الأربعاء، 22 مايو 2013

كيف قُبر الحمار

الرسالة التاسعة عشرة

ذبابة الحمار:
المكان هنا جيد، ولكن ما يضايقني عرضنا نحن الأموات، على هذا وذاك. إذا فُقد أحدهم تأتي عائلته إلى الطب الشرعي ليتأكدوا أنه لم يمت خلال حادث ما. موظفو الطب الشرعي يفتحون
الباب ويقولون لمن يسأل عن ميته:
- تفضلوا، الجميع هنا، انظروا!
كاد أن يأخذني رجل هربت زوجته من البيت... الرجل تراجع عندما أعطوه اسمي. نظرت إلي سيدة تبحث عن ابنتها الهاربة من البت. لم اعجبها على ما يبدو فذهبت. يعني يا ذبابة الحمار الحبيبة، لم أجد سنداً لي في الحياة لأجده في الممات. لا يوجد فرقاً بين هنا وهناك.
قال شاب ذابل الوجه:
- مللت من العرض على هذا وذاك. وهل نحن في معرض ياهوه.. أتوا بذي الوجه الذابل مساء البارحة. بالرغم من أن سبب موته واضح جلبوه إلى هنا لأن أمه رفعت دعوى على الأطباء بتهمة قتلهم ولدها. سيشرحوه الآن ليعرفوا فيما إذا كان الأطباء قتلوه.. أحس الشاب بآلام لا تطاق في بطنه . لم يعد يستطيع الأكل والشرب. أخذته أمه إلى المشفى. قال الطبيب المعاين أن عنده الزائدة. أجروا له الجراحة واستأصلوا زائدته، ولكن لم تهدأ الآلام عما كانت عليه، بل ازدادت. مرة أخرى المشفى نفسها، الطبيب نفسه. قال: "يجب ألا يتألم ما الذي يؤلمه يا ترى؟.." بعد قليل من التفكير "أنسينا شيء بالداخل يا ترى؟.." ..."لم يظهر لدينا أي نقص بعد العملية." ثم قال "لعلنا نسينا شاشاً وقطناً.." فتح بطن الشاب مرة آخرى. فرح الطبيب بعد أن بحث في داخله جيداً وقال "لا توجد أي مادة غريبة. لقد اشتغلنا بنظافة."غلقوا الجرح وأخاطوه.. ألم الشاب لم يسكن، بل ازداد أكثر. بدأ الشاب يذوب مثل الشمعة. عرضوه على طبيب آخر هذه المرة. صوره على الأشعة.. جيد أن صوره.. وجد الطبيب شيئا يشبه إشارة الاستفهام.. ما هذا؟ إنه شيء لا يشبه أياً من أعضاء الجسم. لا يمكن معرفته إلا بإجراء جراحة.. الأطباء ينظرون في الصورة ويتناقشون. أعطوا قراراً بأن ذلك الشيء الغريب والذي لا يشبه أي عضو من أعضاء الجسم لا يمكن معرفته لا بإجراء جراحة.. شقوا بطن الشاب مرة أخرى.
ذبابة الحمار، هذا بطن إنسان ليس بطيخة. لو كان البطن كل يوم والثاني، شق ، شق وافتح.
كان تعالى خَلَقه لنا بسحاب، فتحوا بطن الشاب، وجدوا أن الشيء الذي شبهوه بإشارة الاستفهام مقص. نُسي من العملية السابقة، التي أجريت له في المرة الثانية. ولمعرفة فيما إذا كان قد نسي شيء ما في الداخل. نبه الجراح من كان معه في العملية قائلا: "ديروا بالكم لا تنسوا شيئاً في الداخل" بحث وفتش من كان في غرفة العمليات، وتأكدوا من أنهم لم ينسوا شيئاً. ثم أغلقوا الجرح. لكن الألم لم يهدأ.. الشاب، انتهى.. أطباء آخرون ومشفى آخر هذه المرة.. وهل من السهل الذهاب إلى مشفى آخر والمعاينة عند أطباء آخرين؟ بين العملية والأخرى شهران، ثلاثة، لأن الأم أرملة تعيش من راتبها التقاعدي. ليست غنية إلى حد استطاعتها أخذه إلى الطبيب الذي تريده.. عندما علم الطبيب الأخير أنه أجري للشاب ثلاث عمليات زائدة، قال إن العملية قد أجريت له خطأ وأن الآلام بسبب عقد المصران. أي. ماذا سنفعل؟ عملية.. مدده تحت العملية.. الجراح خبير لا ينسى شيئاً داخل المريض، ولا شي من داخل المريض خارجه. أوشك الشاب على الشفاء من الآلام، ولكن أصبح جلده أصفر.. ذوى ، وذوى.. هذه المرة لم ينسوا بداخله شيئاً ولكنه تلوث بمكروب.. توسلوا للطبيب "دخيلكم يا دكتور" قال الطبيب بعد قلب شفاهه "غير مهم سنأخذ له المرارة" تلخبطت الأم وظنت أن المرارة تؤخذ من عند القصاب، قالت "دقيقة سأذهب وأحضرها لك."
سر الشاب لأنه قال لنفسه "لم يبق شيء في داخلي، ليأخذوا المرارة فلا يبقى ما يؤلمني"
خدروا الشاب ومددوه تحت السكين. قُطع التيار الكهربائي وسط العملية. مع ان الإذاعة تعطي خبراً من الساعة الفلانية حتى الساعة الفلانية سيقطع التيار الكهربائي" وهل يقطع التيار
الكهربائي خارج التقنين؟ هذا ليس قطع عادي من البرنامج. ماذا؟ عطل فني.. الجراح يصرخ "شغلوا المولد ياهوه.." المولد لا يشتغل بواسطة الهواء. يحتاج بنزينا، أين البنزين؟ لا يوجد
ولا نقطة بنزين في أي مكان من أسبوعين. أشعلوا مصباحاً، شمعة، قداحة.. إذا ما وجدتم ، كبريت كاف. سيرجع طبيب الأحشاء الداخلي التي أخرجها إلى مكانها، ثم يغلق الشق.. لا
كهرباء ولا مولد ولا أي ضوء.. غرفة العمليات مظلمة. الجراح أمسك إحدى الممرضات على أنها المريض.. النتيجة. الشاب أعطاكم عمره.. امه قدمت استدعاء إلى المحكمة تتهم
الأطباء بقتل ابنها. ولكي يعرف من الذي قتل ابنها، أحضروه إلى الطب الشرعي.
قال أحد الأموات:
- المرأة المسكينة اشتكت على جهة غلط. قاتلوا ابنها، إدارة الكهرباء. إذا لم يكن هناك كهرباء، أي خرا سيأكل الجراح.
قال ميت آخر:
- يا أخي إذا كان لا يوجد بنزين ماذا ستفعل إدارة الكهرباء.
قال ميت ختيار:
- يومان وأنا أسمع أسباب موتكم.. وأسوأ ميتة ميتتي أنا..
سألناه:
- لماذا؟
هكذا حكى:
- كنت سليماً تماماً، أصر ابني الكبير على عرضي على الأطباء ومعاينتي. يا ابني أنا لست مريضاً حتى أعرض على طبيب.. الإنسان الحضاري يذهب إلى الطبيب كل سنة مرة على الأقل ويعاين من رأسه حتى قدميه. أيذهب الإنسان إلى الطبيب دون سبب؟ ليس عندي أي ألم. ماذا سأقول للطبيب أصر الولد.. هكذا يفعل الناس المتحضرون. أخذوني إلى معاينة أي من الرأس إلى القدم. صور أشعة، تحليل دم، تحليل Check up من تلك التي يسمونها بول، وأي أشياء.. والذي يقول بهذه الأعمال صديق لوالدي متخرج من أمريكا. عندما نظر إلى تخطيط القلب، سأل الطبيب: "متى مات؟ قال ولدي: "من؟" قال الطبيب: صاحب هذا التخطيط. وقال: مستحيل. ثلاث نوبات قلبية شديدة.. لا يمكن أن يعيش." أخذني مرة أخرى إلى معاينة القلب. النتيجة أسوأ هذه المرة. بينما أنا سليم تماما.. سيطر علي خوف لا مثيل له.. عرض ابني التخطيط على طبيب آخر، الطبيب هذا محلي. يعني لم ير لا أمريكا ولا أوربا.. عندما قال ولدي أنني أصبت بثلاث نوبات قلبية، بدأ يضحك مقهقهاً. ثم شرح له قائلاً:
الأطباء الدارسون في أمريكا أو في أوربا لا يفهمون تخطيط القلب المعمول هنا. لماذا لا يفهمون؟ لأن قوة التيار الكهربائي، عندنا تصعد وتنزل بشكل مستمر والآلة تتأثر بارتفاع
وانخفاض قوة التيار.. لم يعملوا هذه الآلة لبلدنا، بل عملوها للبلدان التي فيها قوة تيار طبيعية.
فلهذا كان يضحك الطبيب المحلي. ترسم إبرة الآلة خط مرتفع مع ارتفاع التيار وتنزل إلى مستوى مخفض عندما تنزل.. جاء ولدي وحكى لي "بابا، البشارة، لم تصب بأي نوبة قلبية،
الخطوط التي في الورقة، ليست نبضات قلبك، بل لانخفاض وارتفاع التيار الكهربائي.."
لعشت Check up ولكني لم أعد أستطيع الحركة.. نعم مت لهذه الوساخة.. لولا أن عملت كثيراً.
