الف أرسطو كتابه " دستور الاثينيين " مما شك الكثيرون في نسبته إلى أرسطو . أما اليوم ، بعد ما يقارب مئة سنة على اكتشافه ، فقد ثبت أن أرسطو هو مؤلفه دون ريب . وقد قسم أرسطو "الدستور " إلى بابين : الباب الأول ،وقد وقفه على تطور النظام السياسي الأثيني إلى القرن الرابع قبل الميلاد ، والباب الثاني ، وقد شرح فيه التنظيم السياسي والإدراي في أثينا ، في زمنه هو ، شرحاً دقيقاً وافياً ، فعول في ذلك على من سبقوه من المؤرخين ، كما أنه عول على تنقيباته في بعض الوثائق والمستندات
مقتطفات من الكتاب
وزير الثقافة
الدكتورة لبانة مشوح
مقدمة
عندما أدرك العرب أن المعرفة متعددة المشارب متنوعة الروافد وأن الحضارة تراكمية لا تكتفي بذاتها ولا تغتني بتقوقعها ولا يبني صرحها بحجارة من لون واحد ... عندما أدركوا أهمية ما أنتجته شعوب تميزت قبلهم من علوم وفنون وفكر وآداب , تحركوا لفضول نهم للكشف عن كنوز المعرفة الدفينة فانكبوا على ترجمة المخطوطات النادرة من السريانية واليونانية واللاتينية والفارسية في مشروع منظم محدد الأهداف واضح المقاصد دقيق المعالم سليم الأدوات هيئت له سبل النجاح كافة فجيء بأهم المخطوطات في مختلف العلوم واستقدم فحول المترجمين عن السريانية واليونانية والفارسية فكان أن ترجموا عن الاغريق أعظم مؤلفاتهم وتعرفوا من خلالها على عاداتهم وأخلاقهم وسنن حياتهم في الحرب والسياسة وشؤون الحياة كافة , فأضافوا أهم لبنة الى صرح حضارتهم التي هضمت تلك
المعارف وطورتها لتفيد منها الحضارة الانسانية برمتها ولعل هذا المشروع التنويري الفريد من نوعه في التاريخ هو الذي جعل من عصر المأمون العصر الذهبي للدولة الاسلامية التي امتد نفوذها من بغداد الى الأندلس وجعل من " دار الحكمة " أول جامعة حقيقية في التاريخ .
من أواخر القرن التاسع وحتى القرن الثالث عشر , كانت الترجمة نبعا رقراقا غذت بمياهها الدافقة شرايين الحضارة العربية وأسست لفكر ملتزم بالمنهجية العلمية القائمة على المحاكمة والبرهان بدأت حركة الترجمة بأن استدعى أبو جعفر المنصور طبيبا فارسيا من جنديسابور هو جورجيس بن بختيشوغ وكان رئيسا لأول بيمارستان ومدرسة للطب في التاريخ بالمعنى المعروف آنذاك وعندما وصل بن يختيشوغ بغداد مع طاقمه كاملا بدأت مراحل حركة الترجمة التي تطورت فيما بعد الى تأسيس بيت الحكمة .
وما " خزانة الحكمة " الا النواة الأولى التي أسسها الخليفة العباسي هارون الرشيد وهي خزانة لمخطوطات يونانية في الطب والفلسفة والكيمياء المترجمة الى السريانية ومخطوطات في علوم الهندسة والحركات والموسيقى والفلك أو علم النجوم مما حمله الرشيد معه من سائر بلاد الروم أثناء حملاته على مدن آسيا الصغرى كأنقرة وعمورية .
وتولى النسطوري يوحنا بن ماسويه مهمة ترجمتها الى جانب الطبيب جورجيس بن يختيشوغ ثم أولاده , ولاحقا طبيب المأمون العالم والمترجم حنين بن اسحق أبو زيد بن اسحق العبادي الذي تولى رئاسة بيت الحكمة فتحول بفضله الى أشبه بدار نشر حديثة تتولى أمور الترجمة والتأليف والنسخ .
وقد ترجم ابن اسحق كتابا في الأدوية هو " المادة الطبية " لديسقوريس كان له أثر مهم في علوم الصيدلة العربية كما ترجم وألف أكثر من مائة مخطوطة أهمها " الأسئلة الطبية " وهو كتاب وضع على شكل أسئلة وأجوبة مما جعل المستشرقين المنصفين أمثال المستشرق الفرنسي لاكلارك يعد حنين بن اسحق أعظم شخصية علمية ظهرت في القرن التاسع الميلادي .
لا شك في أن ترجمة المخطوطات العلمية كان بداية انطلاق الابداع العربي في شتى ميادين العلوم كالطب والصيدلة والكيمياء والرياضيات والهندسة والفلك ولا يقل أهمية عنها ترجمة المخطوطات الفلسفية التي طورت الفكر وسلحته بمنهجية النقد العقلاني فانتشرت المناظرات العقلية والمجادلات التي أدت الى تحول العقل العربي في اتجاه المنطق الحر .
وعلى خطأ الأولين وللعودة لأحد أهم منابع الفكر الفلسفي ارتأت الهيئة العامة للكتاب , ضمن الخطة الوطنية للترجمة التي أطلقتها وزارة الثقافة في آذار 2013 أن تعيد طباعة مجموعة من أعظم كتب الفلسفة اليونانية التي تصدرت وزارة الثقافة لترجمتها في ستينات وسبعينيات القرن الماضي ولعل درتها " دستور الأثينيين " للمعلم أرسطو و " الثئيتيتوس " لأفلاطون فام بتعريبها بلغة سلسلة أنيقة علم من أعلام العربية لغة وفكرا واحد رواد نهضتها المتأخرين الأب فؤاد جرجي بربارة .
بيانات الكتاب
الاسم : دستور الاثينين
تأليف : أرسطو
الترجمة : الأب أوغسطينس
الناشر : الهيئة العامة السورية للكتاب
عدد الصفحات : 195 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
شراء النسخة الورقية من الكتاب :
من هــــنــــا تحميل كتاب دستور الاثينين