إبراهيم ناجي: هو أحد أبرز الشعراء المصريين في النصف الأول من القرن العشرين، كان رئيسًا لمدرسة أبولو الشعرية، وترأس رابطة الأدباء في الأربعينيات، وقد ترجم العديد من الكتب الإنجليزية والإيطالية إلى العربية، ومن أشهر قصائده «الأطلال» التي غنتها أم كلثوم.
ولد إبراهيم ناجي عام ١٨٩٨م بحي شبرا في القاهرة، وتدرج في التعليم إلى أن التحق بمدرسة الطب السلطانية، التي تخرج منها عام ١٩٢٢م، وقد عمل ناجي في القسم الطبي لمصلحة السكة الحديد بمدينة سوهاج، وافتتح هناك عيادته الخاصة، التي اشتهرت بعلاج الفقراء من المرضى بالمجان، ثم نُقل إلى وزارة الصحة، ثم عُيِّن بعدها مراقبًا طبيًّا بوازارة الأوقاف.
وقد عرف عن ناجي ثقافته الواسعة التي ساعدته على النجاح في عالم الأدب والشعر رغم ابتعاد تخصصه العلمي عن هذا المجال، حيث نهل من الثقافة العربية القديمة، ودرس العروض والقوافي، وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من كبار الشعراء العرب، كما طالع أيضًا كبار شعراء الحضارة الغربية، خاصة الرومانسيين منهم أمثال؛ «شيلي» و«بيرون». وقد التقى ناجي بالعديد من أقطاب الأدباء والشعراء في عصره أمثال؛ علي محمود طه، وعبد المعطي الهمشري، وصالح جودت، حيث انضم إليهم في مدرسة أبولو الشعرية التي كان هو أحد رموزها البارزة.
وقد توفي إبراهيم ناجي عام ١٩٥٣م، في عيادته بشبرا الخيمة وهو في الخامسة والخمسين من عمره.
إسماعيل أحمد أدهم: كاتب مصري من أصول تركية، ولد عام ١٩١١م لأم مسيحية بروتستانتية وأب مسلم، ونشأ بالأسكندرية وتعلم بها، ثم سافر إلى موسكو ليحصل من جامعتها على درجة الدكتوراه عام ١٩٣١م. عمل أدهم بعدها مدرسًا للرياضيات في جامعة سان بطرسبرج، ثم انتقل إلى تركيا للعمل كمدرس في معهد أتاتورك بأنقرة، وقد عاد أدهم إلى مصر عام ١٩٣٦م، لينصرف إلى الفكر والتأليف.
ويعد إسماعيل أدهم من الكتاب المسلمين القلائل الذين جاهروا بإلحادهم وأعلنوه، حيث كتب في الإلحاد ودافع عنه، لدرجة أنه خصص له كتيبًا صغيرًا يحمل عنوان «لماذا أنا ملحد؟» وكان لإسماعيل أدهم (إله) وحيد مطلق يؤمن به هو العلم، ويبدو هذا المنطق الإلحادي مثيرًا للسخرية إذا ما قورن بكتابات الإلحاد المعاصر التي تشكك في قدرة الوصول للحقيقة الكلية من خلال أية وسيلة، ولو كانت هذه الوسيلة هي العلم (ككتابات جاك دريدا الذي وصف نفسه فيها ﺑ«الملحد الحق!»). وقد عثر على جثة إسماعيل أدهم طافية على مياه البحر المتوسط، حيث وجد البوليس في معطفه ورقه تفيد بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها، كما أوصى بحرق جثمانه وعدم دفنه في مقابر المسلمين.