كتب كتب كتب: نبيل راغب

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نبيل راغب. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

موسوعة قواعد اللعبة السياسية لـ نبيل راغب

المقدمة

فكرة تأليف الكتاب راودتني منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي بعد ان عملت مستشاراً ثقافياً وإعلاميا للرئيس الراحل محمد أنور السادات منذ يناير 1974 , ثم تطورت المسئوليات والممارسات لأعمل مستشاراً سياسياً خاصا , فاكتسبت تجربة واسعة وعميقة , سواء على المستوى المحلى أو العربي أو الدولي , استطعت أن أوظف فيها كل قراءاتي واطلاعاتى التي مارستها منذ أوائل الستينيات في مجال الفكر السياسي , ابتداء من سقراط وأفلاطون وأرسطو , ومروراً بفلاسفة الحرب والسياسة في الشرق والغرب من أمثال

ماكيافيللى وجان جاك روسو وفولتير وغيرهم , وانتهاءً برواد العلوم السياسية والاقتصادية في العصر الحديث , والذين استفدت بمعظم كتاباتهم ومؤلفاتهم التي رصدتها في قائمة المراجع في نهاية الكتاب.
واتسعت خبرتي السياسية وتعمق إلى أن تركت العمل بالسياسة برحيل الرئيس السادات , وعدت إلى عملي أستاذاً بالجامعة , لكن متابعاتي لتطورات الفكر السياسي والأحداث والمواقف المحلية والعالمية لم تتوقف , وربما كان هذا بسبب قوة الدفع الكبيرة التي اكتسبتها , سواء على المستوى التنظيري أو التطبيقي لكن كثيرين من أصدقائي وزملائي القدامى ألحوا على لكتابة مذكراتي مع الرئيس السادات , نظراً لمعرفتي بكثير من الخفايا والأسرار والدوافع والأسباب الكامنة في دهاليز السياسة المحلية والعالمية , وخاصة التي واكبت أخطر حدثين أو قرارين قام بهما السادات وهما: حرب أكتوبر ومبادرة السلام.
تحمست لفكرة كتابة مذكراتي لكنى ترددت كثيراً ثم تراجعت عنها، خاصة بعد أن صدرت مذكرات عديدة سواء بأقلام كتاب صادقين كانوا فعلاً على علاقة حميمة بالسادات، قريبين من الأحداث، أم بأقلام مدعين وكاذبين، وواهمين، وخبراء في "الفبركة" وأقبلت دور النشر على هذه الكتابات لرواجها وإقبال الجماهير عليها، لعناصر الإثارة والتسلية التي تنطوي عليها، وبصرف النظر عن صدقها من كذبها. وكانت النتيجة أن اختلط الحابل بالنابل، واندثرت الحواجز بين الغث والثمين، وراحت المذكرات الدقيقة، الأمينة، الصادقة ذات الصوت الرصين الموضوعي، ضحية المذكرات، المزيفة ذات الصوت المدوي، والضجيج الذي يوحي بأن كتابها من العالمين ببواطن الأمور. وكانت النتيجة أن معظم القراء لم ينظروا إلى هذه المذكرات نظرة جادة، بل هي مجرد "حكاوى القهاوى"، ولم يتخذ منها الدارسون مصدراً علمياً أو مرجعاً أكاديمياً موثوقاً به وتساوت المذكرات السياسية بكتب التسلية والإثارة التي قد يحدث بعضها ضجة كبيرة عند صدوره، لكن بمجرد مرور شهر على صدوره أو أق، فإن الضجة سرعان ما تخفت، انتظاراً لمذكرات جديدة وهكذا.