‏إظهار الرسائل ذات التسميات غادة السمان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات غادة السمان. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

الرقص مع البوم لــ غادة السمان

الرقص مع البوم .. عنوان الكتاب ملفت للغاية .. يشدك لتقرأ محتواه و خاصة أنه لغادة السمان
المقدمة رائعة ، تتحدث فيها غادة عن قصتها مع البوم ذلك الكائن الجميل الذي يلومه الكثير و يجعلونه سبب الكوارث التي تحدث لهم و هو ليس عنده فيها لا ناقة و جمل !!
مقتطفات من الكتاب
لماذا يتشاءم البوم منا؟
في عطلة كل أسبوع أهرب من باريس وبعض الأصدقاء اللبنانيين الى بيت ريفي جميل المزرعة تملكه أسرة عربية صديقة
وما نكاد نصل الى ذلك المكان الخلاب حتى تغادره عشرات البوم الى الغابة المجاورة ولا تعود إلا بعد ذهابنا الى أعمالنا وبيوتنا فجر الاثنين !
ظاهرة غريبة لاحظتها الأسرة العربية ولم تجد لها تفسيرا فهي كمعظم جيرانها من المزارعين الأوروبيين تحرص على إقامة البوم عندها في أقفاص خاصة مفتوحة لفوائده في مكافحة الأفاعي والجرذان والحشرات الضارة بالنبات والإنسان قلت لأصدقائي اللبنانيين لعل البوم صار يتشاءم منا ولا يطيق رؤية وجوهنا المشئومة نحن اللذين احرقنا بلدنا ودمرناه وخلفناه خرابا أين منه الخراب المنسوب الى البوم زورا وظلما ؟
الرقص مع البوم لــ غادة السمان لا أذيع سرا إذا قلت أنني لا أكره البوم لا أتشاءم منه ولا أتفاءل به وأجده طائرا جذابا بعينيه الواسعتين اللامتزلفتين وأحبه كما أحب بقية مخلوقات الله
وصحيح أن بعض الناس تعارف على بغضه لأسباب غبية غامضة لكن ذلك زادني حبا له وشفقة عليه من كرهنا وتحاملنا الغيبي السلفي المتوارث المتجسد في مظاهر كثيرة أبسطها البوم
ويوم تزوجت حملت معي الى بيت زوجي أربعين بومة على الأقل كنت قد اشتريتها أيام الدراسة والتشرد في أوروبا لوحات وتماثيل صغيرة ومتوسطة من العاج والرخام والخشب والسيراميك وحرصا على مشاعر أسرة زوجي سجنتها في غرفة نومي بعدما استشرت زوجي بخصوص عواطفه نحوها وقبوله بها وصمت فاعتبرت الصمت علامة الرضا !
واستراحت بوماتي من التشرد بعد زواجي وعشنا في سلام زوجي وأنا والبوم ورغم إخفائي لها في غرفة نومي كالعشاق في السينما شاع وذاع وملأ أسماع العائلة خبر وجودها ولم يفاتحني أحد بأمرها بعدما أنجبت صبيا بالرغم من وجود ( النحس ) في مخدع الزوجية !
وفي الحرب زارنا صاروخ أحرق الجناح الأيمن من البيت وأتى عليه وجاء أعمام زوجي يتفقدوننا وقال لي أحدهم بلهجة نصف مازحة : بومك أحرق القصر ! وكم كانت دهشتهم كبيرة حين فوجئوا بأن النار توقفت عند حدود غرفتي المسكونة بالبوم رغم الستائر السريعة الالتهاب ( والخيمة والديكور ) التي نصبتها في السقف العالي للغرفة لأنني لم أكن قد ألفت الاستقرار في البيوت بعد فوجدت في الخيمة ما يشبه الحل الوسط ...
ومما زاد في دهشتهم أن دخان الحريق الذي لمس بأصابعه الرمادية كل ما في البيت من سجاد وتحف لم يترك حتى بصماته على بياض الستائر والخيمة وبعض البوم لقد احترقت مكتبتي وغرفة المطبخ وجناح العاملات المنزليات وتحجر الدخان والنار عند عتبتي
وقلت للعم الحبيب : لو كنت أتفاءل بالبوم لقلت لك أنها هي التي حمت بقية البيت من الحريق !!!!
أعلنوا الحرب فأعلنت الحب وقلت لناشري السابق : أريد أن أضع على غلاف كتابي ( أعلنت عليك الحب ) صورة بومة قال " ستنحسين " الكتاب والقراء والحب
قلت له : الحب لا ينقصه النحس أما القراء فلا تتدخل بيني وبينهم
وهكذا كان وطارت الطبعة الأولى في أشهر مثل بومة ليلية وطارت الطبعة الثانية

بيانات الكتاب


الاسم : الرقص مع البوم
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 72 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب الرقص مع البوم
<

الحبيب الافتراضى لــ غادة السمان

نصوص متفرقة بمواضيع عديدة.. جمعتها الفترة الزمنية مابين 2002 و2004..
اللغة فيها -كعادة نصوص غادة السمان- أكثر من رائعة بكل ما تحمله من تشبيهات فريدة..
أحب هذا النمط من الكتابة الذي يترك فيه الكاتب أفكاره ومشاعره تتدفق بعفوية دون قيود
مقتطفات من الكتاب
زمن الحبيب الافتراضي
أذعن لمنطق الألفية الثالثة في سان فرانسيسكو ,
أقف فوق المنصة الرجراجة الزلزالية تحت بقعة ضوء ...
وعلى عيني نظارات دنيا الحقيقة الافتراضية
الحبيب الافتراضى لــ غادة السمان لا شيء حقيقيا في ما أراه , لكنك وسيم وشهي داخلها .
أعياد الطفولة وأعمدة قصور القرن الماضي ,
حجر رملي يتفتت بين أصابعي ,
فأين المفر؟ الماضي رمال والمستقبل زئبق !
سماعتان على أذني .
الخلفية موسيقى " بروخنر " الصدئة النشازية , وصوت حفيدة ميكي ماوس في " ديزني لاند " ,
يرشدني كيف أغادر " موت لاند " الى " تخدير لاند " ...
حبيبي الافتراضي يتقدم شهيا , كالموت في سباق السيارات ,
حبيبي الافتراضي يتمدد على شاشة الإنترنت
ويخاطبني بصوت معدني بدلا من صوت الريح .
مع حبيبي الافتراضي أرحل على أجنحة ال " ويب " ,
في كوكب بلا أشجار ولا عصافير ولا ذاكرة ولا أطفال ,
لنشهد معا على انتحار القمر ...
النسيان الافتراضي للبنان
قالت الفراشة
للمصباح الذي انقطعت الكهرباء عنه في بيروت :
ما زلت أحبك , ولن أهجرك ...
وسأظل أحوم حولك حتى في ظلمتك !
شطرنج الحرية الافتراضية
ماذا تريد أن تعرف عني ؟ كم مرة مت ؟
سيرة ميتاتي بالتفصيل واحدة بعد أخرى وعددها ؟
الأرقام افتراضية مع امرأة دهرية وئدت عصورا ,
وجلدت زمنا وبيعت كجارية ,
وأحرقت على أوتاد الساحرات وجلدت ورجمت
وغادرت رمادها بعد ذلك كله ذات قطار ,
واستطاعت أن تكشف الفرح
ومتعة الرقص على ضفاف الرين والرون , والسين والسون ,
في مدن تجهل لغة بعضها ,
كأنها ولدت للتو في كوكب جديد تتعارف معه .
يكفي أن تعرف : أنني أحبك بميتاني كلها
وبحيواتي كلها وبأحزاني كلها وبأسراري كلها ...
وأنني شهرزاد التي لم يعد يطاردها سيافك
ولا تريد مطاردتك بسيفها الخاص
لثأر عتيق لها عليك أو على سواك ...
ببساطة : أريد أن أحبك على شطرنج الحرية الافتراضية ...
فهل ترضى ؟
القلعة الافتراضية
حين مزجت حبري بدموعي
وبالطر الذي يهطل من عيون الآخرين ,
اكتشفت مفاتيح قلعة الأبجدية !
الرسائل القديمة الافتراضية
قراءة رسائل الحبيب الميت , أمر مرعب كاستحضار الأرواح .. فحذار !
انه هنا وليس هنا
نقول ليتنا لم نفعل كذا وفعلنا ذاك .
وحدنا نعرف ما وراء كل كلمة حقا وكل فاصلة , وحدنا لا نزال نسمع نبضهم خلف كل نقطة
وحدنا يأتينا صوتهم نضرا من الورقة المتآكلة الصفراء
وحدنا نعرف الطعم الحقيقي للمرارة والندم والوهم :
طعم المستحيل
الذاكرة الافتراضية
لا وقت عندي لدفن موتاي , علي دائما أن أختار بين زمن التأبين وزمن الحب
وقد انحزت دائما لحضارة الضوء وهربت من دهاليز النفتالين , وحبيب عادي في اليد
خير من عشرة عباقرة افتراضيين في الذاكرة !
حبك موتي الافتراضي
حذار من حكايا الحب القديمة
لغم في لحم الذاكرة لا يمكن لخبير تعطيله
حذار من الذكريات فهي حرف جر الى التكرار
حذار من حبيب لا يزيده الزمن الا نضارة في القلب
" لم تزل ليلى بعيني طفلة , لم تزد عن أمس الا اصبعا "
حذار من زين الشباب
أيتها البومة المتوحدة كطفل على باب ميتم
اهربي بجرحك الى وكرك
داوي نفسك بجرعات كبيرة من اليأس
حذار من سم الأمل حذار
" فكل رجل يقتل من يحب " بحقن في الشريان من سم الأمل .
بيانات الكتاب
الاسم : الحبيب الافتراضى
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 157 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
تحميل كتاب الحبيب الافتراضى

الجسد حقيبة سفر لــ غادة السمان

الكتاب مليء بالكثير من المواضيع التي من الممكن أن يتحدث عنها كاتب في كتاب واحد .. غادة كتبت عن الأدب ، الثوره ، نكبة فلسطين ، الاستعمار ، الجمال ، المسرح ، الحب ، الانسانيه ، الدين وعن كل مايمكن أن تفكر فيه
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
يدعون : الشمس تشرق من اسرائيل
لا أذكر بالضبط كيف بدأت اللعبة الجهنمية
لا أستطيع تحديد تلك اللحظة التي كفت فيها اللعبة عن أن تكون بريئة ومسلية لتستحيل جارحة وقاتلة ومسمومة ..
ربما حدث ذلك حينما نطق ذلك الشاب السويسري بكلمة : ,, اسرائيل ,, وفاحت معها روائح الدم وومضت آلاف الخناجر بينما كانت عيناه تواجهان ثورتي المفاجئة ببراءة مذهولة !
كل ما أعرفه هو أنني أكتب الآن من زيورخ بالضبط من كوخ على تل من الثلج " أحد بيوت الطلاب "
الجسد حقيبة سفر عن مجموعة من الطالبات والطلاب من بقاع العالم كلها , جمعهم أمران : التزلج على الجليد و الدراسة ..
وكل الأحداث الطريفة التي حدثت طوال النهار وقررت الكتابة عنها – تبخرت من حنجرة قلمي ...
وكل الأحداث الموجعة التي بدأت مع يوم رحلتي الأول تعود لتنبت من جديد في محبرتي وتلطخ بياض ورقتي بالسواد المهين ..
منذ يوم رحلتي الأول قررت : لن تقع عيناي الا على الجميل والمبهج ,, سأتحدث عن شروق الشمس وأترك لسواي مشاهدة الغروب .. سأرسم نصف الكأس الملآن بالماء وأتجنب الحديث عن النصف الباقي – الفارغ ففي وطني العربي يعتب الجميع على كتاب جيلنا :
" لماذا كل هذا التشاؤم .. ضياعكم مستورد ! حزنكم غير أصيل ! بلادنا لم تتعرض لويلات الحروب العالمية ! نحن بخير .. نريد أدبا أصيلا نريد كلمات بيضاء فعلا لا من باب التسمية بأسماء الأضداد "
ويوم رحلت قررت في شبه مباسطة نفسية مع ذاتي , ربما كانوا على حق .
سأرى الأمور من جديد .
وقد حاولت .. وتغابيت .. وتعاميت .. عذار أيها السادة ولكن كلمته الليلة " اسرائيل " فجرت كل شيء .. كل شيء .. انها التعبير المحسوس عن واقع الخزي المرير تهون أمامه مرارة مدن تستلب في حرب عالمية ما ..
عذرا أيها السادة ..
لا مفر من الصدق أحيانا واذا كان المرح والجنس من شروط النجاح لأدبنا في العربي المعاصر : فسوف أكتب كلمات لا علاقة لها بفن نحت الكلمات الأدبي ... لنسميها هلوسات مواطنة تصادف أنها أيام كانت تقف لتحية العلم في طفولتها في باحة مدرسة " الفيحاء " في دمشق , كانت تفعل ذلك بحب غريزي مرير .. وصورة ذلك الأخضر الأحمر الأسود والأبيض ما تزال تقطن شبكية عينيها .
ماذا حدث ؟ ما الذي دفع ذلك الطالب المجهول ليقول ببراءة تامة : " اسرائيل لا أهمية لذلك اذا لم أفجر الوقائع " البيض " منذ بداية المرحلة ... فالانفجار الأخير ليس سوى حصيلة عشرات الانفجارات المكبوتة ..
بدأت الحكاية في ملعب " للرغبي " في قرية قريبة من لندن تدعى " آيشر " كان البرد باردا حقا !
لا أجد صيغة أخرى أعبر بها عن مشهد ملعب أخضر العشب ممتد من الأفق الى الأفق وطبقة شفافة من الجليد تغطيه .. ثم تكسر الجليد وذاب تحت أقدام آلاف من الشبان لابسي الشورت , لاعبي الرغبي يوم العطلة الأسبوعية .. الأحد .
وكنت أراقبهم من مبنى النادي , عبثا أبحث عن ساقي أخي السمراوين بين آلاف السيقان البيض الراكضة المتلاحمة .. وعلى زجاج النافذة كانت أنفاس عشرات من الفتيات الانكليزيات صديقات الشبان تتكاثف .. ومن خلال الأبخرة المتزايدة تستميت العيون بحثا عن وجه ما بين المتبارين .. وكنت أشعر بالدفء والأنس .
 بيانات الكتاب
الاسم : الجسد حقيبة سفر
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 18 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب الجسد حقيبة سفر

الأحد، 27 يوليو 2014

القبيلة تستجوب القتيلة لــ غادة السمان

الكتاب يجمع أهم المقالات والمقابلات للكاتبة السورية غادة السمان..
من يهتم بكتاباتها فلا يضيع قراءة هذا الكتاب الممتع
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
مصارحة
1 . مع كل كتاب أخطه , أموت قليلا .
وبين موت وآخر تأتي وجوههم الأليفة تأتي أصواتهم لتستجوب القتيلة يعرفونها ولا يعرفونها تعرفهم ولا تعرفهم ولكنها واثقة من أمرين : أنها تنتمي اليهم وأنها لم تعد موؤودة , صار لها صوتها واستعادت حنجرتها المسكونة بعشرات الايقاعات بما في ذلك حقها في اتهام القبلة بين موت وآخر من ميتاتها .
2 . حصيلة ذلك التفاعل المحرض الخلاق والزخم الحي نجد بعضه في هذا الكتاب وهو الجزء الثاني عشر والأخير في سلسلة " الأعمال غير الكاملة " وبه أختم جهدا كادحا بدأته صيف 1978 وانتهيت منه مع الأيام الأخيرة لعام 1980 .
القبيلة تستجوب القتيلة 3 . يضم هذا الكتاب مختارات من الأحاديث الصحافية بين رفاق القلم وبيني وقد صنفتها في خمسة أبواب وهي :
أ . أحاديث لم تحدث : الأحاديث الصحافية التي لم أدل بها ولم أكتبها ولم أكن على علم بمعظمها الا مصادفة وبعد صدورها متحدثة باسمي ! وهي ليست كما يتوقع الانسان رديئة .
بعضها متقن التزوير ويحمل الطابع الخاص لأسلوبي وتوقيع بعض وكالات الأنباء .
وأنا لا أستطيع أن أنفي غضبي كلما فوجئت بها , ها أنا ما أزال حية وها هم يقلدون صوتي ويخرجون صدق الاستجواب , قد تكون الأجوبة التي يلصقونها على حنجرتي أفضل من أجوبتي وقد تكون أسوأ لكنها تخلو من الصدق الذي يمنح الفن مذاقه وقيمته ومن هنا لا أحبذها بوجه عام .
ولعل أجمل نموذج للأحاديث التي لم أكتبها هو حواري مع الأديب الكبير غسان كنفاني وله حكاية مختلفة .
فقد كان يومئذ يراسل احدى المجلات المصرية والذين عرفوا الشهيد غسان كنفاني يذكرون موهبته الخارقة الممزوجة بروح النكتة العملية التي تروق لي .
سألني حوارا صحافيا شفهيا فرفضت وأصريت على أن يكون الحوار مكتوبا واستمهلته أسابيع لانشغالي يومئذ بروايتي " السقوط الى القمة " أشهر رواية عربية غير منشورة ! فماذا فعل غسان ؟ لقد ذهب وكتب الأسئلة وكتب الأجوبة وجاءني بالحوار قائلا : اني أعرف أفكارك وأعرف أسلوبك وها هو حوارنا !! وقرأت الحوار وفوجئت بأنه كتب الأجوبة عني . ووافقت على نشره ..
فقد كان منبثقا من روح حواراتنا الشفهية وكان أفضل ما كتبت وما لم أكتب من أحاديث في نظري .
ب . الفصل الثاني من الكتاب أسميته " سيرة ذاتية " وجمعت فيه الأحاديث التي تنصب مباشرة على حياتي الخاصة كانسانة وعن علاقة ذلك بفني .
هذا الفصل رتبته وفقا للتسلسل الزمني ولكن بدءا بالماضي وانتهاء بالحاضر فقد أحسست وأنا أعيد قراءة أحاديثه أنني أقرأ حياتي موجزة في سلسلة محاورات وأن قراءتها بدءا بالماضي وانتهاء بالحاضر له مذاق من يقرأ قصة مواطنة طموح والناس تحب قراءة القصة وأنا أحب خلق المذاق القصصي في كل ما أكتبه أو حتى أرتبه وأبوبه .
ج . هنالك صدفة بيولوجية – هي أنني ولدت أنثى نجمت عنها أسئلة صحافية من نوع خاص تدور حول علاقة المرأة والرجل و " الثورة الجنسية " المعاصرة وتحرر المرأة لقد طرح علي هذا النمط من الأسئلة أكثر مما طرح على أديب آخر ذكر .
بيانات الكتاب
الاسم : القبيلة تستجوب القتيلة
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 353 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت
تحميل كتاب القبيلة تستجوب القتيلة

الأعماق المحتلة لــ غادة السمان

الكتاب هو مقالات مجمعه لغادة السمان
تتنوع ما بين السياسيه الوطنيه من الدرجه الاولى وبعض المقالات الاجتماعيه
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
كتابات على جدران شارع القلب
أعود اليكم , مشتعلة الأظافر كعشرة أصابع من الديناميت , ملتهبة بأشواق المنفى متوردة بفرحة اللقاء , وقلبي تفاحة دهستها شاحنات المتقابلين فوق اسفلت الليل الدامي في بيروت .
وأكتب اليكم , والمقاتلون يغلون تحت شرفاتنا داخل بيوتنا فوق بياض أوراقنا تحت جلدنا يصنعون من أجسادنا متاريسهم ومن أعصابنا حبالهم ومن جلد أطفالنا طبول حربهم .
أعود اليكم خارجة من رحم الكوابيس ماشية نحوكم داخل ماسورة مدفع طولها سبعة أعوام من الحرب مغسولة بالدمع كرسائل العشاق .. مزدهرة بالحقد العادل مصرة على أن يظل ذلك الجسر المضيء ممتدا بينكم وبيني أينما كنتم وكيفما كنت موقنة بأن اللغة ليست الأعماق المحتلة  لــ غادة السمان غبارا مضيئا يتلاشى كبقايا الشهب الضالة , فانتظروني عند الطرف الآخر للجسر .. واغسلوني بزيت المحبة الشافي وقولوا لي : كل موت وأنت بخير !
وأعرف أنني عدت الى الكتابة في أكثر الأوقات العربية رداءة .
وما أكثر الأصدقاء الأوفياء الذين نصحوني بالتريث ريثما يشير " بارومتر " الطقس العربي الى الصحو أو الاعتدال .. وقالوا لي أن " ارتكاب " الكتابة الآن خطأ في التوقيت ولعل فيما قالوه عين الصواب ..
ولكنني خفت أن أقع في الصواب !
المهزلة أننا نرفض أحيانا أن نقع في الخطأ فنجد أنفسنا وقد وقعنا في الصواب !
لعل في الكتابة الآن فعل خطأ , ولكن عدم الكتابة فعل خطأ أيضا وعلي أن أختار الخطأ الأقرب الى حقيقتي .
وهكذا كان علي أن أختار بين موت وآخر , فاخترت الموت المائي على الموت القاحل , وآثرت بحار الفضول على قحط السلامة , والتصقت بزمن العاصفة بدلا من زمن القوقعة . أنتظر ؟
ماذا أنتظر ؟ هل أنتظر وصول الرفيق " جودو " بعد أيام , رافعا راية مفاوضات السلام ؟ نلتف حوله كالأطفال السذج ويخرج لنا من أكمامه كالحواة أرنب السلام الوهمي ويطلق لنا من محرمته الحريرية عصافير الفرح الكاذب ؟
ماذا أنتظر قبل أن أعود الى الكتابة ؟ هل تبقى حقا من ينتظر معجزة " سريعة الذوبان " مثل " حليب نيدو " تحيل المياه لزمننا العربي الى موجة بيضاء من غير سوء ؟
ولكن هل توقيت الكتابة الآن خاطئ حقا ؟ حسنا .
الكل تقريبا يقف الآن ضد أن نكتب .
ارتكاب الكتابة الآن فعل مناف " للأخلاق الكتابية " السائدة والتقاليد الكتابية الغابرة , هذا ما يراه بعض النقاد من الأكاديميين فالكتابة في نظرهم يجب أن تتم بعد أن تصبح الحرب ذكرى .
وتنقضي أعوام طويلة بعد توقفها ولما كنا نحن الكتاب سنموت قبل أن تنتهي هذه الحرب , علينا أن نكتب الآن عن حرب " سفر برلك " اذا توغلنا في الحداثة أو عن حرب " داحس والغبراء " حرصا على اللمسة الكلاسيكية , والأكاديميون بالتالي يقاطعون " أدب الحرب " ويرفضون قراءته لرداءته التي تأكدوا منها دونما قراءة كما يعلنون بفخر وبوركت التقاليد الأكاديمية الحربية .
أما الكتاب الذين لا يكتبون الآن شيئا فكل ما يسطره رفاق الكلمة هو بنظرهم " انفعالات وظواهر تنفسية " .
بيانات الكتاب
الاسم : الأعماق المحتلة
تأليف : غادة السمان
الناشر : منشورات غادة السمان
عدد الصفحات : 324 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت

تحميل كتاب الأعماق المحتلة