يقول رينيه بومر في المقدمة النقدية لـ "كانديد" أن المؤلف يتبع في روايته تاريخ حياة بطله. فالسرد الروائي يسير في خط رواية الأحداث التي تتعلق بوجود كانديد، وذلك دون اللجوء إلى تأريخ فعلي للزمن، فالإشارات إلى الزمان عديدة في الرواية ولكنها لا تدل على تاريخ محدد أو سنة محددة. بل تحدد وبكل بساطة التتابع الزمني وتسلسل الأحداث داخل الرواية. وهذه الإشارات هي: في الغد، بعد يومين، الخ.
ولا يعني هذا أن الزمن لا يترك بصماته من أول الرواية وحتى نهايتها, على العكس من ذلك، يدفعنا الانطباع العام عند قراءة "كانديد" إلى التفكير بأن البطل قد تغير ونضج وكبر. والأنسة موتيغوند هي التي وقعت تحت تأثير مرور الزمن: فهي في نهاية الرواية امرأة عجوز وبشعة. من ناحية أخرى، يمكن القول بأن الموضوع الرئيسي لهذه الرواية هو السفر.
فكانديد لا ينفك عن التنقل في كل الرواية، وينجم تنقله هذا عن رغبة في الهرب وفي الوقت نفسه عن رغبة في البحث: الهرب من خطر الموت والبحث عن الجميلة كونيغومد. وطريقة سرد الأحداث ومكان ورودها في الرواية قام كذلك. فالأحداث تسبق دائماً النقاش الفلسفي، ولا يأتي الجدال الفلسفي حول الخير والشر إلا عند التفكير في ما يجري للشخصيات. ففلسفة فولتير ترتبط إذاً مباشرة بما يجري في الحياة اليومية.
وتلخص الكلمة الأخيرة في الرواية فلسفة فولتير: "يجب أن نزرع حديقتنا". هذا يعني أن فلسفة الماورائيات عاجزة عن أن تحل المسائل التي يطرحها الإنسان حول وجودة، وأنه بالعمل وحده يستطيع الإنسان أن يجد السعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق