بين يديك أوراق تنشر لأول مرة، توثيق وشهادات بل مواقف وأحداث من داخل جماعة الإخوان المسلمين، بعضها خرج للهواء الطلق، وبعضها ظل التنظيم متحفظاً على خروجها للنور.
ليس ذلك فحسب.. بل إنه صارع وقاتل كل من حاول إيصال تلك ..الشهادات للنور
ولأن النور يأبى التقييد والحصار.. ولأن مجموعة من أخلص رجال الإخوان حاربوا وجاهدوا داخل الجماعة; لكي تسمع كلمتهم،ويلتفت البعض إلى أفكارهم، غير أن أحداً لم يلتفت.. فقد سكت الكثيرون منهم.. البعض انشق عن الجماعة، والبعض تم توقيفه والتحقيق مع وفصله.. ولكل هذا وأكثر يأتي هذا الكتاب للمهندس هيثم أبو خليل القيادي السابق في الإخوان، والذي ترك الجماعة بعد ثورة 25 يناير..
هذا الكتاب ليس محاولة للترصد أو تصيد الأخطاء، وليس محاولة للمزايدة على فكرة أو الترويج لفكرة..
هذا الكتاب ليس ضد أحد أو مع أحد، ولكنه إنتصار للموضوعية، ووقوف في صف وجهة نظر،وتوثيق لها; لما يرى صاحبها أنها صواب، غير أن تنظيماً كاملاً رأى غير ذلك، وحاربها، فاختفت وجهة النظر هذه لفترة، ثم ظهرت الآن لترى النور.. عسى أن يُثبت الزمن أنها كانت وجهة نظر سليمة
يعدّ الكتاب وثيقة مهمة في مجمله، حيث يُوثّق بالشهادات والوقائع والأحداث تاريخ حركة الإصلاح الداخلية في جماعة الإخوان المسلمين، ودور تيار القطبيين في الجماعة، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر في وأد تلك الحركة والانتصار للتنظيم على حساب أي مبادئ، وقد ظلّ التنظيم متحفّظا على عدم خروج تلك الشهادات للنور، بل إنه صارع وقاتل كل مَن حاول وصولها للنور.
يُذكر أن هناك اثنين من قيادات الجماعة ومن روّاد حركة الإصلاح في الجماعة والمنشقّين عن الجماعة قد قدّما هذا الكتاب، وهما: الأستاذ كمال الهلباوي، والأستاذ مختار نوح.
ويعدّ الكاتب هيثم أبو خليل نموذجا للتيار المستنير الإصلاحي داخل الجماعة، والذي حاول كثيرا إصلاح التنظيم داخليا، لكنه واجه تيارا عنيدا يأبى التصحيح، كما يعدّ الكاتب ورفاقه من الإصلاحيين الذين يعتبرون امتدادا للحركة الوسطية الإسلامية التي خرج منها بعد ذلك كيانات متعدّدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق