يدور الكتاب حول فكرة التمرد .. التي في أصلها إنكار لنوع معين من الظلم والعبودية( أنا أتمرد إذا نحن موجودون ) تسير بالمتمرد إلى إبطال هذه القوة المستبدة عليه وهي تحمل بعدا جماعيا في صورتها البعيدة يلبسها كامو ثوب الما ورائية لإنكار القدسية الإلهية والتحول بها إلى الإلحاد ( وموجودون وحدنا ) وإيجاد ديانة الفرد الإنساني الأوحد في صورة الوجودية وتناقضها مع العدمية
مقتطفات من الكتاب
العبث والقتل
ثمة جرائم ترتكب بدافع الهوى وأخرى استنادا الى محاكمات عقلية , ان مجموعة القوانين الجزائية تميز بينهما تمييزا ملائما الى حد كاف استنادا الى مبدأ سبق التصور والتصميم وانا لفي زمان سبق التصور والتصميم في زمان الجريمة الكاملة , فلم يعد مجرمونا هؤلاء الأطفال العزل يتذرعون بالحب انهم بالعكس راشدون ولا سبيل الى دحض ذريعتهم : الفلسفة التي تستخدم لكل شيء حتى لتحويل القتلة الى قضاة .
ان هيثكليف في مرتفعات ويذرنغ مستعد لقتل البرية كلها كي يمتلك حبيبته كاتي ولكن لن يخطر بباله أن يقول ان هذا القتل معقول أو انه يبرر بمذهب انه يرتكب الجريمة وعند هذا الحد يقف كل معتقده .
![الإنسان المتمرد الإنسان المتمرد](http://lh5.ggpht.com/-xXGuVKIKuHI/U8167Gh_cxI/AAAAAAAABHA/j8JoCS62lsc/%25255B5%25255D.jpg?imgmax=800)
أما أن تقام معسكرات العبيد تحت راية الحرية وأن تبرر المجازر بمحبة الانسان أو بالميل الى انسانية متفوقة فهذا لعمري ما يحيي بوجه ما , قوة التمييز والحكم حينما تتزين الجريمة بثوب البراءة وذلك بحكم طريقة مقاربة غريبة يتميز بها عصرنا يومئذ يتطلب الى البراءة أن تقدم مبرراتها ان مطمح هذه الدراسة قبول وتفحص هذا التحدي الغريب .
ان بيت القصيد أن نعرف هل البراءة اعتبارا من قيامها بعمل لا يسعها أن تمتنع عن القتل فنحن لا نستطيع أن نقوم بعمل الا ضمن اطار زماننا وبني الأناس المحيطين بنا ولن نعرف شيئا ما دمنا لا نعلم هل لنا الحق في أن نقتل هذا الانسان الآخر الموجود أمامنا و في أن نوافق على مقتله .
وبما أن كل عمل في يومنا هذا يؤدي الى القتل المباشر أو غير المباشر لذلك لا نستطيع القيام بعمل قبل أن نعلم هل ينبغي لنا ولماذا ينبغي لنا أن نقتل .
ليس المهم بعد أن نرجع الى أصل الأشياء بل أن نعرف والعالم على ما هو عليه – كيف نتصرف فيه .
ففي زمان الانكار ربما كان من السهل أن نتساءل حول مشكلة الانتحار .
أما في زمن النظريات العقائدية فيجب السير بموجب الأصول مع القتل فاذا كان للقتل أسبابه فنحن وزماننا على هدى من أمرنا واذا لم يكن له أسبابه .
بيانات الكتاب
تأليف : ألبير كامو
الترجمة : نهاد رضا
الناشر : عويدات للنشر والطباعة
عدد الصفحات : 383 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق