إن الهجوم الذي تعرض له نصر حامد أبو زيد، والذي تركز في جزء كبير منه على ما جاء في هذا الكتاب، أثبت صحة الأطروحات والنتائج التي قدمها من خلال تحليل الخطاب الديني في مستوياته واتجاهاته المختلفة، الرسمي منها والمعارض، المعتدل والمتطرف، اليميني واليساري، والسلفي والتجديدي.
مقتطفات من الكتاب
لم يكن من الممكن أن تصدر هذه الطبعة الثانية من الكتاب دون أن يتصدرها تمهيد طويل يناقش كل ما أثير من اعتراضات على الكتاب وصاحبه .
ولو كان الأمر أمر " اختلاف " في الرأي والاجتهاد لما احتاج الكتاب لهذا التمهيد الذي يصل من حيث الحجم الى أن يكون فصلا اضافيا يجعل فصول الكتاب أربعة بدلا من ثلاثة , لكن ما قيل عن الكتاب وعن صاحبه يتجاوز حدود " الاختلاف " الى وحدة " التفكير " الأمر الذي عرض عقيدة صاحب الكتاب الى حملة ضارية لا في الصحف والمجلات فقط .
بل من على منابر المساجد والزوايا في القاهرة وخارجها .
وليس القصد من هذا التمهيد مواجهة هذه الحملة لأن " المواجهة " أمر يتجاوز حدود كل امكانيات المفكر والمثقف بل هي " شهادة " يسجلها " نقد الخطاب الديني " للحق والتاريخ .
ومن الضروري هنا الاشارة بالدعم والمساندة والتأييد الذي حمى الكتاب – ومازال يحميه – من بعض آثار تلك الهجمة الشرسة , في رقبة المؤلف دين لا يمكن الوفاء به للمؤسسات العلمية التي وقفت الى جانب الحق والعدل : قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة وكلية الآداب بأساتذتها جميعا ومعيديها ومدرسيها المساعدين ,وبطلابها الى جانب العديد من الأساتذة والطلاب من الكليات الأخرى والجامعات الأخرى .
المؤسسات الثقافية المصرية والعربية وكثير من المؤسسات والجامعات الدولية ومنظمات حقوق الانسان الدولية والعربية والمصرية .
هذا التضامن الذي تمثل في مكالمات وخطابات من مواطنين مصريين وغير مصريين أصروا على أن يعلنوا رفضهم للحصار العقلي والاغتيال الفكري .
كل هذا الزخم يقلل من شأن ما يشاع من هيمنة " التخلف " ومن نجاحه في السيطرة على العقل العام ويعطي في الوقت نفسه دفعات من القوة والحماس لمواصلة " النقد " الحر البناء .. ولا يقلل من هذا الحماس وتلك القوة بعض خطابات التهديد ولا وقوف رئيس اتحاد الكتاب ضد حرية الفكر وانخراطه في زمرة " المفكرين " ولولا المكانة التي يشغلها بلا استحقاق والتي تفرض عليه الدفاع عن الحريات الفكرية لما سمحت لنفسي أن أشغل القارئ به لكنه الزمن الرديء واختلال الموازين " السياسية " الذي جعل عدوا للفكر والابداع على رأس هذا الاتحاد .
لكن " الوطن " الذي نحميه أكبر من كل تلك التشوهات وأنبل من أن نتوقف طويلا عن بعض " البثور " التي تظهر هنا وهناك , الوطن الذي يحتضنه " نقد الخطاب الديني " ويدافع عنه وطن باتساع الحياة نفسها يشمل الأسرة كما يشمل المؤسسات المشار اليها هل أتحدث عن دعم عائلتي واخوتي الذين ارتفعوا بأنفسهم على " الاهانات " و " الجروح " وهم يسمعون خطيب مسجد بلدتنا – الذي حفظت القرآن معه وزاملته في الكتاب سنوات طويلة – يتنكر لذاته وعقله ويكرر اتهامات عبد الصبور شاهين وأشياعه كالصدى ؟!
هل أتحدث عن مساندة شريكة العمر , الزميلة والصديقة ابتهال يونس وهي تخفي آلامها ومواجعها الحادة لكي لا تضيع منا الرؤية الهادئة والاستبصار العميق ؟.
لن أتحدث عن أي من ذلك وأن أدخل دائرة " الشكر " لأنها ستؤدي حتما الى الفصل بين " نقد الخطاب الديني " وأصحابه أعني منتجيه الفعليين وهل كان يمكن أن ينكتب هذا الكتاب الا في المناخ الذي يكتبه ؟
بيانات الكتاب
تأليف : نصر حامد ابو زيد
الناشر : دار مدبولي
عدد الصفحات : 220 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت