“يؤكد مخططو السياسة الأمريكية لما بعد الحرب العالمية الثانية في دراساتهم عالية المستوى، الواحدة تلو الأخرى، أن التهديد الرئيس لنظام العالم الجديد-تحت قيادة الولايات المتحدة- يأتي من "الوطنيين" في العالم الثالث ، التي تسمى أحيانا غلاة الوطنية، و التي تستجيب للطلبات الشعبية بخصوص تحسين مستويات المعيشة و تلبية الحاجات المحلية الضرورية.”
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
يستحق الأستاذ نعوم تشومسكي أن يقرأ في أي وقت ومع أي مناسبة وفي كل موضوع .
ذلك أنه بالاختصاص عالم ثم انه بالموقف مثقف ..
ان الأستاذ تشومسكي بالاختصاص عالم " لغويات " ودراساته وأبحاثه تدرس في كل الجامعات مرجعا وحجة وقد تصل الى اختراق لا شك فيه , حين أثبت أن موهبة اللغة موروثة مع سر الخلية وأن الانسان يولد مستعدا للنطق بلسانه كما هو مستعد للنظر بعينه وللسمع بأذنه وللادراك بحاسة ما بين عقله وشعوره .
لكن الأستاذ تشومسكي كما أسلفت مثقف أيضا فهو واسع الاطلاع على علوم زمانه شديد الاهتمام بقضايا عصره ثم هو – وهذه هي الخاصية الأولى في المثقف – صاحب موقف بكل ما يعنيه الموقف من حق ومسئولية .
ان تشومسكي – على سبيل المثال – أمريكي الجنسية لكنه أكبر ناقد للسياحة الأمريكية في حلمها بالسيطرة على العالم , وفي وهمها بامكانية امتلاك مقاديره غدا وبعد غد .
ولقد كان هو الذي تصدى لمقولة الولايات المتحدة بادعاء الحق في القيام على نظام عالمي جديد وفي ذلك كان كتابه المهم : " النظام العالمي الجديد – سابقا والآن ! " .
وفيه أن هذا العالم المثقف رأى أن أي نظام عالمي جديد مرهون بمبدأ وليس مرهونا بسطوة ثم انه مسئولية مشتركة وليس حكرا لدولة وأخيرا فانه تركيب بعيد المدى متوافق مع التطور وليس لحظة واحدة من التاريخ تقتنص في غفلة أو تختلس في لحظة يظنها أصحابها موالية أو مواتية .
ولعلنا نتذكر أن الأستاذ تشومسكي يهودي بالميلاد لكنه وهو اليهودي كان أعلى الأصوات في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها في انتقاد السياسة الاسرائيلية وفي الانتصار للحق الفلسطيني ولم يكن موقفه هنا سياسيا وانما كان علميا وتلك قيمته .
ذلك أن دور المثقف هو حريته وشجاعته عندما يمارس حقه في الاختيار والحرية لا تكون حرية الا في زمانها وفي أوانها .
والشجاعة لا تكون بأثر رجعي أمام القبور وليس أمام القصور .
وفي العالم العربي – ولسوء الحظ فاننا عرفنا نماذج عديدة لممارسة الحرية وانما بعد الساعة الرابعة والعشرين وعرفنا أولانا من ممارسة الشجاعة ولكن عندما تأكدنا أن السلطان أصبح ملفوفا بالأكفان .
وتلك ليست الحرية ولا هي الشجاعة وبالتالي فهذه ليست حرية الاختيار التي تحسب للمثقف ويحاسب على أساسها .
ان نعوم تشومسكي حين اختار أن يقف أمام الصهيونية وأمام اسرائيل فعل ذلك من موقعه في أكبر جامعات الولايات المتحدة وذهب برأيه الى كل مكان بما في ذلك ساحات الكونجرس ومحافل الايباك " كعقل اللوبي الاسرائيلي " ثم انه لم يأكل ألفاظه ولم يتلعثم ولم يعتذر عن تقصير أو تأخير .
لذلك يحق للرجل أن يتكلم ويستحق الرجل أن يحترم وتلك ليست منة عليه من أحد وانما هي حقه .
ولقد كانت آخر مرة التقيت فيها بالأستاذ تشومسكي هي حوار ثلاث ساعات في مكتبي في القاهرة .
بيانات الكتاب
الاسم : العم سام
تأليف : نعوم تشومسكي
الترجمة : عدل المعلم
الناشر : دار الشروق
عدد الصفحات : 104 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل كتاب العم سام
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
يستحق الأستاذ نعوم تشومسكي أن يقرأ في أي وقت ومع أي مناسبة وفي كل موضوع .
ان الأستاذ تشومسكي بالاختصاص عالم " لغويات " ودراساته وأبحاثه تدرس في كل الجامعات مرجعا وحجة وقد تصل الى اختراق لا شك فيه , حين أثبت أن موهبة اللغة موروثة مع سر الخلية وأن الانسان يولد مستعدا للنطق بلسانه كما هو مستعد للنظر بعينه وللسمع بأذنه وللادراك بحاسة ما بين عقله وشعوره .
لكن الأستاذ تشومسكي كما أسلفت مثقف أيضا فهو واسع الاطلاع على علوم زمانه شديد الاهتمام بقضايا عصره ثم هو – وهذه هي الخاصية الأولى في المثقف – صاحب موقف بكل ما يعنيه الموقف من حق ومسئولية .
ان تشومسكي – على سبيل المثال – أمريكي الجنسية لكنه أكبر ناقد للسياحة الأمريكية في حلمها بالسيطرة على العالم , وفي وهمها بامكانية امتلاك مقاديره غدا وبعد غد .
ولقد كان هو الذي تصدى لمقولة الولايات المتحدة بادعاء الحق في القيام على نظام عالمي جديد وفي ذلك كان كتابه المهم : " النظام العالمي الجديد – سابقا والآن ! " .
وفيه أن هذا العالم المثقف رأى أن أي نظام عالمي جديد مرهون بمبدأ وليس مرهونا بسطوة ثم انه مسئولية مشتركة وليس حكرا لدولة وأخيرا فانه تركيب بعيد المدى متوافق مع التطور وليس لحظة واحدة من التاريخ تقتنص في غفلة أو تختلس في لحظة يظنها أصحابها موالية أو مواتية .
ولعلنا نتذكر أن الأستاذ تشومسكي يهودي بالميلاد لكنه وهو اليهودي كان أعلى الأصوات في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها في انتقاد السياسة الاسرائيلية وفي الانتصار للحق الفلسطيني ولم يكن موقفه هنا سياسيا وانما كان علميا وتلك قيمته .
ذلك أن دور المثقف هو حريته وشجاعته عندما يمارس حقه في الاختيار والحرية لا تكون حرية الا في زمانها وفي أوانها .
والشجاعة لا تكون بأثر رجعي أمام القبور وليس أمام القصور .
وفي العالم العربي – ولسوء الحظ فاننا عرفنا نماذج عديدة لممارسة الحرية وانما بعد الساعة الرابعة والعشرين وعرفنا أولانا من ممارسة الشجاعة ولكن عندما تأكدنا أن السلطان أصبح ملفوفا بالأكفان .
وتلك ليست الحرية ولا هي الشجاعة وبالتالي فهذه ليست حرية الاختيار التي تحسب للمثقف ويحاسب على أساسها .
ان نعوم تشومسكي حين اختار أن يقف أمام الصهيونية وأمام اسرائيل فعل ذلك من موقعه في أكبر جامعات الولايات المتحدة وذهب برأيه الى كل مكان بما في ذلك ساحات الكونجرس ومحافل الايباك " كعقل اللوبي الاسرائيلي " ثم انه لم يأكل ألفاظه ولم يتلعثم ولم يعتذر عن تقصير أو تأخير .
لذلك يحق للرجل أن يتكلم ويستحق الرجل أن يحترم وتلك ليست منة عليه من أحد وانما هي حقه .
ولقد كانت آخر مرة التقيت فيها بالأستاذ تشومسكي هي حوار ثلاث ساعات في مكتبي في القاهرة .
تأليف : نعوم تشومسكي
الترجمة : عدل المعلم
الناشر : دار الشروق
عدد الصفحات : 104 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل كتاب العم سام