‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة المماليك المفتري عليهم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة المماليك المفتري عليهم. إظهار كافة الرسائل

السبت، 19 أكتوبر 2013

شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ... لــ نورالدين خليل

شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ... لــ نورالدين خليل

تحاول هذه السلسلة إنصاف فئة من حكام مصر والشام ممن يطلق عليهم المماليك، بعد ما يقرب من ألف عام على دولتهم. وقد خصص هذا الجزء الأول للملكة شجرة الدر زوجة آخر الأيوبيين الملك الصالح نجم الدين أيوب، ليرفع الستار عن حياتها وما ارتبط بسيرتها عند توليها السلطة من غموض وأحداث؛ كدورها في وقف الزحف الصليبي بقيادة لويس التاسع، وزواجها من عز الدين أيبك ومقتله، ونهايتها المأساوية.

المقدمة



تحاول هذه السلسة ( المماليك المفتري عليهم ) إنصاف فئة من حكام مصر والشام , ممن يطلق عليهم المماليك , بعد مرور ما يقرب من ألف عام على دولتهم .
والحق أن التاريخ أهمل المماليك ولم يوفهم حقهم , على الرغم من اعمالهم الباهرة , وأياديهم المبهرة , زإنجازاتهم الجباة , وسيرتهم السيارة .
شجرة الدرومن الحق كذلك أن المؤرخين , القدماء منهم والمحدثين , أهملوهم ولم يلتفتوا إليهم , وانشغلوا عنهم بغيرهم ممن تسلطت عليهم أضواء الشهرة فى تلك الحقبة الحرجة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية سواء من المسلمين من أمثال صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي وقلج ارسلان وغيرهم , أو من الصليبيين امثال بوهمند وغيره , أو الأوروبيين من أمثال ريتشارد قلب الأسد الإنجليزي والإمبراطور فريدريك الألماني ولويس التاسع الفرنسي وغيرهم . وفى الوقت الذي تجد فيه المديح والإطراء على الخلفاء والامراء , فى مختلف الحقب وشتي الدول , كالأمويين أو العباسيين أو الفاطميين أو الأيوبيين , لا نكاد نجد شيئا يذكر عن المماليك العظام , الذين أسدوا للعرب والمسلمين , بل وللإنسانية , أجل ما يذكره التاريح من أمجاد غابرة , وروائع باهرة , مما يرقي إلى ما قدمه غيرهم من الخلفاء والأمراء , إن لم يزد عليه , عندما تشتد الخطوب وتحدق الأخطار .
وفى الحق أيضا أن أغلب المؤرخين الغربيين , من الحاقدين على الإسلام والمسلمين , تفننوا فى تزييف التاريخ وحقائقه واحداثه , وعلى سبيل المثال , منهم من تعمد تجاهل شجرة الدر , وهي أول سلاطين المماليك , واعتبر زوجها عز الدين أيبك اول سلاطين المماليك , ومنهم من يعزو هزيمة الجيش الفرنسي فى المنصورة إلى وعورة الطرق لا إلى شجاعة المماليك وجنود مصر البواسل ونشعر بالأسي والأسف لفئة من مثقفي العرب المتعالمين , الذين اتخذوا ما كتابات الغربيين دليلا وهاديا لهم فى كتاباتهم , ناسين او متناسين ان الكثير من التواريخ الغربية مترجم عن مؤرخينا القدماء , من أمثال أبو الفدا والمقريزي وابن كثير والطبري والقلانيسي وغيرهم . بل ويعلمون يقينا صعوب النقل من اللغة العربية لغير ابنائها فضلاً عن غيبة الأمانة والحيدة و تحريف الكثير منها .
ونقول إن تناول التاريخ المملوكي وغيره من ماضي أمجاد مصر وأبطالها , وهم كثير , واجب قومي يتعين تيسيره للأجيال الصاعدة , كي تتخذ من أبطاله مثلا يحتذي . فالأمم تقوم علي سواعد أبنائها وعقولهم وضمائرهم , وما لم تطلع اجيال المستقبل على الامجاد الماضية , فمن أين تستمد الغيرة , وتستلهم العبرة , وأني لتلك الأجيال أن تدفعها الحمية , وإلى ماذا تتطلع , إلا أن تنساق وراء الغث مما تحمله التيارات المضللة , والمغريات المنحرفة , والمغويات المريضة , وما يطلقون عليه من حضارة هي في حقيقتها قشرة مادية لامعة تخفي وراءها خراب العقول , وخواء الضمائر .


وما أحوجنا , فى هذا القرن الحادي والعشرين الذى نشهده , إلى أمثال المماليك العظام ليستردوا القدس الشريف السجين , ويذودوا عن أطفال فلسطين , ويحرروا أرض الإسلام والعروبة من نير الذل والعار , ويذيقوا الصليبيين كأسهم المعتقة التي ذاقها أجدادهم قبل ألف عام .
نورالدين خليل
 

بيانات الكتاب

الأسم : شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر
تأليف : نورالدين خليل
سلسلة : المماليك المفتري عليهم .. الكتاب الأول