الرقص مع البوم .. عنوان الكتاب ملفت للغاية .. يشدك لتقرأ محتواه و خاصة أنه لغادة السمان
المقدمة رائعة ، تتحدث فيها غادة عن قصتها مع البوم ذلك الكائن الجميل الذي يلومه الكثير و يجعلونه سبب الكوارث التي تحدث لهم و هو ليس عنده فيها لا ناقة و جمل !!
مقتطفات من الكتاب
لماذا يتشاءم البوم منا؟
في عطلة كل أسبوع أهرب من باريس وبعض الأصدقاء اللبنانيين الى بيت ريفي جميل المزرعة تملكه أسرة عربية صديقة
وما نكاد نصل الى ذلك المكان الخلاب حتى تغادره عشرات البوم الى الغابة المجاورة ولا تعود إلا بعد ذهابنا الى أعمالنا وبيوتنا فجر الاثنين !
ظاهرة غريبة لاحظتها الأسرة العربية ولم تجد لها تفسيرا فهي كمعظم جيرانها من المزارعين الأوروبيين تحرص على إقامة البوم عندها في أقفاص خاصة مفتوحة لفوائده في مكافحة الأفاعي والجرذان والحشرات الضارة بالنبات والإنسان قلت لأصدقائي اللبنانيين لعل البوم صار يتشاءم منا ولا يطيق رؤية وجوهنا المشئومة نحن اللذين احرقنا بلدنا ودمرناه وخلفناه خرابا أين منه الخراب المنسوب الى البوم زورا وظلما ؟
لا أذيع سرا إذا قلت أنني لا أكره البوم لا أتشاءم منه ولا أتفاءل به وأجده طائرا جذابا بعينيه الواسعتين اللامتزلفتين وأحبه كما أحب بقية مخلوقات الله
وصحيح أن بعض الناس تعارف على بغضه لأسباب غبية غامضة لكن ذلك زادني حبا له وشفقة عليه من كرهنا وتحاملنا الغيبي السلفي المتوارث المتجسد في مظاهر كثيرة أبسطها البوم
ويوم تزوجت حملت معي الى بيت زوجي أربعين بومة على الأقل كنت قد اشتريتها أيام الدراسة والتشرد في أوروبا لوحات وتماثيل صغيرة ومتوسطة من العاج والرخام والخشب والسيراميك وحرصا على مشاعر أسرة زوجي سجنتها في غرفة نومي بعدما استشرت زوجي بخصوص عواطفه نحوها وقبوله بها وصمت فاعتبرت الصمت علامة الرضا !
واستراحت بوماتي من التشرد بعد زواجي وعشنا في سلام زوجي وأنا والبوم ورغم إخفائي لها في غرفة نومي كالعشاق في السينما شاع وذاع وملأ أسماع العائلة خبر وجودها ولم يفاتحني أحد بأمرها بعدما أنجبت صبيا بالرغم من وجود ( النحس ) في مخدع الزوجية !
وفي الحرب زارنا صاروخ أحرق الجناح الأيمن من البيت وأتى عليه وجاء أعمام زوجي يتفقدوننا وقال لي أحدهم بلهجة نصف مازحة : بومك أحرق القصر ! وكم كانت دهشتهم كبيرة حين فوجئوا بأن النار توقفت عند حدود غرفتي المسكونة بالبوم رغم الستائر السريعة الالتهاب ( والخيمة والديكور ) التي نصبتها في السقف العالي للغرفة لأنني لم أكن قد ألفت الاستقرار في البيوت بعد فوجدت في الخيمة ما يشبه الحل الوسط ...
ومما زاد في دهشتهم أن دخان الحريق الذي لمس بأصابعه الرمادية كل ما في البيت من سجاد وتحف لم يترك حتى بصماته على بياض الستائر والخيمة وبعض البوم لقد احترقت مكتبتي وغرفة المطبخ وجناح العاملات المنزليات وتحجر الدخان والنار عند عتبتي
وقلت للعم الحبيب : لو كنت أتفاءل بالبوم لقلت لك أنها هي التي حمت بقية البيت من الحريق !!!!
أعلنوا الحرب فأعلنت الحب وقلت لناشري السابق : أريد أن أضع على غلاف كتابي ( أعلنت عليك الحب ) صورة بومة قال " ستنحسين " الكتاب والقراء والحب
قلت له : الحب لا ينقصه النحس أما القراء فلا تتدخل بيني وبينهم
وهكذا كان وطارت الطبعة الأولى في أشهر مثل بومة ليلية وطارت الطبعة الثانية
الاسم : الرقص مع البوم
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 72 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب الرقص مع البوم
<
المقدمة رائعة ، تتحدث فيها غادة عن قصتها مع البوم ذلك الكائن الجميل الذي يلومه الكثير و يجعلونه سبب الكوارث التي تحدث لهم و هو ليس عنده فيها لا ناقة و جمل !!
مقتطفات من الكتاب
لماذا يتشاءم البوم منا؟
في عطلة كل أسبوع أهرب من باريس وبعض الأصدقاء اللبنانيين الى بيت ريفي جميل المزرعة تملكه أسرة عربية صديقة
وما نكاد نصل الى ذلك المكان الخلاب حتى تغادره عشرات البوم الى الغابة المجاورة ولا تعود إلا بعد ذهابنا الى أعمالنا وبيوتنا فجر الاثنين !
لا أذيع سرا إذا قلت أنني لا أكره البوم لا أتشاءم منه ولا أتفاءل به وأجده طائرا جذابا بعينيه الواسعتين اللامتزلفتين وأحبه كما أحب بقية مخلوقات الله
وصحيح أن بعض الناس تعارف على بغضه لأسباب غبية غامضة لكن ذلك زادني حبا له وشفقة عليه من كرهنا وتحاملنا الغيبي السلفي المتوارث المتجسد في مظاهر كثيرة أبسطها البوم
ويوم تزوجت حملت معي الى بيت زوجي أربعين بومة على الأقل كنت قد اشتريتها أيام الدراسة والتشرد في أوروبا لوحات وتماثيل صغيرة ومتوسطة من العاج والرخام والخشب والسيراميك وحرصا على مشاعر أسرة زوجي سجنتها في غرفة نومي بعدما استشرت زوجي بخصوص عواطفه نحوها وقبوله بها وصمت فاعتبرت الصمت علامة الرضا !
واستراحت بوماتي من التشرد بعد زواجي وعشنا في سلام زوجي وأنا والبوم ورغم إخفائي لها في غرفة نومي كالعشاق في السينما شاع وذاع وملأ أسماع العائلة خبر وجودها ولم يفاتحني أحد بأمرها بعدما أنجبت صبيا بالرغم من وجود ( النحس ) في مخدع الزوجية !
وفي الحرب زارنا صاروخ أحرق الجناح الأيمن من البيت وأتى عليه وجاء أعمام زوجي يتفقدوننا وقال لي أحدهم بلهجة نصف مازحة : بومك أحرق القصر ! وكم كانت دهشتهم كبيرة حين فوجئوا بأن النار توقفت عند حدود غرفتي المسكونة بالبوم رغم الستائر السريعة الالتهاب ( والخيمة والديكور ) التي نصبتها في السقف العالي للغرفة لأنني لم أكن قد ألفت الاستقرار في البيوت بعد فوجدت في الخيمة ما يشبه الحل الوسط ...
وقلت للعم الحبيب : لو كنت أتفاءل بالبوم لقلت لك أنها هي التي حمت بقية البيت من الحريق !!!!
أعلنوا الحرب فأعلنت الحب وقلت لناشري السابق : أريد أن أضع على غلاف كتابي ( أعلنت عليك الحب ) صورة بومة قال " ستنحسين " الكتاب والقراء والحب
قلت له : الحب لا ينقصه النحس أما القراء فلا تتدخل بيني وبينهم
وهكذا كان وطارت الطبعة الأولى في أشهر مثل بومة ليلية وطارت الطبعة الثانية
بيانات الكتاب
الاسم : الرقص مع البوم
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 72 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب الرقص مع البوم
<