الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

أرض جديدة لـ ايكهارت نول

إنهم المتحررون من الأنا أولئك الذين استيقظوا على طبيعتهم الحقيقة الجوهرية كأشخاص واعين ورأوا هذا الجوهر في جميع " الآخرين " ، وفي كافة أشكال الحياة . إنهم يعيشون في الحالة المستسلمة وهكذا يشعرون بوحدانيتهم مع الكل ومع " المصدر " . وهم يجسدون الوعي المستيقظ الذي يغير جميع نواحي الحياة على كوكبنا ، بما في ذلك الطبيعة ، لأن الحياة على الأرض لا تنفصل عن الوعي البشري الذي يدركها ويتفاعل معها . وبهذا المعني فإن الحليمون سيرثون الأرض . هناك جنس جديد يولد على هذا الكوكب . إنه يولد الآن وانت هو !

مقدمة

تفتح الوعي الانساني
كوكب الأرض قبل 114 مليون سنة , ذات صبيحة بعيد شروق الشمس :
أول زهرة تظهر على الكوكب تفتح بتلالها لكي تستقبل شعاع الشمس .
قبل هذا الحدث المهم الذي آذن بتحول ثوري في الحياة النباتية كان الكوكب مغطى بالنباتات منذ ملايين السنين وعلى الأرجح ألا تكون الزهرة الأولى قد عاشت طويلا ولا بد من أن الزهور بقيت ظاهرة أرض جديدة نادرة ومعزولة بما أن الظروف لم تكن مؤاتية لعملية ازهار على نحو واسع على الأرجح بيد أنه ذات يوم كانت البداية المهمة , حيث حدث انفجار من اللون والضوع عم أرجاء الكوكب لو كان هنالك وعي قادر على الادراك يشهد على تلك اللحظة .
بعد ذلك بوقت طويل ستلعب تلك الكائنات الرقيقة الفواحة التي نسميها الزهور دورا جوهريا في تطور وعي نوع آخر من المخلوقات فسيزداد البشر باضطراد افتنانا بها , ومع تطور الوعي الانساني لا بد من أن الزهور كانت أول ما بات البشر يقدرونه من دون أن تكون هنالك مصلحة نفعية مرتبطة بها .
أي أنها لم تكن مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالاستمرارية وبغريزة البقاء وقد كانت الزهور مصدر الهام لعدد لا يحصى من الرسامين والشعراء والمتصوفة وينصحنا السيد المسيح بأن نراقب الزهور ونتعلم منها كيف نعيش .
ويقال أن بوذا قدم ذات مرة " موعظة صامتة " حمل خلالها زهرة وجعل يحدق بها , بعد مرور بعض الوقت ارتسمت ابتسامة على وجه أحد الحاضرين وهو راهب يدعى ماهاكاسيابا ويقال انه الوحيد الذي فهم الموعظة .
ووفقا للأسطورة فان تلك الابتسامة " أو فلنقل ذلك الادراك " قد توالت مع 28 معلما متعاقبين لتصبح في ما بعد أصل عقيدة " الزن " .
أمكن لرؤية الجمال الكامن في الزهور أن يوقظ البشر , بغض النظر عن مدى قصر تلك اليقظة , على الجمال الذي يشكل جزءا جوهريا من طبيعتهم الحقيقية وأول ادراك للجمال كان من أهم الأحداث التي شهدها تطور الوعي البشري , ان مشاعر الفرح والحب مرتبطة في حد ذاتها بهذا الادراك فقد أصبحت الزهور بالنسبة الينا من دون أن ندرك بالكامل تعبيرا بالشكل عن أرفع ما في داخلنا وأكثر سموا وعصيانا على اتخاذ شكل محدد وسرعان ما تحولت الزهور الأكثر عبورا الأكثر أثيرية ورقة من النباتات التي انبثقت منها , الى ما يشبه الرسل الآتين من عالم آخر .
لتشكل جسرا بين عالم الأشكال المادية الذي يتخذ شكلا والعالم المجرد الذي لا شكل له , فهي لا تمتلك رائحة رقيقة تبهج البشر فحسب بل انها تجلب معها ضوعا من عالم الروح ويمكننا اذا استعملنا كلمة " تنوير " بمعنى أوسع من ذاك المتعارف عليه أن نعتبر الزهور بمثابة " التنوير " الذي شهده عالم النبات .
ويمكن القول ان أي شكل من أشكال الحياة سواء المعدنية أم النباتية أم الحيوانية أم البشرية قد عرف مثل هذا " التنوير " حدث يندر جدا وقوعه , ذلك أنه ليس مجرد تطور ثوري فهو يتضمن أيضا اللاستمرارية " الزوال " في تطوره .

بيانات الكتاب

الأسم: أرض جديدة
المؤلف:  ايكهارت نول
الناشر:  دار طلاس
عدد الصفحات: 262
الحجم:  19 ميغا بايت
تحميل الكتاب أرض جديدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق