‏إظهار الرسائل ذات التسميات مختارات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مختارات. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 12 أبريل 2015

مختارات من القصص القصيرة الأوزبكية / pdf



مختارات من القصص القصيرة الأوزبكية

الأوزبك (O'zbek) ظهر هذا الاسم خلال القرن الخامس عشر الميلادي في بلاد ماوراء النهر وكان يطلق في البداية على الجماعات التركية التي هاجرت من بلاد القبجاق ومناطق استراخان واستوطنت بلاد ما وراء النهر وتركستان وبعتبر محمد شيباني خان هو زعيم الأوزبك ومنشئ الدولة الشيبانية التي انهت على حكم التيموريين. يستوطن الأوزبك اليوم الدولة الواقعة في آسيا الوسطى وتعرف باسمهم "أوزبكستان". ومن أشهر العلماء المسلمين الذين عاشوا في تلك الأرض البخاري والبيروني وأولوغ بك حفيد تيمور لنك.


الأحد، 5 أبريل 2015

أدباء أحياء تاريخ للأدب الألماني في قصص pdf

أدباء أحياء 
تاريخ للأدب الألماني في قصص
من شنتسلر إلى جراس
تأليف : فريدريك هتمان - إنجريد روبيلين - هارالد توندرن
ترجمة : راندا النشار - ضياء الدين زاهر
المجلس الأعلى للثقافة - المشروع القومي للترجمة - 769
الطبعة الأولى - 2005م





الجمعة، 27 فبراير 2015

مختارات من النثر العربي * pdf د وداد القاضي .

مختارات من النثر العربي 
تأليف : د. وداد القاضي
المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت

البروفيسورة وداد قاضي

وُلِدت البروفيسورة وداد قاضي، في بيروت بلبنان سنة 1362هـ/1943م، وتخرَّجت في الأدب العربي من الجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1387عـ/1965م، وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي والدراسات الإسلامية من تلك الجامعة بإشراف البروفيسور العلامة إحسان عبّاس. وقد عملت بالتدريس الجامعي لما يقارب أربعين سنة. فكانت أستاذة اللغة العربية في الجامعة الأمريكية ببيروت عدّة سنوات، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرَّست في جامعات هارفارد وكولومبيا وييـل، وأصبحت منذ سنة 1408هـ/1988م أستاذة للفكر الإسلامي في قسم لغات الشرق الأدنى وحضاراته بجامعة شيكاغو، وقد تولَّت رئاسة ذلك القسم لعدة سنوات. وهي عضو في جمعيات عالمية عديدة في مجال تخصصها. كما أنها عضو في هيئات تحرير العديد من الإصدارات التي تُعنى بالدراسات والبحوث العربية والإسلامية ومنها  مجلة الدراسات الإسلامية، ومجلة البحث ومجلة Arabica؛ ومحررة مشاركة لموسوعة القرآن الكريم ونائبة لرئيس تحرير سلسلة التاريخ والحضارة الإسلامية. وقد حصلت على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان في الدراسات العربية (المملكة الأردنية الهاشمية).

ركَّزت البروفيسورة وداد جهودها التأليفية على النثر العربي القديم بحثاً ونقداً وتحقيقاً، وكشفت عن الجوانب الفنيّة فيه، وبيّنت العديد من مظاهره التي لم تكن معروفة من قبل. ويُعد تحقيقها لكتاب البصائر والذخائر في تسعة مجلدات، نموذجاً رفيعاً لما تميَّزت به أعمالها من دقة وعمق. فقد جمعت بين دفتيه عشرات من النماذج النثرية التي تُمثل عصور الأدب العربي المختلفة. أما كتابها بشر بن أبي كبار البلوي فقد تناولت فيه صورة من أوائل النثر العربي تسبق عبد الحميد الكاتب وابن المقفَّع، في حين رسمت دراساتها لرسائل عبد الحميد الأصول الفنية التي قام عليها ذلك النثر. وقد تمكَّنت من نقل معرفتها بالنثر العربي القديم إلى قطاع كبير من الدارسين في مختلف أرجاء العالم، كما أسهمت في إثراء المعرفة من خلال كتاباتها العديدة في التاريخ والفكر الإسلامي.

مُنِحت البروفيسورة وداد عفيف قاضي الجائزة (بالاشتراك)؛ وذلك لجهودها التأليفيَّة لخدمة النثر العربي القديم ؛ نشأة وتطوُّراً، كاشفة عن جوانبه الفنية، ومبرزة  لجوانب جديدة فيه. كبحثها عن بشر بن أبي كبار البلوي، وتحقيقها لكتاب البصَائر والذخائر الذي يجمع بين دفيته نماذج نثرية من عصور مختلفة .

مُنِحت البروفيسورة وداد قاضي سنة 1418هـ/1997م، لقب أستاذة مؤسسة أفالون المتميِّزة للدراسات الإسلامية ولغات الشرق الأدنى في جامعة شيكاغو، واختيرت – سنة 1423هـ/2002م- مديرة مناوبةً لمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، كما اختيرت رئيسة للجمعية الأمريكية للدراسات شرق الأوسطية؛ وضمّ اسمها للمرجع العالمي لمشاهير النساء الذي يصدره مركز الببليوغرافيا في جامعة كمبردج بالمملكة المتحدة.


الأربعاء، 14 يناير 2015

نصوص مختارة من فولتير - أندريه موروا / pdf

نصوص مختارة من فولتير - أندريه موروا
المصدر : كتب مجلة الابتسامة 


تحميل 


فرانسوا ماري أرويه (François-Marie Arouet) المعروف باسم فولتير (بالفرنسية: Voltaire) من مواليد (21 نوفمبر 1694) ووفيات (30 مايو 1778)، فولتير هو اسمه المستعار. كاتب فرنسي عاش في عصر التنوير، وهو أيضًا كاتب وفيلسوف ذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة.
وكان فولتير كاتبًا غزير الإنتاج قام بكتابة أعمال في كل الأشكال الأدبية تقريبًا؛ فقد كتب المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية وأكثر من عشرين ألفًا من الخطابات، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب ومنشورات.
وكان فولتير مدافعًا صريحًا عن الإصلاح الاجتماعي على الرغم من وجود قوانين الرقابة الصارمة والعقوبات القاسية التي كان يتم تطبيقها على كل من يقوم بخرق هذه القوانين. وباعتباره ممن برعوا في فن المجادلة والمناظرة الهجائية، فقد كان دائمًا ما يحسن استغلال أعماله لانتقاد دوغما الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية الموجودة في عصره.
وكان فولتير واحدًا من العديد من الشخصيات البارزة في عصر التنوير (إلى جانب كل من مونتسكيو وجون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو) حيث تركت أعماله وأفكاره بصمتها الواضحة على مفكرين مهمين تنتمي أفكارهم للثورة الأمريكية والثورة الفرنسية.

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

أنا أيضا أغني أمريكا لـ لانغستون هيوز/ PDF / شعر

أنا أيضا أغني أمريكا لـ لانغستون هيوز اختيار وترجمة: سامر أبو هواش



لانغستون هيوز (بالإنجليزية: James Mercer Langston Hughes) كاتب صحفي ومسرحي وروائي وشاعر وناشط اجتماعي أمريكي. ينحدر لانغستون هيوز من اعراق مختلفة فهو من اصول أفريقية واسكوتلاندية واوربية يهودية وكذللك جذر من الهنود الأمريكان.

ولد لانغستون هيوز في ولاية ميسوري، وهو الابن الثاني في العائلة، قام والده بهجرهم هربا من العنصرية التي كانت سائدة في الولايات المتحدة انذاك، وبعد انفصال والديه تربى هيوز في كفالة جدته من جهة امه التي تركته مسافرة بحثا عن عمل. أول اعمال لانغستون هيوز قام بنشرها عام "الزنجي يكلم الأنهار" وهي قصيدة أصبحت فيما بعد من أهم الاعمال التي اشارت اليه، اعماله من الشعر والادب القصصي عبرت وصورت حياة الطبقة الكادحة من السود في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتخلل معظم اعمال الفخر بهويته الأمريكية من اصول أفريقية وثقافتها المتنوعة.

