ترجمة: أمير زكى
مايو 2011
***
فى كتاب جديد عن مستقبل الأدب[1] يعترف الكاتبان أومبرتو إيكو وجان كلود كاريير أنهما ليسا قارئين جيدين كما قد نتوقع:
أومبرتو إيكو: هناك كتب فى العالم أكثر من عدد الساعات المتوفرة لقرائتها. ونحن نتأثر بعمق بكتب لم نقرأها، وليس لدينا الوقت لقرائتها. من الذى قرأ حقا (يقظة فينيجان)؟ أعنى من البداية للنهاية؟ من الذى قرأ الكتاب المقدس جيدا؟ من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا؟
ولكنى لدىّ فكرة فيها بعض الدقة عما لم أقرأه. علىّ أن أعترف أننى قرأت الحرب والسلام عندما كنت فى الأربعين. ولكنى كنت أعرف الأساسيات من قبل ذلك. لم أقرأ المهابهارتا رغم أننى أملك ثلاث نسخ بثلاث لغات مختلفة. من الذى قرأ حقا الكاما سوترا؟ رغم أن الكل يتحدث عنه؟ والبعض يمارس ما جاء فيه. نرى أن العالم ممتلئ بالكتب التى لم نقرأها ولكننا نعرفها جيدا.
وأخيرا عندما تبدأ فى قراءة مثل هذه الكتب فسوف تجدها مألوفة بالفعل. كيف هذا؟ أولا: هناك هذا التفسير الغامض عن هذه الموجات التى تنتقل من الكتاب إليك، هذا الرأى الذى لا أعتنقه. ثانيا: ربما ليس من المؤكد أنك لم تفتح هذا الكتاب أبدا؛ طوال سنوات كنت مضطرا لأن تنقله من مكان إلى مكان، فربما تكون قد ألقيت نظرة عليه ونسيت أنك فعلت ذلك. ثالثا: طوال سنوات قرأت العديد من الكتب التى ذكرت هذا الكتاب مما يجعله مألوفا.
جان كلود كاريير: هناك كتب على أرفف مكتباتنا لم نقرأها وبلا شك فلن نقرأها. كل منا ربما يضع فى اعتقاده أنه سيقرأها لاحقا؛ ربما فى حياة أخرى. بؤس المحتضر يكون شديدا عندما يعرف أنه يقضى الساعة الأخيرة فى حياته ولا يزال لم يقرأ بروست.
أومبرتو إيكو: عندما يسألنى الناس إن كنت قرأت هذا الكتاب أو ذاك، فأنا أجد أن الإجابة الآمنة هى: أتعرف؟ أنا لا أقرأ وإنما أكتب. هذا يخرسهم. على الرغم من أن هذا السؤال يقال لك دوما؛ هل قرآت رواية (سوق التفاهات) لثاكرى؟ استسلمت وحاولت قراءتها فى ثلاث مناسبات مختلفة ولكنى وجدتها كئيبة جدا.
[1] كتاب (هذه ليست نهاية الكتاب) وهو عبارة عن حوار بين الكاتبين الإيطالى أومبرتو إيكو والفرنسى جان كلود كاريير