختلف عن نمط الدراسة من مراحل التعليم
فالبحث العلمي هو معايشة لزاوية محددة في علم من العلوم و لفترة قد تطول زمانها فإذا لم يكن هذا العلم محببا للباحث أو متماشيا مع قدراته و ميوله،فمن المحتمل  أن يفشل فيه – يمكن للباحث أن يبذل جهدا كبيرا و وقتا طويلا إلا أنه قد لا يحقق النجاح المطلوب إذا كان موضوع البحث لا يستهويه في حين أن يبدل وقتا قصير و جهدا ضئيلا و يحقق نجاحا إذا كان موضوع البحث يستهويه و يتماشى مع ميوله و رغباته- . فإجبار الباحث على دراسة موضوع معين لا يحقق فائدة تعود على العلم  الباحث.
-         هل توجد مساعدات إدارية ؟
تتمثل المساعدات الإدارية في التسهيلات التي يحتاجها الباحث في حصوله على المعلومات المطلوبة، وخاصة في الجانب الميداني  ومثال ذلك فسح المجال أمام الباحث  في مقابلة الموظفين و العاملين،و حصوله على الإجابات المناسبة لاستبيانه أو مقابلته، و تهيئة البيانات و الإحصائيات التي يحتاجها عن المؤسسة أو الموقع الذي يخص بحثه،و ما شابه من التسهيلات الضرورية لإنجاح البحث أو الرسالة.
-         ما هي أهمية موضوع البحث و فائدتها العملية و الإجتماعية ؟
  على الباحث أن يكون متأكد من أنه سوف يحصل على نتائج تفيده كباحث أو تفيد المجال الذي سيقوم بالبحث فيه أو يفيد المجتمع و كذلك مدى تأثيره على جوانب الحياة،فإذا كان البحث مثلا يكتشف مجهولا أو يصحح خطأ أصبح موضوع البحث العلمي بناءا يحقق نفعا للمجتمع، و إذا كان البحث لم يحقق فائدة للمجتمع و للعلم و لكنه يقدم خبرة للباحث يفيده في عمله العلمي و يكتسب من خلاله خبرات تفيده على المدى الطويل أصبح موضوع البحث مثمرا.
-         هل للموضوع علاقة بمؤسسة محلية أو وطنية محددة ؟
يجب أن يكون موضوع البحث يعالج مشكلة إداري أو فني أو تقني في إحدى المؤسسات أي لها علاقة قائمة بالمجال الثقافي أو الإجتماعي أو الإقتصادي ...إلخ.

VΙ/ معايير اختيار موضوع البحث:
يخضع اختيار الموضوع لجملة من الإعتبارات الذاتية و الموضوعية تجعل الباحث يختار الموضوع الذي بإمكانه دراسته دراسة جادة و من أهم هذه المعايير ما يلي :

أ* المعايير الذاتية :

1- الرغبة النفسية في موضوع البحث: إذ أن من أهم شروط نجاح البحث في بحثه رغبته فيه لأنه أعلم من غيره بميوله و برغباته.
و لهذا فإن لوائح الأبحاث المرغوب فيها من قبل المؤسسات و مراكز البحوث و الجامعات يجب أن تنوع من محاورها بما يتفق مع الرغبة النفسية للباحثين.  
2- الإستعدادات و القدرات الذاتية: يمتلك الباحث قدرات ذاتية و ميول نحو بعض المواضيع نظرا لأن له مهارات و معرفة مسبقة بهذه المواضيع أو يرى بأنها جديرة بالبحث و الدراسة،مما يجعل الإستعداد النفسي لمناقشتها من أجل إظهار تلك القدرات.و أهم هذه القدرات :
.. القدرات العقلية التي تمكن الباحث من الفهم و التحليل و الربط و المقارنة و الإستنتاج في مراحل  إعداد و تنفيذ البحث
.. الصفات الشخصية و الأخلاقية مثل الرزانة و قوة الملاحظة و الإبداع
.. القدرات المالية على الإنفاق على البحث ( تكاليف دراسة ميدانية، تكاليف شراء مراجع، تكاليف زيارة مواقع الإنترنت. تكاليف النسخ و التصوير و الطباعة.... )
.. الإستعدادات العلمية و اللغوية ( اللغات الأجنبية )،و التمكن من تقنيات البحث و إتقان التمرن على الحاسوب و ملحقاته.
3- معيار التخصص العلمي: يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي بوجه عام أو في إحدى فروع تخصصه، فعامل تخصص الباحث العلمي معيار أساسي في اختيار الموضوع.
4- معيار التخصص المهني: يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق الوظيفة التي يمارسها لأسباب ذاتية من أجل تعميق معلوماته و معارفه حول مهنته أو لكي يستغل نتائج بحثه في تحسين و تطوير مهنته. فالباحث في نطاق هيئات البحث العلمي يختار موضوع بحثه بما يتناسب و مركزه المهني كباحث، بالإضافة إلى ذلك فإن المهنة الممارسة تسمح للفرد من اكتساب معارف علمية ناتجة عن الممارسة
و الخبرة مما يسهل عليه اختيار بحثه في نطاق الوظيفة الممارسة.
5- توفر الوقت الكافي لإعداد و تنفيذ البحث

