الجمعة، 21 يونيو 2013

متاهات الوهم ... يوسف زيدان

متاهات الوهمإن معنى الدين يختلف بطبيعة الحال عن مفاهيم التدَيُّن، فالدينُ أصل إلهيٌّ والتدَيُّن تنوع إنساني، مضيفا أن الدين جوهر الاعتقاد والتدين هو نتاج الاجتهاد، و مع أن الأديان كلها، تدعو إلى القيم العليا التي نادت بها الفلسفة (الحق، الخير، الجمال) فإن أنماط التدين أخذت بناصية الناس إلى نواحٍ متباعدة ومصائر متناقضة، منها ما يوافق الجوهر الإلهي للدين و يتسامى بالإنسان إلى سماوات رحيبة، ومنها ما يسلب هذا الجوهر العلوي معانيه ويسطح غاياته حتى تصير مظهرًا شكلانيًّا، ومنها ما يجعل من الدين وسيلة إلى ما هو نقيض له.
وفصول هذا الكتاب، وإن كانت تستعرض في الأساس خبرات «التدين» عبر خبرات مختلفة، إلا أنها تسعى من وراء ذلك إلى استكشاف الآثار العميقة، شديدة الأثر، التي قد تأخذنا إليها التجارب التطبيقية لمفهوم «الإيمان» والاتجار به، فتدير الرؤوس وتبدد فرص النجاة من الغرق، مثلما تفعل الدوامات والأعاصير و الريح الصرصر العاتية.
ويدور كتاب "متاهات الوهم"، فوق المدارات التي تأخذ بالعقل الجمعي، العربي والمصري، إلى التيه الجماعي المؤدي بالضرورة إلى ما يسميه زيدان "حالة الخَبَل العام"، بسبب اصطخاب الأفكار حول محاور وهمية واعتقادات خيالية لا يؤكدها إلا التاريخ الرسمي المغلوط.
ويسعى يوسف زيدات خلال فصول الكتاب السبعة، لتبديد هذه التوهمات، حيث يثير شغف القارئ إلى إعادة النظر في خرافاتٍ تخايل الأذهان، ويؤسس عليها وعيٌ مغلوط يتوسل بالمغالطات إلى تحقيق الطموحات المرادة من هؤلاء الساعين إلى تجهيل الناس لإحكام القياد حول رقابهم؛ ومن ثمَّ إلى السيطرة التامة عليهم.
وقال زيدان عن كتابه الجديد «خلال إعدادي هذا الكتاب، كانت ترن في أذني عبارة العماد الأصفهاني وتتردد أصداؤها في أعماق ذاتي، حيث يقول هذا الرجل النابه: «إنه لم يُرَ أحدٌ كتب كتابًا وعاد إليه (بعد فترة) إلا وقال: لو غيرت هذا لكان أحسن، ولو عدلت ذلك لكان يُستحسن، وهذا دليل على استيلاء النقص على جملة البشر»، وهذا معنى عميق، لو كان كاتبه أفصح لجعل ختام عبارته: «وهذا دليلٌ على طلب الكاتب، للكمال المستحيل».
يذكر أن الدكتور «يوسف زيدان»، ولد في 30 يونيو 1958 بمحافظة سوهاج، وقد حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1980ـ ثم حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته عن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عام 1989، وحصل أيضًا على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم عام 1999، له العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية والأدبية، ومن بين مؤلفاته الأدبية: روايتي “ظل الأفعى- النبطي- عزازيل”.

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق