الاثنين، 10 يونيو 2013

الرسالة الثانية عشر

بســــــــــــم اللـــــــــــــــــــه الرحمــــــــــــــن الرحيـــــــــــــــــــم


من عبد الله قس بن ساعدة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد :

بلغني يا مولاي أن أبا عبيدة بن الجراح وصل بالجيش إلى مشارف القدس ، وأن بطريركها سفرنيوس أخبر جيش المسلمين أنه لا ينوي قتالا ،
ولكنه لن يُسلّم مفاتيح المدينة إلا لرجل يعرف أوصافه ، فتقدم أمين الأمة فلم يُعطها له ، وتقدم شرحبيل بن حسنة فلم يُعطها له ،
وكلما تقدم واحد ردّه ، فأرسلوا إليكَ ، فجئتَ من المدينة بموكب قوامه غلام وراحلة وأنتَ !

وكنتَ تركب تارة ، وتُركب غلامك تارة ، وتترك الناقة تمشي وحدها لترتاح تارة !
فوالله ما فتحتَ البلاد بسيفك وإنما بقلبكَ !
وشاء ربك أن تصل إلى مشارف المدينة وغلامك راكب وأنت آخذ بزمام الراحلة ،
فتقدم سفرنيوس منكَ وأعطاك مفاتيح المدينة قائلا : هذا الذي جاءت أوصافه في الإنجيل ، يأتي ماشيا وغلامه راكب ، وفي ثوبه سبعة عشر رقعة !

واشترط عليك أهل إيلياء أن لا يساكنهم فيها يهود ، فقبلت شرطهم ، وأعطيتهم على ذلك عهدا ،
فكانت العهدة العمرية .

ثم إننا نقضنا عهدك !

فلم نسمح لليهود بالسكن في القدس بل سلمناهم المدينة كلها !

ولأن الذي لا يُحافظ على الجغرافيا يتجرّع ذل التاريخ ،
جاء إلينا باراك وأعطى اليهود العهدة الأمريكية !

ثم بينما نحن جلوس بأمان الله إذ دخل أوباما على محمود عبّاس ، وأسند ظهره على كرسيّه ، ولفّ رجلا على رجل وقال :

يا عبّاس حدثني عن الإسلام !
فقال عبّاس : الإسلام هو الإستسلام ،
فإذا صفعتك أمريكا على خدك الأيسر فأدر لها خدك الأيمن ،
وإذا صفعتك على خدك الأيمن فأدر لها قفاك !
فقال أوباما : صدقتَ
فعجبنا لأمرهما كذاب يشهد بالصدق لكذاب !


ثم قال : يا عبّاس حدثني عن الإيمان !
فقال عبّاس : الإيمان أن تؤمن أنّ الناس لو اجتمعوا على أن يضروك لن يضروك بشيء إذا كانت أمريكا معك !
ولو اجتمعوا على أن ينفعوك دون رضى أمريكا لن ينفعوك بشيء لأنها ستستخدم حق النقض الفيتو !
فقال له : صدقتَ

ثم قال : يا عبّاس حدثنا عن المفاوضات !
فقال عبّاس : المفاوضات سلمناها لعريقات !
وقلنا له : كن مؤدبا ولا تطلب من إسرائيل ما تعرف أنها لن تعطيك إياه ، ولا تحرمها من شيء تريده !
فقال له : أحسنت !

ثم قال أوباما : انتهت ولايتك يا عبّاس فمتى الإنتخابات ؟!
قال عبّاس : حدثني دحلان عن ضاحي خلفان أن الإنتخابات تأتي بالإخوان !

فقال : وماذا عن القاعدة ؟
قال : تبا لهم : لا يترشحون ، ولا يصوتون ،
فقد عرفوا أنه لا يكبّ الناس على مناخرهم عند أقدام أمريكا إلا ما تشرفون عليه من انتخابات !
قال له : صدقتَ !

ثم قال : يا عبّاس حدثني عن حكام العرب !
فقال عبّاس : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل !
قال : فحدثني عن أماراتهم !
قال : إذا حكموا يظلمون ، وإذا أتمنوا يخونون ، وإذا تولوا يسرقون ،
وإذا حاربوا ينهزمون ، وإذا هوجموا يشجبون ويستنكرون وينددون !

فربتَ أوباما على كتفه وقال له : قد عرفتَ يا محمود فالزم ،
هذا هو إسلام أمريكا الذي " يُستفتى في نواقض الوضوء ولا يُستفتى في نواقض الإسلام " !

ثم إنّ هذا العالم لم يتغير كثيرا عن آخر رسالة كتبتها لك يا مولاي
ما زال مجلس الأمن يكيل بمكيالين ، والحرب على الإسلام جارية على قدم وساق !
عندما دمرت طالبان أصنام بوذا ، قال عنهم العالم : أرهابيين ،
وعندما قصفت فرنسا المساجد في مالي لم يقل أحد إنهم همجيون !
فالفرنسيون يأكلون بالشوطة والسكين ، ويبعوننا عطورا ، وجبنة بيكون !


ثم إنّ والي أوباما على الجزائر عبد العزيز بوتفليقة فتح المجال الجويّ لفرنسا لتقوم بقصف المسلمين في مالي .
فرنسا التي استعمرت الجزائر وسرقت خيراته لأكثر من مئة عام ، وما خرجت منه إلا بعد أن قتلت مليون إنسان !
فلو أن امرءاً مات بعد ذلك كمداً هل يُلام ؟!

ونسيتُ أن أخبرك يا مولاي أن البابا بينتدكتوس الذي قال إن الإسلام يتنافى مع العقل قد استقال لأسباب صحية ،
أو بسبب فضائح القساوسة بالتحرش الجنسي بالأطفال !
وقد قام الكرادلة بانتخاب بابا جديد ،
وأبشرك أن الأزهر قد قام بواجب التهنئة ، فكما تعلم نحن أصحاب واجب ، والأمور ولله الحمد بخير !


ثم إن البوطي الذي أضلّه الله علم مات !
وقد رثاه الحاخام المتنكر بالعمامة أحمد حسون بخطبة لم تشب منها رؤوس الولدان ،
لأن بشار الأسد لم يترك في سوريا أطفالا لتشيب !
ولكنهم وضعوا جبهة النصرة على لائحة الإرهاب ،
وهم منذ عامين يهددون بتحويل ملف بشار لمحكمة الجنايات !


وعلى سيرة المكيالين
عندما احتل الإتحاد السوفياتي قرر ولي الأمر في بلاد الحرمين أن القتال هناك جهاد ،
وشارك الكل في الجهاد ،
حتى أن اتحاد كرة القدم كان يفرض على كل بطاقة حضور مباراة ريالا لدعم الجهاد الأفغاني ،
وتم النصر بإذن الله لا بالريالات !
ثم لما احتلت أمريكا أفغانستان قرر ولي الأمر أن الجهاد هناك هو ذروة سنام الإرهاب !

هذه بعض أخبار دولتك والبقيّة تأتيك إن كان في العمر بقية
ولوقتها ، قبلاتي ليديك وسلامي لصاحبيك
والسلام
أدهم شرقاوي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق