كيف أختار كتاباً لطفلي؟
بواسطة : انكتاب
بقلم: ديالا الرفاعي
مما لا شك فيه أن القراءة في عمر مبكر من مرحلة الطفولة تساعد بشكل كبير في بناء شخصية الطفل وتطوير مهاراته وقدراته الإدراكية، وتشكل ملامح علاقته مع الكتاب والقراءة إلى ما بعد هذه المرحلة المهمة من مراحل تكوين الشخصية. وإلى جانب هذا فإن القراءة تُطور النمو الإدراكي والإجتماعي لدى الأطفال إذا ما تم انتقاء الكتب بشكل ذكي، يراعي احتياجات ومتطلبات المراحل العمرية المختلفة لأطفالنا.
ومن هنا تأتي أهمية اختيار الكتب التي تناسب الأطفال على اختلاف أعمارهم. وإن كنت تتساءل كيف يمكنك اختيار كتاب يناسب طفلك، فهذه بعض النصائح والملاحظات التي ستساعدك على اختيار الكتب المناسبة له.
إن القاعدة الأساسية في اختيار كتب الأطفال هي أن تلبي رغبات الطفل واحتياجاته المعرفية، وأن تكون جذابة تتوافق مع ميوله واهتماماته. إلا أن هناك بعض المقومات المهمة التي تتباين لتجعل كل منها مناسبة لعمر محدد في مرحلة الطفولة:
العام الأول:
يبدأ الطفل في عامه الأول باستكشاف العالم والأشياء من حوله من خلال يديه وفمه، ولذلك فإن الكتب المثالية التي يمكن للطفل حملها أو اللعب بها هي ذات الأغلفة القماشية، والصفحات الإسفنجية التي تضم أشكالاً ورسومات كبيرة مغطاة بالأقمشة والألوان الجذابة؛ ليتمكن الطفل من حملها ورميها والتقاطها من جديد وتقليب صفحاتها، والضغط على الأشكال والشخصيات التي تضمها صفحات الكتاب. اختر الكتب ذات الأحجام الكبيرة ، والصور البسيطة والواضحة.
من عام ونصف إلى عامين:
في هذا العمر يستطيع الطفل التعرّف على أكثر من عنصر معرفي معاً، ولذلك يفضّل أن تضم الصفحة أكثر من صورة واحدة، أو أكثر من مكوّن بصري في الصفحة الواحدة، وذلك لتطوير المهارات الإدراكية عند الطفل. إن الكتب المثالية في هذه المرحلة هي الكتب الكبيرة التي تضم لوحات وصور قابلة للثني والطي، ليكتشف الطفل ما كُتب او رُسم أسفل هذه الأجزاء. ومن الخيارات الجيّدة تلك الكتب المصممة بأشكال حيوانات أو نباتات أو مركبات.
من عامين إلى ثلاثة أعوام:
يفضّل اختيار الكتب الجذّابة المسليّة، التي تجمع بين القصص والألعاب أو التلوين. ومن المهم أن تضم هذه القصص نوصاً بسيطة وصور معبّرة؛ فالطفل في هذا العمر يهتم بالصور والأشكال لأنه يبدأ بتكوين المفاهيم المكانية بشكل دقيق (أسفل- اعلى)، (داخل-خارج)، ويبدأ بتميز الألوان والأحجام والأشكال.
من ثلاثة إلى خمسة أعوام:
يشهد الطفل في هذه المرحلة تطوراً معرفياً ملحوظاً، إذ يلتحق غالبية الأطفال برياض الأطفال؛ ولهذا فإن الطفل يحتاج إلى نوع مختلف من الكتب من حيث الشكل والمضمون.
يبدأ الاطفال بالاهتمام بالشخصيات التي تحيط بهم ويحاولون تقليدها، ويحتاجون إلى توجيه ليتعلموا كيفية التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم الخاصة، ولذلك فإنهم يميلون للاستماع إلى قصص تحكي مغامرات ويوميات شخصيات أخرى، إن كانت خيالية أو واقعية. إن القصص التي تحكي قصص أطفال اخرين أو شخصيات يحبها الأطفال مهمة جداً لتطوير قدراتهم الخيالية والإبداعية، ولزرع القيم الإيجابية في شخصيات الأطفال بعيداً عن التوجيه المباشر والتلقين.
من المهم في هذا المرحلة إدخال مفاهيم جديدة في كتب الأطفال، تتيح لهم التعرّف على الحروف الأبجدية، والأرقام، والمهن، وأجزاء جسم الإنسان، والنباتات. ويفضّل أن تكون هذه الكتب والقصص ذات نصوص بسيطة وخطوط كبيرة وصور واضحة.
من ستة إلى سبعة أعوام:
قد يُظهر الطفل في هذه المرحلة رغبة بأن يقرأ بمفرده دون مساعدة من الكبار، وهنا يحين وقت تعزيز ميوله القرائية، وذلك من خلال اصطحابه إلى المكتبات وتشجيعه على استغلال وقت فراغه بقراءة القصص المصورة ومجلات الأطفال. من المهم مساعدة الطفل في اختيار الكتب والقصص ويفضّل أن تقدم للطفل معانٍ جديدة وتراكيب لغوية مفهومة من خلال قراءة القصص الاجتماعية والتعليمية والتاريخية المصوّرة.
من ثمانية إلى تسعة أعوام:
يبدأ الطفل بتكوين مفاهيمه الخاصة ويحب إظهار أفكاره للاخرين، ولذلك فمن الجيّد أن يقرأ الطفل القصص التربوية التي تعزز المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية. يميل الطفل في هذه الفترة إلى قراءة قصص المغامرات، حل الألغاز البسيطة، قصص الخيال، القصص الواقعية التي تتحدث عن الحياة اليومية في المدرسة وعن العلاقات الاجتماعية مع أفراد العائلة والأصدقاء.
وإلى جانب هذه النصائح السريعة، لا تنس اصطحاب طفلك إلى مكتبات الأطفال بشكل دوري للاطلاع على الكتب واختيار ما يناسب اهتمامته وميوله.
شارك طفلك في اختياره للكتب وقراءته لها مع توجيه الملاحظات بأسلوب لطيف ومقنع إن لزم الأمر.