5 أسباب تجعل القراءة الرقمية أفضل من الورقية
احمد حامد /ساسة بوست
تسمع عن أن كاتبك المفضل أصدر رواية جديدة، فتبدأ في رحلة البحث الممتعة للحصول على أول نسخة مصدرة من أول “طبعة”. لا تنتظر رأي القراء الآخرين، فإن الخوض في تجربتك الذاتية في الحكم على الرواية هي بداية الرحلة، تلف على أكثر من مكتبة حتى تحصل عليها، تشتريها بدون فصال، تذهب إلى المنزل، تهيء الأجواء مع فنجال القهوة وأغاني فيروز، تفكك الغطاء البلاستيك بحميمية، تشم رائحة الورق قبل أن تشرع في فض أول صفحاتها، ثم تبدأ القراءة.
تلك تجربة طقسية حميمية للقراء، قلما تجد قارئًا لا يخوض حلاوتها، والطقوس في حد ذاتها ما نصحنا بها الدكتور عبد الوهاب المسيري في مقاومة الاستهلاكية والتشيء.
ولكن، ومع تطور التكنولوجيا وملازمتها لخطوات حياتنا ظهرت الكتب الرقمية، باستحياء منذ بداية الإنترنت كأبحاث، ثم من عام 2007 حينما ظهر “الكانديل” كأول جهاز رقمي خاص بالقراءة. ومن وقتها بدأت الحرب بين القراءة الورقية والقراءة الرقمية، واحتدمت بعد ظهور الأجهزة اللوحية “التابلت” والهواتف الذكية. لذا دعونا نفكر في ما هي مميزات الكتاب الإلكتروني في مقابل الكتاب الرقمي.
1 – سهولة الحصول
يمتاز الكتاب الرقمي بتوافره عند “تكتكات” أصابعك على “الكيبورد”، طالما عندك وسيلة للدخول على الإنترنت، وإذا حفظته على “التابلت” أو “سمارت فون” فسيكون أقرب إليك أكثر مما تتصور.
2 – سهولة حفظ عدد لا نهائي من الكتب
إن تحول الكتاب إلى ملف رقمي أدى إلى سهولة توافر عدد لا نهائي من الكتب، وحفظها في متناول يدك، الأمر الذي يعطي لك اختيارات متعددة في القراءة بكل سهولة ويسر. وهذا غير منطقي في الكتاب الورقي، حيث تحتاج أن تتنقل بمكتبتك في أي مكان إذا أردت أن تختار بين كتبك.
3 – سهولة التعامل مع الكتب
إن القراءة عبر “التاب” من أسهل ما يمكن حجمًا، لأنه في أكبر أحجامه جهاز متوسط بين حجم الكتاب الورقي الكبير وبين الصغير، وذلك يجعل الاستمتاع بالقراءة في أي وقت، وفي أي مكان بدون الاحتياج إلى ظروف قراءة مواتيه.
بل تستطيع بكل سهولة أن تعيره لصديقك دون أن تفقده أو تفكر في اليوم الذي سيرده إليك “إذا كان من الفئة النادرة التي ترد الكتب” فالأمر لن يستلزم أكثر من أن تنسخه وترسله عبر البريد الإلكتروني.
وأيضًا سهولة الحفاظ عليه بعيدًا عن الأتربة والتقطيع وانسكاب أي سوائل عليه، أو نسيانه في مكان ما، وهذا طالما حرصت على “التاب” أو “سمارت فون” الخاص بك، وأيضًا حرصت على وجود “باك أب” لمكتبتك على سي دي مثلاً أو على “فلاشة” خارجية.
4 – تظل عملية تحويل الكتاب من فكر الكاتب إلى أن يصبح كتابًا مقروءًا، عمليه مكلفة مهما بلغ الترشيد فيها، فسيستمر للورق سعر، ولماكينات الطباعة تكلفة تشغيل، وللعمال المشرفين والإداريين أيضًا أجور، وستزيد التكلفة بالتوزيع والتسويق. لذا فمهما استخدمت أرخص الأسعار وأقل تكلفة فسيظل هناك سعر، ولكن في الكتاب الرقمي نجد أن فكر الكاتب يتحول مباشرة دون أي وسيط إلى كتاب رقمي، ثم إلى وسيلة القراءة التي ستسخدمها سواء “تاب”، أو “سمارت فون”، أو حتى “ديسك توب”، والذي سيتم تقسيم سعر تكلفته على بقية التطبيقات والبرامج التي تستخدمها. في مقابل أسعار كتاب بمتوسط 100 جنيه إذا أخذنا في الاعتبار الكتب المترجمة، أو 500 جنيه إذا أضفنا المراجع والكتب العلمية المتخصصة. وللأسف لا نستطيع أن ننكر ن سعر الكتاب يؤثر على حكمك عليه سلبًا أو إيجابًا.
5 – أن تكون إنسانًا طبيعيًّا
في مصر والدول العربية حيث إن فعل القراءة أمر نادر، نجد أن الصورة الذهنية لمن يقرأ تتمركز حول كونه “جيك” أو “نيرد” غريب الأطوار، أو مثقفًا لى سبيل الاستهزاء، وهو أمر لا تجده إذا حصلت على “تابلت”، حيث الانطباع يتحول إلى أنك شخص “روش” ومتابع للموضة. حيث إنك دائمًا متابع “للفيسبوك”، أو تكتب “تويته”، أو حتى تلعب جيم في جلستك المتوحدة في المكان العام الذي تشاهد فيه، وهو أمر بالطبع سينفي عنك تهمة غريب الأطوار، ويضعك في مصاف الشباب “المودرن”.
إلا أن الكتاب الإلكتروني لا يخلو من مشاكل هو الآخر ليست مرتبطة بسعره، ولكن مرتبطة بقيم أخرى على العموم. فهل للملكية الفكرية للكتاب قيمة في عالم الإنترنت؟ وهل يستطيع الكاتب أن يكون له دخل محترم من نشر كتبه رقميًّا تسمح له باستمرار حياته ككاتب؟ وهل ارتباط القراء بالكتاب ستتأثر بقراءته الرقمية؟
في عالم تمثل المعرفة أحد مكوناته الأساسية، غالب قناعتي أن القراءة الرقمية تساعد في تعمق وتنمية معرفتك، في مقابل ارتباط حميمي تفقده من سهولة الحصول على تلك المعرفة. ولكن هذا هو حاضرنا ومستقبلنا علينا أن نتأقلم معه، وعلينا أيضًا حل المشاكل المرتبطة به.