هذا الكتاب الذي يتكون من جزئيين يتناول أشهر وأخطر وأهم الثورات, التي شهدها التاريخ, وغيرت وجه العالم. وفي هذا الجزء الأول سنتناول الثورات التي عرفها العالم دون الثورات العربية التي نفرد لها إن شاء الله الجزء الثاني بأكمله. وسنبدأ كتابنا بأولى ثورات التاريخ كثورة المصريين في مصر الفرعونية ضد الملك الظالم بيبى الثاني, وتبعتها ثورة المصريين ضد احتلال الهكسوس بقيادة أحمس الأول, ثم ثورة بلاد الرافدين ضد الظلم والقهر بزعامة السومري الإصلاحي أوروك أجينا
مقتطفات من الكتاب
الثورة الفرعونية وأحمس الأول
بعد أن احتل الهكسوس بلادهم قاد أحمس الأول أول وأقدم ثورة ضد محتل في التاريخ أحمس الأول بعدها كان أول من يحمل لقب " زعيم تحرر " بصفته محرر مصر الفرعونية وطارد الهكسوس اضافة لكونه مؤسس الأسرة الثامنة عشرة – أعظم الأسرة الحاكمة في مصر .
حكم من 1550 ق . م حتى 1525 ق . م وهذه قصة هذه الثورة التحريرية وهذا الزعيم التحريري الخالد .
في البداية نقول ان الهكسوس هم قوم نزحوا الى مصر قبل حوالي 1789 سنة قبل الميلاد وقد حكموا مصر ما بين 1648 الى 1540 ق . م أي أنهم حكموا مصر 108 سنوات أتيحت الفرصة لهم بتأسيس مملكتهم بسبب كثرة عددهم والنزاعات والعداءات الداخلية في مصر التي كانت تعصف بالبلاد ذلك الوقت , وكان خروجهم على يد الملك أحمس الأول . الهكسوس عرفوا في الحضارة المصرية باسم " الملوك الرعاة " باللغة المصرية القديمة هكا سوس واليونانيون سموهم الهكسوس وعرفوا عند العرب باسم العماليق وشكلوا حكام الأسرتين 15 و 16 .
وهم خليط من الشعوب الآسيوية " الأموريين والآراميين والأعراب " تذكر الموسوعة المصرية : " ولا شك أن الهكسوس لم يكونوا خليطا واحدا " .
وفي موسوعة لانجر : " كان الهكسوس جنسا خليطا "
وقد بحث الدكتور سليم حسن في أمر الهكسوس والمستخلص من بحثه أنهم ليسوا من جنس واحد بل جماعات متنوعة ممن كان يقطن في بلاد الشام وبين النهرين .
والقول الأصح أن الهكسوس هم من أصل كنعاني من جنوب فلسطين .
الهكسوس يسمون أيضا عماليق ولهذه التسمية أهمية كبرى لأنه الاسم الذي ذكر به الهكسوس في التوراة وكذلك في جميع المراجع العربية والاسلامية ويذكر د . أحمد شلبي : " الهكسوس هم الرعاه العماليق " .
ويقول د . لويس عوض : " وهؤلاء العماليق استطعنا تحديدهم بجحافل الهكسوس " .
ويذكر المؤرخ السوري عزه دروزه ( والعمالقة يعني الهكسوس ) .
وأصل اسم العماليق لفظ مركب من مقطعين " عم " ويعني بدوي ويأتي في صيغة الجمع عمو . وهذا الاسم " عمو " يطلق على البدو القاطنين في بلاد الشام والعراق .
ويذكر د . جمال حمدان : " والثابت أن الهكسوس هم آل عمو كما أسماهم المصريون " .
ويذكر د . سليم حسن : " ان المصريين كانوا يسمون الهكسوس عمو ليق " .
مصطلح آرامي يرتبط بالجنود في حضارات العراق القديمة حيث كان يتم تجنيد البدو للعمل كفرق من الجنود في خدمة الدولة .
وعند قيام مملكه بابل الأولى كانوا يوزعون على أولئك الجنود المرتزقة مساحات من الأراضي كمكافأة لهم وتشجيعا لغيرهم .
بيانات الكتاب
تأليف : رمزي المنياوي
الناشر : دار الكتاب العربي
عدد الصفحات : 352 صفحة
الحجم : 16 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق