الجمعة، 21 يونيو 2013

الثورة الفرنسية عرض ونقد فى ضوء التربية الإسلامية ... عدنان حسن باحارث

الثورة الفرنسية عرض ونقدتعدُّ الثورة الفرنسية وميثاق حقوق الإنسان الذي جاءت به، بمثابة "إنجيل العصر الحديث" في العالم الأوروبي، فبنجاح الثورة الفرنسيَّة في تحقيق أهدافها دخلتْ أوروبا في مَوجة جديدة مِن العصرانية أدَّت لسقوط الملكيات القديمة، وتحرير أوروبا من سَطوَة الدِّين، ونِير السُّلطة الرُّوحانية والزمانية للكَنيسة، بل عملت فرنسا على تصدير الثورة لجِيرانها الأوروبيِّين، "وحمَل خِطابُ الثورة الفرنسيَّة طابع العُموم، وتناوَل الإنسانية بشمول".
وقد افتُتن كثير مِن مُثقَّفينا ومُفكِّرينا الإسلاميين بنجاحات الثورة الفرنسية، وتوغلِ أفكارها في عقلية العالم الغربيِّ الحديث، عن طريق موجات "الليبرالية - العلمانية" التي سادَت الفِكر الأوروبي الحديث، وأرادوا تطبيق نموذجها على مُجتمعاتنا الإسلامية عن طريق التوافُق العَصريِّ بين "الدِّين" و"الحَضارة"، وليس أدلَّ على عُمقِ تأثير هذه المفاهيم الجديدة على العالم الإسلامي مِن احتفال بعض الحكومات في بلادنا العربية بصورة رسمية بذِكرى قيام الثورة الفرنسية وصدور الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، مثلما رأينا في "مصر" - منذ سنوات - مِن احتِفال الدولة بذِكرى تلك الثورة وما تَبعها مِن دخول الفرنسيِّين مِصر في حملة استعمارية!
يُناقش بحث الدكتور "عدنان حسن باحارث": "الثورة الفرنسية عرض ونقد في ضوء التربية الإسلامية" - أهمَّ الأسباب التي أدَّت لقيام الثورة الفرنسية، وتداعياتها على المستوى الاجتماعي والثَّقافي والحَضاري في فرنسا خاصَّة، وفي أوروبا بصِفة عامة، كما يُناقِش أهمَّ إيجابيات الثورة الفرنسية وأكبر سلبياتها في ضوء التربية الإسلامية؛ حيث يُبيِّن الكاتب أن بعض مبادئ الثورة تتقاطَع مع الفِكرَة الإسلامية، والمَنظور الإسلامي لطَبيعة حركة الإصلاح، فتتوافَق معها تارةً، وتُخالِفها تارةً أخرى، ويُرجِع المؤلف أهميَّة هذا البحث مِن كون طبيعة الثورة الفرنسية وما جاءتْ به يُوصَف دومًا بأن له تأثيرًا "عالميًّا"؛ حيث "لم تعدْ مَبادئ الثورة الفرنسية شأنًا داخليًّا؛ وإنما أصبحت شأنًا عالميًّا، يُنادي بها الثوار في كل مكان، فما تزال شعاراتها: الحرية، المساواة، العدالة... موضع إجلال عالميٍّ، وأداة إثارة عاطفيَّة؛ ولهذا تحتاج إلى تقويم في ضوء المعايير الإسلامية، لا سيما وأن الفكر الليبرالي - المدعوم والمؤصَّل بالثورة الفرنسية - أصبح موجةً طاغيةً يَتبنَّاها العديد من المُفكِّرين المُسلمين"


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق