جملة أحاديث صحفية أجريت ابتداء من عام 1979 حتي عام 1993 وتدور علي قضايا ثقافية معاصرة ذات بعد سياسي ومحكومة برؤية فلسفية مستندة إلي الثورة العلمية والتكنولوجية في بعديها الكوكبي والكوني .
وهذه القضايا على تنوعها وتباينها تنطوي علي فكرة محورية وهي الكشف عن جرثومة التخلف التي يمتنع معها إحداث التطور الحضاري في مصر وفي الوطن العربي.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
الوهم
مازلنا نبحث عن اجابة لسؤال دفعته الظروف لكي يطفو على السطح مرة أخرى ماهي طبيعة دور أستاذ الجامعة ؟
هذا الأستاذ " الحائر " حتى الآن : اذا تقوقع داخل قاعات الدرس مكتفيا بما يلقنه لطلبته انه " يضن " على المجتمع الواسع ولا يساهم في تنويره وان تجاسر وتجاوز حدود الجامعة وخرج برأيه الى الساحة الواسعة " وقع في المحظور " واختل أمنه فما هو المطلوب بالضبط من أستاذ الجامعة ؟
وهل يختلف هذا " المطلوب " أو يتغير من مجتمع لآخر ؟
هل لدينا أستاذ جامعي حقا ؟
دور أستاذ الجامعة من الناحية الأكاديمية والعلمية هو دور أساسي باعتبار أنه أستاذ جامعة يمثل الطليعة المثقفة ومن ناحية أخرى بحكم أنه طليعة مثقفة فمن الطبيعي أن يكون ملتزما بفكر اجتماعي معين .
وفي الدول المتقدمة يؤدي أستاذ الجامعة دورا أساسيا للمؤسسات السياسية وذلك بابداء رأيه في كل القضايا التي تتناولها هذه المؤسسات أما بالنسبة لوضع أستاذ الجامعة في العالم الثالث فهو أكثر صعوبة منه في المجتمعات المتقدمة باعتبار أن نسبة الأمية في دول العالم الثالث مرتفعة قد تصل الى سبعين بالمائة بالاضافة الى ضعف الوعي الاجتماعي وبالتالي فان أستاذ الجامعة كطليعة للمثقفين هو أيضا طليعة اجتماعية لكن الملاحظ على مثقفي العالم الثالث أنهم لا يؤدون الدور الاجتماعي المطلوب منهم .
وأعتقد أن هذا يرجع الى الفاصل القائم بين القادة السياسية والقيادة الفكرية ولابد من البحث عن أسباب هذا الانفصال .
على من تقع المسؤولية ؟
أعتقد أن المسؤولية متبادلة بيد أن ثمة علاقة جدلية بين ما هو سياسي وما هو فكري أي أن ثمة تفاعلا .
ما طبيعة هذه العلاقة الجدلية أو هذا التفاعل المتبادل بين القيادة السياسية والقيادة الفكرية ؟
أغلب الظن أنها تنطوي على نوع من التناقض وهذا هو السبب الذي من أجله أقول ان ثمة انفصالا بين القيادتين هذا التناقض مردود الى أن القيادة السياسية الجديدة في العالم الثالث اذ تتصور أن قضايا المجتمع هي قضايا " تكنولوجية " أي بمجرد حصولها على التكنولوجيا المعاصرة يمكنها معالجة ما يشكو منه المجتمع من تخلف ومن أزمات لكن في تقديري أن التكنولوجيا وحدها ليست قادرة على حل مشاكل المجتمع لأن المجتمع لا يتطور ككل انما يتطور لصالح طبقات اجتماعية مفروض أنها مقهورة والا لما كانت الثورة اذن القيادة السياسية في العالم الثالث مضطرة الى أن تتجه الى هذه القاعدة الشعبية المقهورة وهذه القاعدة الشعبية تتميز عن الطبقات التي كانت مهيمنة قبل الثورة .
المشكلة أمام القيادة السياسية هي : كيف يمكنها أن تفرض قيادات هذه الطبقات المقهورة على المجتمع الجديد الطبقات القديمة تقاوم وتستخدم السلاح الايديولوجي الذي كان مهيأ لها قبل الثورة , ونقطة الضعف في الطبقات المقهورة لأنها أمية في نعظمها لم تصل اليها تصورات الطليعة المثقفة التقدمية ومع الوقت تصاب الطليعة المثقفة بنوع من الاحباط فتهجر والهجرة هنا تكون اما خارجية الى الدول المتقدمة أو داخلية وذلك بالانطواء على الذات .
بيانات الكتاب
الاسم : جرثومة التخلف
تأليف : مراد وهبة
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات : 205صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
تحميل كتاب جرثومة التخلف