ما الذي يمكن أن تقوله لنا الأحافير، هذه البقايا الحيوانية والنباتية التي احتفظتْ بها صخورُ القشرة الأرضية؟
للوقوف على ذلك، كان لزاماً أن يعيَ الدارسون أولاً أن هذه الكائنات المستحاثة ليست مجرد «طرائف من صلب الطبيعة» اجترحَتْها قوى غامضة. وما إن عُرِفت حقيقتها حتى تبيَّن أنها قادرة على أن تحكي تاريخ الكائنات الحية على سطح كوكبنا.
مقدمة
لقد بدأ بنو الانسان يولون الأحافير اهتمامهم منذ ردح من الزمن فقد وجد أندري لوروا – غورهان الباحث المتخصص في عصور ما قبل التاريخ في احدى مغارات أرسي – سور – كير في منطقة بورغوني بفرنسا في مستوى ينتمي الى العصر الحجري القديم يعود تاريخه الى أكثر من خمسين ألف عام وجد مدخة وحيوانا من متعددات الأرجل مستحاثين وكان قد أتى بهما الى هناك أقوام من الحقبة النياندرتالية ولنا أن نتسائل حول الكيفية التي كانت تؤول بها هذه الأشياء من قبل هؤلاء الأقوام الذين يبدون لنا اليوم عبارة عن أحافير هم أيضا أغلب الظن أننا لن نجد أبدا الى الجواب على هذا السؤال سبيلا .
ان التاريخ يبين لنا أن الأجسام المندثرة التي ظلت بقاياها راسخة في الصخور ما فتئت تشكل موضوعا للعديد من التفسيرات والتأويلات المتباينة قبل أن يتوصل الباحثون الى فهم حقيقتها ويهتدوا الى قراءة تاريخ من خلالها .
كان لزاما في البدء حصر مدلول لفظة " أحفور " المنحدرة من الكلمة اللاتينية التي تفيد الحفر وهي لفظة لطالما أطلقت على كل ما يعثر عليه من أشياء عند القيام بحفر الأرض بما في ذلك جميع أنواع المعادن والتشكلات والترسبات وغيرها من الأجسام غير العضوية ولم يقتصر مدلولها على الأشياء الموسومة ب " الأحافير " أي بقايا الكائنات الحية ولم يحمل هذا المصطلح معناه المتعارف حاليا الا في القرن الثامن عشر .
كنا ندرك أن الأحافير هي بقايا لكائنات حية عاشت في غابر الأزمان فهذا ليس سوى مرحلة أولى تعقبها مراحل أخرى فمن شأن هذه الأحافير أن تقول لنا أكثر من هذا متى عرفنا كيف نؤولها ونفك شفرتها فهي قد ظلت تحكي لنا على مر العصور قصصا مختلفة أيما اختلاف الى أن انتهى بها الأمر الى تلك القصة التي ترويها لنا اليوم والتي تكتسي بعدا جوهريا يتيح لنا فهم مكانتنا داخل الكون اذ ان مدار الأمر فيها تطور العالم الحي وانه لمسعى لا يخلو من جدوى أن نكتشف كيف وصلنا الى ما نحن عليه .
الأحافير تحكي لنا قصة الطوفان حسب الكتاب المقدس حسب الكتاب المقدس
في قديم الزمان كانت العظام المتحجرة المتبقية من بعض الحيوانات الضخمة تعد في معظم الأحيان بقايا لأبطال الأسطورة وخلال فترة استمرت طويلا ساد الاعتقاد في أوروبا كما في الصين بأنها عظام لكائنات خارقة من عمالقة أو تنينات أما المحار الذي عثر عليه في الصخور في باطن الأرض والذي هو أصغر حجما فقد رأى فيه بعض المفكرين مؤشرا على أن البحر كان يغمر تلك المناطق في السابق ثم انحسر عنها والملاحظ في الحالتين أن ثمة اقرارا بان الأحافير هي بالفعل بقايا لكائنات حية .
بيد أنه كان من اللازم أن يمر وقت طويل قبل أن ينعقد الاجماع حول هذا الموضوع فحتى في القرن الثامن كان لا يزال هناك من الدارسين من يتصور أن الأحافير هي عبارة عن " طرائف من صلب الطبيعة " نشأت داخل الأحجار على يد قوى غامضة .
لكن بدأ يتراءى للناس منذ العصور الوسطى أن الأحافير قد تكون شواهد على تاريخ العالم على أنه تاريخ معروف سلفا في رأى مسيحيي تلك الحقبة أي تاريخ يجد تجسيده بأحرف بارزة في القصة الواردة في الكتاب المقدس قصة الطوفان بوصفه أهم ما حدث على وجه الأرض منذ خلق الكون .
