الخميس، 10 يناير 2013

الانتباه …. البرتومورافيا

7002917رواية الانتباه أثارت عند صدورها ضجة كبيرة في الندوات و بين النقاد، لاسيما وأن مورافيا قد طرح فيها، و لأول مرة، مشكلة الكاتب الروائي أمام أبطاله، و كيف ينبغي له أن يواجه واقعهم وواقعه: أيكون صادقا مئة بالمئة ام يحور هذا الواقع؟
كل ذلك يرويه مورافيا من خلال قصة غرام مثيرة: قصة صحفي يمل زوجته، فيهجرها ويسافر في رحلات طويلة، و حين يعود، يكتشف أن زوجته تدير (بيتا للمواعيد) كما يكتشف أن ابنتها من علاقة أولى غير شرعيه قد كبرت وأصبحت جميلة فإذا بالصحفي الزوج يقع في غرام الابنة...

أصبح الكاتب الإيطالي ألبوتو مورافيا روائياً شهيراً في أوساط الأدب العالمي، وقد عرفه القراء العرب عبر روايات رائعة أشهرها "السأم و"الاحتقار".
ورواية "الانتباه" هذه أثارت عند صدورها ضجة كبيرة في الندوات وبين النقاد، لا سيما وأن مورافيا طرح فيها، لأول مرة، مشكلة الكاتب الروائي أمام أبطاله، وكيف ينبغي له أن يواجه واقعهم وواقعه: أيكون صادقاً مئة بالمئة، أم يحور في هذا الواقع؟
كل ذلك يرويه مورافيا من خلال قصة غرام مثيرة: قصة صحفي يمل زوجته، فيهجرها ويسافر في رحلات طويلة، وحين يعود يكشف أن زوجته تدير "بيتاً للمواعيد". كما يكتشف أن ابنتها من علاقة أولى غير شرعية قد كبرت وأصبحت جميلة، فإذا بالصحفي الزوج يقع في غرام الابنة

اراء القراء

بثينة العيسى

2849038هذه ليست قصة رجلٍ كفّ عن حبّ زوجته التي تدير منزلاً للمواعيد ، و وقع في حبّ ابنتها غير الشرعية ، أو على الأقل ليس هذا ما يهم ! هذه ليست قصة تجرى في الطابق الثاني ، ولا في البناء المقابل ، بقدر ما هي هنا ، و بقدر ما هي الآن ، عندما تكون الأصالة هي سؤال الكتابة ، و عندما تكون الكتابة هي الضمير ، يقرّر المؤلف بأن الرواية :
" ليست مجرد عمل أدبي ، لكن وسيلة في فهم الصلة بالواقع ، قد يسأل أحد ماذا أعني بذلك ؟ أعني أن الرواية قد غدت نوعا من الضمير بالنسبة لي "
هذه الرواية هي مشروع انتباه ، و عندما تصنّف على هذا الأساس ، إنها تمرّد على " الطبيعة " اللا أصيلة للحياة، فبعد روايته " السأم " الموغلة في العدمية، يجيء المؤلف هنا بصيغة " العائد " ، العائد إلى الواقع ، و لكن نبشاً عن أصالته .


إذاً ، هذه ليست قصة رجلٍ كف عن حبّ زوجته ، ولكنّ هذا ما حدث ، لقد كفّ عن حبّ كورا ، لأنه اكتشف في أعماقه بأن حبه لها " غير أصيل " ، حيثُ الأصالة نقاء ، الأصيل هو الشيء الذي لا يقلّد ولا يفتعل ، و حسب هذا المفهوم كان الفقر بالنسبة له، و الملابس الممزقة ، و الروائح الكريهة ، هي الأصالة الوحيدة في الحياة ، لاسيما مع كونه ينحدر من عائلة برجوازية ، وبناءً عليه وجد نفسه يكفّ عن حبها، بمجرد أن تحولت الفتاة الفقيرة الساقطة الجائعة إلى زوجته ، لمجرد أنها لم تعد تجوعْ .
تبدأ الرواية به و قد عاد ، عادَ إلى منزله ، حيث زوجته التي لا يحبها ، و ابنتها غير الشرعية " بابا " التي عشقها ، و يقرر أن يكتب رواية ، لأن الرواية آلية إدراك و فهمٍ للواقع، و يبدأ بتدوين يومياته بأقصى ما يستطيع من المصداقية، لأجل أن يعتمدها في النهاية مادةً خام لنصه .
النص يطرح تساؤلات جوهرية حول الكتابة نفسها ، كمرآة عاكسة للحياة ، كيف تكون اللغة هي أصل الأشياء ، عندما تتحول إلى عملية " نسخ " ، و النسخ غير أصيل ، و بالتالي غير حقيقي ، و بالتالي زائف و مبتذل و غير بنّاء . أو حسب تعريف المؤلف نفسه :

تحميل روايه الانتباه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق