مقتطفات من الكتاب
مقدمةالثقوب السوداء هي أشياء تقول بوجودها النظرية الحديثة في الجاذبية أي النسبية العامة وتأتينا هذه الثقوب بتفسير مقنع من الظواهر الفيزيائية الفلكية .
ولكي نفهم المقصود بالثقوب السوداء يجدر بنا أن نستأنس بدءا بخاصيات الجاذبية كما وردت في نظرية نيوتن الكلاسيكية أولا ثم كما صاغها أينشتاين في نظريته في النسبية العامة سيكون لنا اذاك من العدة المعرفية ما ييسر لنا أن نستكشف ما تتسم به الثقوب السوداء من خاصيات تثير الدهشة لا محالة ثم أن نعمد الى تأويل الملاحظات الفلكية التي تنتصر لفكرة وجودها .
ما هي الجاذبية لدى نيوتن ؟
الجاذبية قوة من الطبيعة لها تأثير فيما يحدث من تجاذب متبادل بين الأشياء المادية في هذا السياق قام عالم الفيزياء الانجليزي اسحاق نيوتن الذي عاش في القرن السابع عشر بصياغة القانون الآتي : تقع شدة الجاذبية التي تمارس بين جسمين معينين في علاقة تناسب مع مجموع كتلتيهما " أو كمية المادة التي يشتمل عليها كلاهما " وفي علاقة تناسب عكسي مع مربع المسافة الفاصلة بينهما .
أما طبيعة هذين الجسمين فلا دخل لها في هذا الشأن .
على سبيل المثال تمارس الأرض علينا وعلى ما يحيط بنا قوة جذب نسميها عادة الوزن اننا ندرك تمام الادراك هذه القوة لأن للأرض كتلة هائلة " تقدر ب 6*10 قوة 24 كلغ " وبالمقابل فاننا لا نحس بالجاذبية التي يتسبب فيها ما يحيط بنا من أشخاص أو أشياء لم ذلك ؟ لنضرب مثلا برجل " وزنه 75 كلغ " وامرأة " وزنها 60 كلغ " تفصل بينهما مسافة متر واحد .
ان قوة الجذب التي سيحس بها أحدهما تجاه الآخر هي أضعف بمليارين من الأضعاف من وزن كل واحد منهما " وهو ما يمكن التعبير عنه رياضيا كالآتي :
75 *60 \1 قوة 2 = 4500
مقارنة مع
75 *6*10 قوة 24 \"6.4 * 10 قوة 6 " قوة 2 = 10 قوة 12
اذا اعتبرنا شعاع الأرض يساوي : 6.4 * 10 وقوة 6 "
واضح ان لي في هذا ما سيجعل الواحد منهما يرتمي في أحضان الآخر ! وتكون هذه الجاذبية أضعف أربع مرات اذا كانت المسافة الفاصلة بينهما مترين وأضعف ست عشرة مرة اذا كانت المسافة أربعة أمتار ويعود الفضل الى " نيوتن " في فهم الامتداد الكوني لهذه القوة اذ انها تمارس على الأرض كما تمارس داخل المنظومة الشمسية أو في نهايات الكون .
ومن ثم فالجاذبية مسؤولة عن سقوط التفاحة على الأرض " صوب مركز الأرض في واقع الأمر " بقدر ما هي مسؤولة عن سقوط القمر في اتجاه الأرض سيقول قائل : من الجلي مع ذلك أن القمر لا يصطدم بالأرض .
السر في ذلك أن القمر وهو مدفوع بحركته " يتفادى " الأرض كل مرة فلا يصطدم بها أو ان شئتم أن القوة النابذة الناتجة عن حركة القمر تعوض جاذبية الأرض بكيفية بالغة الدقة .
والنتيجة الواضحة المترتبة عن هذا هي أن القمر يرسم مدارا حول الأرض والكلام نفسه ينسحب على الكواكب في دورانها حول الشمس .
بيانات الكتاب
تأليف : باسكال برودى
الترجمة : محمد سعيد الخلادى
الناشر : هئية ابو ظبى
عدد الصفحات : 85 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق