فى حياة الأديب المسرحى توفيق الحكيم أربعة حمير قابلها على مدى سنين عمره وقد رافقه أولهم مراحل طفولته الأولى وق أثر فيه جدا هذا الحمار بصمته ومعاناته الشديدة التى يلقاها فى الريف والعمل الشاق الذى يقوم به ثم لا يجزى عليه فى النهاية وقد رافق الحمار توفيق الحكيم فى كل مغامراته تقريبا ومن هنا نشأت بينهم صداقة وألفه وصارا صديقين حميمين فعندما أراد أن يكتب تأملاته ومناقشاته السياسية والاجتماعية .. والثقافية النقدية كان لابد له من أن يختار له رفيق يرافقه فى هذه المناقشات ويحاوره وفى نفس الوقت يستريح له ويحبه ويستحسن لو كان لا يعانده فلم يجد الحكيم أفضل من رفيق دربه وصديقه الصدوق حماره الذى أصبح أشهر حمار بعد حمار جحا بسبب تلك المناقشات التى دارت على لسانه مع الأديب توفيق الحكيم. كنا نتحدث عن وضع المسارح في مصر حين قال لي الأستاذ توفيق الحكيم إنه يتصور أن يخصص المسرح القومي بتقديم تراث المسرح المصري على مدار العام حتى يظل هذا التراث حياً وحاضراً، فكما تحافظ المتاحف على الآثار التاريخية يجب أن يحافظ المسرح القومي على الآثار المسرحية. ومضت السنون ورجل توفيق الحكيم، وصارت المشكلة ليست فقط في عدم إبقاء تراثه المسرحي حياً على خشبة المسرح وإنما في عدم توفره حتى كنص مطبوع، وقد شكا لي وزير ثقافة عربي سابق من أنه بحث في المكتبات أثناء زيارته للقاهرة عن عدد من مسرحيات الحكيم ليكمل بها مجموعته، فقيل له أنها نفدت ولم يعاد طبعها منذ سنين.. من هنا كانت سعادتي لمشروع دار الشروق بإعادة نشر الأعمال الكاملة لأبو المسرح العربي توفيق الحكيم، فالأمم لا تنمو ولا تزدهر إلا بمقدار ما يكون تراثها ماثلاً في حاضرها وإلا انفرط عقدها وفقدت ماضيها ومستقبلها معاً، في التاريخ وفي السياسة كما في الآداب وفي الفنون. مجموعة مقالات فلسفية ساخرة ضمن مؤلفات توفيق الحكيم التى تم اعادة نشرها ضمن مشروع دار الشروق لإعادة نشر الأعمال الكامله لأبى المسرح العربى. محمد سلماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق