كتاب يعيد قراءة نيتشه وما علق به من تشويه خصوصا لمفهوم "إرادة القوة" ويقول بأن نيتشه المشوه هو حصيلة عمل مقص القوميين الاجتماعيين وأخته إليزابيث نيتشه وغيرهم ممن أساء فهم فكر نيتشه أو وظفه توظيفا سياسيا أو أيديولوجيا
يأخذ على نيتشه مديحه الزائد والمنفر نرجسيته وتقديره للذات المبالغ فيه
مقتطفات من الكتاب
كانت الذكرى المئوية الأولى لوفاة نيتشه " صائفة سنة 2000 مناسبة لعودة الجدال ذاته حول هذا الكاتب الفيلسوف اللغز الذي ما فتئ يقلق الفكر ويستفز التساؤلات ويستدعي شتى الانفعالات منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر الى اليوم .
استقبلت ألمانيا القلقة بالوزر الثقيل لتاريخها القريب هذه الذكرى مثل ضيف محرج لا تعرف كيف تتصرف حياله أو دائن لم يسدد دينه بعد ولم يعترف له بعد بهذا الدين هكذا هو نيتشه بالنسبة للضمير الألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية : مدان بالنسبة للبعض مشارك أو متواطئ في فعلة شنيعة لم تمح السنون بعد آثارها دائن بالنسبة للبعض الآخر معتدى عليه متعسف عليه ومنهوب عنوة واغتصابا داخل هذه الزوبعة المتضاربة يتدخل بيتر سلوتردايك مرة أخرى ليعرض بعض الجوانب من عمل نيتشه وشخصه تحت انارة مختلفة : نيتشه " الواهب " " المبذر " المبدد الذي يستفز السخاء نيتشه الشبيه بشمس الظهيرة التي تلهب وتبهر لا لشيء الا لتذكرنا بالطاقة اللامتناهية التي تؤسس الحياة الحياة الواهبة المحتفية بسخائها اثباتا حتى وان بدت الانارة مبهرة حد الاعماء والحرارة متأججة عدوانية حد القتل .
الشمس لا تتباهى لمجرد رغبة في المباهاة بل هي تستنفذ طاقتها لتكون الطاقة في كل شيء ونيتشه يتباهى ويعنف لكنه لا يرد أحدا بل ينهض بحثا عن " المستغيث " .
في الغابة وبين الأودية ويدعو الى مغارته كل اللائذين به : " الملوك " و "الساحر " و " المتسول الطوعي " ....
" المبذر بألف يد " المبدد الواهب دون تردد أو حساب هو الشاعر الذي يستهلك نفسه حتى القطرة الأخيرة ولا يطلب مقابلا أو مردودا : لا شيء سوى " مجرد أحمق مجرد شاعر لا هو أحرس لا متصلب لا ناعم ولا هو بارد لا محول صنما ولا هو عمود منصوب للآلهة لا بل عدو لكل أصنام الحقيقة .
كيف يمكن له أن يكون مؤسسا لمذهب أو مدرسة أو " كنيسة " ؟ من أين له أن يكون معلما هو الذي يكره المعلمين والمدارس وينبذ التلامذة والمريدين ويطردهم من حوله بل ويدعوهم الى التمرد عليه والتنكر له : وفي الحقيقة أنصحكم تخلوا عني وتمردوا على زرادشت بل وأكثر من ذلك عليكم أن تشعروا بالخجل من أجله فلعله قد خدعكم ..." " وانها لطريقة بائسة في مكافأة معلم أن يظل الواحد مجرد تلميذ " انه لا يريد أن يكون معلما ولا يرغب في تلامذة وأقل من ذلك في أناس يحولون فكره الى عقيدة دوغمائية " احذروا أن يقتلكم صنم ما " أو منظومة اديولوجية يتهافت عليها المتعطشون للسلطة المشحونون بالضغينة والنزوع الى الانتقام أعداؤه الألداء الذين يسممون كل نبع " ان الحياة نبع فرح فياض لكن حيثما يكرع السفلة والغوغاء تتسمم كل الآبار " ولأنه ليس هناك غير " الرعاع من فوق والرعاع من تحت " فانه يتحصن بالاحتقار بالغابة والكهف وقمة الربوة " أدرت ظهري الى الحاكمين عندما رأيت ما الذي يسمونه اليوم حكما : السمسرة والمساومة على السلطة – مع الغوغاء " .
بيانات الكتاب
تأليف : بيتر سلوتردايك
الترجمة : على مصباح
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 119 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق