السبت، 23 فبراير 2013

الحِرَاك الاجتماعي


تتعدَّد مفاهيم "الحِرَاك الاجتماعي" إلاَّ أنَّ من أشهرها مفهوم "بتريم سوركين"، حيث يرى أنَّ "الحراك الاجتماعي" هو: "انتقال الفرد أوِ الجماعة مِنْ طبقةٍ أو مستوى اجتماعي اقتصادي مُعَيَّن إلى طبقة أخرى أو مستوى اجتماعي اقتصادي آخر، بحيث يرتبط بهذا الانتقال تغيُّر في مستوى وظيفة ودخل الفَرْد، وقد يكون هذا الانتقال إلى أعلى أو إلى أسفل.

فالحراك الاجتماعي هو "انتقال الفرد إلى أعلى في البناء الطبقي للمجتمع ،بما يتاح له من تنمية لقدراته ،واستعداداته ، وجهده الذاتي ، للحصول علىمكانة وظيفية واجتماعية راقية داخل المجتمع ، ومن ثم يصبح المجتمع المفتوحمجالا خصبا لحركة أعضائه "
أنواع "الحِرَاك الاجتماعي":
يهتمُّ الباحثون بدراسةِ أنواعٍ مختلفةٍ منَ "الحِرَاك الاجتماعي" نذكُرُ منها ما يلي:
1- "الحِرَاك الاجتماعي الرَّأسي": وينقسم إلى نوعين منَ "الحِرَاك الاجتماعي":
أ- "الحراك الاجتماعي الصَّاعد":
وفي هذا النَّوع مِنَ الحِرَاك يتَحَرَّك الفرد مِنْ طبقةٍ إلى طبقةٍ أعلى، أو مِنْ مستوى اجتماعِيٍّ اقتصاديٍّ إلى مُستوى اجتماعِيٍّ اقتصاديٍّ أعلى.
ب- "الحراك الاجتماعي الهابط":
وفي هذا النَّوع منَ الحِرَاك يتحَرَّك الفرد منْ طبقة اجتماعيَّة إلى طبقةٍ اجتماعيَّة أقل، أو من مستوى اجتماعيٍّ اقتصاديٍّ إلى مُستوًى اجتماعيٍّ اقتصاديٍّ أقل.
2- "الحراك الاجتماعي الأفقي": 
وفي هذا النَّوع منَ الحِرَاك يتَحَرَّكُ الفرد من موقعٍ إلى آخر، ولكن داخل نفس الطَّبقَة.
- ويمكنك التَّفكير في بعض الأمثلة التي تُعَبِّر عن أنواع الحِرَاك المختلفة، فلعَلَّكَ صادَفْتَ في حياتكَ أشخاصًا تَحَرَّكُوا اجتماعيًّا إلى أعلى، أو إلى أسفل، أو داخل نفس الطبقة، كما يمكِنُكَ أن تَتَوَقَّعَ نوع الحِرَاك الذي يحدث لك عندما تتخَرَّج، وتعمل بالتَّدْريس!!


و الحراك الاجتماعي يكون على أساس القدرات والمواهب الذاتية ، وهذا هوالوضع الطبيعي والعادل ،بيد أن هناك حراك اجتماعي على أساس القدرة الماليةوالمكانة الاجتماعية ، وهو الحراك الغير طبيعي وان كان ليس سلبا كله .

عوامل تحقيق الحراك الاجتماعي:هناك عاملين مهمين ومؤثرين في إحداث الحراك الاجتماعي وهما :1. الأيدلوجية السياسية : وهي الفكرة الثقافية التي يدور في إطارها النظام السياسي في المجتمع ، فثمة فرق بين النظم السياسية القائمة على العدالةالاجتماعية والحكم الشوروي أو الديمقراطي ، وبين النظم المركزية أوالمستبدة ، وكذلك مدى ما يسود المجتمع من تطبيق لمبدأ العدالة والمساواةفي الحقوق والواجبات ، وما يتبع ذلك من إتاحة الفرص أمام الجميع في الحصولعلى الوضع الذي يناسب خبرتهم واستعداداتهم، دون تحيز لفئة أو طبقةاجتماعية .فالحراك يكون سهلا ومرنا في المجتمع الذي تسوده العدالة واحترامالعلم والعلماء وتقدير ذوي الخبرة ، والخبرة ، وإتاحة الفرص بالتساوي أمامالجميع ، أما حين يسود الاستبداد والمحسوبية والطبقية ، وتقديم المكانةالمالية أو الاجتماعية على المكانة العلمية وما يحمله الفرد من مؤهلاتوخبرات تقنية وعلمية ، فإن الحراك يصبح حينئذ محصورا في فئة او طبقة دونأخرى ، ومن ثم يسود الظلم وتتسع دائرة المحرومين داخل المجتمع وما ياتبعذلك من خلل في استقرار وأمن المجتمع .
2. 
التقدم التكنولوجي : وهذا عامل إيجابي لإحداث الحراك الاجتماعي من خلالما يتوفر في المجتمع ، من وظائف ومستويات وفرص عمل ، تحتاج إلى مستوىمعرفي وتقني معين ، وبالتالي فإن أمام الفرد الذي يمتلك الخبرة والتقنيةأن يشغل تلك الوظائف أو أن يؤهل نفسه لشغلها ، وبالتالي يتحرك ويتطورمستوى الفرد بحسب ما توفره التكنولوجيا من وظائف جديده وبحسب امتلاكالأفراد للخبرة التقنية المناسبة لتلك التقنيات . 


قياس "الحِرَاك الاجتماعي":
هناك أسلوبان أساسيَّان في قياس "الحِرَاك الاجتماعي":
1- أُسْلُوب القياس المَوْضُوعي:

ويعتمد هذا الأسلوب - في قياس "الحراك الاجتماعي" - على مُؤَشّرات موضوعيَّة؛ كالتَّعليم والمهنة، والدَّخل، ومن أشهر الذين وضعوا مقياسًا لـ"الحِرَاك الاجتماعي" عالم الاجتماع "لويد وارنر" - أستاذ علم الاجتماع بجامعة شيكاغو - ويتكَوَّن مقياسُه من ستِّ خصائص؛ وهي: الثَّروة، والدَّخل، والمِهْنة، والتَّعليم، ونوع السَّكَن، ومصدر الدَّخْل.
وهناك مَيْل لدى بعضِ دارسي "الحِرَاك الاجتماعي" إلى اعتبار المهنة وحدها دليلاً كافيًا للمُستوى الاجتماعي الاقتصادي، ومَحَكًّا للحِرَاك الاجتماعي؛ بل إنَّ الكثيرَ منهم أصبحوا يستخدمون الحِرَاك المهني والحراك الاجتماعي بنفس المعنى. 
2- أُسْلُوب التَّقدير الذَّاتي:
ويعتمد هذا الأُسْلُوب في قياس الحِرَاك على تقدير المَفْحُوص نفسه وتقييمه لمكانته الاجتماعيَّة وانتمائه الطبقي، ومنَ الطَّبيعي أنْ يتعَرَّض هذا الأسلوب إلى كل ما يُواجه التَّقديرات الذَّاتية مِنْ تحيُّز أو مبالغة في التَّقدير.
- وسواء استخدمنا القياس الموضوعي أو التَّقدير الذاتي؛ فإنَّ الباحثينَ يقيسون الحِرَاك الاجتماعي بين الأجيال بمعنى قياس مستوى الفرد بالنسبة لأسرته، حيث يقارن وضع الابن مع وضع الأب وأحيانًا الجد - إن أمكن ذلك - وفي حالات أخرى يقيس الباحثون الحِرَاك داخل الجيل الواحد؛ بمعنى قياس وضع الفرد بالنسبة لنفسه في مراحل مختلفة من نموه أو مراحل حياته.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق