‏إظهار الرسائل ذات التسميات القراءة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القراءة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

لماذا يجب أن نقرأ الكتب ؟



جودت هوشيار
الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 21:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات

لم يعد الجيل الجديد يقرأ الكتب ، الا نادراً ، .ويعتقد البعض ان عزوف الشباب عن القراءة عموماً وقراءة الكتب خصوصاً ، يرجع الى عدة أسباب ، لعل في مقدمتها ، ظهورالأنترنت ، ووسائل الأعلام المتعددة ، وضيق الوقت، ومشاغل الحياة اليومية ، وارتفاع أسعار الكتب . ولكن هذه الأسباب لن تقف حائلاً أمام من يحرص على القراءة كطقس دائم من طقوس حياته .
وربما كان السبب الرئيس وراء العزوف عن قراءة الكتب الجادة ، هوعدم شعور الشباب بالحاجة الى القراءة . وهذا أمر مؤسف ، ربما لأنهم لا يعرفون قيمة الكتب في حياة الناس وتطور المجتمعات وفي تأريخ البشرية ، فالقراءة احدى سمات المثقف الواعي والأمم المتحضرة ، يحث عليها علماء النفس ، ولا يمل المربون من تأكيد ضرورتها لكل الفئات العمرية ، فهي وحدها تفتح امام القاريء عوالم لا نهائية من العلم والمعرفة والمتعة ، وهي مفتاح الثقافة والحصارة والتقدم .

وكل كتاب جيد – خبرة جديدة وتواصل مع العقول الذكية ، عقول العظماء ، الذين يدفعون بالقاريء الى التفكير في امور لم تخطر بباله ، او لم يكن يعرف عنها كثيراً ، ولا يحسن التعبير عنها .. كما يجد فيها القاريء وصفا لتلك المواقف والمشاكل الحياتية التي قد تواجهه، وأجوبة عن الأسئلة التي تعذبه .
اننا عندما نتحدث عن قراءة الكتب ، لا نعني بذلك هواية اقتناء الكتب لغرض تزيين رفوف المكتبة البيتية أوصالون الأستقبال ، من اجل التباهي بثقافة صاحب الدار ، فثقافة المرء لا تقاس بعدد الكتب التي يمتلكها ، بل بعدد الكتب الكلاسيكية الخالدة والكتب الجديدة القيمة ، في شتى ميادين المعرفة والثقافة ، التي قرأها بتمعن وتمحيص وتفاعل مع مضامينها وأطال التفكير فيها واستخلص منها ما هو مفيد له في الحياة ، وما يعينه على بلوغ مرتبة أعلى من الأنسنة ، ان صح التعبير .
يتباهى البعض بكثرة الكتب لديه وبضخامة المكتبة التي يمتلكها ، وعندما تتحدث اليه ، لا تشعر على الأطلاق بأنه استفاد حقاً ولو قليلا من الكتب التي قرأها ، والأرجح أنه لم يقرأ معظم ما يمتلكه من كتب ، أو أنه قرأها بلا مبالاة ودون التعمق في معانيها ، ولم يتفاعل معها قط ، حيث لا يظهر شيء من أثر القراءة المعمقة في ثقافته وسلوكه واسلوبه في الكلام .

قراءة أفضل الكتب بتمعن شيء ، وقتل الوقت بالقراءة السطحية شيء آخر تماماً . في هذا المبحث القصير نتحدث عن القراءة الجادة ، التي ترتقي الى مستوى التفاعل مع آراء المؤلف وأفكاره. مثل هذه القراءة لها فوائد معرفية وثقافية وصحية واجتماعية عديدة ، نحاول ايجازها في نقاط محددة :

ماذا وكيف نقرأ ؟ :

قراءة الكتب بتمعن مفيدة في مختلف مراحل العمر ، والمهم ، هو ماذا نقرأ ؟ من المشكوك فيه ان تلعب القراءات الخفيفة المسلية أي دور في اثراء معلوماتنا أو تنمية عقولنا . من الممكن أن نقرأ لغرض الترفيه عن النفس وتمضية الوقت أو لمجرد حب الأستطلاع ، ولكننا اذا قرأنا شيئاً من روائع الأدب الكلاسيكي ونتاجات الفكر الأنساني ، فأننا نعتاد عليها ولا يمكننا الأقلاع عنها بسهولة.
الكتب الخالدة عبر التأريخ الأنساني ، تتضمن عصارة الفكر ونتاج العلم وخلاصة الفهم ودوحة التجارب وعطية القرائح وثمرة العبقريات على حد وصف ( تريستان تزارا ) ، ينبغي لكل مثقف أن يقرأها. مثل هذه النتاجات لن تفقد قيمتها العظيمة بمرور الزمن أبداً ، رغم تغير الأجيال ونظم الحكم ، والتقدم الحضاري .

قراءة الكتب العلمية عن نشوء الكون ونظام المجموعة الشمسية تؤدي الى توسعة مداركنا ومخيلتنا وتحسن تصوراتنا وفهمنا لقوانين الطبيعة . و الكتب الثقافية والتأريخية تزيد من معلوماتنا ، وقد نستخلص منها العبر والدروس لبناء حاضرنا ومستقبلنا.
أما قراءة كتب السيرة الذاتية والمذكرات الشخصية ، فأنها تتيح لنا الأطلاع على خلاصة التجارب الحياتية لشخصيات مثيرة للأهتمام ، أسهمت في صنع التأريخ أو كانت شاهدة عليها. 
ويمكننا بكل تأكيد الأستفادة من تجاربهم وخبراتهم الحياتية ، التي قد تفيدنا مستقبلاً في حياتنا العملية .
وصفوة القول ان قراءة الكتب القيمة سواء كانت تخصصية أو ثقافية عامة ، لا غنى عنها لكل انسان يعرف قيمة التراث الأنساني العظيم في العلم والفكر والثقافة. الأنسان الذي لا يقرأ يعيش حياة واحدة فقط ، هي حياته ، أما من يطلع على تجارب الآخرين، فأنه يعيش حيوات كثيرة .

الكتاب ومصادر المعلومات الأخرى :

كانت النخبة المثقفة تقرأ كثيراً حتى الى عهد قريب ، ربما بسبب عدم وجود مصادر كثيرة للمعلومات ، والتسلية والترفيه . لم يكن هناك أنترنت ولا الهواتف الذكية ، أما قنوات التلفزيون فقد كانت محلية وعددها محدوداً وتقدم برامج بريئة بالقياس الى ما تعرضه القنوات الفضائية راهناً .

العزوف عن القراءة ظاهرة عالمية غير مقصورة على بلادنا ، وربما يظن البعض من المثقفين الكورد ، ان قراءة الكتب في الدول الغربية هي اليوم في أوج ذروتها وأزدهارها ، وهذا أمر يثير الأستغراب حقاً ، وينم عن عدم الأحاطة بمدى تراجع قراءة الكتب في تلك الدول . صحيح ان الأقبال على قراءة الكتب في الغرب لا يزال كبيراً ، ولكنه انخفض كثيراً منذ ظهور الأنترنت . الجيل الجديد في كل أنحاء العالم ، يبحث عن بدائل أخرى للكتاب عبر المدونات والمنتديات ومواقع التواصل الأجتماعي .ولكن لا شيء يمكن أن يكون بديلاً للكتب الجيدة . هي وحدها تزودنا بالمعارف المتعمقة وتؤثر في تشكيل رؤيتنا للحياة والعالم . .
ان المستوى الثقافي للمجتمع لا يتحدد فقط بمدى شيوع ثقافة القراءة فيه ، اومعدل عدد الكتب التي يقرأها المواطن سنوياً ، بل أيضاً ، بمدى توافر حرية التعبير .
في المجتمع العلماني المفتوح ، الذي يحترم عقل الأنسان ويتيح الفرصة للأطلاع على ثقافات شعوب العالم ثمة امكانات أكثر لتطور شخصية الأنسان.

الكتاب بخلاف التلفزيون حر من الأغراض النفعية . التلفزيون يعتاش على الأعلان وكثيراً ما يدفعنا الى شراء هذه السلعة أو تلك ، ومشبع أحياناً بـ( البروباغاندا) السياسية والأيديولوجية ،. أما مؤلف الكتاب ، فلا حاجة له لوضع الأعلانات بين السطور ، من اجل الحصول على مال أكثر, .
الحياة المعاصرة تتيح للأنسان امكانات كبيرة للتراخي الذهني ، اكثر من التفكير العميق والتأمل.
اذا كان المرء يكتفي بمشاهدة برامج التلفزيون وتبادل الآراء والصور في العالم الأفتراضي ، فهذا شيء عابر لا يلبث في الذهن طويلاً ولا يلعب دوراً يذكر في تنمية الثقافة الحقيقية ، اما الكتاب الجاد ، فأنه يسهم في تربية الأنسان و يقدم له غذاءاً للتفكير في حياته وفي العالم من حوله.
ويوصي الخبراء بتخصيص ساعتين في اليوم لقراءة الكتب الأدبية الجيدة ، وهم على قناعة تامة ان الكتاب المقرؤ ، افضل من الفيلم المقتبس من الكتاب ذاته ، والسبب يكمن في حقيقة أن القراءة لا يحد الخيال البشري . ولهذا السبب تحديداً ، وكقاعدة عامة ، فأن الفيلم المأخوذ من رواية ما ، لا يلبي توقعات الجمهور الذي رسم في ذهنه صورة مغايرة لمحتوى الكتاب

ومما يؤسف له ان عدد الناس الذين يشعرون بالحاجة الى قراءة الروايات العظيمة يتضاءل بأستمرار ، فهم يفضلون مشاهدة برامج التلفزيون والأنغماس في ألعاب الكومبيوتر ، التي تعرقل تطور الذكاء. 
لن تختفي الكتب بطبيعة الحال ولكن الأشكال الجديدة لمصادر المعلومات تضيّق دون ريب المساحة التي كانت تشغلها الكتب في حياة الناس .كتاب المستقبل سوف يصبح أفضل طباعة وأجمل اخراجاً . ، وقد يكون صالحاً لتقديمه كهدية ، تسر العين وتزين رفوف المكتبة البيتية ، أكثر من كونها مصدرأ للمعرفة ، لأن الجمهور القاريء في الأنترنيت أو في الأجهزة المخصصة لخزن وقراءة الكتب ، في تزايد مستمر.

القراءة تمرين ذهني :

قامت الباحثة ( نتالي فيليبس) من جامعة ( اوكسفورد ) بتجارب علمية لدراسة عمل الدماغ الأنساني خلال عملية القراءة وبرهنت ، ان القراءة الجادة تحفز العقل ، وتدفعه للعمل بنشاط وتركيز ، وتنظم التفكير، وتعمل على تطور الذكاء البشري ، بالأضافة الى فوائدها المعرفية . واثبتت الباحثة ان القراءة لا تقل فائدة عن التمارين الرياضية ، لأنها ( القراءة ) تمرّن الدماغ بأسره .
واتضح من خلال التجربة أنه عند الأنتقال من القراءة السطحية من اجل تمضية الوقت الى الأستيعاب النقدي للمعلومات ، يجري في الدماغ تغيير حاد في نوع النشاط العصبي ، وفي الدورة الدموية .
القراءة تؤثر في الدماغ البشري بآليات مختلفة ، حسب طريقة قراءة الكتاب. وتشير نتائج تلك التجارب الى أن كل نوع من الحمل العصبي يفيد الدماغ ويمرّنه على نحو مختلف .
عند القراءة يتدفق الدم الى اجزاء الدماغ المسؤولة عن القدرة على التركيز والأستيعاب المعرفي . في حين ان مشاهدة التلفزيون وعملية اللعب الكومبيوتري ، ليس لهما مثل هذا التأثير .
ومن اجل الحفاظ على وضوح العقل في جميع مراحل الحياة ، لا بد من التمرين المتواصل للدماغ ، ولعل واحدة من أفضل الطرق للقيام بذلك – هي القراءة بشكل منتظم ومدروس .والناس الذين يفضلون القراءة لديهم فرص أفضل لبناء مستقبل مهني ناجح، وعلاقة أفضل في الأسرة.
ومن المعروف علمياً أن جسم الأنسان يشيخ على نحواسرع ، عندما يشيخ الدماغ . القراءة تجبرالدماغ على العمل المتواصل ، وبذلك تتأخر الشيخوخة ويبدو الأنسان أصغر سناً من عمره الحقيقي ويعيش حياة أطول .

زيادة الحصيلة اللغوية :

قراءة كتب المؤلفين ، الذين يمتازون بجمال اللغة ، تعمل على تحسين قدرات الأنسان اللغوية وتطويرها ويساعده على التعبير عن نفسه بشكل أفضل وتجعله متحدثا ا أكثر إثارة للاهتمام في عيون الآخرين .
ولعل ( الجاحظ ) قد سبق الجميع في بيان مدى تأثير القراءة في شخصية القاريء و تجويد لغته : " والكتاب هو الذي ان نظرت فيه اطال امتاعك ، ، وشحذ طباعك ، وبسط لسانك ، وجوّد بيانك ، وفخّم الفاظك ... ان الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون ، ويحفظون احسن ما يكتبون ، ويكتبون أحسن ما يسمعون.
لذا لا عجب ان يقول العلماء : ان الناس صنفان : أولئك الذين يقرأون الكتب ، وأولئك الذين يستمعون الى الذين يقرأون .

التأثير النفسي للقراءة :

أثبتت تجارب علمية عديدة ان عملية القراءة تهديء الأعصاب وتزيل التوتر والقلق
وتخفض من مستوى الأجهاد ، على نحو أسرع من الأستماع الى الموسيقى أو ممارسة رياضة المشي .
فالقراءة رياضة نفسية مريحة للأعصاب ، ومتعة في متناول الجميع ، وتزود العقول بمواد المعرفة وخبرات البشرية ، وتعلمنا ، أن نحب وأن نغفر ونتعاطف مع الآخرين .
القراءة قادرة على التأثير الفعال في الحالة العاطفية للأنسان ، ويمكن ان تكون وسيلة ناجعة للتغلب على الأكتئاب . فهي تبعدنا عن صراعاتنا النفسية الداخلية ، الناجمة عن المشاكل الخارجية وتعزلنا مؤقتاً عن الواقع بكل توتراته ومشاكله وتساعدنا على الأسترخاء والهدوء.

القراءة تساعد على التواصل مع الآخرين :

القراءة تنمي ثقافة القاريء وتساعده على ايصال أفكاره للآخرين ، والتعبير الجيد عما يود قوله وتجعله قادراً على فتح موضوع مع أي كان ، مما يساهم بشكل كبير في نجاح علاقاته مع الآخرين ويحظى بأهتمامهم وتقديرهم .وقد دلت البحوث الميدانية ، ان من يقرأ كثيرأ يشارك اكثر من غيره في الفعاليات الثقافية والأجتماعية .
وبطبيعة الحال فأن ثقافة الأنسان لا تتوقف على مقدار ما يقرأ ، بل على عدد الكتب الجيدة التي فهمها واستوعبها واستفاد منها في حياته العملية . وكلما قرأ الأنسان أكثر اصبح أقل شبهاً باللآخرين .

الأربعاء، 7 يناير 2015

هل يوجد كتّاب عظماء لم يقراوا كثيرا ؟؟ سؤال جواب . كيورا بالعربي .مبادرة ترجمة

ونواصل ...





السؤال : 

المجيب : Lee Ballentine

الجواب : 1

لحوالي عشر سنوات من منتصف 1940 الى منتصف 1950 ، الكاتب ألكسندر سولجنيتسين كان مسجونا وانتقل في العديد من السجون الروسية ومعسكرات الاعتقال ، وخلال هذا الوقت كان من المفترض طبعا لا يملك اي وصول للكتب ، وخلال هذا الوقت كتب اجزاء كبيرة من عمله يوم واحد من حياة ايفان دينيزوفيتش ، وانقذ اصدقائه مكتوباته عبر قطع من الورق وفي المظاريف والرسائل ، طبعا هو قرأ وكتب كتابه الاولى ابان كونه طالبا في الجامعة وايضا بعد ان خرج من المعتقل ، لكن معظم اهم اعماله المعروف والمعترف بها .والكتاب الذي نال من اجله جائزة نوبل للادب للعام 1970 كان قد كتبه مع انعدام امكانية قرائته لكتابات الاخرين .

ملاحظة المترجم : هناك جواب اخر في الموقع . يقول انه لا يمكن لكاتب عظيم ان يكتب شيئا عظيما دون ان يقرأ .. الحقيقة ان هذه هي معجزة القرآن . ان السيد الامي المبجل سيدنا محمد كتب اعظم الكتب بلا خلفية عن قرائته الكتب الاخرى والسابقة وحي الهي . اما في حالة البشر فانا اوافق الجواب الثاني الذي لم نترجمه لضيق الوقت والذي قلنا ان ملخصه انه لا يمكن ذلك والشواهد التاريخية ما عدا القرآن وكتاب الابريز للامام عبد العزيز الدباغ الامي الذي كتبه عنه فقيه مغربي  كثيرة في ذلك  منها ان الشاعر محمد الماغوط قرأ في السجن اثنا عشر الف كتاب ، و ليسكانو الامريكو لاتيني ايضا ، وابن تيمية و دوستويفسكي . 

ونقتبس من الاخير كلامه الاتي في رسالة لاخيه ميشا يدعوه فيه بتوسل ان يرسل له الكتب وهو في الكولاغ : 






الخميس، 1 يناير 2015

أفضل ما قرأت في 2014 وأرشحه للقراءة


أفضل ما قرأت في 2014 وأرشحه للقراءة


كعادة كل عام منذ أن اكتشفت موقع جودريدز العظيم، أكتب عن أفضل ما قرأت خلال العام، هذا العام على عكس العام الماضي، لم أحقق سوى 18% من هدفي في قراءة الكتب في 2014، 18 كتاب بعد أن كنت حزين بسبب قراءتي 55 كتاب العام الماضي، الجميل أنني قرأت كتب كان لابد أن أقرأها وكانت هذه هي أفضل الكتب التي قرأتها في 2014:
-الثلاثية لمحفوظ
-الحرافيش لمحفوظ
ربما تكون الثلاثية والحرافيش من أفضل ما قرأت في حياتي وأعتقد من أفضل ما أنتجه العرب في الرواية.

-التفكير العلمي للدكتور فؤاد زكريا والذي اعتقد أنه واجب على كل شخص قراءته.
-حياة ميتة — قصص من غزة لعاطف أبو سيف، هذه المجموعة القصصية ستجعلك تدرك بالفعل معاناة أهل غزة، الأخبار التي تشاهدها في التلفزيون تنقل لك وقائع لكنها مهما كانت مؤثرة لن تنقل مشاعر من يعيشون في غزة ومعاناتهم مثل هذه المجموعة القصصية وهنا تأتي أهمية فن “القصة”.

في 2014 قرأت أيضا لكُتاب كان لابد من القراءة لهم مثل بلزاك الذي قرأت له “الأب جوريو” والذي اكتشتفت أن أسلوبه يميل للاسترسال، وقرأت الغريب لألبير كامي والتي اعتقد انها تحتاج قراءة ثانية، وقرأت بيت الدمية لإبسن وأعجبتني رغم بساطتها، كما قرأت نسخة مبسطة من كتاب “تحرير المراة” لقاسم أمين، واكتشتفت أن أفكاره لم تكن صادمـة على الإطلاق وأن أسلوبه في الكتابة ممل بالنسبة لي، وقرأت الأوباش لخيري شلبي ومالك الحزين لإبراهيم أصلان وكانتا جيدتين.

أطمح لقراءة مئة كتاب هذا العام 2015، وأن يكون من ضمنهم الكثير باللغة الإنجليزية وأن أهتم أكثر بالقراءة عن التسويق والتقنية.

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

لماذا نقرأ ؟


لماذا نقرأ؟



بقلم: ريما هديب 


بين أن ينظر بعض الأشخاص للقراءة على أنها وسيلة للتسلية وملء وقت الفراغ بما هو ممتعٌ ومفيد، وأن يراها البعض الآخر ضرورة حياتية كالماء والهواء؛ يكمن حديثنا. كقارئ؛ لا بدّ أن تكون قد تعرضت لموقفٍ كنت مطالبًا فيه أن تبرر فعل القراءة؛ ولا بدّ أنك أجبت في سبيل إنهاء نقاشٍ لا طائل منه –غالبًا-، أو في سبيل إقناع السائل بضرورة التعرّف على عالم الكتب –أحيانًا-.

ربّما يستحق فعل القراءة أن نقف عنده قليلًا، لنتأمل موقعنا منه ونحاول أن نكتشف ما نحن عليه كقرّاء ومالذي نريد الوصول إليه. يقول ألبيرتو مانغويل: “إننا نقرأ لأننا نريد العثور على النهاية، فقط لأننا نريد مواصلة القراءة”. 


طرحنا هذا النقاش يوم الجمعة في سهرتنا الأسبوعية على حساب انكتاب على تويتر @inkitab بدأناه بالسؤال الجدلي؛ لماذا تقرأ؟ وحصدنا هذه الإجابات:

متابعة الاجابات هنا

الجمعة، 17 أكتوبر 2014

عباس محمود العقاد : لماذا أهوى القراءة؟





أول ما يخطر على البال - حين يوجه هذا السؤال إلي أحد مشتغل بالكتابة - أنه سيقول أنني أهوى القراءة لأنني أهوى الكتابة ! ولكن الواقع أن الذي يقرأ ليكتب وكفى هو " موصل رسائل " ليس إلا أو هو كاتب " بالتبعية " وليس كاتبا بالأصالة فلو لم يسبقه كتاب آخرون لما كان كاتبا على الإطلاق ولو لم يكن أحد قبله قد قال شيئا لما كان عنده شيء يقوله للقراء وأنا أعلم فيما أعهده من تجاربي أنني قد أقرأ كتبا كثيرة لا أقصد الكتابة في موضوعاتها على الإطلاق وأذكر من ذلك أن أديبا زارني فوجد على مكتبي بعض المجلدات في غرائز الحشرات فقال مستغربا ومالك أنت والحشرات ؟ إنك تكتب في الأدب وما إليه فأية علاقة للحشرات بالشعر والنقد والاجتماع ؟
ولو شئت لأطلت في جوابه ولكنني أردت أن أقتضب الكلام بفكاهة تبدو كأنها جواب وليس فيها جواب .
فقلت : نسيت أنني أكتب أيضا في السياسة !
قال نعم نسيت والحق معك ! فما يستغني عن العلم بطبائع الحشرات رجل يكتب عن السياسة والسياسيين في هذه الأيام .
والحقيقة كما قلت مرارا أن الأحياء الدنيا هي مسودات الخلق التي تتراءى فيها نيات الخالق كما تتراءى في النسخة المنقحة وقد تظهر من المسودة أكثر ما تظهر بعد التنقيح فإذا اطلع القارئ على كتاب في الحشرات فليس من اللازم أن يطلع عليه ليكتب في موضوعه ولكنه يطلع عليه لينفذ إلى بواطن الطبائع وأصولها الأولى ويعرف من ثم كيف نشأ هذا الإحساس أو ذاك الإحساس فيقترب بذلك من صدق الحس وصدق التعبير ولو في غير هذا الموضوع .
كذلك لا أحب أن أجيب عن السؤال كما أجاب قارئ التاريخ في البيت المشهور : ومن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره فليست إضافة أعمار إلى العمر بالشيء المهم إلا على اعتبار واحد وهو أن يكون العمر المضاف مقدارا من الحياة لا مقدارا من السنين أو مقدارا من مادة الحس والفكر والخيال لا مقدارا من أخبار الوقائع وعدد السنين التي وقعت فيها فإن ساعة من الحس والفكر والخيال تساوي مائة سنة أو مئات من السنين ليس فيها إلا أنها شريط تسجيل لطائفة من الأخبار وطائفة من الأرقام
كلا لست أهوى القراءة لأكتب ولا أهوى القراءة لأزداد عمرا في تقدير الحساب .
وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني و لا تحرك كل مافي ضميري من بواعث الحركة والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب .
فكرتك أنت فكرة واحدة
شعورك أنت شعور واحد
خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك
ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى أو لاقيت بشعورك شعور آخر أو لاقيت بخيالك خيال غيرك فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين أو أن الشعور يصبح شعورين أو أن الخيال يصبح خيالين ... كلا . و إنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الأفكار في القوة والعمق والامتداد.
والمثل الأعلى على ذلك محسوس في عالم الحس والمشاهدة ومحسوس في عالم العطف والشعور.
ففى عالم المشاهدة يجلس المرء بين مرآتين فلا يرى إنسانا واحدا أو إنسانين اثنين ولكنه يرى عشرات متلاحقات في نظره إلى غايه ما يبلغه النظر في كل اتجاه.
وفى عالم العطف والشعور نبحث عن أقوى عاطفه تحتويها نفس الإنسان فإذا هي عاطفه الحب المتبادل بين قلبين.
لماذا؟
لأنهما لا يحسان بالشيء الواحد كما يحس به سائر الناس
لا يحسان به شيئا ولا شيئين وإنما يحسان به أضعافا مضاعفه لاتزال تتجاوب وتنمو مع التجاوب إلى غايه ما تتسع له نفوس الأحياء.
هكذا يصنع التقاء مرآتين وهكذا يصنع التقاء قلبين.فكيف بالتقاء العشرات من المرآئى النفسية في نطاق واحد ؟وكيف بالتقاء العشرات من الضمائر و الأفكار؟إن الفكرة الواحدة جدول منفصل.
أما الأفكار المتلاقيه فهي المحيط الذي تتجمع فيه الجداول جميعا والفرق بينها وبين الفكرة المنفصلة كالفرق بين الأفق الواسع والتيار الجارف وبين الشط الضيق والموج المحصور.
وقد تختلف الموضوعات ظاهرا أو على حسب العناوين المصطلح عليها ولكنك إذا رددتها إلى هذا الأصل كان أبعد الموضوعات كأقرب الموضوعات من وراء العناوين.
اين غرائز الحشرات مثلا من فلسفه الأديان ؟
وأين فلسفه الأديان من قصيدة غزل از قصيدة هجاء؟
وأين هذه القصيدة أو تلك من تاريخ نهضه أو تاريخ ثورة؟
وأين ترجمه فرد من تاريخ أمه!
ظاهر الأمر أنها موضوعات تفترق فيما بينهما افتراق الشرق من الغرب و الشمال من الجنوب.
وحقيقه الأمر أنها كلها مادة حياة وكلها جداول تنبثق من ينبوع واحد وتعود إليه.
غرائز الحشرات بحث في أوائل الحياة وفلسفه الأديان بحث في الحياة الخالدة الأبدية وقصيدة الغزل أو قصيدة الهجاء قبسان من حياة إنسان في حالي الحب والنقمة ونهضه الأمم أو ثورتها هما جيشان الحياة في نفوس الملايين وسيرة الفرد العظيم معرض لحياة إنسان مميز بين سائر الناس وكلها أمواج تتلاقى في بحر واحد وتخرج بنا من الجداول إلى المحيط الكبير ولم اكن اعرف حين هويت القراءة أنني ابحث عن هذا كله أو أن هذه الهواية تصدر من هذه الرغبة ولكنني هويتها ونظرت في موضوعات ما أقرأ فلم أجد بينها من صلة غير هذه الصلة الجامعة و هى التي تتقارب بها عن فراشه والقراءة عن المعرى وشكسبير
لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة ولكنى أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني.
ومهما يأكل الإنسان فانه لن يأكل بأكثر من معدة واحدة ومهما يلبس لن يلبس على غير جسد واحد ومهما يتنقل في البلاد فانه لن يستطيع أن يحل في مكانين.
ولكنه بزاد الفكر والشعور والخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر واحد ، ويستطيع أن يضاعف فكره وشعوره وخياله كما يتضاعف الشعور بالحب المتبادل وتتضاعف الصورة بين مرآتين.

الخميس، 2 أكتوبر 2014

مقدمة في نظرية القراءة / نور الدين حيمر السفياني




ظلت نظرية الأدب و لحقب طويلة من تاريخها تولي عناية فائقة للنص الأدبي في علاقته بالمؤلف أو السياق المرجعي و قلما كانت تلتفت إلى القارئ . لقد غدا القارئ كائنا منسيا و غدت معه القراءة فاعلية هامشية لا تكاد في أحسن أحوالها، تخرج عن دائرة الانفعال، و رد الفعل، كما كان الأمر قديما مع شعرية أرسطو حينما عرف المأساة، و جعل وظيفتها منحصرة في ممارسة التطهير النفسي للمتلقي، و ذلك من خلال التخلص من العواطف الضارة عن طريق مشاهد الفزع و الخوف و الألم .... إن القارئ باعتباره أحد المكونات الأساسية في عملية الإبداع الأدبي، لم يأخذ مكانته في نظرية الأدب كفاعل و مشارك في صناعة المعنى إلا في الأزمنة الحديثة، و قد ترافق هذا مع هبوب رياح الحداثة على الأدب، و ظهور تيارات فكرية و نقدية جديدة كالبنيوية و التفكيكية و جمالية القراءة، و غيرها من مدارس الأدب التي عملت على تجسير الفجوة العميقة بين النص الأدبي و ارتباطاته الإنسانية العميقة.

لقد قامت نظريات القراءة الحديثة على إعادة بعض الحقوق للقارئ و المتلقي عامة في الفهم و التفسير و التأويل... و هي الحقوق الطبيعية التي ظلت مصادرة منه طيلة عقود من الزمن ... و في ضوء هذا تحول النص الأدبي إلى فضاء لغوي تتنازعه إمكانات دلالية احتمالية متعددة ترتهن في تحققها بالقارئ. إن ميلاد القارئ، و اكتسابه سلطة مرجعية في الخطاب النقدي الحديث جاء نتيجة الرجة العنيفة التي أحدثها المفكر الفرنسي "رولان بارت" حينما أطلق صيحته الشهيرة عن "موت الكاتب" ، حيث أصبحت دلالة النص الأدبي لا تستمد من الكاتب و من قصدياته بل أصبحت تستمد من النص كتناص في علاقته بالقارئ...
ولقد ترتب عن هذا الانقلاب النظري الذي أحدثه "رولان بارت" تحول في مسار تبادل السلط بين الأطراف المكونة للعمل الإبداعي و الأدبي : المنتج- النص- المرجع-القارئ- و في نفس السياق انبرت أصوات فكرية و نقدية هنا و هناك تمجد القارئ، وتعتبر ألا سلطة تعلو على سلطته، و لقد عبر هذا التصور عن نفسه من خلال مجموعة من الإنجازات النقدية، تعد جمالية التلقي الحلقة النظرية و النقدية الأكثر نضجا و اكتمالا فيها.

و حينما نتحدث عن فعل القراءة نستحضر مفهوم النص ،فالعلاقة بين الاثنين هي علاقة وجود و ترابط جدلي عميق، لا نتصور وجود هذا دون حضور الآخر،إنهما وجهان لفعل واحد: النص نداء والقراءة استجابة لذلك النداء، النص حدث يندرج في الزمن و القراءة حدث أيضا،فعالية لاحقة عليه،تحققه و تخرجه من حيز الإمكان إلى حيز التحقق ، النص إنجاز كلامي نوعي مفتوح على " الصمت و الاقتصاد الخطابي و النسيان،و القراءة إنطاق للصموت و فعل للتذكر و تأثيث للفجوات و النقص العباري والدلالي.." "النص...فاعل، حي،مغلق،لا يكاد يبين، و أما القارئ (...) فهو نشاط فحولي يستولي على المكتوب،يفضه،و يهتك حجاب حياته، و يثقب أسوار انغلاقه، يحفزه في ذلك شيئان: شهوة تجعل النص يقول قولا لا يصح إلا صحيحه و لا يجوز إلا جوازه، و غيرة عليه مما ليس فيه و لا منه تجعله يعود به إلى مكنونه ليكون مرجع ذاته لا انعكاسا لغيره".

إن علاقة القارئ بالنص هي أشبه ما تكون بعلاقة الإنسان بالمرآة، ذلك أن الذي الكاتب حينما أدرك جمال و اكتمال عمله الأدبي أراد أن يرى صورته لدى القارئ الذي يعتبر أول متلق لإنتاجه.. غير أن عملية التلقي هاته تبدو لدى هذا الفاعل ناقصة و غير مكتملة و هذا ما عبر عنه الكاتب و المنظر الروائي ميشال بيتور حينما قال "و الروائي بالتأكيد هو قارئ غير كاف، يتألم من عدم كفايته و يرغب كثيرا في العثور على قارئ آخر يكمله،ولو كان قارئا مجهولا"2 . و ليست القراءة كما هو متداول بالفعل البصري البسيط الذي يكتفي فيه القارئ بتمرير بصره على سطور النص.. و تدليل صعوباته المعجمية و لا هي بالقراءة التقبلية السلبية التي

تعتقد أن معنى النص قد صيغ نهائيا، و لم يبق إلا البحث عنه للعثور عليه كما هو ماثل في النص " إن القراءة في الخطاب النقدي الحديث، هي على خلاف ذلك، إنها "أشبه ما تكون بقراءة الفلاسفة للوجود، إنها فعل "خلاق، يقرب الرمز من الرمز، و يضم العلامة إلى العلامة، و سير في دروب ملتوية من الدلالات، نصادفها حينا، و نتوهمها حينا، فنختلقها اختلاقا، إن القارئ و هو يقرأ، يخترع و يختلق و يتجاوز ذاته نفسها مثلما يتجاوز المكتوب أمامه..."3 .

و لما كان النص الأدبي خطابا لغويا نوعيا، و نسيجا من الكلمات المحملة بالدلالات، و آلية من آليات التواصل الجمالي، فإن القراءة نشاط إنساني نفسي و اجتماعي و جمالي على درجة عالية من التداخل و التعقيد، هكذا أمكن الحديث عن سيكولوجية القراءة و سوسيولوجية القراءة و جمالية القراءة... ما دامت هذه القراءة تستلهم في مجملها الأبعاد الغنية و المتعددة للشخصية الإنسانية..

و إذا كانت الغاية المتوخاة من ممارسة فعل القراءة هو الوقوف على طرق تشكل النص الأدبي و سر تفرده و الاهتمام به على امتداد الزمن.. فإن هذه الغاية ليست بالأمر الميسور و المتاح للجميع فهي تتطلب قارئا خبيرا مزودا بالمعارف و المؤهلات الفكرية التي تمكنه من الوقوف على قصديات النص و استراتيجياته المختلفة، و لذلك لا نعجب إذا ألفينا الناقد الإيطالي" أمبيرطو إيكو" يحلم بقارئ نموذجي، قارئ مر بنفس المراحل التي مر بها الكاتب في تجاربه القرائية.

و في الخطاب النقدي الحديث لم يعد الحديث قائما عن النص و القراءة بصيغة المفرد، بل بصيغة الجمع، و من ثمة انفتح مفهوم القراءة في علاقته بالنص الأدبي على مفهوم التأويل الذي يشرع الباب أمام تعدد القراءات. لقد كسرت نظرية القراءة الحديثة في هذا السياق أسطورة المعنى المطلق المتعالي و الواحد، و هي الأسطورة التي ظلت تكبل النص الأدبي خلال أزمنة تاريخية مديدة و أصبح هذا النص فضاءا تتنازعه احتمالات دلالية متنوعة لا يتم تحققها إلا بواسطة سلسلة من القراءات المختلفة. فلا أفق في هذا السياق لدلالات النص و لا أفق أيضا لقراءاته .

إن الانتقال من فضاء النص الواحد و القراءة الواحدة إلى فضاء النصوص المتعددة و القراءات المتعددة جاء ثمرة لجملة من التحولات التاريخية الفكرية و السياسية و الاجتماعية.

فعلى الصعيد السياسي ، انهارت انظمة الاستبداد و الشمولية و تقدمت المجتمعات الغربية تقدما حاسما نحو بناء حداثتها السياسية من خلال الديمقراطية التي أصبحت اختيارا لا رجعة فيه . وهي تقوم على مفاهيم التعددية السياسية و المشاركة الشعبية و الحرية و تداول السلط في إدارة المجتمع .

على الصعيد الفكري و الفلسفي، تراجع دور فلسفة الميتافيزيقا الباحثة عن الحقيقة المطلقة، و ظهر جيل جديد من الفلاسفة أمثال نيتشه و فوكو و ديريدا. عملوا على هدم الأسس و المرتكزات التي قامت عليها الفلسفة الحديثة فخلخلوا سلطة المعرفة و دعوا إلى نسبيتها و تعددها و انفتاحها الدائم على التأويل.

وعلى المستوى الإجتماعي، شهدت بنية العلاقات الاجتماعية تحولات تجلت في " تعدد فرص التواصل بين الأجناس و الثقافات، هذا التواصل فرضته عدة عوامل، منها الهجرة، و المثاقفة و الثورة الإعلامية الجديدة."4

هذه التحولات المجتمعية و غيرها، ألقت بظلالها على نظرية الأدب و مناهج مقاربة النص الأدبي، و جعلت القارىء في قلب معترك المعنى النصي مساهما في تشكله وبنائه، ليس من فراغ و لكن في ضوء خلفيات فكرية و جمالية و اجتماعية و انطلاقا من رصيد قرائي .

ولما كانت القراءة ممارسة لاحقة على النص، فإن القراء المحققين لفعل القراءة ومن خلاله لوجود النص و كينونته مختلفون و متعددون بتعدد انتماءاتهم الإيديولوجية و الاجتماعية و الجغرافية و اختلاف مشاربهم الجمالية و التجربة القرائية. و في وسعنا أن نتحدث في هذا السياق عن أنماط من القراء تختلف تسمياتهم من هذا الناقد إلى ذاك، لكنهم يتفقون تقريبا في نفس الدلالات و المضامين، و من هؤلاء القراء :

القارئ الفعلي، و هو الذات الفردية المادية القارئة التي اقتنت الكتاب و مارست فعل القراءة، و هو القارئ الذي اهتمت به الدراسات و الأبحاث التي تندرج ضمن "سوسيولوجيا القراءة"

القارئ النصي هو القارئ الذي يركز اهتمامه على البنى الأسلوبية و الدلالية للنص، ولا يلتفت كثيرا إلى السياقات الخارجية . وقد تستوقفه في هذا النص أو ذاك سمة جمالية إيقاعية أو صرفية أو تركيبية...

القارئ الافتراضي و هو القارئ الذي يضمره الكاتب، حيث يصوغ في النص صورة عنه و صورة عن نفسه، إنه يصنعه كما يصنع صورته الثانية.

القارئ المثالي هو المتسلح بكل الأدوات المعرفية و المنهجية التي تمكنه من فك شفرات النص، إنه القارئ الذي يزاوج بين المعرفة الواسعة و القدرة على التذوق و الخبرة الطويلة في القراءة.

القارئ النموذجي و قد صاغه أمبرطو إيكو لوصف القارئ الذي يحتاج المؤلف إلى تخيل ردود أفعاله التأويلية عند كتابة النص. و هي ردود أفعال يحتاج إليها المؤلف من أجل الإيصال، إنه قارئ يماثل الكاتب و يفترض فيه أن يجتاز نفس المراحل و التجارب القرائية التي عاشها الكاتب.

لقد حاولنا في هذا البحث أن نتتبع عدة سيرورات شهدتها دلالة النص الأدبي في علاقتها بسلطة منتجه و سياقاته المرجعية المختلفة ، قبل أن تستقر هذه الدلالة في إطار سيرورة نظرية الأدب عند آخر مطافاتها و هو القارئ.

و إذا كانت جمالية التلقي أو ما يعرف بمدرسة" كونستانس الألمانية" قد شكلت التعبير النظري و النقدي الأكثر اكتمالا عن الأهمية الفائقة التي أصبح يحتلها القارئ في الدراسات الأدبية الحديثة باعتباره شريكا حقيقيا و مشروعا للمؤلف في بناء المعنى النصي، فإنه في نفس الوقت لا ينبغي تجاهل الانجازات النظرية و الاسهامات النقدية للعديد من النقاد الذين جددوا اللغة النقدية، حيث عملوا على إدماج القارئ و القراءة في صلب عملية التحديث التي طالت لغتهم و من هؤلاء "رولان بارت"و"جون بول سارتر" و آخرون التفتوا في العديد من كاتباتهم إلى مستويات و زوايا أخرى في فعالية القراءة همت الجانب السوسيولوجي .

إن ما كتب و ألف في نظرية القراءة الحديثة كثير و كثير في الثقافة الغربية، و هي فيض زاخر من الدراسات النظرية كشف عن غنى الموضوع و خصوبته و إشكاليته أيضا. و إذا كنا في هذا البحث، وفي نطاق الزمن المحدود المخصص لإنجازه قد اكتفينا باستعراض بعض العناوين الكبرى المتعلقة بنظرية القراءة الحديثة.فإن سعة الموضوع و دقته و تشعبه قد فتحت أمامنا أفقا فسيحا من أجل تعميق البحث مستقبلا في هذا الموضوع، و الإلمام ببعض من جوانبه، حسبي أنني و ضعت الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل.


قلم نور الدين حيمر السفياني

المصدر دار الفكر .













السبت، 20 سبتمبر 2014

كيف تقرأ الكثير من الكُتب؟

كيف تقرأ الكثير من الكُتب؟


مقال لـ : احمد حسن مشرف .

عادة القراءة يجب أن تصبح جزءاً رئيسياً في حياة كل إنسان طموح … هذه قناعتي، ولأنني أدّعي حمل راية التشجيع على هذه العادة قررت أن أساعد بالوصول لإجابة سؤال عنوان هذه المقالة، إضافةً إلى أنني عندما أتحدث مع الآخرين حول اقتراحات القراءة، دائماً ما أجد الحديث يقودني لنقاش آخر غير الذي أهدف الخوض فيه ولذا آمل هنا أن أختصر الكثير من الوقت لأثبت وجهة نظري.


يصر بعض أصدقائي على امتلاك الكثير من محبي القراءة (أزعم أنني منهم) مهارة “القراءة السريعة” والتي تُساعدني في أفضل الحالات على قراءة من ٣ – ٥ كُتب أسبوعياً!. ودعني أعترف بشيئين في هذا الأمر:

في الحقيقة … نعم أخذت دورة القراءة السريعة “أون لاين”، وحاولت جاهداً في البداية أن أُتقنها، بعد أن شاهدت لقاء د. طارق السويدان وهو يتحدث عن أهمية القراءة السريعة ومدى تأثيرها على حياته. لكن إن كانت تُهمك نتيجة هذه الدورة فسأعترف لك بأن آخر اختبار لي أثبت أنني اقرأ أقل من ٣٠٠ كلمة في الدقيقة (قراءة عادية وليست سريعة) بل أجد أنني أبطء بكثير من معظم الأشخاص العاديين.

لماذا يرغب الكثيرين اتقان عادة “القراءة السريع”؟

أوجه لك بعض الأسئلة أولاً قبل الإجابة على هذا السؤال … هل بالفعل يهمك أن تقرأ الكثير من الكُتب عموماً؟ وما مدى رغبتك بالإنتهاء من مجموعة كُتب كنت تُريد قراءتها منذ فترة ولم تستطع بسبب مشاغل الحياة؟ هل أنت مقتنع أصلاً بأهمية وجود هذه العادة في حياتك اليومية؟ إن كانت إجابتك بنعم لكل الأسئلة … سأسأل السؤال الآن لك وللجميع:

لماذا يرغب الكثيرين اتقان مهارة “القراءة السريع”؟

هل يودون توفير بعض الوقت؟ لماذا؟ … لمزيد من التلفزيون؟ أو للمزيد من ألعاب الفيديو؟ أو ربما لأي شيء آخر أقل أهمية؟

القراءة السريعة لن تُفيدك كثيراً إن لم تمتلك أصلاً وقتاً أو رغبة للقراءة.

شخصياً … أعشق القراءة إضافة لاقتناعي تماماً أنها إحدى أهم عادات الناجحين، والمفتاح الأسهل (والأرخص) للتعلم وزيادة الوعي وكسب خبرات الآخرين. أعشق القراءة أيضاً لأنها السبب الرئيسي الذي يجعلني أكتب دوماً، ففي اليوم الذي سأتوقف فيه عن القراءة بالتأكيد سأتوقف فيه عن الكتابة. وأعتبر أن القراءة أحد أهم وسائل الترفيه التي لا يوجد لها مضاعفات جانبية … بل الكثير الكثير من الإستفادة وتمرين العقل.

المزيد من الوقت … هي الطريقة الوحيدة لقراءة الكثير الكثير من الكُتب، وليست مهارة القراءة السريعة.

هناك العديد من التقنيات التي يمكنك من خلالها مساعدة نفسك لقراءة الكثير من الكُتب، ألخص أهمها في قراءة عدة كُتب في نفس الفترة (مثلاً: رواية + كتاب سياسي + كتاب أعمال + كتاب تطوير ذات) والسبب خلف التنويع ببساطة هو الحرص على عدم الشعور بالملل من هذه العادة (التي يجب علينا عدم الشعور بالملل نحوها)، وثانياً لكسر المفهوم المغلوط حول وجوب قراءة كتاب بعينه حتى الإنتهاء منه.


قائمة الكُتب التي أقرءها هذه الأيام

عندما أقول المزيد من الوقت، أقصد تخصيص البعض منه (ساعة مثلاً) كل يوم دون توقف.

ساعة قراءة يومية تكفيك للإنتهاء من قراءة ٥٠ -٧٠ صفحة … لتقودك إلى الإنتهاء من كتاب كامل متوسط الحجم خلال عدة أيام، ومنها للكثير الكثير من الكُتب خلال العام.

شخصياً أعشق مرافقة الكتاب لي طيلة اليوم … فأنا أقراء من جوالي على تطبيق كِندل، وأقرأ في غرفة المكتب في منزلي كُتباً ورقية، وفي غرفة النوم أقرأ على جهاز كِندل (PaperWhite)، واستمع للكُتب الصوتية على تطبيق أوديبل أثناء تواجدي في السيارة أو عند قيامي برياضة المشي. ولا أتفق مع الأشخاص الذين يرفضون محاولة القراءة بهذه الأدوات أو الأشكال المختلفة عوضاً عن الُكتب الورقية! … لأنني ببساطة كأي شخص طبيعي أفضل الكُتب الورقية عن الإلكترونية والصوتية، لكن تظل أهمية عادة القراءة المحرك الوحيد الذي يقودني إلى الحالة التي استطيع فيها قراءة كتاب كامل على جوالي دون ملل، فكل عادة جديدة -بما فيها قراءة الكُتب الإلكترونية- تواجه رفضاً داخلياً من أي شخص، ومن ثم تتحول إلى شيء محبب إلى النفس مع الوقت.

كُنت لا أُحب الكُتب الإلكترونية بطبيعة الحال، والآن أصبحت أستمتع بها كثيراً أيضاً مع الوقت. وبالنسبة للكُتب الصوتية، أصبحت بالنسبة أسرع وأسهل طريقة للإنتهاء من الكُتب الصعبة أو التي تحتوي على تفاصيل روائية كثيرة. يوجد الكثير من الكُتب التي لا يمكن لك الإستفادة منها بشكل كامل إلا بطبعتها الورقية، وفي المقابل أجد أيضاً أن هناك الكثير من الكُتب التي لا تستحق تخصيص١٠٠٪ من وقتك لتركز فيها، ولذا أجد الإستماع لها بصيغتها الصوتية من أفضل الحلول التي لن تُصيبك بتأنيب داخلي بعدم اتمامك قراءة الكتاب.

بعضاً من الكُتب الصوتية على جوالي

أهم ميزة للكُتب الورقية بالنسبة لي هي إحساسك بالإنجاز عندما تنتهي من قراءة العديد من الصفحات، إضافة لسهولة مراجعتك لملاحظاتك إن كُنت من الأشخاص الذين يعشقون التدوين والشخبطة أثناء القراءة، وبالتأكيد في الإحساس برائحة وملمس الورق. على كُل حال تظل الُكتب الورقية في نظري هي التكنلوجيا الأفضل لممارسة عادة القراءة.

Books_shelf1

Books_shelf4

لكن دعني أعترف أن هُناك مميزات أُخرى لا يوجد لها مثيل في الكُتب الإلكترونية وتحديداً على تطبيق وأجهزة كيندل، أولها بالطبع سهولة الوصول لأي كتاب تريده بضغطة زر، إضافة لسهولة التنقل بحوزة المئات من الكُتب على جهاز صغير (كيندل، آي باد إلخ.). ما أريد في الحقيقة أن أُلفت نظرك اتجاهه (خصوصاً إن كُنت تحب قراءة الكُتب الإنجليزية) هي بعض المميزات الأخرى التي لن تستتطيع بسهولة الحصول عليها عند قراءتك للكتب الورقية أهمها:

١. التعريف الفورية للكلمات: بمجرد تحديد الكلمة التي تُريد تعريفها.

٢. تلخيص كل الملاحظات والتحديدات على صفحة واحدة: عند زيارتك لحسابك على موقع أمازون كيندل.

٣. خدمة الـ Whisper-sync من أمازون: وهي ببساطة إمكانية التنقل بين الكُتب الصوتية والإلكترونية، دون ضياع آخر مكان وصلت إليه في قرائتك.

٤. الإستماع للموسيقى أثناء القراءة: طبعاً سيسهُل هذا الأمر إن قرأت واستمعت في نفس الوقت من خلال نفس الجهاز (وبالمناسبة إن لم تُجرب الإستماع لموسيقى أثناء القراءة، أنصحك أن تُجرب في أقرب فرصة ومن الأفضل أن تكون الموسيقى دون كلمات … ثق بي … تجربة جميلة حقاً).

سأختم هنا بفكرة حول مفهوم قراءة الكثير من الكُتب … “الكثرة تولِد الجودة”، فلن تستطيع الوصول للكُتب القليلة التي ستُغير حياتك طالما لم تمر على الكثير من الكُتب السخيفة أثناء الطريق! هناك الكثير من الكُتب التي لم تُكتب لي، بل كُتبت لك والعكس صحيح. وأجد قراءة الكثير من الكُتب هي الطريقة الوحيدة التي ستُسهل مهمة اكتشاف المتعة الحقيقية خلف هذه العادة إضافة للوصول إلى الكلمات التي ستُغير حياتك.