ب- المعايير الموضوعية:


        أ‌-         القيمة العلمية لموضوع البحث: يتم اختيار الموضوعات ذات القيمة العلمية وفقا لمعايير موضوعية تنبثق عن طبيعة التخصص.
    ب‌-       أهداف سياسة البحث العلمي: تلتزم مؤسسات التكوين و البحث العلمي بتوجيه سياسة البحث العلمي التي تشرف عليها لتتجاوب مع أسس و أهداف هذه المؤسسات.
     ت‌-       وفرة المصادر المراجع العلمية: يعتبر هذا المعيار من أهم المعايير ،لأن الطلاب يعمدون إلى مواضيع خيالية ليس لها واقع ملموس في المصادر و المراجع حيث  يظن الطالب وفرة المصادر و المراجع للموضوع الذي اختاره ،و لتجنب هذه الحالة يجب المداومة على المطالعة استشارة أهل الإختصاص و متابعة الجديد من الإصدارات العلمية و المشاركة في المحاضرات و الندوات.
    ث‌-       حصر موضوع البحث: كلما كان موضوع البحث ضيقا كان أكثر صلاحية،لأن الطالب يعالجه معالجة علمية دقيقة،عكس ما إذا كان موضوع البحث واسعا فإن الباحث سيعالجه معالجة سطحية لا تحقق الغرض من البحث.
       ج‌-       أن يكون الموضوع ملائم لبيئة البحث: سواء من الناحية السياسية أو الإجتماعية،و الثقافية... بحيث لا تتضارب مع منظومة القيم السائدة في المجتمع.
      
V/ مواصفات الباحث الجيد:
يتميز الباحث بعدد من الصفات و الخصائص الأساسية،و قد صنفها البعض إلى نوعين قدرات أولية و مهارات مكتسبة،أما القدرات الأولية فهي الإستعداد الشخصي و القدرة على البحث،و أما المهارات المكتسبة فهي التمسك بأخلاق الباحثين و إتباع الموجهين.
و أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث الجيد نحددها فيما يلي:

-         أن يتوكل على الله -سبحانه و تعالى- بالنية و الدعاء ليعينه في بحثه،كقول" اللهم انفعني بما علمتني و علمني ما ينفعني و زدني علما "  
-         أن يكون الباحث محبا للعلم و حب الإستطلاع لا يقف عند حد معين،عميق التفكير،متفائل و طموح.
-         الموضوعية في الكتابة أن يعتز الباحث بآرائه و يحترم آراء الآخرين( الإبتعاد عن التحيز ).
-         أن يتمتع الباحث بالدقة في جمع الأدلة و الملاحظات و عدم التسرع في الوصول إلى قرارات ما لم تدعمها الأدلة الدقيقة و الكافية.
-         أن يكون الباحث ميالا إلى التأمل و التحليل متمتعا بقوة التخيل حتى يستطيع أن يتصور كيفية سير العمل و ينطلق من خلال تصوراته الخيالية إلى واقع فيجسده في عمل علمي منظم.
-         الإعتماد على آراء الآخرين و احترام هذه الآراء و عدم فرض رأيه الشخصي و عليه أن يعزز آراءه بآراء الآخرين و يورد أدلتهم.
-         تقبل النقد الموجه إلى آرائه من الآخرين.
-         الأمانة العلمية في نقل آراء الغير و أدلتهم فلا يحذف منها أو يحجبها لكونها لا تتفق مع رأيه.
-         السيطرة على لغة البحث و لغة أجنبية واحدة على الأقل.
-         أن يستخدم أحدث ما في العصر من تكنولوجيا.
-         أن يكون له اطلاع بالإنترنت من خلال المواقع الإلكترونية و النشر الإلكتروني.
-         أن يكون له بريد إلكتروني لتبادل المعلومات مع الآخرين. 
-         أن يتميز بالخلق الحسن و التركيز و قوة الملاحظة.
-         أن تكون لديه العزيمة ،صبورا، و دؤوباعلى استعداد لمواجهة الصعاب و التغلب و الصمود في وجه الفشل.
-         أن يكون مؤمنا بدور العلم و البحث العلمي في حل المشكلات في المجالات المختلفة و أن يكون متيقنا بأنه عن طريق البحث العلمي يمكن تحقيق سعادة و رفاهية للبشرية.
-         أن يشكر الله و يحمده على نعمة العقل التي وهبها له،لأن العقل هو آلة تقدم الإنسان في هذه الحياة.

خلاصة القول

إن أصعب ما يواجه الطالب في مرحلة الدراسات العليا اختيار موضوع البحث،و يعد حسن اختيار الموضوع هو بحق التحدي الحقيقي لقدرات الطالب و العلامة الأولى على ذكائه و إمكاناته العلمية.
لأن الطالب هو المسئول الأول و الأخير عن بحثه، و من ثم وجب على الباحث أن يعود نفسه على المطالعة و المشاركة في المحاضرات و الندوات العلمية، فكل هذه الأمور تفتح المجالات لاختيار موضوع مناسبا في تخصصه.
و كثيرا ما نسمع من الطلاب أن جميع الموضوعات قد نوقشت،و لكن هناك الكثير جدا من الموضوعات الجادة و المشكلات العلمية التي لم يتناولها أحد من الباحثين فعلى الطالب أن يقرأ و بتأمل و يتابع الجديد في مجال تخصصه ،و أن يعيش موضوعه لكي ينتج أفكارا جديدة تساعده على اختيار موضوع البحث.
و للأساتذة دور كبير في إرشاد الطالب و تنبيهه على الموضوعات التي يختارها أو قلة مراجعها مثلا، حتى ينتبه الطالب منذ البداية إلى مشاكل الموضوع الذي اختاره.
و هناك بعض الصور الأخرى لاختيار موضوع البحثمنها :
-         أن بعض الأساتذة تكون لديهم أفكار جيدة صالحة للتسجيل و لكن ليس لديهم الوقت الكافي لإخراج تلك الأفكار في بحوث علمية فيقترحون الموضوع على الطلبة.
-         و هناك طريقة أخرى لاختيار الموضوع تتمثل في مشروعات علمية يتبناها القسم و يضعها كخطة متكاملة للتسجيل في الرسائل الجامعية ( مذكرة ليسانس ، رسالة ماجستير ، أطروحة دكتوراء)، أو مشروع علمي.
و من هنا فالأحرى بالباحث أن يوظف تلك الجهود لبحث عن الموضوع يكون له إسهام جليل في مجاله و تسجل له سابقة في تخصصه،أولا و أخيرا يكون خطى خطوة لتحقيق ما قاله رسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم – : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له "*.


قائمة المراجع المستخدمة:

-        بدر، أحمد . أصول البحث العلمي و مناهجه. القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 1996
-        حامد، خالد. كيف تكتب بحثا جامعيا . الجزائر: دار ريحانة، ( د. ت.)
-        حجاب، محمد منير. الأسس العلمية لكتابة الرسائل الجامعية. القاهرة: دار الفجر، 2000
-        النجار، فايز جمعة و آخرون . أساليب البحث العلمي: منظور تطبيقي. الأردن: دار الحامد، 2008
-        عبد الباري، فرج الله . مناهج البحث و آداب الحوار و المناظرة. القاهرة: دار الآفاق العربية، 2004
-        العساف، صالح محمد . المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية.  ط.4 . الرياض: مكتبة العبيكان، 2006
-        فاطمة عوض، صابر و ميرقت علي خفاجة . أسس و مبادئ البحث العلمي. الإسكندرية: مكتبة و مطبعة الإشعاع الفنية، 2002
-        قنديلجي، عامر . البحث العلمي و استخدام مصادر المعلومات. الأردن: دار اليازوري العلمية، 1999
-        شلبي، أحمد . كيف تكتب بحثا أو رسالة: دراسة منهجية. ط.21 . القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1993












* -  حديث نبوي شريف . رواه مسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق