رغم قلة عدد ورقات الكتاب الا انه ممتع ومثير للعقل
كونه يطرح تساؤلات مهمه تدور في اذهان الانسان عن الله وعن قدره وعن اشكاليه الخير والشر
وقد اعجبني كما كنت اتوقع ردوده وادلته وايمانه واستدلاله من القران
وقد فوجئت في الصفحات الاخيره في الكتاب باانه قد قرا في الصوفيه وتبحر بها
وادركها وشرح وجهة نظره فيها
مقتطفات من الكتاب
التعرف على ملك الملك
لو اجتمعت سلطات العالم على قلب رجل واحد لما استطاعت أن تغيره كرها .
ولو تحالف الحديد والنار والتهديد على سجين في زنزانة انفرادية لما استطاعت تلك القوى مجتمعة أن تجعل هذا السجين يجب ما لا يحب أو يكره مالا يكره .
ربما استطاع السجان أن يقهر سجينه على التوقيع على ورقة بالاكراه ربما استطاع أن يرغمه على تقطيع الحجارة وأكل الحصى ربما استطاع أن يقطع لسانه وينزع جلده ولكنه لا ولن يستطيع أن ينزع ذرة كراهية من قلبه أو يبدل عواطفه قهرا .
فهناك في أعمق الأعماق روح أعتقها الله من كل القيود لا سلطان لأحد عليها .
حتى الشيطان يقول له الله :
" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " الحجر : 42
والغاوون هم أولئك الذين اتبعوا الشيطان بارادتهم وهواهم ودون سلطان منه .
ولهذا تعجز كل وسائل الاصلاح التي تعتمد على العنف والقهر والقوة .
وتفشل النظم التي تحاول تغيير المجتمعات بالوسائل البوليسية والأساليب القهرية .
لأن الحب لا يستخرج بالارغام , والشرف والنبل والاخلاص والرحمة والمودة لا تولد بالكرباج ولا ولا تصنع بقرار وزاري وانما هي نبات رباني .
وينمو هذا النبات ويخضر ويزهر ويثمر حينما تنفلق البذور في الطين وتخرج من التراب وتتوجه بأوراقها الخضر الى مصدر النور ومصدر الطاقة الى شمس وجودها الى ربها .
حينما يصبح كل واحد فينا مثل عباد شمس يتحرك كعلق الأبصار لا يغفل عن خالقه لحظة ... أينما توجه ينادي قلبه ربي .... ربي فيجاوبه الصدى مع كل نبضة قلب ... لبيك عبدي .. أنا معك .
فلا مصدر للحياة والحب والخير الا الله .
والله يقول : " لا اله إلا أنا " طه : 14
لا حاكم غيري ... لا فاعل سواي ... أنا وحدي الضار النافع
والمعز المذل والباسط القابض والرافع الخافض والمحيي المميت .
انا المالك وحدي
الملك والملكوت لي
والسماوات والأرضين لي
والغيب والشهادة لي
بيانات الكتاب
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار العودة
عدد الصفحات : 100 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق