مقدمة
" ما يقتلني في الكتابة أنها قصيرة جدا تنتهي الجملة ولكن كم من الأشياء تبقى خارجها "حقا هذا ما يراودنا كقراء مع جمل لوكليزيو واسعة الغنى بكلماتها الموجزة المؤثرة ومشاعرها المتدفقة الجياشة وأحداثها الدقيقة .
يغربل التاريخ الأحداث مما علق بها يوم مخاضها , اليوم يبوح لنا لوكليزيو بأسرار غفت بين الصفحات وتعثرت بين التواريخ حيث لا يتسع المكان سوى للقادة والحروب والمدن التاريخية سيكشف النقاب عن خفايا التاريخ , عما تعجز عن سرده الأحداث والمعارك التي دارت رحاها غير آبهة بما تطحن من أحلام وأفكار وحكايا ناس عاصروها .
بلسان جان أود مارو يسلط لوكليزيو الضوء على زوايا الثورة الفرنسية التي حملت شعار " الحرية – العدالة – الأخوة " بيد أننا ما سمعناه من الأفواه التي نطقت به وما علمناه بما دفعهم لتبينه " .خلافا للتاريخ سيحط كاتبنا الرحال رحاله لبرهة عند القادة الذين قادوا حروب الثورة آنذاك ضد من حاول وأدها ليطيل عند الجنود الذين شكلوا الجيوش .
نعيش أحوالهم وآلامهم ونقاسي معهم بالليالي الباردة التي قض فيها الجوع والبرد مضجعهم ليجوبوا مساحات شاسعة بأقدام حافية أدماها الشوك والحجارة القاسية وصولا الى ساحات الوغى .
مارا شرق باريس حيث نشبت حرب شعواء مع الجيوش المتحالفة بقيادة " برونزيك ؟ التي تناصر الملك المخلوع ضد الثورة وحد كلرمن وديموريه صفوفهما في وجه العدو فأحرزوا نصرا مؤزرا غسل عار الهزيمة النكراء التي لقوها على يد النمساويين في بلجيكا نشرب نخب الانتصار على الجبهة ذاك الانتصار المكتوب بدماء طاهرة تتلألئ بنور الشمس لحظة غير متوقعة .
نقرأ البؤس والشقاء الذي لف فرنسا آنذاك والجوع والبرد الذي حصد أرواحا بريئة في التحول من مملكة يحكمها الدين لجمهورية تحكمها الحرية حيث ألنت حقوق الانسان عام 1789 وشهدت فرنسا سقوط الباستيل 1789 نقطة التحول الهامة في تاريخ فرنسا وأوروبا .
آلمهم تخليهم عما ترعرعوا عليه من عادات دينية لتصبح جرما يحاسب عليه القانون في حكم الارهاب الذي تلا سقوط الملكية وهو حكم اليعقوبيين بقيادة روبسبير " 1792-1794 " والذي كان أحد أبطال الثورة الذي قال للويس" يجب أن تموت لأن الأمة يجب أن تحيا " الا أنه أصبح سفاح الثورة اذ أنزل عقوبة الاعدام بالمقصلة بأكثر من 6000 شخص خلال ستة أسابيع حتى سقوطه على يد " حكومة المديرين " 1794-1799 وتبدأ معه حقبة الامبراطورية .
كما فصلت الثورة الفرنسية ما بين مناصري الثورة والمدافعين عن الحكم القديم وما بين الكنيسة الكاثوليكية والمناهضين لرجال الدين مما أثار الضغينة بين أفراد الشعب , سئم جان أود بعد استقالته من الجندية من الخلافات الرائجة ومن النظرة التي يضمرها له من حوله بعد أن جاهر بأفكاره الدينية المناصرة للثورة فقرر الرحيل الى احدى المستعمرات الفرنسية " موريس " عبر مذكراته المؤرخة حسب الروزنامة الفرنسية ابان الثورة " فلوريال – بريريال – ميسيدور – تيرميدور – فروكتيدو" سيروي له تفاصيل رحلته الى موريس بعد أن باتت الحياة في باريس قاسية يقضي الناس جوعا .
بيانات الكتاب
المؤلف: جان لوكليزيو
الناشر: دار نينوى
عدد الصفحات: 482
الحجم: 7 ميغا بايت
تحميل كتاب ثورات
روابط تحميل كتاب ثورات
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل ميديا فاير
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق