كتاب أثنى عليه الدكتور حسين القوتلي ومجلة الشمس اللبنانية وصحيفة الأنوار اللبنانية وصحيفة النهار اللبنانية والمحامي عبدالله قبرصي والسفير الدكتور حليم ابو عز الدين واستاذ اللغة العربية عادل علي ضو
مقتطفات من الكتاب
مقدمةمنذ الثالث عشر من نيسان 1975 م , يعيش لبنان حربا أهلية قاسية تهدد كل ما يتعلق بوجوده انطلاقا من وحدته السياسية مرورا بالشعب والأرض وانتهاء بالمؤسسات .
كما أن كل واحد من الفريقين يطلق حججه وبراهينه على صحة ما يعلنه .
من هنا يمكن القول ان اختيار موضوع مختص بدراسة طائفة دينية في لبنان وخصوصا في هذا الوقت , يثير كثيرا من التساؤلات لكن اختيارنا لموضوع متعلق بالطائفة الدرزية في لبنان بعيد كل البعد عن أية حساسية طائفية وعن كل الأجواء التي تدعي طائفية الحرب الأهلية هذه .
وعندما نكتب عن الطائفة الدرزية لا يعني ذلك أننا نكتب تاريخا طائفيا خارجا عن الاطار الوطني كما فعل كثير من كتبة تاريخ الطوائف لابراز الطائفة وكأنها هي الوطن واهمال الطوائف الأخرى وتحقيرها أحيانا .
وليس كل من يكتب تاريخ طائفة دينية أصبح خارجا عن نطاق الانتماء الوطني الصادق والفرق كبير جدا بين الطائفة وبين خدمة طائفة معينة .
فتناولنا لموضوع الطائفة الدرزية في لبنان خارج كليا عن اطار " التسابق الطائفي في كتابة التأريخ الطائفي " وبعيد كليا عن العصبية الدينية التي تؤدي الى المبالغات أحيانا والى " اختلاس الحقائق التاريخية واعطائها بكل بساطة وجرأة لغير أصحابها " .
فالهدف الأساسي من دراستنا هذه هو تسجيل الحقائق المتعلقة بهذه الطائفة في جميع حقولها : الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية والعسكرية , انطلاقا من الأمانة التاريخية بعيدا عن التعصب الطائفي الذي يعتبر في كثير من الأحيان عدوا لدودا للحقيقة التاريخية حيث أن كثيرا من المؤرخين العرب والأجانب الذين كتبوا عن الموحدين الدروز انطلقوا في دراساتهم من منطلقات طائفية وتعصب أعمى تحقيقا لأهداف ومصالح معينة أوصلهم في النهاية لتزوير الكثير من الوقائع والحقائق وتشويهها .
فبعيدا عن هذه المنطلقات التعصبية والنتائج المترتبة عليها والتزاما بالأمانة التاريخية والضرورة العلمية للبحث الصحيح فان دراستنا للطائفة الدرزية في لبنان تستند أولا وقبل كل شيء لمعايشة الواقع بكل تفاصيله وضروراته ومنطلقاته وتعقيداته ليس باعتباري أحد أفراد هذه الطائفة الكريمة فحسب بل لأنني أعيش عاداتها وتقاليدها لحظة لحظة , والتي ترتكز في جوهرها الى العقيدة الدينية وتستمد أصالتها من المبادئ التوحيدية .
بالاضافة الى المصادر والمراجع التي كتبت عنهم بنزاهة وصدق بعيدا عن التعصب والتزوير مع الاشارة الى بعض حملات الدس والتشويه البعيدة عن العلم والمنطق .
وان ما يبدو ضروريا تسجيله منذ تمركز الطائفة الدرزية في لبنان حتى اليوم هو أن تاريخها كان مليئا بالمآثر التي تغافل عنها المؤرخون اما عمدا أو عن طريق جهلهم لها , حيث كان الموحدون الدروز ولا يزالون وطنيين بكل ما " للوطنية " من معنى كما كانت الحرية والاستقلال ولا زالتا رمزا وشعارا لهم وملازما لدمهم .
بيانات الكتاب
تأليف : صالح زهرالدين
الناشر : المركز العربى للدراثات والتوثيق
عدد الصفحات :348 صفحة
الحجم : 12 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق