الموسوعة النحوية والصرفية الميسرة ... لــ أبو بكر على عبد العليم
المقدمة :
أردنا أن نجعل مواد النحو في عرض معجمي . فمثل هذا علرض لا يتيسر في العرض المعجمي لكثير من المعارف التى لا تربطها إلا حروف الهجاء حيث تستقل كل فكرة بنفسها . أما النحو فكل مادة فيه تصلح لإدراجها تحت أكثر من ترتيب , فكان هذا من دوعي الانصراف عن عرض النحو عرضاً معجميا , وما عرف من المعاجم النحوية بصورتها المعجمية الصحيحية تحصره أصابع اليد , فى الوقت الذى يلح فيه علم النحو أن يكون له نصيب أوفي من العورض المعجمية , لتداخل مضوعاته , وتشعبها , الأمر الذى يجعل الباحث عن معلومة نحوية عند مشقة تقل أو تزيد تبعا لمكان المعلومة بين سطور الكتب .
من هنا كانت هذه الموسوعة محاولة من المحاولات في هذا الاتجاه , وهى محاولى لا ترقي إلى ما يجب أن يكون من الإحصاء الجامع المانع .
ولعل قائلا يقول : ولم العجلة في غصدراها ما دامت على غير ما يجب أن تكون عليه ؟
والجواب : أن الشىء لا يولد كبيراً , والفكرة الأولى – فى عمل من الاعمال – هى المرحلة التى لا بد منها – مع ما تحمل من نقص – لتكون سبيلا إلى ما يتلوها من مراحيل حيث تستدعى الفكرة الأولى ما يناسبها من رؤى والمدراسة , والنظر فيما يجب وما لا يجب . فبغير الفكرة الأولى لا يستقيم لعمل من الاعمال أن يولد كبيرا مبرءاً من المثالب مكتملا فى كل جوانبه , فهي التى تفتق الأذهان عن معرفة الصواب , والخطأ . ولو أن أصحاب الأعمال توقفوا عن بعق افكارهم حتي تنضج وتكتمل , ما أتيح لنا أن نشهد ميلاداً لفكرة أو غيرها . ولو ان كتابا يغنى عن مثيله ما ضمت المكتبات عديدا من الكتب فى فن واحد , أو علم واحد .
ذلك لأن العقل البشري لم يهيأ للإحاطه الشاملة بكل ما يجب للشىء الواحد فى وقت واحد , لكنه مهيأ للمعرفة المتدرجة التي تتبني فيها فكرة على فكرة , والتى تمهد فيها رؤية لرؤية أخرى .
فما يراه القارىء من قصور فى هذه الموسوعة , وهو حتم قضن به طبائع الأشياء , إلى أن يأذن الله بميلاد ( موسوعة نحوية صرفية )غير مقيدة فى عنوانها بكلمة ( الميسرة ) على يد من يقيضه الله لها , ففوق كل ذي علم عليم , ولكل شىء ميلاد فى حينه الذي قدره الله .
بيانات الكتاب :
الأسم : الموسوعة النحوية والصرفية الميسرة
أعداد : أبو بكر على عبد العليم
الناشر : ابن سينا
سنة النشر : 2004
الحجم : 11 ميجا