الخميس، 20 يونيو 2013

أديان العرب وخرافاتهم ... الأب أنستاس ماري الكرملي

أديان العرب وخرافاتهميتناول أديان العرب التي عرفتها في الجاهلية والخرافات التي دارت حولها . ولكن المؤلف لا يقتصر على الجانب الصفى أو الاخبارى وإنما يغوص مفسرا أو مقارنا بعض الألفاظ أو المصطلحات لدى العرب والأمم الأخرى من رومان و يونان وفرس وكلدان أو سريان, وقد مكنته معرفته الموسوعية من ذلك حيث كان يتقن أربع لغات هي العربية والفرنسية واليونانية واللاتينية وألم بطرف واسع من تسع لغات أخرى منها السريانية والعبرية و الصابئية والفارسية والتركية الى الإنجليزية و الأسبانية و الإيطالية. وقد ذكر شيئا عمن الهوا كاهنهم من بنى أسد في تهامة وهو عوف بن ربيعة بن سوادة , وطرفا من الحنيفية في بلاد العرب وخاصة حنيفية زيد بن عمرو بن نفيل, الذي يروى عن عبد الله بن عمر أن النبي التقاه قرب مكة قبل البعثة, وأمية بن أبى الصلت الذي نظر في الكتب وقراها ولبس المسوح تعبدا وحرم الخمر وشك في الأوثان, وطمع في النبوة لأنه كان قرأ في الكتب أن نبيا من العرب سيبعث فكان يرجو أن يكون هو. فلما بعث النبي محمد ناصبه العداء, بل وحرض قريشا بعد وقعة بدر وكان يرثى قتلاهم فيها, ويقال أن له قصيدة في رثائهم نهى النبي عن روايتها. ويقول الأب أنستاس مارى الكرملى - نقلا عن الأغاني - أن أمية مات على الشرك وكان يقول حينما حضرته الوفاة " قد دنا أجلى وهذه المرضة منيتي, وأنا اعلم أن الحنيفية حق ولكن الشك يداخلني في محمد." وكان مما قاله "..لا مال يفديني, ولا عشيرة تنجيني ... لا بريء فاعتذر ولا قوى فأنتصر."
ثم تحدث عن أديان العرب في الجاهلية, وجاء حديثه في معظمه عبارة عن رؤوس موضوعات, لأن الكتاب ترك عبارة عن مسودة لم تكتمل, كما سبق الإشارة. وتحدث عن يهود العرب, والعرب النصارى, ومجوس العرب وزنادقتهم, وكذلك عن الأنبياء والمتنبئين فيهم. ولا غرو أن تكون للنصرانية في الكتاب النصيب الأوفى, فجاءت عناوين مثل "مصطلحات نصرانية" و"أسماء نصرانية عند المسلمين" و"كتب النصارى عند المسلمين" . بل ينتقل إلى قضايا أكثر جدلا مثل "معبودات اليونان عربية اللفظ في الأصل".
ويعرج على قضايا أكثر غموضا وربما أشد حساسية. فمعروف أن الأب لويس شيخو اليسوعى - في كتابه شعراء النصرانية في الجاهلية الصادر في بداية القرن العشرين - جعل معظم شعراء العربية في الجاهلية من النصارى وعلى رأسهم امرؤ القيس وحاتم الطائي , ومن الغريب أنني لا أعلم أحدا تصدى لآرائه مفندا ومقارعا الحجة بالحجة , حيث أنه لم يكن لها سند علمي إلا تصيد بعض الألفاظ في شعرهم- متأثرين بالمناخ الثقافي حولهم - التي تشير إلى النصرانية تلميحا أو تصريحا, اللهم إلا صاحب كتاب "امرؤ القيس :حياته وشعره" , حين مر بالقضية عرضا فأتى على حجة الأب لويس شيخو نقضا و نقدا فيما يخص أمرأ القيس. ويرفض الأب انستاس مارى الكرملى القول بنصرانية حاتم الطائي, وهو المتبحر في علوم اللاهوت والعربية , ولكن الأمانة العلمية لم تفارقه فكانت آراؤه بعيدة عن الهوى, فأخرس قوله كل خطيب, وإن فتح الباب على مصراعيه لبحث الموضوع بحثا علميا



 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق