كتاب الأغانى ... لــ إبي فرج الأصفهاني
قام الأصفهانى بتأليف الكتاب في خمسين عاماً وبعد أن انتهى منه أهداه إلى سيف الدولة الحمداني فأعطاه ألف دينار ولما سمع الحاكم بن عباد ذلك استقل هذا المبلغ لذلك العمل الضخم والمجهود الرائع وأرسل اليه الحاكم الثاني خليفة الأندلس ملتمساً نسخة من الكتاب مقابل ألف دينار عيناً ذهباً أخرى فأرسل الأصفهانى له نسخة منقحة قبل أن يوزع الكتاب في العراق. وقد سمي الأصفهانى الكتاب بهذا الاسم لأنه بنى مادته في البداية على مائة أغنية كان الخليفة هارون الرشيد قد طلب من مغنيه الشهير إبراهيم الموصلى أن يختارها له وضم إليها أغانى أخرى غنيت للخليفة الواثق بالله وأصواتاً أخرى اختارها المؤلف بنفسه. وينطوي كل جزء على الأشعار التي لحنت وأخبار الشعراء الذين نظموها من الجاهلية إلى القرن التاسع الميلادي مما يجعل من الكتاب مرجعاً لمعرفة الآداب العربية والمجتمع الإسلامي في العصر العباسي وتصوراتهم عن المجتمع الجاهلي والصدر الأول والعصر الأموي. ولقد تم انتقاد الكتاب بأنه يحتوي على الكثير من الأخبار المكذوبة ورد عليه الكثير من العلماء والفقهاء ومنهم العلامة الشاعر وليد الأعظمي في كتابهِ السيف اليماني في نحر الأصفهاني، وبين زيف أكاذيبه وبطلان أدعاءه، ويدرس كتاب الأغاني في كثير من الدول العربية كمصدر من مصادر التراث وهو يحوي هذه القصص الكاذبة والخرافية عن الخلفاء العرب والمسلمين
مقتطف من الكتاب :
ثم قال فبالله عليك أتريد أن تعد مالك كله لثمن كفنك قال لا قال فبالله كم قدرت لكفنك قال خمسة دنانير قال فهي اذا حظك من مالك كله قال نعم قال فتصدق على من غير حظك بدرهم واحد قال لو تصدقت عليك لكان حظي قال فاعمل على أن ديناراً مت الخمسة دنانير وضيعة قيراط وادفع الي قيراطاً واحداً والا فواحد آخر قال وما ذلك قال لاقبور تحفر بثلاثة دراهم فاعطنى درهما وأقيك لك كفيلا بأنى أحفر لك قبرك به متى مت وتربح درهمين لم يكونا فى حسبانك قال ان لم أحتقر رددته على ورثتك أورده كفيلي عليهم فخجل أبو العتاهية وقال اغرب لعنك الله وغضب عليك فضحك جميع من حضر ومر السائل يضحك فالتفت الينا أبو العتاهية فقال من أجل هذا وأمثاله حرمت الصدقة فقلنا له ومن حرمها متي حرمت فما رأينا أحداص ادعى أن الصدقة رحمت قبله ولا بعده (قال) محمد بن عيسى هذا وقلت لأبي العتاهية أتزكي مالك فقال والله ما أنفق على عيالى الا من زكاة مالى فقلت سبحان الله انما ينبغى أن تخرج زكاة مالك إلى الفقراء والمساكين فقال لو انقطعت عن عيالى زكاه مالى لم يكن فى الارض افقر منهم (أخبرني) عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا الزبير بن بكار قال قال سليمان بن أبي شيخ قال ابراهيم بن أبى شيخ قلت لابى العتاهية أى شعر قلته أحكم قال قولى
علمت يا مجاشع بن مسعده إن الشباب والفراغ والجده
مفسدة للمرء أى مفسدة
(أخبرنى) عيسى قال حدثنا الزبير بم بكار قال حدثنا أبو غربة قال كان مجاشع بن مسعده أخو عمرو بن مسعدة صديقاً لابى العتاهية فكان يقوم بحوائجه كلها ويخلص مودته فمات وعرضت لابي العتاهية حاجه إلى أخيه عمرو بن مسعدة فتباطأ فيها فكتب اليه أبو العتاهية
غنيت عن العهد القديم غنيتا وضيعت ودا بيننا ونسيتا
ومن عجب الايام ان مات مألفي ومن كنت تغشاني به وبقيتا
فقال عمر واستطال أبو اسحق أعمارنا وتوعدنا ما بعد هذا خير ثم قضي حاجته (أخبرني) الحرمي ابن أبى العلاء قال حدثنا الزبير قال حدثنا أبو غزية قال كان أبو العتاهية اذا قدم من المدينة يجلس الي فأراد مرة الخروج من المدينة فودعني ثم قال
ان نعش نجتمع ولاا فما أشغل من مات عن جميع الانام
بيانات الكتاب :
الأسم : الأغاني
تأليف : إبى فرج الأصفهاني
الناشر : مطبعة التقدم بشارع محمد على بمصر
الحجم : 14 ميجا