‏إظهار الرسائل ذات التسميات جيمس جويس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جيمس جويس. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 11 مارس 2015

الغصن الذهبي * حوار مع جيمس جويس * أرثر باور * pdf * كاملاً

الغصن الذهبي حوار ممتد مع جيمس جويس لـ آرثر باور





وجدت في كتاب آرثر باور "حوارات مع جيمس جويس" ما ساعدني على فهم صاحب "صورة الفنان شابًا" ومعرفة آرائه في الفن والأدب عمومًا. لذا ارتأيت نقله إلى العربية ببعض التصرف، فلعل أحباء جويس من الكتاب والمثقفين العرب يجدون فيه ما يشفي غليلهم. 
كان آرثر باور فنّانًا شابًا يعيش في باريس في العشرينات من القرن الماضي لما تعرف على جويس، وظل يلتقي به عدة مرات في الشهر لسنوات طويلة. مسجلاً خلال كل لقاء به آراءه حول الأدب والفن عمومًا، وحول كتّاب من مختلف العصور والثقافات … لذا يمكن القول أن هذا الكتاب مفتاح جيد لفهم عالم صاحب "أوليسيس" وسبر أغوار فنان عظيم أحدث ثورة هائلة في مجال الكتابة خلال القرن العشرين. 


المترجم: حسونة المصباحي

حسونة المصباحي من مواليد قرية «الذهبيات» في ريف القيروان عام 1950، ودرس الآداب الفرنسية في جامعة تونس. بعد أن أمضى أكثر من عشرين سنة في مدينة ميونيخ الألمانية، عاد إلى بلده تونس، حيث يقيم ويعمل الآن في مدينة الحمامات. - صدرت له ثلاث مجموعات قصصية هي «حكاية جنون ابنة عمي هنية» تونس 1986، (جائزة القصة- وزارة الثقافة التونسية)، «ليلة الغرباء» تونس 1997، «السلحفاة» دار جلجامش باريس 1997، طبعة ثانية عن الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 2000. - أصدر حتى الآن خمس روايات هي: «هلوسات ترشيش» دار توبقال، المغرب 1995، «الآخرون» دار تبر الزمان، تونس 1998، «وداعا روزالي» دار الجمل، ألمانيا 2001، «نواره الدفلى» الدار المتوسطية للنشر، تونس 2004، «حكاية تونسية» عن دار كليم للنشر في دبي 2008. ترجمت أعماله إلى اللغة الألمانية، وفازت «هلوسات ترشيش» بجائزة Toucan لأفضل كتاب للعام 2000 في مدينة ميونيخ. كما اختيرت قصته «السلحفاة» التي نشرتها مجلة «بانيبال» بالإنكليزية، في القائمة القصيرة لجائزة «كين» للأدب الأفريقي، وكان رئيس لجنة التحكيم الحائز على جائزة نوبل ج م كوتزي. كما ترجم حسونة المصباحي من الفرنسية إلى العربية عشرات المؤلفات منها «أصوات مراكش» لإلياس كانيتي، «قصص للأطفال» جاك بيرفير، «الحب هو البراءة الأبدية» منتخبات من الشعر العالمي. ووصف الأديب المصري الراحل يوسف إدريس قصص حسونة المصباحي، قائلاً: «يكفي أن تقرأ قصة واحدة لحسونة المصباحي لكي تعرف كيف يعيش الإنسان التونسي، وكيف يفكر، وما هي حكاياته وأساطيره الخاصة كما لو انك عشت في تونس عشرات السنين».

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

يضم مخطوطات وصوراً ووثائق ومراسلات / خبر ثقافي

يضم مخطوطات وصوراً ووثائق ومراسلات



عائلة ماركيز تبيع أرشيف الكاتب لجامعة تكساس


الإثنين 24 نوفمبر 2014 


إعداد: أحمد ضيف  

تمكنت جامعة تكساس، بالولايات المتحدة الأمريكية، من الاستحواذ على الأرشيف الشخصي للكاتب الكولومبي الشهير والحائز على نوبل جابرييل جارثيا ماركيز، والذي يضم مخطوطاته وملحوظاته وصوره ومراسلاته، بحسب ما أفادت اليوم جريدة نيويورك تايمز، ونقلت عنها الخبر العديد من الجرائد الإسبانية.

بهذه الخطوة، ينتقل أرشيف ماركيز، الذي رحل عن الحياة في 17 أبريل الماضي بمكسيكو سيتي، حيث كان يقيم منذ عقود، ليشكّل جزءًا من مجموعة مركز هاري رانسوم، أحد أهم المركز الأمريكية، ليصير جارًا لخورخي لويس بورخس وجيمس جويس وإرنست همينجواي ووليم فوكنر، من بين أسماء أخرى كثيرة. 

وعلّق مدير مركز هاري رانسوم ستيف إنيس للنيوريورك تايمز: "كأن جيمس جويس سيعقد اجتماعًا مع جارثيا ماركيز"، مضيفًا:"من المناسب جدًا أن يُضاف أرشيف الكاتب الكولومبي إلى مجموعاتنا". 

إنيس أكد أن هذه المؤسسة الوحيدة بمزاياها "في الحدود مع أمريكا اللاتينية".

الأرشيف، الذي اشتراه المركز من عائلة الكاتب النوبلي، يضم:"أشياء مرتبطة بكل أعماله الهامة" بما في ذلك المخطوط النهائي للعمل ذائع الصيت "مئة عام من العزلة"، ونسخة من "في أغسطس نلتقي" التي كانت آخر ما كتبه ماركيز، وهي رواية غير منتهية، نُشر جزء منها في النيويوركر الأمريكية ولا بانجوارديا الإسبانية.

خطابات، صور ووثائق

بالإضافة للمخطوطات، يضم الأرشيف أيضًا ما يقرب من 200 رسالة تبادلها الكاتب الكولومبي مع كُتّاب مثل جراهام جرين، ميلان كونديرا، خوليو كورتاثر، جونترجراس وكارلوس فوينتس؛ وما يقرب من 40 ألبومًا من الصور الفوتوغرافية ووثائق بأنشطته السياسية وعلاقته الوطيدة بالقائد الكوبي فيدل كاسترو.

وحتى الآن لا أحد يعرف الثمن الذي اشترى به المركز هذا الأرشيف.

أحزان كولومبية

إعلان خبر بيع الأرشيف للمؤسسة الأمريكية أثار ردود أفعال بعدم الراحة في كولومبيا، إذ علقت وزيرة الثقافة ماريانا جارثيس بأن هذا "حسرة أصابت البلد لعدم امتلاكه بحوذته".

فيما أوضح أحد أبناء ماركيز، جونثالو جارثيا بارتشا، لإذاعة بلو راديو الكولومبية أن "الحكومة الكولومبية لم تكن موجودة أبدًا ولم تقدم أي عرض"، وبالتالي:"اتخذت العائلة القرار بإرسال الأرشيف إلى جامعة تكساس". 

وأضاف جونثالو "لم نكن نريد إلا الحفاظ عليه"، معللًا بأن المركز الأمريكي يضم "أرشيفات شبيهة".

الأحد، 6 يناير 2013

الظلمة في قصة "عربي" لجيمس جويس


الظلمة في قصة "عربي" لجيمس جويس
مقال لـ كريس باور
عن الجارديان 20/12/2012

ترجمة: أمير زكي
يناير 2013

***

في هذه القصة القصيرة، هناك رحلة ليلية لشاب صغير إلى سوق منعزل تحدد نهاية طفولة هانئة.

قصة جيمس جويس القصيرة "عربي" تظهر لنا "دبلنيون" وهي تطأ مستنقع المراهقة، جويس يضيء بشكل خافت هذه الأرضية النفسية، ويحيطها من كل جوانبها بظلمة كئيبة. عندما تبدأ القصة، يكون صيف الطفولة قد مر، ونهارات الشتاء القصيرة قد قدمت: "فضاء المساء فوقنا كان باللون البنفسجي المتحرك، وتجاهه تنتصب أعمدة الإنارة في الشارع رافعة المصابيح الخافتة".

يعيش الصبي مع عمه وعمته في شارع ذو اتجاه واحد– شارع "سد" يوحي به جويس عن جهل ساذج بالعالم الأوسع – وهو واقع في حب أخت صديقه مانجان. كونه مراهقا، ويتعلم على يد الأخوية المسيحية، جعل مشاعر انجذاب الصبي مرتبكة ومضطربة ومؤلمة:

"كثيرا ما كانت عيناي تمتلئان بالدموع (لم أعرف لماذا)... لم أعرف إن كنت سأكلمها أم لا، وإن كلمتها، كيف يمكنني إخبارها بإعجابي المضطرب. ولكن جسدي كان مثل القيثارة وكلماتها وإيماءاتها كانت مثل الأصابع التي تجري على الأوتار".

عندما لاحظت أخت مانجان الصبي أخيرا، كانت تلمع من وسط الظلام المحيط، "الضوء الصادر من المصباح المواجه للباب انعكس على انحناءة رقبتها البيضاء، أضاء شعرها الساقط الملقى هناك، وأضاء اليد المتكئة على الدرابزين". تقول إنها لا تستطيع أن تذهب لسوق "عربي" ويعدها الصبي إنه لو فعل سيحضر لها شيئا من هناك. يسأل عمه إنه كان يستطيع أن يذهب السبت القادم. في هذا اليوم سيعود العم متأخرا، وسيكون ذلك بعد التاسعة حين يرحل الصبي ليعبر المدينة المظلمة. اختياره لوقت غير مناسب للأطفال ملحوظ، فالرحلة ستقود الصبي من الطفولة نحو الرشد. تلك التي يصفها جويس كانتقال من الأمل الممتد إلى الإحباط الممتد.

كنت في السادسة عشر عندما قرأت "عربي" لأول مرة، وفي خريف هذا اليوم دخلت، في هذا الوقت، في أسوأ مشكلة صادفتها. الشرطة اتصلت بأبواي، وأبواي بغضب تبعوني وأمروني بالعودة للبيت. كنت في قطار قشاش وبعيد جدا، وبعد امتداد هذه الرحلة غير المنتهية والقلقة، أقبل الليل. من ساعتها أفكر دوما في ذلك عندما أقرأ عن الصبي الذي يرحل إلى "عربي" في "قطار منعزل" "يسير وسط البيوت المهدومة، وعلى النهر المتلأليء. كل من الرحلتين انتقلتا من الطفولة الهانئة إلى فضاء أكثر خطورة، كما يشرح هيو كينار: نحو "ذل فارغ ذو أصداء". بمصطلحات رمزية، كل من الرحلتين لم يكن سيساعدهما كثيرا ضوء النهار.

عندما وصل الصبي إلى مقصده، كانت معظم المحلات مغلقة. "المساحة الأعظم من الساحة كانت مظلمة، كنت ألاحظ ظلمة مثل تلك تسود الكنيسة بعد الخدمة". هنا في الأرضية المظلمة للسوق الرث، قصة جويس أصبحت ترتيلة. شاهد الصبي فتاة شابة يغازلها رجلان، وهذا المناخ الجنسي لتبادلهم المغازلات أربكه. عندما توجهت لتسأله عن طلبه ممتعضة أخبرها أنه لا يريد شيئا. وبينما يغادر السوق، خالي الوفاض وإن امتلك معرفة جديدة ومريرة، سمع صوتا "يصيح من أحد أركان المعرض بأن الضوء سينطفيء، الجزء الأعلى من الساحة مظلم تماما الآن".

نحن نحضر مرور طفولة السارد؛ إنها الضوء الذي يتقلص من حوله. يخبرنا: محدقا في الظلمة، رأيت نفسي كمخلوق تم اقتياده والهزء منه بواسطة التوافه، اشتعلت عيني بالألم والغضب". هنا تنتهي القصة، ونجد أنفسنا نلقى إلى بدايتها، التي تحمل لنا حضور الموت في "الحدائق المظلمة المنداة، حيث ترتفع الروائح من جوامع الرماد".

في المساء، انتقل السارد من كونه صبيا بريئا يلعب في الضوء الأخير للطفولة، إلى شاب متألم استوعب ان النضج ليس إدراك وعد الطفولة، ولكن فقدانه. هذا تعميد نمطي عند جويس، واحدة من تلك اللحظات الصغيرة الحاسمة التي لا تكون الحياة فيها هي ذاتها فيما بعد. إنه أمر يستخدم كثيرا كتأثير أدبي، وإن كنا ننسى كيف يمثل بالضبط  الطريقة التي نختبر بها التغيير، كما هو حقيقي بالنسبة لي في حالة هذه الليلة الخريفية من عشرين عاما. إلى مدى ما هذه هي نتيجة الطريقة التي نشكل بها ذكرياتنا، ننسقها أثناء استمرارنا في نفس الوقت الذي ننسى فيه كما مهولا من التفاصيل. بالضبط كسارد "عربي"، شاب يكبر ويتذكر ليلة واحدة يختلط فيها الازدراء واللطف، ما نعود لننظر إليه هو تسلسل هذه اللحظات الدالة، الخيط الرفيع الذي يتتبع طريقنا نحو الاتساع المُظًلًل.

الأحد، 6 مايو 2012

ترجمتان عربيتان لـ"دبلنيون"


في شهر أبريل الماضي احتفلت مدينة "دبلن" بالمبادرة السنوية "مدينة واحدة.. كتاب واحد"، والتي تختار فيه مكتبات دبلن كتابا مرتبطا بالعاصمة الأيرلندية بشكل أو بآخر لتقرأه المدينة في هذا الشهر، تحديدا هم يركزون على قراءة كُتّاب أيرلنديين بدون النظر كثيرا إلى مدى ارتباط الكتاب بالعاصمة، السنوات الماضية احتفت المدينة بروايات مثل: "صورة دوريان جراي"، و"دراكولا"، و"رحلات جاليفر" للكُتّاب الأيرلنديين أوسكار وايلد وبرام ستوكر وجوناثان سويفت. هذا العام اختاروا عمل جيمس جويس المنشور الأول "دبلنيون"، وهي المجموعة التي تتكون من 15 قصة قصيرة، ونشرت لأول مرة عام 1914.

جيمس جويس أديب مرهق بالنسبة للمترجمين العرب - ناهيك عن كونه مرهقا بالنسبة للقراء في كل أنحاء العالم – هذا يتجلى بشكل أكبر في روايته البارزة يوليسيس، التي شهدت ترجمة مكتملة واحدة لطه محمود طه، في مقابل ترجمتين لم يتجاوزا ثلث الرواية لمحمد لطفي جمعة وصلاح نيازي.

"دبلنيون"، التي تم الاحتفاء بها هذا العام، أيضا كان لها حضورها في الثقافة العربية، عندما بحثت سريعا على الإنترنت، وجدت بعض قصص المجموعة مترجمة بأيادي هاوية ومحترفة، ولكني لم أجد ترجمة مجموعة القصص في كتاب إلا مرتين.

الترجمة الأولى تعود إلى عام 1961 وهي لمترجمة غير معروفة بالنسبة لنا اسمها عنايات عبد العزيز، وبمقدمة للكاتب المعروف مرسي سعد الدين، وصدرت ضمن سلسلة الألف كتاب الأولى التي كانت تصدر من مصر بعنوان "ناس من دبلن"، أما الترجمة الأخرى صدرت طبعتها الأولى عام 2000 من دار الحوار بسوريا للمترجم السوري أسامة منزلجي بعنوان "أهالي دبلن". 

"دبلنيون" تعتبر أقل كتب جويس – الرئيسية –  صعوبة في القراءة، تلك الصعوبة التي كانت تزداد مع كل كتاب: "صورة الفنان في شبابه"، "يوليسيس"، "يقظة فينيجان". لكن مع ذلك لا تخلو من تحديات تواجه المترجمين بشكل خاص، فهنا أيضا يستخدم جويس تعبيرات إنجليزية غير شائعة وكلمات أيرلندية دارجة، حتى أنه يستخدم كلمات ربما لا يكون لها معنى على الإطلاق: "Derevaun Seraun" في قصة إيفيلين، هذا يحيّر القراء الإنجليز نفسهم، الروائي الأيرلندي جون بوين اعترف في مقدمة حديثة للمجموعة أنه يعود للقاموس من آن لآخر ليتأكد من هذه الكلمة أو تلك. بهذه الطريقة فقراءة الترجمة بالطبع تُفقد الكثير من متعة الأصل، ولكن هذا لا ينفي اجتهاد المترجمين العربيين.

الترجمة العربية الأولى لـ"دبلنيون" كانت تنزع للتبسيط بقدر الإمكان، معتمدة على لغة هذه الفترة التي تبدو قديمة بالنسبة لنا نحن القراء المعاصرين، ولكن هذا التبسيط كان يستهدف إلى التقديم بشكل ما، تقديم جويس إلى العربية، كما لمّح مرسي سعد الدين في مقدمته للقصص. ولكن هذا التبسيط ربما هو الذي جعل المترجمة تُسقط بعض قصص المجموعة ولا تُضّمنها في الترجمة العربية، اكتفت عبد العزيز بـ 12 قصة من الـ 15، ولكن لم يبدو هذا الاختيار ذو معنى مفهوم بالنسبة لي، فالقصص التي أسقطتها المترجمة: "المغازلان"، "النُزل"، "قضية مؤلمة" لم تكن الأطول أو الأصعب.

التبسيط رغم أنه لم يكن مؤذيا في معظم الأحيان إلا أنه أدى أحيانا أخرى لمشكلات واضحة، في قصة "لقاء" يسأل الرجل العجوز الطفلين إن كانا قرآ لورد ليتون، ماهوني لا يظهر أنه يعلم لورد ليتون، أما الطفل السارد يخشى، وفقا للمترجمة، أن يكون الرجل قد فهم شيئا ما من ذلك، بالرجوع للأصل نجد أن هذا الشيء هو أنه خشى أن يعتقده الرجل غبيا مثل ماهوني.

أسامة منزلجي في ترجمته الحديثة كان واعيا بشكل أكبر بصعوبة ترجمة جويس، أضاف مثله مثل عدد من النسخ الإنجليزية للمجموعة هوامش تشرح الكلمات الصعبة مع كل قصة.  أسامة منزلجي كان يستخدم أحيانا العامية ليكافيء عامية جويس، كاستخدامه لفظ "تخين" مقابل تعبير جويس “Fatty Funk”. ولكن بينما كانت تنزع عنايات عبد العزيز إلى التبسيط، كان أسامة منزلجي ينزع إلى الإخلاص، حتى لو لم تكن اللغة سلسة مثل الترجمة الأولى، أو حتى لو اضطر أن ينقل التعبيرات الإنجليزية والفرنسية التي يستخدمها جويس كما هي وبالحروف اللاتينية: "Parole d’honneur"، "barmbracks".

ينقل منزلجي التعبيرات أحيانا بشكل حرفي، أو يوازي ترجمته بأصل المصطلح الإنجليزي، ولكن لم تسلم الترجمة من أخطاء في التحرير مثل الجملة التي خرج بها جيمس دافي من قراءته لنيتشه في قصة "قضية مؤلمة": "الحب بين رجل ورجل مستحيل لأنه لا يجب أن تقوم بينهما علاقة جنسية، والصداقة بين رجل وامرأة مستحيلة لأنه يجب أن تقوم بينهما علاقة جنسية". لتتحول إلى: ""الحب بين رجل وامرأة مستحيل لأنه لا يجب أن تقوم بينهما علاقة جنسية..." هذا الذي يفسد تماما إيحاء الجملة.

أمير زكي
مايو 2012


الجمعة، 13 أبريل 2012

"دبلنيون": مدينتنا، كتابنا - جون بوين



ت: أمير زكي
أبريل 2012

***

قراءات، نزهات، حفلات، معارض: دبلن ستنغمس في شهر أبريل في كتاب "دبلنيون"، فمجموعة جيمس جويس القصصية الكلاسيكية سيتم الاحتفاء بها عن طريق مبادرة "دبلن: مدينة واحدة.. كتاب واحد"[i]وكجزء من الحدث، تم نشر نسخة جديدة من الكتاب عن طريق دار نشر أوبريان مع هذه المقدمة لجون بوين[ii]:

"التقيت لأول مرة بـ"دبلنيون" عندما كنت في الخامسة عشر من عمري. أختي الكبيرة كانت راحلة لتلتحق بجامعة إنجليزية وأردت أن أقدم لها هدية قبل أن تغادر. تجولت في إحدى المكتبات القريبة من مدرستي في ترينور أثناء فسحة الغداء – لم تكن نوعية المدرسة ولا المكان مُمَثّلة في أي من قصص جويس – ثم لفت الكتاب نظري.

أمامي الكتاب وأنا أكتب الآن، نفس النسخة، ممزقة قليلا وأطرافها صفراء، تاريخ "1986" مُدوّن على صفحة العناوين. الرسم الذي على الغلاف يظهر امرأة شابة تنظر بعصبية وريشة ضخمة تطير أمامها، ليست لديّ أي فكرة ما هو المفترض أن يدل عليه الرسم ولم الريشة أكبر من رأس المرأة. في الخلفية يظهر مكتب البريد العام، مع نهر الليفي الذي يمتد أمامه مباشرة، هذا الذي لا يقدم معنى واضحا أيضا. ولكن في الخامسة عشر فأسئلة مثل هذه لم تكن لتزعج عقلي، وأنا ببساطة اخترت الكتاب لأنني اعتقدت أن سيُذكّر أختي بالوطن. 

هذا جعلني أفكر: كم مهاجر على مر السنوات وضع نسخة من "دبلنيون" في حقيبته قبل أن يتوجه إلى المطار، أو رصيف الميناء أو محطة العبّارات، أثناء الذهاب إلى إنجلترا أو أمريكا أو أستراليا، ليكون الكتاب تذكرة بالمدينة التي ولد فيها، المدينة التي وجد نفسه منفيا عنها بسبب الاضطرار الاقتصادي؟ وكم واحد يفعل ذلك الآن؟

قبل أن أعطي الكتاب لأختي ألقيت نظرة عليه، متسائلا إن كان عليّ أن أقرأه بنفسي وإن كنت شبه مقتنع بأنه سيضجرني كثيرا. كان لدينا نسخة من "يوليسيس" في مكتبة المدرسة، وكنت قد قضيت ظهيرة أحد الأيام من عدة أشهر أتجول بصعوبة مع باك موليجان وستيفن ديدالوس والطالب هينز، وهم يسيرون على الشاطيء أمام برج مارتيللو بسانديكوف، ورغم أنني لم أتعد القسم الافتتاحي إلا أن منظر الـ700 صفحة آثار الرعب بداخلي. (مرة أخرى، لقد كنت في الخامسة عشر؛ وكنت قد تبادلت مؤخرا هولدن كولفيلد[iii]بأدريان مول[iv]، هكذا كان التحول الكبير، متجاهلا كل الناس في مدينتي حيث لا يوجد مكان قريب مثير بنفس طريقة تجول "الحارس في حقل الشوفان" في شوارع مانهاتن، وهو يلتقط الفتيات ويقول كلمات قبيحة.)

ولكني أعترف أن "دبلنيون" بدت أسهل. من جهة كانت أقصر، وكانت أقل رعبا. اخترت قصة بشكل عشوائي، "المتأنقان"، قصة شابان فظّان، كورلي ولينيهان، الذين لديهما موقف كريه من النساء، فهما يغويانهم، يخدعانهم، وفي النهاية يختلسان عملة من الذهب. اعتقدت أنهما يبدوان رفيقان عظيمان معا. باستثناء أنني لم أكن متأكدا جدا مما حدث في النهاية، لذلك قرأتها مرة أخرى، هذه المرة أقل ارتياحا مع كراهيتهما الواضحة للنساء وطبيعتيهما القاسيتين.

ورغم ذلك فقد تركت القصة تأثيرا عليّ، وتساءلت إن كان هناك شيئا مميزا في جويس عموما. فعدت من البداية من "الأخوات"، وشرعت في القراءة.

لم أقابل "دبلنيون" مرة أخرى حتى الجامعة. كنت أدرس اللغة الإنجليزية في جامعة ترينيتي، وخلافا لترينور، فالشوارع حول ميدان "كوليدج جرين" التي تتجه للشمال عبر النهر حتى ميدان بارنل، وبعد حديقة الذكرى إلى شارع دورسيت، كل هذه الأشياء جعلت عالم جويس حيا أمامي، في تلك الشوارع التي كنت أسير فيها يوميا، الشوارع التي كانت مألوفة بالنسبة لي والتي شعرت باتصال ودي وشخصي بيني وبينها. اهتمامي بالأدب كان يتطور من ساعتها، وعرفت أنه شيء ذو معنى أن تكون دبلني، من أب من مركز المدينة – من شارع بوين وليس أقل – مع تراث أدبي ينافس أي مدينة في العالم.

قراءة "دبلنيون" جعلتني أدرك شيئا لم أكن أعرفه من قبل عن القصة القصيرة: هو أن المجموعة لا يجب أن تكون تجميعا عشوائيا لقصص متباينة موضوعة معا وداخل غلافين لتصنع كتابا، ولكن الكاتب من المفترض - بل عليه - أن يصنع روابط بين القصص، أن يصل بين الشخصيات، وأن تكون كل واحدة منها في مكانها بالنسبة لعمل أعظم، وأن يوضع كل شيء لسبب. كنت أنظر إليها كألبوم موسيقي موحد[v]. كنت في الجامعة ساعتها، وكان هذا هو إطار المفاهيم الذي أعمل بداخله.

بالعودة إليها الآن كشخص ناضج، يدهشني كم كان جويس اقتصاديا تجاه اللغة. ما زلنا نفكر في "يوليسيس" كعمل كبير ممتليء بالإحالات الكلاسيكية والإشارات التاريخية، ولكن معظم قصص "دبلنيون" تتكون فقط من آلاف قليلة من الكلمات، موضوعة بدقة داخل سياقها، ولكنها تظل في الذهن وتدعو لإعادة القراءة مرة بعد الأخرى لفهم الأفكار وكشف مقاصد الأبطال.

كثافة الأفكار في "النُزُل" مثلا تستحق دراسة أكاديمية أطول من القصة نفسها. كم من الوقت عرفت السيدة موني عن علاقة المستأجر بابنتها؟، ما الذي حدث لدوران وجعله يفكر بازدراء في وضع عشيقته في الحياة؟ ما هو في الحقيقة الذي ستفعله بولي مع تغيرات مزاجها؟

جويس يبدو أنه كان يتنبأ بالموضوعات التي ستكون بعد ما يقرب من قرن هي الموضوعات الشائعة في الأدب الأيرلندي. بقراءة "لقاء" يكون من الصعب أن تتخيل استكشاف حاذق عن إمكانية إيذاء الطفل أكثر مما يظهر في اللقاء بين الرجل الكبير والطفلين.

يصيح الفتى ماهوني عندما يقوم الرجل ويخطو بعيدا عنهم للحظات "أقول، أنظر إلى ما يفعل!". ما الذي يفعله؟ كل شيء ممكن وكل شيء مقترح، نحن لسنا بحاجة إلى شروح.

المجموعة تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، تبحث في حياة الأطفال، متوسطي العمر، ثم الكبار. إنها تبدأ بطفل يتأمل في موت قس كان له تأثير في تكوينه، الموت ذلك الذي لم يفهمه تماما ببينما الحياة كلها تبدو مفتوحة أمامه الآن، المغامرة اللا نهائية. هناك الحب الأول في "عربي"، وهي القصة المؤثرة عن رغبة صبي يائسة في شراء الهدية المناسبة من سوق عربي ليعطيها للفتاة التي يحبها، وعدم قدرته المؤلمة على فعل ذلك. هناك الحب الضائع أيضا، في قصة لاحقة "إيفيلين". في منتصف المجموعة نصادف غضب متوسطي العمر: فقدان فارنجتون التدريجي لأعصابه في "النظراء"، وفقدانه لرجولته في مباراة مصارعة للذراعين؛ وحدة السيدة سينيكو في "قضية مؤلمة"؛ محاولة السيدة كارني لإعادة إحياء شبابها بشكل غير مباشر عن طريق ابنتها في "أم". وبعدها وأخيرا تصل المجموعة إلى نهايتها مع العمل البارز "الموتى".

بالنسبة للقراء الشباب الذين يقرأون جويس لأول مرة فبالتأكيد "دبلنيون" هو المكان الذي عليهم أن يبدوأ منه. "يوليسيس" و"يقظة فينيجان" هما كتابين عليك أن تعد نفسك لهما، ولكن "دبلنيون" و"صورة الفنان في شبابه" مختلفين تماما كما يمكن أن يرى جويس نفسه. هنا تجد تعامل نقي مع السرد في الـ15 قصة، السرد واضح حتى لو أخذ وقتا قليلا من القاريء ليكتشف المعنى الذي تحت السطح. اللغة تجعل المرء يبتسم وفي نفس الوقت يشعر قليلا بعدم الاستقرار، مثلما في حالة الرجل الكبير في "لقاء" عندما يلاحظ الصبي الذي يحتاج "ضرب سوط جيد وساخن"، وهناك كلمات لا تزال – حتى الآن – تحتاج مني أن أعود معها للقاموس، لأنني لا أدرك ماذا تعني – السيمونية simoniac، بمثابرة sedulously، جلمف bostoons ضمن كلمات أخرى – وإن كان من الممكن أن يتعلق هذا بي أكثر منه بالكاتب.

فكرة "مدينة واحدة.. كتاب واحد" التي تتم في العديد من المدن حول العالم، هي طريقة رائعة لإشراك المجتمع كله في القراءة، التحدث عن الكتب وتبادل الآراء. إنه أكبر نادي قراءة يمكنك أن تدخله ولا يوجد حدود للأماكن، في السنوات الماضية، الدبلنيون قرأوا الأدب الكلاسيكي لفلان أوربيان، جوناثان سويفت، برام ستوكر وأوسكار وايلد، هؤلاء الذين أظهرت كتبهم المدينة عن طريق السخرية والفانتازيا والرعب والميثولوجيا. نحن انفتحنا على روايات جديدة لسباستيان باري، وجوزيف أوكونور اللذان تحدثا عن مأساة جنود دبلن في الحرب العالمية الأولى، وعن ممثلة تستعيد ذكرياتها أثناء الثورة الثقافية التي حركها سينج وليدي جريجوري وييتس.

ولكن من الصعب أن نتصور كتاب مناسب لمبادرة "مدينة واحدة.. كتاب واحد 2012" أكثر من "دبلنيون" إنه يناسبنا كلنا، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، الرجال والنساء. إنه ممتليء بالسخرية والحب، الألم والفقد – وأي من حيواتنا لا تحتوي على هذه العناصر؟ وقبل كل ذلك، فالكتاب يعكس الحب تجاه هذه الشوارع، وأصوات الناس الذين يعيشون فيها، عقلهم، أسلوب حياتهم، تفاؤلهم حتى عندما ينهار العالم من حولهم.

"دبلنيون" ربما تكون قد استلهمت من المدينة التي أعطت المجموعة اسمها، ولكن المدينة نفسها، المدينة الواحدة والكتاب الواحد، لا يزالان يُعرّفان بالقصص التي نكتبها نحن عنها.

 


[i]  مبادرة تتم سنويا لاختيار كتاب يتحدث بشكل ما عن دبلن لتقرأه العاصمة خلال شهر أبريل.
[ii]  John Boyne(1971-) روائي أيرلندي.
[iii]  بطل رواية جيه دي سالينجر "الحارس في حقل الشوفان"
[iv]  بطل روايات مسلسلة للكتابة البريطانية سو تاونسيند
[v]  Concept Album وهو نوع من الألبومات الموسيقية التي تدور كل الأعمال فيه حول فكرة واحدة.

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الخطابات القذرة لكبار الكتاب


إميلي تمبل
14 فبراير 2012

ت: أمير زكي
فبراير 2012

هذه أجزاء من بعض الخطابات الرومانسية القذرة لكبار الكتاب التي اختارتها إميلي تمبل بمناسبة يوم الفالنتين.

***

من جوستاف فلوبير إلى لويز كوليه، 1846

حب العمر



"سأمطرك في المرة القادمة التي سأراك فيها بالحب، بالأحضان، بالنشوة. أريد أن ألتهمك مع كل مباهج الجسد، حتى تتهافتي وتموتي. أريدك أن تنبهري بي، وأن تعترفي لنفسك بأنك لم تحلمي أبدا بمثل هذه الأفعال... عندما تكبرين، أريدك أن تستعيدي تلك الساعات القليلة، أريد أن ترتعش عظامك الواهنة من البهجة عندما تفكري فيها".

***

من تشارلز بوكوفسكي إلى ليندا كينج، 1972

هذا يمتد ليكون رسالة حب إلى ثلاجة كينج – ولسبب واضح كما يبدو



"أحببت طريقتك في تحريك يديك؛ هذا جعلني أسخن من الجحيم... كل شيء تفعلينه يجعلني أسخن من الجحيم... أقذف اللبن تجاه السقف... أيتها العاهرة، الصعبة، شديدة السخونة، أيتها المرأة شديدة الجمال... لقد جلبت أشعارا جديدة وآمال جديدة ومباهج جديدة وحيل جديدة للكلب العجوز، أحبك، شعر كُسّك الذي تلمسته بأصابعي، داخل كُسّك، المبتل، الساخن، الذي تلمسته بأصابعي؛ وأنت، هناك فوق الثلاجة، لديك ثلاجة رائعة، شعرك يتدلى إلى أسفل، متوحش، وأنت هناك، كطائر مفترس أنت، كشيء مفترس أنت، ساخنة، شهوانية، مُعجزة... أشتبك برأسك، أحاول أن أصل للسانك بفمي، بلساني... كنا في بوربانك وأنا كنت أحبك، حبا لازروديا، يا إلهتي الجميلة الملعونة، يا مهمازي، يا شرموطة الفردوس القاسية المثيرة ذات الشعر الرفيع، أحبك... وأحب ثلاجتك، والتي أثناء تقابلنا وتصارعنا تشاهدنا برأسها البديع وبابتسامتها المحبة الشاعرية الساخرة وهي تسخن...
أريدك أنت
أريدك أنت
أريدك أنت
أنت أنت أنت أنت أنت أنت".

***

من جيمس جويس إلى نورا بارنكل، 1909:

ملك خطابات الحب القذرة، هذه هي واحدة من رسائل جويس الوصفية العديدة لزوجته. ما الذي نستطيع قوله، الرجل كان مدعيا جدا.



"صغيرتي المحببة الداعرة نورا، لقد فعلت كما أخبرتيني أيتها الفتاة الصغيرة القذرة، واستمنيت مرتين وأنا أقرأ خطابك. أنا سعيد لأعرف أنك تحبين أن تُناكي من الخلف. نعم، الآن أذكر هذه الليلة عندما نكتك لمدة طويلة من الخلف. لقد كانت أقذر نيكة نكتها لك يا عزيزتي. قضيبي كان بداخلك لساعات، أدخله وأخرجه من ردفيك المنقلبين. شعرت بمؤخرتك السمينة المتعرقة تحت بطني ورأيت وجهك المتورد وعينيك المجنونتين. مع كل نيكة أنيكها لك يندفع لسانك الجريء من خلال شفتيك، وإن قسوت في نيكك عن المعتاد تخرج ضرطات من مؤخرتك. كان لديك مؤخرة ممتلئة بالضرطات في تلك الليلة، يا عزيزتي، وقد أخرجتهم منك، كبار وضخمين، رياح طويلة، فرقعات قصيرة والعديد من الضرطات الشقية التي انتهت بدفعة طويلة من داخلك. إنه من الرائع أن تنيك امرأة عندما تخرج منها ضرطة مع كل نيكة. أعتقد أنه بإمكاني معرفة ضرطة نورا في أي مكان. أعتقد أنني أستطيع أن ألتقطها في حجرة ممتلئة بالنساء الضرّاطات. إنها أقرب لضوضاء طفولية، لا تقارن بالضرطة الفواحة الرطبة التي كنت أتخيل أنها لدي الزوجات البدينات. إنها مفاجئة وجافة وقذرة كما لفتاة جريئة تدعها تنطلق في مخدع المدرسة الداخلية ليلا. أرجو من نورا أن تدع ضرطاتها تنطلق بلا نهاية في وجهي حتي أستطيع تشمم رائحتها أيضا.

تقولين إنني عندما سأعود ستمصيني وتريدين أن ألعق كسك أيتها المنحرفة القذرة. أتمنى أن تفاجئيني في مرة وأنا نائم بملابسي، تتسللي إليّ باللمعة الداعرة لعينيكِ الناعستين، وتفكين بلطف أزرار بنطلوني وتأخذين بلطف قضيب حبيبك السمين، تلقميه فمك المبلل وتمصينه حتى يصبح سمينا وصلبا ويقذف في فمك. في أحد المرات أيضا سأفاجئك وأنت نائمة، أرفع تنورتك وأفتح سروالك بلطف، ثم أنام بلطف بجانبك وأبدأ في لعق شعر عانتك ببطء. ستبدأين في التحرك بقلق لألعق شفري كس حبيبتي. ستبدأين في الشخر والأنين والتنهيد والضرط من الشهوة وأنت نائمة. وبعد ذلك سألعق أسرع وأسرع كالكلب النهم حتى يتبلل كسك تماما ويهتز جسدك بعنف.

تصبحين على خير، صغيرتي الضراطة نورا، عصفورة النيك الصغيرة القذرة! كلمة حب واحدة يا عزيزتي، وضعتيها لتجعليني أستمني بشكل أفضل. أكتبي لي المزيد عن ذلك وعن نفسك، أيتها اللطيفة القذرة، القذرة".


***


من فرانز كافكا إلى ميلينا جيسينكا، 1921:

قذارة كافكا أقرب إلى الاستعارة، ولكن مع ذلك...



"لا يا ميلينا، أنا أطلب منك مرة أخرى أن تبتكري إمكانية أخرى لكتابتي إليك. ليس عليك الذهاب إلى مكتب البريد بلا جدوى، ولا حتي ساعي البريد خاصتك – من هو؟ - عليه ان يفعل ذلك، ولا حتى موظفة البريد لتسأليها بلا ضرورة.

إن لم يكن باستطاعتك إيجاد إمكانية أخرى، بالتالي فالمرء عليه أن يتحمل ذلك، ولكن على الأقل ابذلي جهدا قليلا لتجدي واحدة.

الليلة الماضية حلمت بك، الذي حدث بالتفصيل أتذكره بصعوبة، كل ما أذكره هو أننا امتزجنا معا. كنت أنتِ، وكنتِ أنا. في النهاية تلبستكِ النار بطريقة ما.

تذكرت شخصا يطفيء الحريق بالملابس، أخذت معطفا قديما وأخذت أطفيء به.

ولكن الانمساخ بدأ مرة أخرى وظل حتى لم تعودي موجودة، وبدلا من ذلك أصبحت أنا متلبسا النار، وأنا أيضا الذي أطفيء الحريق بالمعطف.

ولكن المعطف لم يطفيء النار وفقط أكد شكي القديم بأن هذه الأشياء لا تطفيء الحريق.

في هذا الوقت حضر فريق المطافيء وتم إنقاذنا بطريقة ما.

ولكنك كنت مختلفة عما قبل، وكأنك رُسمت بالطباشير على الظلام، وسقطت بلا حياة أو ربما تهافتِّ - من البهجة لكونك أُنقذت – بين ذراعيّ.

ولكن هنا أيضا عاد الانمساخ غير اليقيني، وربما اكون أن الذي سقطت بين ذراعي أحدهم".

***

من أوسكار وايلد إلى لورد ألفريد دوجلاس، 1893:

خاضع للتقاليد الحديثة (وإن كان جميل شعريا)، هذا واحد من الخطابات التي استخدمت في محاكمة وايلد بتهمة الأفعال غير اللائقة.



"صبيي
سونيتتك جميلة جدا، ومن العجيب أن شفتيك الحمراوين الورديتين يمكنهما أن تُوهبا لجنون الموسيقى والأغاني مثلما هما لجنون القُبل. روحك اللطيفة الذهبية تتحرك بين الشهوة والشعر. أعرف أن هياكينثوس الذي أحبه أبوللو بجنون كان أنت في أيام اليونان. لم أنت وحيد في لندن، ومتى ستذهب إلى ساليزبري؟ إذهب إلى هناك لتقضي الوقت تحت الشفق الرمادي للأشياء القوطية، وتعال عندما تحب. هنا مكان جميل ولا يعوز غيرك؛ ولكن إذهب إلى ساليزبري أولا.
دائما، وبحب لا يموت،
المخلص، أوسكار"

***

من إديث وارتون إلى و. مورتون فولرتون، 1908:

إنها تستطيع أن تغازل أكثر مما تعتقد، إن كانت تستطيع أن ترسم بحذق هذا المشهد الساحر.



"هناك صياغة لمغازلة ناجحة بداخلي، لأن بصيرتي تظهر لي كل خطوة في اللعبة – ولكن هناك، في نفس اللحظة، فعل ازدراء يجعلني أزيح كل القطع من على لوح اللعبة وأصرخ: "خذهم كلهم – أنا لا أريد الفوز – أريد أن أخسر كل شيء لصالحك!".

***

من فيرجينيا وولف إلى فيتا ساكفيل – ويست، 1927:

هذا الخطاب ليس بهذه القذارة – إلا إن اتخذت خطوة أخرى وتخيلت "الآلاف، الملايين" كأشياء في ذهنها "لن تُستحث في النهار"، وبدون ذكر وجود معنى مبطن أو معنيين – ولكنه أحد مفضلاتنا على الإطلاق، لذلك دعنا نتخيل.

"اسمعي يا فيتا – اهجري رجلك، وسنذهب إلى هامبتون لنتغدى على النهر معا ونتنزه في الحديقة تحت ضوء القمر ونعود المنزل متأخرين وثملين، وسأخبرك بكل شيء في رأسي، آلاف، ملايين – إنهم لن يُستحثوا في النهار، ولكن بواسطة الليل على النهر. فكري في ذلك. اهجرى رجلك كما أقول وتعالي".

***

من بنيامين فرانكلين إلى مدام بريو، 1779
 
بنيامين فرانكلين الرجل كان وغدا جادا. هذا الخطاب يقول أساسا أنه يحب كل شيء في صديقته السيدة عدا أنها لا تريده أن يخدعها – ولكنه يكره أيضا أنها لن تستسلم جنسيا. هذا يبدو قذرا جدا بالنسبة لنا، ولكن ليس بالشكل الجنسي.

"مدام بريو،

ما الاختلاف يا صديقتي العزيزة بينك وبيني! أنت تجدين أخطاء لا تعد فيّ، في حين أننى لا أرى سوى خطأ واحد فيكِ (ولكن ربما يكون هذا خطأ نظارتي) أنا أقصد هذا النوع من الجشع الذي يقودك لاحتكار كل عواطفي، وعدم السماح لي للوصول لأي من سيدات بلدك اللطيفات.

هل تتخيلين أنه من المستحيل بالنسبة لعواطفي (أو لطفي) أن يتعدد بدون أن يتضاءل؟ أنت تخدعين نفسك، وأنت تنسين الصفات اللاهية التي تمنعيني عنها. أنت تنبذين وتحصرين تماما كل ما يمكن أن يكون جسدي لعواطفنا، ولا تسمحين لي سوى ببعض القبل المهذبة والمخلصة مثل تلك التي يمكن أن تقدميها لقريباتك. ما الحميمي الذي آخذه ليمنعني من إعطاء المماثل له للأخريات، بدون أن أجني على ما يخصك؟

الأصوات الجميلة التي تصدرينها من البيانو بيديك البارعتين يمكنها أن تمتع عشرين شخصا في نفس الوقت بدون أن يقلص هذا اللذة على الإطلاق، أنت مفرطة الخبث تجاهي، وباستطاعتي وبمنطق محدود أن أطلب من عطفك ألا يسمح لأذنين سواي بأن تُسحران بهاته الأصوات الجميلة".

***

من إرنست همنجواي إلى ماري ويلش (التي ستصبح زوجته الرابعة)، 16 أبريل، 1945

من الذي يمكنه توقع حب بلا أمل بالنسبة لبابا[i]؟ هو يبدو يحب بجنون كبير هنا – يدعوها باسم التدليل المحبب "بيكل"[ii]– هذا الذي يجعلنا نشعر بنوع جيد من القذارة.



"بيكل العزيزة، 

أنا ذاهب خارجا إلى القارب مع باس ودون أندريه وجريجوري وسأظل بالخارج طوال اليوم ثم سأعود وسأكون متأكدا من وجود عدة خطابات أو خطاب. ربما ستوجد الخطابات، ولكن إن لم أجدها سأصير ابن شرموطة حزينا. ولكنك تعرفين كيف تتعاملين مع ذلك بالطبع؟ أنت تنتظرين حتى النهار التالي. أعتقد أنه من الأفضل ألا أنتظر شيئا حتى غدا مساء وبالتالي لن تكون الليلة سيئة جدا.

أرجوك اكتبي لي يا بيكل، إن كان هذا عمل عليك أن تفعليه فافعليه. بدونك الأمور شديدة الصعوبة، أنا أمارس حياتي ولكني أفتقدك لدرجة الموت. لو حدث أي شيء لك سأموت بنفس طريقة الحيوان الذي سيموت في الحديقة لو حدث شيء لرفيقته.

الكثير من الحب إليك أيتها العزيزة ماري، وأعرفي أننى لست متعجلا، ولكني فقط يائس.

إرنست"


[i]  لقب أطلقه همنجواي على نفسه (أ.ز)
[ii]  Pickle قد تحيل الكلمة إلى الشخص اللعوب أو العضو الذكري أو ثمرة الخيار. (أ.ز)