في براد المشرحة فتاة جميلة. بنى الثلج على رموشها الطويلة وشعرها سألتها:
- لماذا متِ؟
بدأت الحديث قائلة:
- حياتي رواية.
لا أكتبها لأنها ليست غريبة. مثل تلك الجرائم التي يكتب عنها يومياً في الجرائد، كما حالة الطقس وأسعار الذهب.
سأَلتْ الفتاة :
- هل بقي جمالي يا ترى؟
قلتُ:
- محظوظة. كل السكاكين التي طعنتك في مكان العورة. (المايوه) يستر كل أمكنة الطعنات لو لم تكن ميتة.
بينما كنت أتحدث مع الفتاة أتى عمال المشرحة وأخذوني ومددوني على طاولة التشريح كان ثمة موتى آخرين على الطاولة العريضة. يعني أتى دوري لتشريحي ومعرفة سبب موتي، بعد
أن حضروني للتشريح خرجوا ذاهبين.
قال لي أحد المحضرين للتشريح:
- ذاك الرجل أنتم. عرفتكم من صورتكم في الجريدة.
سألته:
- أي رجل؟
أروني بعض الجرائد المتروكة في المشرحة، وقرأوا لي بعض عناوين أخبار الموتى: "فقيد لا يملأ مكانه" فقدنا أكبر محتالينا".
المكتوب حول موتي لا يحكي عني، بل عن الكتاب أنفسهم: لقد كتبوا خواطر لم أذكرها أبداً.
لم اذكر لا الخواطر ولا الكتاب.
كنت ألتقي بعضهم في حياتي فيحسبون أن عليهم أن يتظارفوا، فيحكون لأنفسهم بعض المياعات على أنها ظرافة، وينفجرون ضاحكين مما يجبر الآخرين على إظهار أسنانهم
مجاملة. هؤلاء الكتاب أصروا حتى بعد موتي على عمل ظرافة كهذه.
بعض المقالات عن موتي بحثت في كتاباتي بشكل علمي. أحدهم يقول "أليس في الدنيا أي شيء جميل، جيد، صحيح.. لم يكتب عن أي واحدة من هذه . بسبب نظرته المضطربة. كان لا يرى ولا يكتب إلا عن السفالة، الفوضى، القرف، الرذالة.
ذبابة الحمار الحبيبة، هذا أنا مت، أنت مكاني في الدنيا،. أنت تعرفين حق المعرفة ومن أين تغرزين ابرتك.
شفتاي جافتان كوريقات الورد التي جفت بين صفحات كتاب. وفي عيني الميتتين دمعتان متجمدتان.. قولي لكل من يعرفني، أنني مت. لن يخاف أحد بعد اليوم من مصافحتي. سوف لا يتحمل أحد أصدقائي مشقة العبور الآخر لكي لا يضطر للسلام عل  ي. سوف لا يخجل أحد من أن يدير رأسه لكي يمثل عدم رؤيتي. الموت خلصهم مني وخلصني منهم.
سوف لا يجد أصدقائي أو أعدائي فرصة للبدء في الحديث. وكان جيداً، ظريفاً ولكن.. "ليشهروا بي وليتهربوا من مساوئ أنفسهم كما في السابق. سوف يقولون "كان جيداً ، ظريفاً.." ثم يبلعون الكلمات لأنني مت وأخذت معي كل مساوئي.
سمعنا أصوات أقدام. فُتح الباب. أتى المشرحون. أضيء المصباح ذي النور اللامع. وجوه المسرحين مغطاة لا يظهر منها إلا أعينهم.
أراد شاب أن يحرف رأسي بشكل مناسب للتشريح ولكن رقبتي كما جسمي ، متجمدة. فلم يدر معه. قال:
- ناشف الرأس حتى بعد موته.
كثيرون قالوا في حياتي "يحب أن يكسر رأسه". هنا يفعلونها.
سأل الشاب:
- ما هذا، أستاذ؟
قال الشخص المسؤول:
- هذا الذي يسمونه مخ. المخ عضو عديم النفع أكثر من اللوزتين، الزائدة ، أو حتى أضراس العقل ولعدم وجود إمكانية استئصاله، ورميه يجب ولعدم وجود إمكانية استئصاله،
ورميه، يجب تخديره لكي يعيش الإنسان سعيداً.
لم يصدف أن جلب هذا الانتفاخ الذي في داخل الجمجمة المسمى عقل إلى صاحبه إلا البلاء.
على كل حال ستفهمون بشكل أوضح، لماذا لم يخلص المرحوم من البلاء.
وهكذا انتهى ذاك العمل يا ذبابة الحمار..
بالطبع لم يقم حفل جنائزي للحمار الميت الذي لا يخاف حتى من الذئب. بينما كان ينتظر في المقبرة ليرمى في حفرة ويستر بالتراب. حدث ما لم يكن بالحسبان. جلبوني إلى المقبرة
بواسطة سيارة. ووضعوني بجانب حفرة. بدأ الشخص الذي يبدو إما لحاداً أو حارساً للمقبرة بالصراخ:
"تعالوا ولاه.. لا تّقطعوا الوقت.. تعالوا ولاه، لندفن هذا.." ولكن ليس من يهتم لكلامه فجأة أتت مجموعة كبيرة من السيارات تسير خلف بعضها، خمسون ، مئة وخمسون سيارة أو
أكثر، والأكاليل.. كان هناك شاحنة أكاليل.. غير الأكاليل الموجودة في السيارات. طوقني الزحام. وضعوا الأكاليل التي أنزلوها من الشاحنة.. ومن السيارات الأخرى حولي حتى
أصبحت مثل تلة من الزهور. سأدهش لو لم أكن ميتاً. لكن الأموات لا يدهشون لشيء. كل هذا أنا محبوب!!.." أتى الرجال الذين ناداهم اللحاد عندما صرخ "تعالوا ولاه لندفن هذا.." بعد
رؤيتهم للزحام بدأوا يقرؤون الأدعية بصوت عال، حتى أن بينهم من بكى. وبعضهم كان ذا لّفة. كان الزحام حولي يتزايد.
قال أحد المزدحمين وهو يشهشه بالبكاء:
- وهل أنت من الرجال الذين يموتون؟
لم أعرف قائل هذا الكلام.
قال آخر:
- لقد ترك لنا إرثاً كبيرا.
قطع المشهشه بكاءه قائلاً:
- لا ياه، واخ، أماه. من غير الممكن معرفة صاحب النقود أو الإيمان.
قفز أحد المزدحمين إلى أعلى كومة تراب بجانب القبر وألقى رثاء. بحث في الخدمة الوطنية الكبيرة التي قدمتها، بتأسيس أول معمل للعلكة . وبالتالي انخفاض نسبة واردات العلكة عشرة
بالمئة وبمقدار الملايين من القطع الأجنبي التي وفرها للبلد.. الله الله .. كوني من محبي عمل الخير أنشأت جامعاً وأخذني الموت قبل أن أكسب الوطن الجامع الثاني.
حين قال:
- سيعيش أخونا المبجل السيد جعفر ابن هذا الوطن الذي يفارقنا الآن جسداً، إلى الأبد في قلوبنا.
بدأ أحدهم بالصراخ:
- وقفوا، قفوا!..
الميتون لا يخافون، ولكن تعودت على الخوف في حياتي بشكل حتى إنني خفت أن يكون قد تبعني موظف الحجز. لم أستطع التفكير بسرعة. ما الذي سيأخذه موظف الحجز؟
غاص الرجل الذي يصرخ "قفوا، قفوا" إلى وسط الزحام.
- السيد جعفر هناك.. لمن تقدمون هذا النعي؟ لا يوجد مخلوق غير اللحاد محمود ليضع السيد جعفر في القبر..
قال أحدهم:
- يا حرام، بكينا موتها...
- قال الخطيب:
- جيد ، لكن لا أستطيع قول نفس العبارات بنفس الهيجان. مرة أخرى فوق قبر السيد جعفر.
قال أحدهم:
- لا مانع يا سيدي، لا تحزنون، يتكلم واحد آخر...
كل واحد يأخذ إكليلاً ويركض نحو قبر السيد جعفر الأكاليل الثقيلة، يسحبها شخصان، ثلاثة لم يبق من الأكاليل ولا ورقة، شتمني المقرؤون، العجزة، الشحاذون، النواحون والذين كانوا
يدعون قبل قليل، بملء فمهم وتراكضوا نحو قبر صاحب المصانع. كنت أظن أنه لم يبق أحد بجانبي، ماذا أرى، أليس بجانبي، صاحب المجلة التي كنت أكتب فيها لا أستطيع وصف
فرحتي. كم كنت أزعل من الرجل في حياتي. خجلت من نفسي. ترك أعماله الكثيرة وجاء إلى الجنازة. هذا يعني أنه يحبني.
قال مديري لنفسه:
- أنا أيضاً وثقت بكلامه ظناً مني أنه رجل، وأعطيته سلفة. مات حتى قبل أن ينجز مقالة. هذا العدد.. واأسفاه...
توجه إلى قبر صاحب مصنع العلكة
ذبابة الحمار الحبيبة. خذي هذه الرسائل إلى صاحب المجلة التي كنت أعمل بها لينشرها إذا أعجبته وبالتالي أدفع سلفتي.
وضعوني في الحفرة. وردموا التراب فوقي.
لأنه لا يوجد عندي من يترحم علي، قلت لنفسي:
- هيه، الله يرحمك.. الحمد لله.
أووووووه
مع محبتي
حمار ميت
عزيز نيسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق