‏إظهار الرسائل ذات التسميات احمد بن فضلان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات احمد بن فضلان. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 25 يوليو 2014

رسالة ابن فضلان لــ احمد بن فضلان

تمثل رسالة ابن فضلان أقدم وصف معروف لشاهد عيان عن حياة الفايكنغ ومجتمعهم. وتعتبر وثيقة بارزة، في وصفه لحوادث وقعت منذ ما ينوف على ألف سنة يتفصيل مميز، معنم بالحياة. هذا وأن هذه الرسالة تعتبر مرجعاً هاماً يكاد يكون فريداً عن أحوال وعادات شعوب في آسيا الوسطى وشرقي أوربا وشمالها لم تكن معدومة أثناء رحلة ابن فضلان أو قبلها، ولم يسبق لغيره أن سبر غور هذه الشعوب أو تحدث عنها ما فيه الكفاية بالصدق والتجرد والعمق والصراحة التي تحدث بها ابن فضلان، رغم ما يعتري حديثه من سذاجة أحياناً سيجد القارئ في هذه الرسالة، لا سيما وبعد انتهائه من السرد الممل أحياناً لأسماء البلدان التي زارها
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
في صيف سنة 1951 , زرت أستاذنا العلامة الرئيس الجليل محمد كرد علي رحمه الله وطيب ثراه – في بيته بدمشق وكان يتصفح المجلات والصحف التي ترد الى المجتمع العلمي يطلع على ما فيها ويقرأ مقالات المستشرقين والعلماء العرب لا تفوته صفحة أو اشارة فاذا به يدفع الي مجلة هنغارية صدرت في بودابست قبل شهر وفيها مقالة بالألمانية عن رحلة ابن فضلان كتبها أحد المستشرقين معلقا ما نشر أو ترجم من الرحلة يصحح ما يرى من وجوه التصحيح ويقترح روايات جديدة مشيرا في ذلك الى نص الرحلة بالعربية وقد أثبته في صور شمسية مع المقال .
رسالة ابن فضلان لــ احمد بن فضلان قلبت المجلة بين يدي , ورددتها الى أستاذنا الفقيد ولم أدرك سر توجيهي الى المقال فاذا بالرئيس يحدثني عن أهمية هذه الرسالة وعن حاجة المثقفين العرب الى قراءتها وفهمها واستخراج العبر منها واكبار الأجداد في همتهم وسعيهم وثقافتهم فهي تصف بلاد الروس والبلغار والأتراك في القرن العاشر للميلاد , وصفا لا يكاد يقع الا في هذا المصدر والروس أنفسهم عادوا اليه وقرؤوه ودرسوه ونشروا منه وترجموه منذ مئة عام وجعلوه في مصادرهم الثمينة كمرجع أساسي لا غنى عنه وهم ما يزالون منذ سنين عديدة يعودون اليه في مقالات وفي دراسات ليزدادوا به فهما ومعرفة ففيه أسماء وأعلام وفيه ألبسة وأطعمة وعادات وتقاليد تتكشف رموزها واشاراتها عن أشياء جديدة كلما أنعم المستشرقون نظرهم في قراءة النص وفي تقليب غوامضه وحل مشكلاته .
وهذه الدراسات والمقالات وصل الينا بعضها وضل السبيل بعض آخر فلم يعرف أكثر العرب ما كان من هذه الذخيرة الدفينة ولم يقفوا على أثرها في أدب القرن الرابع للهجرة بل في أدابنا كلها وذلك لأن أقساما من الرحلة طبعت في الغرب وترجمت ولكن هذه الطبعات لم تصل الى خزائننا العربية العامة بله خزائن الأفراد فهي على هذا مجهولة لم تر النور في مطابعنا العربية وهي نادرة الوجود .
وهنا حثني الرئيس الجليل – رحمه الله – على العناية بها واخراجها كاملة وتحقيقها والتعليق عليها .
ففرحت بالثقة وظننت أن الأمر هين لين وعدت من دار الرئيس بالغنيمة كما كنت أعود دائما .
فلما أقبلت على الصورة الشمسية أقرؤها وأنعم النظر في عباراتها وقفت طويلا دون الفهم وتعثرت طويلا في التخريج وأدركني بعد الاعادة والتكرار يأس من فهمها ونشرها وعرفت سبب عزوف الناشرين العرب عن تحقيقها فهي نسخة مفردة وحيدة يتيمة مصحفة أشد التصحيف مبتورة في كثير من تعابيرها تغص بأسماء الألبسة والأعوام والأماكن فكأن كل كلمة من كلماتها موضع الريبة والشك تحوج الى المراجعة والتثبيت والتعليق وكدت أنصرف عن العناية بها لولا أن صديقي المستشرق " نيكيتا أليسيف – وهو يجيد الروسية – أرشدني الى المصادر الروسية والألمانية وأرادني كذلك على المضي في العناية بها وقد كان هو نفسه يعني بها كرسالة للدكتورية فاذا به ينصرف عنها الى غيرها ويعلق على الأمل في اخراجها .
ولقيت بعد ذلك في كمبريج المستشرق الانكليزي " دنلوب " فحدثته في أمرها فاذا هو معني كذلك بتوضيح بعض ما فيها واذا به يدفع الي مقالا نشره في التعليق على بعض عباراتها مما يخص قبائل الترك فيها فرجعت اليه وأفدت منه ولكنه يلم بناحية واحدة من نواح ما تزال غامضة صعبة .
وحين زرت جامعة هارفارد في الولايات المتحدة 1954 قدم الي الأستاذ " ريتشارد فراي " رسالة وقعها مع صديقه الأستاذ " بلاك " وجعلها في التعليق على مافي رسالة ابن فضلان كذلك وخص عنايته بتصحيح بعض كلمات في أوراق معدودة من الرسالة .
وفي السنة نفسها أبلغني سيادة رئيس المجمع الأستاذ خليل مردم بك شرف اختياري في الوفد المجمعي الى الاتحاد السوفياتي بدعوة من أعضاء المجمع العلمي هناك فكان أول همي أن أفوز بنسخة من الرسالة مترجمة الى الروسية مع التعليقات وقد تفضل علي بها الأستاذ " ف – بيلايف " مشكورا وفيها الصورة الشمسية الواضحة لرسالة ابن فضلان وكانت تعليقاتها منارة لي وهدى .
وعكفت منذ ذلك الحين على هذه الرسالة أقرأ سطورها الغامضة وعباراتها الناقصة وأقابل ما فيها على ما نقل ياقوت الحموي وما أورده غيره من الجغرافيين العرب .
بيانات الكتاب
الاسم : رسالة ابن فضلان
تأليف : احمد بن فضلان
الناشر : الشركة العالمية للكتاب
عدد الصفحات : 221 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل كتاب رسالة ابن فضلان