شاركني برأيك في هذا الأمر:

ahmad@knowledgeable-group.com

خير جليس / عن القراءة / نقوس المهدي

 خير جليس .





عرفت الكتاب خارج حدود كراس المقرر المدرسي في حدود سن العاشرة تقريبا حين اشترى والدي كناشا صغيرا يتضمن قصيدة شعبية لمحاورة غنائية بين رجل وزوجته حول " أضحية العيد " للشيخ عبد الكريم الفيلالي كي أقراها له لشدة اعجابه بماثور القول الشعبي ..
واكتشفت المكتبة في سن الثانية عشرة حين أقام أستاذ اللغة العربية " السي محمد أغزاف " اطال الله عمره طاولة في ركن من القسم أسماها المكتبة المدرسية، وضع فوقها مجموعة من القصص المدرسية لمحمد عطية الإبراشي وأحمد سعيد العريان وكامل كيلاني، اقتناها من ماله الخاص ليزرع في نفوسنا حب القراءة والكتاب، توزع علينا مساء كل يوم سبت، لنعيدها في متم الأسبوع الموالي ملخصة في ورقة ونأخذ غيرها، كانت تلك القصص العجيبة اول صلة لنا بحكايات الجنيات وعالم الخوارق والملاحم العجيبة والخيال، لم نكن قد وصلتنا بعد قولة الحكيم الفرعوني التي تقول: ( الكتاب أفضل من لوحة رائعة النحت... أقوى من حائط متين البنيان .... انه بديل الهرم والمعبد في اعلاء اسمك) او تلك القائلة " ليتني أجعلك تحب الكتب أكثر مما تحب أمك"، ولا تلك التي جعلت اروع كاتب في القرن العشرين يقول بتواضع زائد في مديح القراءة: "فليفخر الآخرون بالصفحات التي كتبوا، أما أنا فأفتخر بتلك التي قرأت" [ بورخيس: أسطورة الأدب/ ص 108]. كنا فقط نفترس تلك القصص افتراسا لما توفره لنا من متع زائدة تغنينا عن دروس النحو والصرف والتربية الوطنية والحساب والعقاب، ومن لعب نهاية الأسبوع، لما تحملنا إليه من عوالم غريبة وفضاءات ساحرة لم نكن نألفها في قريتنا الفوسفاطية الصغيرة المغمورة المنسية، المنقطعة عن العالم المبتوتة في هضبات الكنتور، وبديلا عن حكايات آبائنا التي يحشون بها اذهاننا - وكانهم يرهبوننا نفسيا من الشغل الشاق المنتظر - عن أهوال وأخطار العمل بالمنجم والجنازير وبرودة المياه، وعن امراض الحساسية والمفاصل والربو والشيخوخة المبكرة والانكيلوستومياز وحوادث الشغل المميتة، وفظاظة المهندس وتقارير اعوانه، والماء البارد الذي يقطر من السقف، والمياه الجوفية العائمة التي تغمر لحد الحزام، والحزام الآلي النقال الذي يلتهم في غفلة أعضاء العمال او يعجن اجسادهم المنهكة كالطحين وأشياء أخرى اكثر رهبة تقع في جوف الجبل، تحت الأغوار السحيقة لباطن الأرض، تذكرني بالقرابين التي كان يتزلف بها قدماء المصريين للنيل خلال سخائه السنوي على الحقول .
الان وبعد مضي حوالي نصف قرن أسررت لأستاذي السي محمد أغزاف خلال حفل التكريم الذي أقمناه لثلة من أساتذتنا القدامى الكرام بجود كرمه وبفضل تلك المكتبة العظيمة علينا، والتي نمت في نفوسنا منذ تلك الفترة القصية علاقة وطيدة بالكتاب، انبجست من عينيه وهو على تلك الهيئة المهيبة من الوقار والشيخوخة دمعتان، لا ادري إن كانتا من فرط التأثر أو من شدة الفرح والابتهاج ..



نقوس المهدي .  

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

وحدها القراءة كانت مبرري للبقاء





وحدها القراءة كانت مبرري للبقاء



أسفة أنا لا أستطيع أن أكون حيادية ، لا أستطيع أن أقدم بطاقة كتاب وأنسحب ، لست نادلـة أود أن يعرف كل شخص ،كيف بدأت بالقراءة ؟و كيف استمتعت جدا بها؟ كيف خرجت من أفق ضيق إلى اخر أكثر رحابة ؟ كيف حزمت حقائبي كل ليلة لأكون مع (غادة السمان ) في غربتها أو على شاطئ كوباكابانا مع( باولو كويلو ) أو في الأعماق مع ( أوسكار وايلد) ؟! كنت معهم بكيت معهم ، وابتسمت معهم ، سافرت معهم ، جلست معهم في محطات القطار ،و تهت معهم في براري روسيا ، شاركتهم حفلاتهم الراقصة، وخضت معاركهم الخاسرة ، في جنونهم وعبقريتهم، أينما حلوا وحيثما رحلوا، كنت معهم

بذاكرة ملساء لا تحفظ إلا ما استعصى على الإنزلاق عدت إلى تجربتي الأولى مع القراءة ،بعيدا عن مدارس التدجين ،وعن أكاذيب التاريخ ، وعن المسالك المتعرجة للجغرافيا ، أتذكر جيدا ذلك المساء الذي قرأت فيه (الأجنحة المتكسرة) الصفحة تلو الأخرى دون توقف ، ذابت الكلمات في روحي ، كل حرف كتب باحساس صادق ،كنت أحشو قلبي قبل عقلي، فالقراءة لجبران ارتواء عن حق

القراءة لا تحتاج الى معاهد أو جامعات أو مدرجات بامكاننا القراءة في أي مكان و أي زمان

اليوم وضعت نصب عينيَّ أن لا أؤطر ذائقة المتلقي ، لأستقر في النهاية على عدد معين من الكتب، يسعدني أن أقدمها لرواد مقهى الكتب تعميما للنفع و الفائدة .

(سيجيء الموت وستكون له عيناك ) لجمانة حداد :

قد يتساءل البعض عن السبب الذي دفعني لهذا الاختيار، والمكتبة العربية زاخرة بأمهات الكتب ، أهو اختيار عشوائي وعبثي ؟! بباسطة شديدة الكتاب قادر على خلق فوضى حسية لدى القارئ ، كتاب صادم نوعا ما ، يستحق أكثر من وقفة ، توافرت فيه كل عوامل الدهشة، ولا غرابة حيث عمدت الكاتبة جمانة حداد إلى جمع توليفة من شعراء العالم الذين اختاروا إنهاء حياتهم بطريقة مأساوية ، و الأهم قامت بترجمة عدد كبير من القصائد عن لغات مختلفة

إقتباس

(متى بدأ ذلك؟ وكيف؟ ولماذا؟؟؟ أنا نفسي لا اعرف ... بزغوا جميعا ذات غفوة: الفونسينا، فلاديمير، اميليا، بول، سيلفيا، خليل حاوي، تيسير سبول، تشيزاري، جان بيار، بزغوا جميعا وجاءوني في المنام)

من هي جمانة حداد ؟

من دون أن تترك فرصة لأحد ليرسم تفاصيل حياتها على مزاجه الخاص، كتابها ( الجيم ) يعطي لمحة عن جمانة المرأة والشاعرة و المتمردة والعاشقة

وتفتتحه ب :

أنا اليوم السادس من شهر كانون الأول من سنة ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعين،

أنا الساعة الأولى بُعيد الظهر ،
صرخات أمي تلدني ،
صرخاتُها تلدها،
رحمُها تقذفني لأخرج منّي،
عَرَقُها يحقق احتمالي



الكتاب الثاني رواية ( اعترافات كائن ) ل ابراهيم حسيب الغالبي


بطل الرواية ( ثائر مجدول ) الخارج من السجن بجسد معطوب وعقل مضطرب ورجولة مبتورة ، وبلا أي مستقبل في بلد يعاني ويلات الحرب


استطاع الكاتب ابراهيم حسيب الغالبي ببراعته ، تصوير الحالة النفسية للبطل الذي يرمز للمواطن البسيط المسحوق ﺇبان حكم حزب البعث

اقتباس


(كانت المرة الثانية التي استحم فيها مند عودتي ،ورغم رغوة الصابون الكثيفة والتي كررتها كمن يكرر لعبة مسلية لم أصل الى جلدي ولم أفلح في أن أفتح مسامة من مساماته المغلقة، ظل قابعا تحت طبقات من لون خادع لون أضافوه لتزوير سمرتي الشروقية الفاتحة... )

الكتاب الثالث رواية ( يوميات محكوم عليه بالاعدام ) ل فيكتور هيكو

تعد هذه الرواية من روائع الأدب العالمي للكاتب الفرنسي (فيكتور هيجو ) ،وقد نشرت أول مرة من دون ذكر اسم المؤلف،صور الكاتب من خلاله الحالة النفسية ،و التشوهات الروحية التي تطال المحكوم عليه بالإعدام قبيل التنفيذ.


الكتاب الرابع ( أحلام على قائمة الانتظار) ل نبال قندس


النوعية خواطر

كتاب عاب عليه البعض كونه يكرر تجربة (أحلام مستغنامي )لكني استمتعت جدا بفصوله و بكلماته


اقتباسات 


يقولون مواليد الشهر الواحد متشابهون كثيرا،ا

وكنا نحن المثال الذي يشذ عن هذه القاعدة،

لم نتشابه يا سيدي،

ﺇلا في هذا الحب الذي قرع أبواب قلوبنا





الكتاب الخامس ل أولي كومندا سانتغيرات ترجمه فؤاد رفقة


(نحن محكومون بالشعر ،كما هولاندا محكومة بالبحر، وكما قمم الهملايا محكومة بالثلج ) ولهذا جاء الكتاب الخامس وهو مختارات شعرية للكاتبة الألمانية أولي كومندا سانتغيرات كتاب من 141 صفحة عن (دار صادر) 



اقتباس


سوف أمد لك يدي،

مثل كتاب مفتوح

و أنتظر،

إن كنت تضع فيهما

سطح قلبك الخارجي

بأقل

لا أقدر أن أعيش








الهوامش


وحدها القراءة كانت مبرري للبقاء عبارة شهيرة للكاتب ألبرتو مانغويل جاءت في كتابه( une histoire de lecture)

رواية ( الأجنحة المتكسرة ) ل الفيلسوف جبران خليل جبران


نحن محكومون بالشعر ،كما هولاندا محكومة بالبحر، وكما قمم الهملايا محكومة بالثلج نزار قباني









أتمنى لكم قراءة ممتعة

بشرى رسوان 

في سبتمبر 2014

























الأربعاء، 13 أغسطس 2014

القراءة والكتابة في حياتك..وحياتي.. سعاد العنزي

القراءة والكتابة في حياتك..وحياتي.. سعاد العنزي


مقتبس عن مدونة متن


 (١)


لم اخترت دراسة الأدب؟هل تستمتع في القراءة؟هل لديك مشاكل وصعوبات عندما تقرأ؟إذا كان كذلك، فماهي هذه الصعوبات؟ماهو نوع الكتابة الذي تفضل أن تكتبه؟كم هي مهمة القراءة في حياتك؟ كم هي مهمة الكتابة في حياتك؟  هل تفضل أحدهما على الآخر بشكل أفضل؟لو أخذت لحظة عودة إلى الوراء، ستجد إن التقسيم بين القراءة والكتابة أسست بطفولتك المبكرة؟ القراءة هي النشاط الذي كان بتقليدية أكثر مرئية في المنزل. ممكن أن يكون أحد أفراد أسرتك قرأ لك قصة قبل النوم أو شجعك للنظر إلى الصور. أنت من الممكن أن تتذكر أبواك يقرآن مجلة أو جريدة في وقت التسلية. أقوى ذاكرة لك للكتابة من الممكن أن تكون أسست في المدرسة. في دراستها لمعرفة القراءة والكتابة في الحياة الأمريكية وجدت إن الوالدين يفقدان الثقة في الكتابة، رغم إنهما قد تعلما القراءة منذ زمن. وجدت إن خبرة الآباء الكتابية بدأت مع الوظيفة، بشكل محتمل خارج المنزل. أو مع الأعمال: كتابة قائمة التسوق أو دفع الفواتير. أيضا لاحظت عندما تنشأ الكتابة في المنزل فهي غالبا مرتبطة بالفقد والحزن. على سبيل المثال: الأطفال كتبوا الرسائل لأحد أبويهما الغائب من خلال انفصال أو مشارك بحرب.باختصار هي وجدت إن القراءة توحي بالدفء والتعايش مع المنزل، بينما الكتابة مرتبطة بالسرية. مذكرات خفية تعبر عن الحزن والضيق. الناس من كتاباتهم الخطية إلى تعبيراتهم اللفظية، يتذكرون كتاباتهم كاستقبالهم لعقوبة سيئة في المدرسة. كان أحيانا مصدرا للضيق لمن قابلتهم عندما يتذكرون العقوبات التي وقعت عليهم عندما كانوا أطفالا، بسبب كلمات غير لائقة، على الكتب أو الحوائط. رغم إن دراستها قديمة، إلا إن اجابات العينات في المقابلة كانت إيجابية ومختلفة.الاكتشافات الجديدة في المواقع والهواتف والانترنت غيرت المقاربات للكتابة و طباعة الكتابة أصبحت مرئية أكثر في وقت الفراغ.إرسال الرسائل الهاتفية لأصدقائك، والدخول في غرفة دردشة، وإرسال الإيميلات هي طرق غير رسمية لممارسات الكتابة قدمت للمنزل. مما يجعلنا نلاحظ إن علاقتنا مع الكتابة كأمم وشعوب ليست جيدة ونحن في مرحلة التكوين الأولى ، الطفولة.                              

   ****************                                 

     (٢)

أنا مثلا تعلمت القراءة في المدرسة في المرحلة الابتدائية، والكتابة كانت صعبة بالنسبة لي خصوصا والواجبات المدرسية تطلب منا التكرار. لم تتحسن علاقتي في الكتابة إلا في نهاية المتوسطة وبداية الثانوية، لدرجة إن مدرساتي يميرن كتابتي من غيرها.مفهوم القراءة بمعناه الحقيقي لدي لم يبدأ إلا بدخولي الجامعة ، منذ السنة الأولى وقد تولعت في عالم الكتب. وأول قراءاتي كانت كتب توفيق الحكيم.وكانت أول انطلاقة حقيقية لي هي كتابة صحفية طلبني أن اكتبها د. عبدالله العوضي عن نقد الراهن العربي، فكتبت مقالة وقصة،وقدتم نشرهما في جريدة الراي. بعدها بالضبط طلب مني الاستاذ مدحت علام محرر الصفحة الثقافية في الراي أن أكتب نقدا، وكانت أولى بداياتي النقدية ومشاغباتي أسئلة الوعي.اليوم أشعر بأن الكتابة هي متنفسي وتطهير لروحي وتحويل لما يدور في ذهني.ولكن أيضا نشأت عملية مصاحبة للكتابة، وهي النشر وأن تكون مقروءا، فالكتابة تحتاج إلى قارئ، والقارئ أحيانا عنيد وأحيانا أخرى مشاغب، وفي الغالب هو صامت.الكتابة والقراءة يحتاجان وعي ، والتزام، وجرأة، وفهم ، ورسالة إنسانية وأخلاقية.




* الجزء الأول مترجم من كتاب:

دراسة الأدب الإنجليزي.

* الجزء الثاني: تجربة شخصية.














السبت، 2 أغسطس 2014

ديكورات منزلية لعشاق الكتب

ديكورات منزلية لعشاق الكتب

بقلم: فريق انكتاب 

لمحبي الكتب، إليكم بعض الأفكار التي سُتخرج الكتب من رفوف المكتبات وتجعل الكتب في منزلك، حيثما وكيفما شئت.

مقلمة
فكرة جميلة وبسيطة للأقلام، على شكل أوراق كتاب.
 
 
سجادة
ولغرف الجلوس وغرف الأطفال، سجادة على شكل كتاب مفتوح.


درج
ويمكنك استغلال حفف الأدراج والسلالم البيتية، بحيث ترسم أو تُلصق عليها أفكار لأغلفة الكتب.
 
 
سقف
لمسات حيوية باستخدام أوراق الجرائد أو الكتب لتزيين الجدران أو سقف الغرفة. 


ضو
فكرة مميزة للإضاءة، نور ينبعث من كتاب!
 
 
شرشف
أفكار عديدة يمكن أن تطبّق لتحصل على غطاء سرير يشجعك على القراءة، ويشعرك وكأنك تنام في كتاب!


علاقة مفاتيح
علاقة المفاتيح، يمكن أن تكون على شكل غلاف كتاب، أو إحدى صفحاته. 


المقال مقتبس عن موقع انكتاب كل الحقوق محفوظة 2014.