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

حل شفرة الكتاب - دان براون / يوتوب

حل شفرة الكتاب - دان براون




بيعت أكثر من 200 مليون نسخة من كتب دان براون في جميع أنحاء العالم وترجمت إلى 55 لغة. وله عدد من الاعمال السابقة منها: قلعة الرقمية، الخداع نقطة، وفقدت رمز والانتقادات اللاذعة شيفرة دافنشي وملائكة وشياطين، والتي تم تحويلها إلى فيلم من بطولة توم هانكس . وأحدث مؤلفاته "عمل جحيم" ويمكن القول ان روايات براون الأكثر إقناعا وإثارة حتى الآن. كما تتوفر نسخ موقعه من كتب بروان بكل اللغتين العربية والانجليزية بعد انتهاء الفعالية .

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

هاروكي موراكامي .. لا أعرف لم أنا مشهور!


هاروكي موراكامي .. لا أعرف لم أنا مشهور!






في سبتمبر الماضي، وبعد أن قابلت هاروكي موراكامي بلندن، أخذت جولة بداية من بيكاديلي إلى واتر ستون، حيث يمكنك أن ترى عاصفة الشهرة التي تلاحق أعمال موراكامي بمكتبات في هذه المناطق العريقة. بالطبع أنا أعرف أن موراكامي اسم كبير في اليابان. فلقد تهافت معجبيه وقراءه على اقتناء ما يزيد عن المليون نسخة من آخر أعماله "تاسكورو تزاكي عديم اللون وسنوات حجه"، وهي روايته الثالثة عشر في أول أسبوعين فور صدورها. ولكن حتى في لندن، فالأثر الذي يتركه يبدو أنه ليس ببعيد عن الحال في اليابان. فالمئات من القراء اصطفوا في طوابير من المساء منتظرين أن تفتح المكتبات أبوابها صباح اليوم الذي أعلن أنه ستتاح فيه الترجمة الإنجليزية لعمله الجديد بكافة مكتبات لندن. وباستثناء ج.ك.رولينج، قال أحد أصحاب المكتبات: أنه لم يكن هناك زحام بهذا القدر من قبل سوى عندما جاء كتاب "ديفيد بيكهام". ربما هذا يوضح لنا حجم الدهشة التي اعتلت أوجه الكثير من البريطانيين الذين راهنوا على فوز موراكامي بنوبل هذا العام ولكنهم في النهاية خسروا رهانهم.


إنه لمن الصعب حصر شعبية هذا الأديب الذي أصبح بمثابة نجم، في الوقت الذي يتحلى فيه بالكثير من التواضع وعدم الادعاء وهو في الخامسة والستين من العمر، عندما قابلته في غرفة اجتماعات مجلس إدارة دار النشر الوكيلة عنه. في رأيي، يبدو موراكامي أصغر بعقد من سنه الحقيقي. هذا الأمر نتيجة النظام اليومي الصارم الذي يضعه لنفسه حيث يبدأ اليوم بفترتين للجري والسباحة. يقول "لأكثر من ثلاثين عام أجري كل يوم نفس المسافة تقريبا التي كنت أجريها وأنا أصغر، ولكن الأحوال اليوم تبدو أنها آخذة في السوء". هو شخص اجتماعي ومهذب كما أنه يميل للصمت، يبدو هذا عليه بشكل واضح. والأمر هنا مختلف عن المقاطع المثير للعاطفة التي تتضح بسهولة في أعماله الروائية. يقول "كل شئ عبارة عن سيرة، ولكن في الوقت نفسه فأنا أغير كل التفاصيل عندما أكتب عمل روائي. من ناحية أخرى، فأنا أتطلع دائما لمعرفة ما سيحدث في الكتاب القادم، هذا الامر يساعدني على إيجاد إجابة على السؤال الذي يؤرقني حول سبب وجودي هنا في هذه الحياة". الشئ المقلق بشكل أكبر ربما يكون الحديث معه حول أن انطباعات القراء عن أعماله تنحصر في تصنيف أعماله على أنها ماورائية، غرائبية. يقول وهو يهز كتفيه مستهجنا "الأمر ليس كذلك، إنها عفوية للغاية، أنا أكتب ما أود أن أكتب. وسوف أكتشف ما أود أن أكتب أثناء عملية الكتابة".


آخر أعمال موراكامي التي ترجمت إلى الإنجليزية هي "المكتبة الغريبة". وهو كتاب ساخر ظهر لأول مرة كقصة قصيرة في مجلة يابانية منذ ثلاثين عاما، وقد تمت مراجعته عام 2008، والآن يتم العمل على طباعة ترجمته إلى الإنجليزية ليكون متاحا في الأسواق، ليظل اسم موراكامي موجودا على أرفف المكتبات. وقد أضيف إلى الكتاب رسومات مستوحاة من كتب قديمة بمكتبات لندن العريقة. ومثل الكثير من أعمال موراكامي، "المكتبة الغريبة" غرائبية ولاذعة السخرية وبها شئ من روح شريرة. كما أن مسارات الأحداث فيها غير واضحة، ومن الممكن القول أنها قصة سريالية موجهة إلى الشباب ولكن عبر أحداث بها الكثير من الوحشية والفقد. حدث هذا عندما كان يزور طفل مكتبة ما ليبحث عن كتاب عن الضرائب في العهد العثماني. هذا الطفل الذي لم يذكر اسمه طوال القصة يتم اختطافه وحبسه في مخازن المكتبة من قبل رجل عجوز غاشم وكلب مريع. ليظهر بعد فترة من الوقت، شخصية غريبة وغامضة تدعى "راعي الغنم" وهو شخصية تكررت أكثر من مرة في أعمال أخرى لموراكامي. يأتي هذا الرجل لزيارة الطفل وعمل كعك الدونتس من أجله، كما تظهر فتاة بكماء يتم التواصل معها بإشارات اليد. وفجأة ينتهي كل شئ وسط أجواء من العزلة والحزن.


وبشكل بسيط كما هي طبيعتها، تتشارك "المكتبة الغريبة" مع باقي أعمال موراكامي مجموعة من ملامح والخواص المميزة. ليس فقط "راعي الغنم" الذي يظهر في القصة. ولكن أيضا فكرة بطل الروية الذي يجد نفسه فجأة في عالم كافكائي(درامي)، كما تجد أيضا المرأة ذات الروح الغامضة التي تسعى للإيقاع بالبطل. بالإضافة إلى ولع موراكامي الدائم بعوالم ما تحت الأرض. الأمر الذي يُظهر ثيمة استكشافية محببة لمعجبين وقراء موراكامي، حيث تتجلى اللمحات الماورائية المخترقة لحجاب الزمن لتُحدث أثرا في الهواجس المتكررة لشخصيات رواياته المختلفة. وبالطبع يخرج القارئ من العمل بقوائم من موسيقى الجاز، وأنواع متعددة من الاسباجيتي.


ولكن موراكامي باعترافه يقول "أنا لست الرجل الأمثل الذي يأتي من أجل تنوير أوروبا وأمريكا، الناس يقولون عن كتاباتي أنها نوع من كتابات ما بعد الحداثة، أو أنها تنتمي للواقعية السحرية. ولكنني لست مهتما بمثل هذه الأشياء أو التعريفات. فأنا لا أعد نفسه قارئ عتيد لتوماس بينشون أو أي من كتاب ما بعد الحداثة المعروفين".


أسئله: أي أنك لا تتفق مع من يقول أنك تنتمي لعالم الواقعية السحرية؟ فيقول "ربما، أنا أحب ماركيز، ولكنني لا أظن أن أسلوبه في الكتابة هو ما يدعى "واقعية سحرية". أتعلم، إنه مجرد أسلوب في الكتابة. بالنسبة لي، أتوقع أن ماركيز كان يكتب عن واقعيته هو، وأعتقد أنني أقوم بالشئ نفسه. فأنا أكتب عن واقعيتي، عالمي الحقيقي. لو حدث شئ ما غير متوقع، يبرهن ذلك على أنني أقوم بعمل جيد، شئ يستحق أن نعتبره عمل حقيقي. لذلك، لو أن "راعي الغنم" ظهر في عمل لي، يكون هذا الأمر قد حدث بحق معي. أتعلم، لا رمزية هنا، لا مجازات، فقط أنا وهو".


ولكن الشخصيات الرمزية التي تأتي من عالم الموت حقا رائعة. منذ وقت قريب، وقبل أن نتقابل، أخبر موراكامي مستمعيه في احتفال بأحد كتبه أن حلم حياته أن يجلس في قاع بئر. يقول وهو يهز رأسه موافقا"نعم، لقد أخبرتهم بذلك، دائما ما اعتدت على أن أشعر أنني أذهب إلى أماكن مظلمة عندما أشرع في الكتابة. فقط في الظلام استطيع أن أرى حكايتي. لا أظن أن لدي موهبة خاصة أو استثنائية. لا أفكر في الأمر على هذا النحو. ولكنني أذهب أسفل في الظلام واتسائل: أممم.. وماذا بعد !! .. أه .. وهكذا .. "


يسكت قليلا ثم يقول وعلى وجهه إشراقة "الأمر يشبه الولوج إلى بدروم منزل ما، ولكن في حالتي أدخل إلى بدروم داخل بدروم. الكثير من الناس تستطيع أن تمكث في بدروم منزل، ولكن في حالتي فأنا أذهب إلى بدروم بداخل هذا البدروم". ينظر إليّ وعلى وجهه شئ من الحزن ويكمل "إنه مكان مظلم للغاية، لذا عندما كتبتThe Wind Up Bird Chronicle -وهو كتاب رائع لموراكامي- كتبت عن البطل الذي يجلس في قاع بئر عميق، حيث العتمة والعزلة والصمت التام. هذ ما أفعله وأشعر به وأنا أكتب رواياتي".


تحليل وتفكيك المل في رأيه مهمة الكتاب كما هي مهمة القارئ، يقول "شعفي الأساسي هو كتابة الروايات والقصص. أفعل ذلك لكي أعرف من أنا، إنني في الخامسة والستين من العمر، ولكني ما أزال لدي فضول لمعرفة من أكون وماذا يمكن أن أجد في نفسي، وإلى أي شئ سوف أصير؟ أتعلم، أنا شخص مشهور نوعا ما، لقد بدأت مشواري مع الكتابة منذ أكثر من 35 عاما. بشكل ما أنا ناجح ولدي قراء على مستوى العالم، ولكنني لا أفهم لماذا يحدث هذ لي. إن الأمر يشبه المعجزة في وجهة نظري. فأنا لست شخص عظيم، أو ذكي أو موهوب، ولكنني أكتب، فقط أود أن أعرف لماذا يحدث هذا لي وليس لآخرين، فقط يحدث لي!"


أما قراء موراكامي ومعجبيه، فلديهم رغبة حقيقية في مساعدته على معرفة ذلك. عندما كتب رواية "كافكا على الشاطئ". تصفح موراكامي موقعه ليرى كيف وجد القراء الرواية وما هي أسئلتهم حولها، يقول "أشعر أن الأمر يكون أفضل عندما يكون ديموقراطي. لدي رغبة حقيقية في التحدث إلى قراءي، ولكنني أصبحت أشعر بالإنهاك أسرع مما مضى، فأقول: هذا يكفي. أظن أن الفهم الحقيقي هو تراكم من سوء الفهم متتالي. هذا هو ما اكتشفته. كل قارئ يرسل لي أراءه، والكثير منها ليست أراء صحيحة في وجهة نظري، هم بشكل أو آخر لم يصل إليهم ما أردت إيصاله. ولكن عندما أقرأ رسائل آلاف القراء أقول لنفسي: نعم، إنهم يفهمونني. لهذا أنا أثق في رأي مجموع القراء، ولا أثق في رأي كل قارئ على حدة".


يقول " الرواية تبدأ معي من فقرة، جملة، منظر طبيعي أو لقطات من فيديو. أجد نفسي أرى المشهد الذي علق في ذهني مئات المرات بل أحيانا آلاف المرات كل يوم. وفجأة أقول لنفسي حسنا، سأكتبها". يجد أن الكتب مثل سيمفونيات بيتهوفن التي تتكون من نغمات ذكورية عريضة وأخرى أنثوية حادة. ويجد أن القصص القصيرة تقع في منطقة ما في المنتصف بين هذين النوعين. يقول "استطيع استخدام أصوات متعددة، أشخاص، أساليب حياة، وأنا أستمتع بذلك. وفي الوقت نفسه هو نوع من التدرب بالنسبة لي".


حسنا ماذا أيضا، يقول "لا أفكر في نفسي على أنني مبدع، ولكنني أعشق الروتين المحدد وألتزم به. مهما كنت محبطا، وحيدا، أو حزينا، روتين العمل المحدد يساعدني على التخلص من كل ذلك، إنني أحب ذلك حقا. في الحقيقة، أفكر في نفسي على أنني مهندس أو بستاني، أو شئ من هذا القبيل، لا أفكر في نفسي أبدا كمبدع، يبدو هذا ثقيلا للغاية بالنسبة لي، لست هذا النوع من الناس، أنا فقط ألتزم بروتين العمل الذي وضعته لنفسي. إنني أركض كل يوم منذ أكثر من ثلاثين عاما، إن هذا الأمر أعطاني شئ ما خاص للغاية. لو فعلت الشئ نفسه لمدة ثلاثين عاما فبالتأكيد ستصل لشئ".


يقول "سأشرع في العمل على كتابي الجديد، بنهاية هذا العام، ولكني لا أعلم عن أي شئ سوف يكون، هناك بعض الأفكار في ذهني، هناك أيضا الكثير من الفقرات في درج مكتبي، ربما يكون الكتاب القادم كبير نوعا ما".
ثم أضاف بشئ من الحسم "ربما يكون كتاب مغامرات!"


رواية "تاسكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه" متاحة الآن بالمكتبات، و"المكتبة الغريبة" ستكون متاحة بداية من 2 ديسمبر 2014.


---------------------------
مقال لـ تيم مارتن بصحيفة التليجراف
ترجمة: محمود حسني نشرت الترجمة بعدد جريدة القاهرة بتاريخ 18 نوفمبر2014

الترجمة بين جمال الاسلوب ورشاقة الالفاظ / مقال من مجلة العربي


الترجمة بين جمال الاسلوب ورشاقة الالفاظ

محمد أنيس مورو .

مجلة العربي .



مستخرج لصالح مدونة مقهى الكتب .

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

روايات طفولتنا الهندية/ نعيم عبد مهلهل





روايات طفولتنا الهندية..........!
نعيم عبد مهلهل

ليس للمبدع في تذكر موهبته سوى أن يعود الى احساس طفولته الأولى ، إذا افترضنا ان ما ينتجه بعد ذلك يشكل بوابة مفتوحة الى طفولته الثانية ، وهناك طفولة ثالثة في حياة البشر هي تلك الكهولة الهادئة والثقيلة الحركة والتي يسكنها شتات التذكر لما كان يجري على شكل رواية غير واضحة المعالم ، لكنها تُستعاد في التصرف الطفولي وتلك الخربشات العبثية والتصرف الذي يعيشه الكهول وهم يطلبون حلوى ( البوم بومب / المصاصة ) كما يطلبها طفل بعمر اربع سنوات.
تلك الازمنة لا توثق جيدا إلا من خلال المرويات التي وحدها من جعلت التاريخ شاهد العيان الاقرب توثيقا للحياة الحضارية للارض وما عليها. ومن بعضها تلك الأزمنة التي تلاصق تماما نشوء ذاكرتنا المجتمعية ويوثقها الحدث المرتهن بحواس البشر ورغبتهم في المحاكاة والتقليد والنبوغ ، وكل تلك الهواجس لاتمنو فينا وتتوثق وتبدع إلا من خلال التأمل والمتابعة والأعجاب والمحاكاة للجديد الذي نراه ونسمعهُ ونحسهُ ونعيشهُ على مستوى الواقع والحلم .
وأعتقد أن الفن السينمائي وفرَ لنا الكثير من هذه الاشتغالات التي تطور فينا لغة التعامل والارتباط والمُحاكاة لهذا العالم ، ومن بعضها الافلام الهندية التي كانت تقدمها سينما مدينتنا لروادها الذين أغلبهم من الفقراء والعشاق.
وقبل فترة توفي الممثل الهندي المعروف ( راجيش كنا ) صاحب الفيلم الرومانسي الشهير ( إنداز ) الذي شاركه فيه البطولة الفيس بريسلي السينما الهندية شامي كابور والذي توفي قبل فترة أيضا وكانت بطلة الفيلم ملكة جمال الهند وقتها هيما ميلاني.
الممثل ( راجيش كنا ) الذي ملأ طفولتنا بالأحلام وشجن الفقر والانشداد الى شاشة السينما كان يمثل لنا اقصى ما تتمناه طفولتنا الرومانسية من غرام وموسيقى والابحار الى الخيال المدهش في عوالم الموسيقى الهندية الساهرة وقصص الافلام التي كانت تبكينا وتضحكنا وتجعلنا نعوم في الأمل والعشق والدموع وهي وحدها من ملأت خيال الكثير من المبدعين رغبة البدء بنسج حكاياتهم وقصائدهم على منوال تلك الرومانسية الجميلة التي ملئت الأفلام السينمائية وموسيقى اغانيها وسيناريوهاتها التي في اغلبها تبدأ حزينة وتنتهي بالصدفة السعيدة .
مات راجيش كنا الذي كنا نعتبره ساحراً بحركاته الراقصة وأبتساماته واغانيه ليعيش معنا وسائد النوم في الليل الذي لا تضيء سماءه سوى الفوانيس وتخيل امتلاك نساء بجمال الممثلات هيما ميلاني وآشا باريخ وممتاز وفيجانتي مالا والراقصة هيلين..
هذا الموت لواحد من مؤسسي دافع صناعة لمعان الحروف على ورق دفاترنا المدرسية الأصفر أعاد الي طيفا عريضا من مشاهد الذكريات ، لحظة كان يسكننا الليل في متعة تذكر ما شاهدناه في الفيلم الهندي لتقودنا متعة التذكر الى المحاكاة ومن ثم نبدأ لنسطر أول محاولات ربط نبض قلوبنا مع هذا العالم من خلال حكاية.
حكاية تروي آمالنا الفقيرة وجرأة الشهوة فينا عندما نطابق في افتراض الروي أن كل الذي شاهدناه في الفيلم الهندي هو يقارب تماما وقائع حياتنا بذلك الفقر والجنوب الملتهب كما مناخ الهند بلهيب حرارة الصيف ورياح الشرقي الرطبة ، فيصبح هذا القرين فعالا في دافع صنع الرغبة فيما كان يتوهج داخلنا لنحوله الى شجنٍ محكي يغرق في رومانسية لاحدود لصورها ومشاعرها وفصولها من الحصول على قصر في وديان وجبال الهملايا وكشمير الساحرة الى جمع دموع اليتيم في فيلم أم الهند بأنية اجفاننا ونحن نسجل نبضات قلوبنا المتسارعة على شكل حكاية تجمع بين الحلم والغرام وتعلم كتابة الاغاني والأماني التي يود فيها كل واحد منا ان يتحول الى مهراجا.
مات راجيش كنا الذي كان من بعض ذكريات السبعينيات وجمال ايامها في جعل السينما متعة الروح والغرق في فنتازيا اخيلة زرقاء وبيضاء ومعطرة باللقطات الملونة التي تسرقنا من بيوت الطين الى شوارع دلهي وبومباي وحدائق تاج محل .
لقد كان ( راجيش كنا ) بفتنته الساحرة ورقصه المتقن وصوته الحنون يأخذنا الى اقصى ما نتمناه ونشتهيه بالرغم من الجوع الذي كان يسكن بطوننا .
هذا الهندي المبدع يبقى في خيال الأجيال التي سرحت مع عذوبة صوته ورومانسية مشاهده السينمائية صورة مستعادة في سطر حكاية أو البوم صور لصانع الحلم في اجفان طفولتنا الفقيرة التي كانت الموسيقى الهندية تغذيها بآمال لاتنتهي من أحلام السفر ومجالسة الأميرات والسكن في بيوت من الرخام وليس من الطين الذي ظل يلاصق قدريتنا منذ خليقة سومر وحتى اليوم...!
كان ثمن بطاقة السينما 40 فلسا ، وكان ذلك المبلغ كبيرا على ابائنا وحتى نحصل على متعة مشاهدة الفيلم الهندي ولم يمكن بمقدورنا أن نحصل جميعنا على ثمن البطاقة كنا نجتمع ستة اطفال ونجمع مصروفنا اليومي ليكون اربعين فلسا ونعمل قرعة فيما بيننا والذي يفوز ويذهب ليشاهد الفيلم عليه ان يعود ليقص لنا حكاية الفيلم لاكثر من عشرة مرات وهذا ما حدث لنا نحن أطفال شارع اسديناوية في المحلة الشرقية بمدينة الناصرية ( 360 كم ــ جنوب بغداد ) عندما تم عرض الفيلم الهندي الشهير ( سنكام ) بداية سبعينيات القرن الماضي وكان من بطولة الممثل والمخرج راج كابور والممثل راجندر كومار والممثلة فيجنتي مالا . وكنا نتفاعل من نال الحظ وفاز بمشاهدة الفيلم نيابة عنا وكنا نضحك حين يضحك في المواقف المضحكة ونبكي حين يبكي في المواقف المبكية وأعتقد أن هذه الحكايات وتخيلنا لمشاهدنا دون أن نرى ممثليها هي من منحتنا القدرة مستقبلا لنطالع ونكتب بحرفة بين أن يكون أحدنا شاعراً أو روائياً أو رساماً او كاتباً مسرحياً.
راجيش كنا ، وفيروز خان ، وراج كابور ، شامي كابور ، دليب كومار ، راجندر كومار ، مانوج كومار ، وآشا باريخ ، وهيما ميلاني ، ودارا مندر ، وفاجينتي مالا ..وغيرهم كانوا يمثلون أسطرة لطفولة الجنوب الذي جعلنا نعتقد أن السينما تغذي في أرواحنا الحلم والأمل مثلما يغذي الخبز في ارواحنا الصحة والحياة والأنتصار على الجوع .
مات راجيش كنا ، ومات معه اليأس من عودة ذلك العصر الذهبي لمتعة القراءة ومشاهدة الافلام السينما ، فقد كان ذلك الزمن موشوما ببراءة العيش والبساطة والقناعة .
هو زمن طفولتنا الهندية الذي رسم تحت اجفاننا اول تفاصيل لدراما الجوع والفقر والبحث عن الجمال والغنى من خلال اغنية ورقصة وقصة معذبين ينتتهي قدرهما بالنهاية السعيدة ولكن بعد أكثر من ساعتين من البكاء.
مات راجيش كنا . وسنموت نحن .ويموت الذين يأتون من بعدنا ، لكن العلامات الفارقة في ذاكرة العصور لن تموت .فهي وحدها من تؤرخ للأجيال القادمة الحياة التي كنا نعيشها نحن وسيعيشها غيرنا وحتما سيكون المؤرخ وشاهد العيان تلك الروايات التي كتبت بفطرة وحرفية وبعضها نشر والبعض بقي في ادراج الدفاتر الشخصية ، وفي المحصلة كانت تلك الأفلام من بعض تلك الشهوات التي صنعتها تلك الرومانسية المصحوبة بعطر القصور المغولية والابخرة الهندوسية والتأملات البوذية والكنارات التي تطلق الاصوات العذبة لتمرر دهشة التامل المتسمر امام شاشات السينما ونحن مأخوذين بكل التفاصيل التي كتبت لتجعل الفقير يعيش على امل الحصول على الكنز والمراة الساحرة..! 

المصدر    الحوار  المتمدن
 

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

رسائل الأدباء/ نقوس المهدي







الرسائل كما لايخفى على أحد هو جنس ادبي قائم بذاته ومتميز بصياغته الخالصة والخاصة مثله مثل ضروب الآداب الاخرى التي تنبش في سحيق الذات الانسانية وتحاول توثيقها والقبض على الاحاسيس البشرية، والمشاعر الحميمية الاعمق رقة في نفس الانسان، وتنقب بين تلافيف الذاكرة بحثا عن ذكرى آبقة، وفكرة شاردة، وتقبض على طيف حنين عابر..


والمراسلات الادبية تبحث في علاقات الانسان ومحيطه.. مثله مثل أدب البحر وأدب السجون وأدب الحرب وادب الطفل وأدب المناجم، والأدب الإيروسي والأدب الشطاري، والادب السوريالي او ما هو قائم على التحقيب مثل ادب النهضة والادب الجاهلي أو الاندلسي الى غير ذلك من صنوف الاداب وضروب المعرفة التي سنخصص لها ملفات موازية.. وهي فوق هذا كله مادة ادبية تطالعنا فيها حياة الادباء وعلاقاتهم واسرارهم وهواجسهم وسياحة فكرية ومعرفية لاتضاهى في الجمال ..


الرسائل هي الوسائل.. وادب الترسل فن من فنون التواصل عرف واشتهر منذ القدم، واستخدمت له وسائط كان اهمها "الرقاص" وكان "الحمام الزاجل" وكان السعاة وكان البريد، وسخر له الكتاب والنساخ في الدواوين السلطانية، وهي معروفة منذ القدم وحتى قبل توثيق الكتابة وقبل مقولة "بدأت الكتابة بعبد الحميد وانتهت بابن العميد" ولعل اول نبإ جاء فيه ذكر الرسائل هو الذي ورد في الكتب السماوية عن خطاب سليمان الملك لبلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ، [( قال تعالى: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)] .. قبل ان ينقطع ادب الرسائل او يكاد في زمن العولمة، وتلتهمه التقنية المتطورة للاتصالات والمواصلات..


بقلم نقوس المهدي.














الأحد، 21 سبتمبر 2014

وليمة سقراط الأخيرة






حتى اللحظات التي لفظ فيها انفاسه الاخيرة في تلك الصبيحة من الصباحات الربيعية ظل المعلم سقراط محافظا على صفائه والعهدة على الرسام جاك-لوي دافيد، الذي خلده في احدى اشهر لوحاته الفنية مادا يسراه عن طيب خاطر وبثبات وعزم مكين الى قدح الشكران

كان في قمة صفائه الروحي ورباطة الجأش نفسه والسخرية اللاذعة ذاتها التي واجه بها القضاة الخمسمائة بقيادة الرجال الثلاثة "ميليتوس" و"أنيتوس" و"بوليقراط" الذين لم يشفع لهم كبر سن الرجل ووهن عظمه، ولا ليونة انامل الداية "فيناريت" على طراوة أجسادهم ساحبة اياهم من ظلمات ارحام أمهاتهم، الام/ امه التي ظل طول حياته يبرهن من خلالها على عدم عقم الفلسفة. الصفاء الروحي نفسه ورباطة الجأش والسخرية اللاذعة ذاتها وهو يصب السائل السام في جوفه دفعة واحدة كانه يعب خمرا، ساخرا من ايسكولاب، اله الطب، في ذلك الصباح من الصباحات الربيعية 

فيما كانت يسراه معلقة في الهواء تشرح احدى نظرياته التي ألبت عليه الاكليروس، ومنتهرا طلابه الذين أخفوا سحناتهم في أطراف قمصانهم مستغرقين في بكاء مرير.
افلاطون الذي كتب على باب أكاديميته " من لم يكن مهندسا فلا يدخلن علينا ". 
وارسطو ابن نيكوماخوس الذي ابتدع فيما بعد فلسفته المشائية، وكتب الكتاب الفريد سر الاسرار.
و كريتون أقرب الطلاب الى نفسه، والذي أمره بدفع ثمن ديك لايسكولاب دون مفاصلة، حتى وهو يعالج السكرات الاخيرة من الموت قبل ان يغمض عينيه في تلك الصبيحة من صباحات اثينا الربيعية

حتى وهو في اللحيظات الاخيرة من الحياة لم يكف سقراط عن التامل والدفاع عن الفضيلة والسخرية والتفكير عن مال الفلسفة، وفي حساء العدس المحبب الى نفسه، شئ وحيد لم يستحمله المعلم وهو في ارذل العمر، لا مآل الفلسفة، أبدا، لأنه يعرف اي الرجال هم الذين لقنهم خلود المعرفة، ولا مستقبل اثينا لان الديكتاتوريات تدول وتزول، بل عويل ونواح اكزانتيب التي كانت دائمة السخرية من تخريفاته، وهي تذرو على راسها التراب وتتمرغ في الوحل خارج أسوار السجن، والذي ظل يتناهى الى مسامعه ويمزق نياط قلبه حتى اللحيظات التي لفظ خلالها أنفاسه الاخيرة، مسلما الروح في ذلك الصباح من صباحات فصل الربيع

نقوس المهدي

الخميس، 11 سبتمبر 2014

رامون غوميس دي لاسيرنا شذرات ترجمة وتقديم عبد الله كرمون​

رامون غوميس دي لاسيرنا
شذرات
ترجمة وتقديم عبد الله كرمون​



اختارها : نقوس المهدي .
ثمة اهتمام جديد بإعادة اكتشاف الكاتب الإسباني الأصل المولود بمدريد سنة 1888 وعاش لزمن في باريس ليموت في منفاه ببوينس إيريس سنة 1963 ليتم نقل جثمانه إلي مدريد. صحيح أنه قد نُسي لزمن بعد أن نفدت أغلب كتبه وترجماتها. وها اليوم يعيد الكثيرون الاعتبار لشخصه الخلاق. منذ زمن كتب عنه المعجب به ومواطنه خوان مانويل دي برادا في أقنعته كما وضع هذا الأخير كذلك كتاب الفروج وفاء لذكري نهود دي لاسيرنا. كما أصدر الفرنسي جان غيرشيي مؤخرا كتابين عن النهود علي غراره وجسد هو أيضا كل هذا الاهتمام الذي راح الرجل يحظي به في أيامنا. وقد خصصت له مجلة لونوفيل أتيلا ملف عددها الرابع، هذا المنشور من القطع الكبير الذي يشرف عليه كل من بونوا فيرو ويان بيرنال وغيرهما.
يقول دي لاسيرنا عن نفسه أنه لا يريد أن يعيش طويلا ولا يرغب أن يسافر كثيرا وإنما الذي يستأثر به أكثر هو أن يرفع نظره جهة الأشياء.
يبدو لي أحيانا بعض وجه شبه بين دي لاسيرنا والبرتغالي بيسوا، ذلك أن ثمة شرهاً نحو الحياة قد غذاهما وطبع نزوعهما الحاد إلي التأمل. كذلك بعض خوف وحذر وكثير من الشغب والفوضي. كلاهما يفرط في شرب الخمر بل في عشقها مثلما كتب أحدهم.
ففي حياتهما كثير من الفوضي إذ اللاطمأنينة هو الكتاب الذي أنجزه الرجلان في حياتهما سواء ظهرت الكلمة في عنوان أحد كتب الثاني فإن دي لاسيرنا ظل متأرجحا طول حياته بين الأفكار التي تسوقه إلي مراعي الفكرة العميقة والتي تسوق حيوانات الرأس والروح إلي اللاطمأنينة، ما دامت الرأس، كما كتب بنفسه، هي أكواريوم أفكار!
غني عن الذكر أن كتاب النهود هو أجمل كتبه علي الإطلاق، وإن كان قد كتب الكثير من الروايات مثل الأرملة وغيرها كما كتب عن بعض أعضاء الجسد الأخري. دي لاسيرنا بهذا المعني متعدد المشاغل وطرائق الكتابة، فقد اشتغل بالصحافة مراسلا لزمن وعمل بالإذاعة. غير أنه كان من أشد أعداء كل ما هو أكاديمي وكان يعادي السجن والظلم الاجتماعي (لونوفيل أتيلا). أو ليس ثمة بعض سخرية واستهتار في أن يلقي محاضرته الشهيرة سنة 1928 في سيرك بباريس وهو راكب علي ظهر فيل؟!
أما شذراته التي ننشر اليوم أجملها في نظري فقد نشر فاليري لاربو بعضا منها منذ 1919. غير أن جان فرانسوا غارسولان وجورج تيراس قد قاما بنشر طبعة وافية عن Greguerias في العام الماضي، ولهي بحق طبعة أنيقة بغلاف أسود، تقرأ بشكل عمودي.
غريغورياس هي إذن الضجيج أو الصخب الذي يثيره سرب أو جماعة، مثل أطفال وغيرهم. غير أن دي لاسيرنا يقصد بها ذلك الضجيج الذي تثيره بعض الأفكار في رؤوسنا سواء كانت جيدة أو تافهة. لذلك نلاحظ في أغلب شذراته هاته ذلك العنصر المفارق وغير المتوقع، تلك اللمحة الذكية وذلك البحث السيكولوجي المضني عن معني ما. أفكاره هذه إذن جديرة بأن نقتسمها كما اقتسمها معنا الرجل منذ زمن. أليس هو من قال قبل أن يموت وقد أورده م. س. ت لقد حققت المثال الإسباني، الإسباني القح، ألاّ تكون شيئا وتبدو علي أنك شيء ، ألا تكون شيئا وتحيا وكأنك كل شيء، متمتعا بنصف قرن من حرية في كل نوع بدون معلم يقودني .



ـ القارئ مثل المرأة يفضل دائما الذي خدعه كثيرا!
ـ لو كان الحمار آكل لحم لصار من أشرس حيوانات الأرض.
ـ كم هي غريبة هذه الحياة، ثمة دائما شيء يلزم محوه، غير أنا لا ندرك أبدا أين هي الممحاة!
ـ النخاع الشوكي عكاز نبتلعه لدي ولادتنا.
ـ مصباح التي تفتح لنا الباب يدعُ بقعة ضوء فوق بدلتنا.
ـ سنابل القمح تدغدغ الريح.
ـ الدجاجة هي الطباخة الوحيدة التي تستطيع أن تصنع من ذُرة قليلة بدون بيض بيضا بدون ذرة.
ـ الأربعاء يوم طويل بامتياز.
ـ الأهم في الحياة هو ألا نكون موتي.
ـ ربما يلزم أن يوجد منظار شمّي لتلقي روائح الحدائق البعيدة.
ـ يبدو أن المكواة الكهربائية تقدم القهوة للقمصان.
ـ يحتاج القمر إلي قطط غير أنه غير قادر أن يجذبها كي تصل إليه.
ـ لا نستمتع أبدا بغناء العندليب لأنا لا ندرك قط هل يتعلق الأمر فعلا بعندليب.
ـ الطاووس أسطورة متقاعدة.
ـ الكاتب الجيد لا يدرك أبدا هل يحسن حقا الكتابة.
ـ ثمة بطيخ يشبه جبنا غير أنه يظل بطيخا.
ـ أن تكون في مدينة البندقية هو أن تعتقد أنك فيها. أن تحلم بالبندقية هو أن تكون فيها.
ـ يصعد الدخان إلي السماء في الوقت الذي كان عليه أن يهبط فيه إلي الجحيم.
ـ الأهم لدي السماء هو أنها لا يمكن أن يداهمها النمل.
ـ إنه يوم من تلك لأيام التي يخيل فيها إلينا أن الريح ترغب أن تتكلم.
ـ تكون الواجهة الزجاجية أجمل لما تكسر علي شكل شبكة العنكبوت.
ـ لا يجب أن ننتحر، فالحياة تستحق أن تعاش، و إن فقط من أجل رؤية الذباب يطير.
ـ نتساءل أحيانا إن لم يكن أكبر خطأ في الحياة هو أن نعتقد بأن الرأس قد خلقت كي تفكر.
ـ أن نسافر عبر المترو يجعل منا فئرانا.
ـ رافعة النهد هي ذئب الصدر.
ـ عندما يري الطفل قطع سكر يدرك لحظتها أن اليوم يوم حفل.
ـ المشنقة موسي حلاقة ميكانيكي اخترعته الثورة الفرنسية.
ـ لقد نبت نابُ وحيدِ القرن حيث لا يلزم.
ـ ندرك مسبقا أن ثمة في لحم الكتف عظماً، غير أنا نظل منزعجين دوما من عظم الكتف.
ـ كبرياء الضفدع فظيعة: فهو يهدي غناءه للنجوم.
ـ لماذا يرفع زميلنا منظاره إلي عينيه فقط في اللحظة التي نهمّ فيها أن نستعيره منه؟ ـ لأنه أبصر نفس المرأة مثلنا.
ـ يوم الأحد: كلب يجلب إلينا الحجر الذي نرميه.
ـ أية ملامح لدي الذي يتلذذ بشرب كأس كحول وكأنه يتذكر شخصا ما. لكن من يتذكره بالذات؟
ـ لو لم يكن المصعد مربوطا إلي العمارة بالحبل السري لفرّ.
ـ هل تبكي الأسماك؟ إنها ليست بحاجة إلي البكاء لأن البحر ليس سوي دمعة هائلة ومالحة.
ـ الرأس أكواريوم أفكار.
ـ عندما تنظف المرأة قفازها الأبيض فقط تجدد ثمة نقاءها.
ـ لقنينة الشمبانيا شيء من ارستقراطية في رفضها أن يعاد لها وضع السدادة ثانية.
ـ الذين يعارضون أن ندخن داخل عربة القطار لا يريدون أن يفهموا أن القطار لن يتقدم لو لم تدخن القاطرات.
ـ عيون الموتي تنظر إلي غيوم لن ترجع أبدا.
ـ قشرة الأشجار المجعدة تؤكد أن الطبيعة امرأة مسنة.
ـ في الليل تبكي القطط لأنها كانت تود لو تولد أطفالا عوض قطط.
ـ الشيء الوحيد الذي نملكه حقيقة هو عظامنا.
ـ لو أخطأنا في الأمر؟ وكانت الأرض هي القمر وكان القمر هو الأرض.
ـ هل توجد أسماك في الشمس؟ نعم، غير أنها مقلية.
ـ تنازل: أن نضع التاج علي الطاولة ونمضي في سفر.
ـ ثمة شيء محزن لدي القطارات هو أن نوافذها اليمني ليست تصير أبدا نوافذ يسري.
ـ النائم الذي يفيق من قيلولته في المساء يحس وكأن نهاره قد سرق منه أثناء نومه.
ـ الوسادة تظل دوما في نقاهة.
ـ الطحالب التي نجد علي الشاطئ هي الشعر الذي يسقط من الحوريات لما يمشطن.
ـ من الصعب أن يظل الفارس جالسا علي ظهر فرسه في الصورة التي تعكس له المياه.
ـ ليس للماء ذاكرة لذلك فهو جد نقي.
ـ أول شيء تقدم عليه الشمس هو أن تعلق ملصق النهار علي الجدار.
ـ نهار واحد يكفي الموز كي يشيخ.
ـ لا يصلح صفير القطار سوي لأن يزرع الكآبة في الحقول.
ـ المشكلة مع المروحة هي أنها تشبه دوما اللُّعب.
ـ تحديد مهم: الصرصار هو خَالٌ رمزي لليل.
ـ في كل الآحاد تخرج لورا، الشابة والجميلة بعد، من القداس.أما بيترارك فقد اختفي نهائيا.
ـ نباح الكلاب عضات حقيقية.
ـ القبلة: عَدَمٌ بين قوسين.
ـ الضجر قبلة تُمنح للموت.
ـ يتحدث المتعجرفون عن العمود الفقري والمتواضعون عن النخاع الشوكي .
ـ إذا كان عود الثقاب يرتعد، لما تشعلون سيجارة لامرأة، فأنتم ضائعون.
ـ المغارة تثاؤب الجبل.
ـ لا يفهم القرد قط أي شيء غير أنه يسعي دوما أن يفهم كل شيء.
ـ الخرشوف خشن في مظهره غير أن له قلباً ليّناً.
ـ يجد القطب دوما كل ما يلزمه كي يتناول الويسكي.
ـ ينسدل الضباب علي المدينة كي ُينسي الناس الواقع لحظة.
ـ امرأة ما ليست هي كل النساء وكل النساء لسن امرأة ما. إنها كل تراجيديا الحياة.
ـ رغبة البرق هي أن يزرع علي الأرض شجرة كهربائية.
ـ الأنبياء يخاطبون الله عبر الهاتف.
ـ نعتقد دوما أن الملح سيبقي طويلا، لكننا ننهيه سريعا لأن الحياة ينقصها الطعم بشكل فظيع.
ـ يصيبنا المطر بالحزن لأنه يذكرنا بالزمن الذي كنا فيه أسماكا.
ـ هذه اللؤلؤة التي تسقط بين النهدين وكأنها معين كتاب، تشبه علامة ندرك بها عند أي النهدين توقفنا.
ـ عندما غرقتْ صعد نهداها إلي السماء مثل فقاعتين مثاليتين.
ـ الحلم مخزن أشياء مفقودة.
ـ العندليب هو هاملت الطيور.
ـ الأهم لدي الفجر هو أنه يجهل كل شيء عن اليوم السابق.
ـ لا أحد يحسن تذوق الماء سوي العصفور.
ـ تفاحة آدم الجمل توجد علي ظهره.
ـ ولأن الخطاف قوس وسهم في الآن نفسه لذلك يأتي من بعيد.
ـ الحلم سبق صغير يقدمه لنا الموت كي يسهل علينا تحمل الحياة.
ـ علي سكة الحديد تنبت أزهار انتحار.
ـ الدخان هو صلاة النار.
ـ ليس ينقص خلية النحل كي تصير مصنعا حقيقيا سوي قوارير لبيع عسلها.
ـ البراغي دود حديدي.
ـ تغادر الأشباح عبر مرآة وتعود من خلال أخري.
ـ تبحث اليراعة بدون جدوي عن سيجارة تشعلها.
ـ ينقطع المطر عن السقوط لأنه ينسي أن يسقط. لكنه يتذكر أحيانا ويستأنف هطوله بشدة.
ـ عندما تنفصل الرأس عن المطرقة تقهقه المسامير.
ـ لم يلمحه البواب لما دخل لكنه رآه لما خرج (إنه الموت).
ـ التثاؤب: مسودة التنفس.
ـ المصعد شديد الجدية.
ـ في بعض الليالي يتزين القمر بنجمة ورثها عن جدته.
ـ فقط الرماد وحده يستطيع أن يحتفظ بسر ما.
ـ لو لم يعن أن تعيش أن تموت، لكانت الحياة رائعة!
ـ عيب الموسوعات هو أنها تعاني من الزائدة الدودية.
ـ لقد ولد فيكتور هيغو كي يصير تمثالا.
ـ الأخطبوط يد تبحث عن كنز في أعماق البحار.
ـ القمر مليء بأشياء مفقودة.
ـ لا يلزم أن نقلق لدي شحوب المرأة. منذ قرون والقمر يبدو علي وشك التلاشي غير أنه لا يزال هنا.
ـ يكتفي البحر بمراقبة الآخرين يسافرون أما هو فلم يسافر قط.
ـ ليس ثمة لحفظ غبار القرون، ماديا ومعنويا، سوي الكتب.
ـ الطفل ذو السروال الممزق يُظهر من خلف خدين مثل خدي وجهه.
ـ يدرك الضفدع جيدا أنه بشع لدرجة أنه لا يخرج إلا بالليل.
ـ أجمل ما في الدراجة ظلها.
ـ القمر مليء بأرانب بيضاء.
ـ الزمن ينهك أركان الحي.
ـ مذ بدأ الإنسان يسافر عبر المترو لم يعد يخشي الموت كثيرا وكأنه تآلف مع دود الأرض.
ـ الهاتف هو منبه الأشخاص المستيقظين.
ـ يضع السلطان عمامة ضد صداع الرأس.
ـ القمر: صيدلية حراسة في عزلة الريف.
ـ يا للسرعة التي نستطيع أن نعد فيها حقائبنا في فيلم!
ـ آلة الخياطة هي الآلة السينماتوغرافية للأغطية البيضاء.
ـ القمصان التي تضيق علينا تعيدنا إلي الطفولة.
ـ أية تراجيديا: تشيخ يداها ولا تشيخ خواتمها!
ـ العندليب. لا. لا نستطيع ولا يلزم أن نقول أي شيء عن العندليب.
ـ من الخطير أن نبصر أكثر مما يوجد من نجوم.
ـ إذا لم يكن الموت يشبه كثيرا النوم فسيكون من السهل عليه أن يباغتنا.
ـ في منزل الشارب تختبئ الزجاجات خائفة تحت المائدة.
ـ كارثة بعض الأفلام أن البطلة تنسي أن توصد النوافذ فنبصر كل شيء من الشارع والحديقة.
ـ يحسد الخلود كل ما هو فان.
ـ لا يمكننا أن نستشهد بالمحار علي أنه نموذج الضجر لأنه ينتظر دائما أن تنبت له لؤلؤة.
ـ ملصقات السينما تحرض علي الجريمة وعلي الحب.
ـ إذا أردت أن تفقد مفتاحا ارمه بعيدا وإلا فإنه يمكن أن يعود إليك.
ـ هل نحلم أثناء الموت؟ هذا هو المشكل الأكبر.
ـ تعشش فئران الموت في مجرات الهيكل العظمي.
ـ ينقر الدجاج الأرض وكأنه يأكل قطع نجوم سقطت من السماء.
ـ السيارة المطلية بالأبيض ليست سيارة بل حمّاما.
ـ الذين يقتلون امرأة وينتحرون بعد ذلك، يلزم أن يغيروا طريقتهم: أن ينتحروا أولا ثم فليقتلوها بعد ذلك.
ـ الفرق بين الأموات والأحياء أن هؤلاء لم يكونوا قط أمواتا.
ـ قد يكون حالم رودان في آخر الأمر هو الرجل الذي قعد طويلا علي مقعد المرحاض.
ـ يحتفظ الخالق بمفتاح كل سُرّة.
ـ الزهور المقطوعة والمهملة علي قبر تتفهم الموت لأنها تحس أيضا أنها ميتة.
ـ في المكتبات يتحد الزمن أكثر مع الغبار.
ـ القط من اختراع صيني ما.
ـ المروحة بِزال طائر.
ـ الكلب الذي يفيق من قيلولة لم يعد يدرك أهو كلب أم إنسان!
ـ النباح هو صدي نفسه.
ـ تفتش الشجرة الأرض بجذورها المتوترة كي تجد ثمة قلبا.
ـ لقد وضعت السرة كي يرشح منها الماء من غريق غير أنها لم تؤد أبدا مهمتها.
ـ كم هو خشن هذا الغطاء! (إنها شاهدة قبره).
ـ qهو p عائد من نزهة.
ـ يدوم النباح طالما لم يغير الكلب رأيه.
ـ البحر يجذب الأنهار من شعرها.
ـ الذباب هو الحيوان الوحيد الذي يقرأ الجريدة.
ـ هل نساء بيكاسو جميلات بارتدائهن قبعة أم بدونها؟
ـ تلطم الريح الكلسونات المنشورة.
ـ لا تكتفي المرآة بعكس صورتنا بل تسعي إلي إصدار أحكام علينا.
ـ النوم امرأة ذات شعر طويل تنادينا كي نذهب إلي السرير.
ـ الركبتان سفرجل الكائن البشري.
ـ إذا عثرنا علي البالون الذي مكث طويلا علي السطوح سوف نعود إلي الطفولة.
ـ المؤسف أن أول شعرة بيضاء تعدي الأخريات.
ـ السعال نباح الرئتين.
ـ كحول الروم: الأرنب الذي نخرج من تحت الوسادة منديل!
ـ تنظر إلينا المرأة بعيني كلب لطيف، في لحظة تالية ترمقنا بنظرات كلب مسعور.
ـ نهود الحسناء مغطاة بقُبَل مثل فراشات.

الأحد، 24 أغسطس 2014

تشارلز بوكوفيسكي: حتى أصل الى طريقة سخية للموت


ماريا بوبوفا
ترجمة: ميادة خليل




رسالة امتنان من بوكوفسكي الى الرجل الذي ساعده على الهرب من الوظيفة التي مصّت روحه ليصبح كاتب بدوام كامل.

"كي لا تضيع حياة أحدهم بالكامل، تبدو إنجازًا يستحق، إذا كانت من أجلي."

"ما لم تأتِ من تلقاء نفسها، من قلبك وعقلك وفمك وأمعاءك" يكتب تشارلز بوكوفسكي في قصيدته الشهيرة (ما الذي يجعلك كاتباً): "لا تفعلها". 

لكن بوكوفسكي نفسه كان مذنبًا متأخرًا في رحلته لإيجاد هدف واحد، وحتى امتلكه ــ دافع الأبداع لا يمكن كبته ــ تطلّب ذلك منه عقودًا قبل أن يلتحم بموهبة. مثل العديد من الكتّاب المشهورين الذين يعملون بوظائف يومية عادية، بوكوفسكي عمل في مجموعة مختلفة من مهن ذوي الياقات الزرقاء قبل أن يصبح كاتبًا بدوام كامل ويتفرغ الى روتين الكتابة الشهير. 

في منتصف الثلاثينات من عمره شغل وظيفة ساعي بريد (تعبئة الرسائل) في الخدمة البريدية في الولايات المتحدة، لكن على الرغم من حماسه فيما بعد في القول بأن لا يوم عمل أو حد عملي يمكنه الوقوف في طريق الإبداع الحقيقي، وجد نفسه مختنقًا من العمل كتابع. 

في أواخر الأربعينات من عمره، ظل يعمل كعامل بريد، ويكتب مقالًا لصحيفة قطار الأنفاق "اوبن سيتي" في لوس أنجلوس في أوقات فراغه، وتعاون لفترة قصيرة جداً مع شاعر آخر في تحرير مجلة أدبية.

في 1969، سنة قبل عيد ميلاد بوكوفيسكي الخمسين، لفت انتباه جون مارتن صاحب دار نشر بلاك سبارو، الذي عرض على بوكوفيسكي راتباً شهرياً قدره 100 دولار ليترك عمله ويكرس نفسه تماماً للكتابة. (كانت على أية حال فكرة رواية ــ ملك بولندا قام أساساً بالشيء نفسه حسبما ذكر الفلكي العظيم يوهانس هيفليوس قبل خمسة قرون). وافق بوكوفسكي على العرض بكل سرور. بعد أقل من عامين، أصدرت بلاك سبارو روايته الأولى بعنوان مناسب "مكتب البريد".

لكن تقديرنا لهؤلاء الأبطال الأوائل غالباً ما يضيء باشتعال بطيء. بعد سبعة عشر عاماً، في أغسطس 1986، أرسل بوكوفيسكي لعرابه الأول رسالة امتنان متأخرة لكنها جميلة. موجودة في كتاب (الوصول الى الشمس: رسائل مختارة 1978-1994) إصدار المكتبة العامة. الرسالة الرسمية تُظهر مزاج بوكوفسكي: مزيج من هرج وانفعال، خطأ سياسي وحساسية عميقة، سخرية وجدية الوعي الذاتي. 

12 أغسطس 1986،

مرحبا جون، 

شكراً على الرسالة الجميلة. أعتقد أنه ليس من الخطأ أن تتذكر أحياناً من أين أتيت. أنت تعرف المكان الذي أتيت أنا منه. حتى الناس الذين يحاولون الكتابة عن ذلك أو صناعة فيلم عنه، لا يصيبون الحقيقة. يسمونه 9 الى 5. لم يكن 9 الى 5. لم يكن هناك استراحة للغداء في تلك الأماكن، في الحقيقة، في كثير من الأحيان لا تتناول الغداء حتى تحافظ على وظيفتك. ثم هناك عمل إضافي وكتب تبّين حق العمل الإضافي وإذا كنت تشكو، فهناك مغفل آخر سوف يأخذ مكانك. 

أنت تعرف مقولتي القديمة: "الرِق لم يُلغ، لكنه اتسع ليضم جميع الألوان."

وما يؤلم هو التناقض الإنساني المستمر للذين يقاتلون من أجل الحفاظ على وظائفهم ولا يريدون ذلك، لكنه الخوف من بديل أسوأ. الناس يتم تفريغهم ببساطة. هم أجساد مع خوف وعقول مذعنة. اللون ترك العين. الصوت أصبح قبيحاً، والجسد، الشعر، الأظافر، الأحذية، كل شيء ينتهي. 

عندما كنت شاباً لم أستطع تصديق أن الناس قد يخسرون حياتهم نتيجة تلك الظروف، وكرجل عجوز، لازلت لا أستطيع تصديق ذلك. ما يفعلونه يفعلونه لأجل ماذا؟ الجنس؟ التلفزيون؟ سيارة على دفعات شهرية؟ أم من أجل الأطفال؟ الأطفال الذين سيفعلون الأشياء نفسها التي فعلوها هم. 

في فترة مبكرة. عندما كنت شاباً جداً وأتنقل من وظيفة الى أخرى، كنت أحمق بما يكفي لأقول مع زملائي في العمل أحياناً: “هَيه، أنتم، الرئيس يمكن أن يأتي الى هنا بأية لحظة ويفصلنا جميعاً، تماماً هكذا. ألا تدركون ذلك؟ "
كانوا ينظرون لي فقط. كنت أتظاهر بشيء لا يريدون إدخاله في عقولهم.

الآن في الصناعة، هناك عمليات إقالة واسعة (مصانع الصلب الميت، تغييرات تقنية في عوامل أخرى من مكان العمل) يفصلون مئات اللآلاف من العمل ووجوههم في حالة ذهول:

- "عملت لــ 35 عاماً..."
- "ليس من الحق أن ..."
- "أنا لا أعرف ما يجب القيام به..."

لا يدفعون راتبا كافيا للعبيد على الأطلاق ولهذا يمكنهم الحصول عليهم مجاناً، يدفعون لهم فقط ما يكفي ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة والعودة الى العمل. كنت أرى كل هذا. لماذا لا يمكنهم ذلك؟ أتخيل مقعد الحديقة، كان جيداً أو كان جيداً لزير حانات مثلي. لماذا أصل الى هناك أولاً قبل أن يضعوني هناك؟ لماذا الانتظار؟

كتبت اشمئزازا من كل ذلك، كانت الكتابة مصدر ارتياح للخروج المقرف من نظامي. والآن أنا هنا، ما يسمى بكاتب محترف، بعد ضياع الخمسين سنة الأولى، وجدت أن هناك أشمئزاز آخر خارج النظام.

أتذكر ذات مرة، العمل كعتال في شركة التجهيزات المضاءة تلك، واحداً من العتالين قال فجأة: "لن أكون حراً أبداً!" أحد الرؤساء كان يمشي بالقرب منا (كان اسمه موري) ترك هذه الثرثرة اللذيذة من الضحك مستمتعاً بحقيقة أن هذا الزميل كان محاصراً بالحياة.

لذلك، كان لي الحظ أخيراً في الخروج من تلك الأماكن، لا يهم كم استغرقت من الوقت، لكنه أعطاني نوعا من الفرح، فرحا وبهجة المعجزة. أكتب الآن من عقل عجوز، وجسم عجوز، منذ زمن بعيد خارج الزمن عندما كان معظم الرجال لا يفكرون على الأطلاق باستمرار شيء مثل هذا، لكن منذ أن بدأت متأخراً وأنا مدين لنفسي بالاستمرار، وعندما تبدأ الكلمات بالتعثر يجب عليّ مساعدتها على صعود الدرج ولا يمكنني قص طائر أزرق من مشبك الورق، ما زلت أشعر أن هناك شيء في داخلي سوف يتذكر (بغض النظر عن المسافة التي سأقطعها) كيف وصلت من خلال القتل والفوضى والكدح، حتى، على الأقل، أصل الى طريقة سخية للموت.

كي لا تضيع حياة أحدهم بالكامل تبدو إنجاز يستحق، إذا كانت من أجلي.

ولدك،
هانك*


المصدر: Brain Pickings - See more at: http://www.araa.com/article/98422#sthash.mbliLIbI.dpuf