الاسم : ما الذي تحكيه لنا الأحافير؟
تأليف : إيريك بوفتو
الترجمة : محمد سعيد الخلادي
الناشر :
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب ما الذي تحكيه لنا الأحافير؟
للوقوف على ذلك، كان لزاماً أن يعيَ الدارسون أولاً أن هذه الكائنات المستحاثة ليست مجرد «طرائف من صلب الطبيعة» اجترحَتْها قوى غامضة. وما إن عُرِفت حقيقتها حتى تبيَّن أنها قادرة على أن تحكي تاريخ الكائنات الحية على سطح كوكبنا.
مقتطفات من الكتاب
لقد بدأ بنو الانسان يولون الأحافير اهتمامهم منذ ردح من الزمن فقد وجد أندري لوروا – غورهان الباحث المتخصص في عصور ما قبل التاريخ في احدى مغارات أرسي – سور – كير في منطقة بورغوني بفرنسا في مستوى ينتمي الى العصر الحجري القديم يعود تاريخه الى أكثر من خمسين ألف عام وجد مدخة وحيوانا من متعددات الأرجل مستحاثين وكان قد أتى بهما الى هناك أقوام من الحقبة النياندرتالية ولنا أن نتسائل حول الكيفية التي كانت تؤول بها هذه الأشياء من قبل هؤلاء الأقوام الذين يبدون لنا اليوم عبارة عن أحافير هم أيضا أغلب الظن أننا لن نجد أبدا الى الجواب على هذا السؤال سبيلا .
ان التاريخ يبين لنا أن الأجسام المندثرة التي ظلت بقاياها راسخة في الصخور ما فتئت تشكل موضوعا للعديد من التفسيرات والتأويلات المتباينة قبل أن يتوصل الباحثون الى فهم حقيقتها ويهتدوا الى قراءة تاريخ من خلالها .
كان لزاما في البدء حصر مدلول لفظة " أحفور " المنحدرة من الكلمة اللاتينية التي تفيد الحفر وهي لفظة لطالما أطلقت على كل ما يعثر عليه من أشياء عند القيام بحفر الأرض بما في ذلك جميع أنواع المعادن والتشكلات والترسبات وغيرها من الأجسام غير العضوية ولم يقتصر مدلولها على الأشياء الموسومة ب " الأحافير " أي بقايا الكائنات الحية ولم يحمل هذا المصطلح معناه المتعارف حاليا الا في القرن الثامن عشر .
كنا ندرك أن الأحافير هي بقايا لكائنات حية عاشت في غابر الأزمان فهذا ليس سوى مرحلة أولى تعقبها مراحل أخرى فمن شأن هذه الأحافير أن تقول لنا أكثر من هذا متى عرفنا كيف نؤولها ونفك شفرتها فهي قد ظلت تحكي لنا على مر العصور قصصا مختلفة أيما اختلاف الى أن انتهى بها الأمر الى تلك القصة التي ترويها لنا اليوم والتي تكتسي بعدا جوهريا يتيح لنا فهم مكانتنا داخل الكون اذ ان مدار الأمر فيها تطور العالم الحي وانه لمسعى لا يخلو من جدوى أن نكتشف كيف وصلنا الى ما نحن عليه .
الأحافير تحكي لنا قصة الطوفان حسب الكتاب المقدس حسب الكتاب المقدس
في قديم الزمان كانت العظام المتحجرة المتبقية من بعض الحيوانات الضخمة تعد في معظم الأحيان بقايا لأبطال الأسطورة وخلال فترة استمرت طويلا ساد الاعتقاد في أوروبا كما في الصين بأنها عظام لكائنات خارقة من عمالقة أو تنينات أما المحار الذي عثر عليه في الصخور في باطن الأرض والذي هو أصغر حجما فقد رأى فيه بعض المفكرين مؤشرا على أن البحر كان يغمر تلك المناطق في السابق ثم انحسر عنها والملاحظ في الحالتين أن ثمة اقرارا بان الأحافير هي بالفعل بقايا لكائنات حية .
بيد أنه كان من اللازم أن يمر وقت طويل قبل أن ينعقد الاجماع حول هذا الموضوع فحتى في القرن الثامن كان لا يزال هناك من الدارسين من يتصور أن الأحافير هي عبارة عن " طرائف من صلب الطبيعة " نشأت داخل الأحجار على يد قوى غامضة .
لكن بدأ يتراءى للناس منذ العصور الوسطى أن الأحافير قد تكون شواهد على تاريخ العالم على أنه تاريخ معروف سلفا في رأى مسيحيي تلك الحقبة أي تاريخ يجد تجسيده بأحرف بارزة في القصة الواردة في الكتاب المقدس قصة الطوفان بوصفه أهم ما حدث على وجه الأرض منذ خلق الكون .
بيانات الكتاب
تأليف : إيريك بوفتو
الترجمة : محمد سعيد الخلادي
الناشر :
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب ما الذي تحكيه لنا الأحافير؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق