‏إظهار الرسائل ذات التسميات دواوين شعريه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دواوين شعريه. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 15 سبتمبر 2013

معلقة لبيد بن ربيعة


لَبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامِري عامر بن صعصعة من هوازن (توفي 41 هـ/661 م) أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية،عمه ملاعب الأسنة وأبوه ربيعة بن مالك والمكنى *بربيعة المقترن* لكرمه. من أهل عالية نجد، مدح بعض ملوك الغساسنة مثل: عمرو بن جبلة وجبلة بن الحارث. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسلما، ولذا يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات.
معلقة وليد بن ربيعة
وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس. فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.وفد أبو براء ملاعب الأسنة -وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، -وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرؤوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.
فلما أصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:
يا رب هيجاً هي خير من دعه
أكل يوم هامتي مقزعه
نحن بنو أم البنين الأربعه
ومن خيار عامر بن صعصعه
المطعمون الجفنة المدعدعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه
يا واهب الخير الكثير من سعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه
يخبر عن هذا خيبر فاسمعه
مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
إن استه من برص ملمعه
وإنه يدخل فيها إصبعه
يدخلها حتى يواري أشجعه
كأنما يطلب شيئاً أطعمه



الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

معلقة عمرو بن كلثوم … عمرو بن كلثوم

معلقة عمرو بن كلثوم
يعد الشعر العربى هو الوثيقة الأكثر تأكيدا على ما كانت عليه حياة العرب ، فهو منفذ لحياتهم ، الراوى الأصدق لقصصهم المليئة بالفخر والتباهى والعزة والكرامة والجود والفروسية والشجاعة ، فحينما سجلت الحضارات القديمة تاريخهم بالرسم على الجدران ، غزل العرب الجاهليون تاريخهم ويومياتهم فى شعر ردد فى الأذهان وبقى عالقًا فيها حتى الآن .
من المعلقات العربية الشهيرة معلقة عمرو بن كلثوم الفارس المغوار الذى اشتهر بالشجاعة والفروسية والأصل العريق وشعره الآخاذ ، والذى تباهى به أهل قومه لعدة قرون ، ثم تباهى به العرب إلى اليوم .
مقدمة الكتاب :
الحمد لله وَلىِّ كل ِّ نِعْمة ، والصلاة والسلام على نبىِّ الرَّحمة ، القائلِ : " إنّ منَ الشِّعرِ لَحِكْمة " .
وبعد :
يصوِّر الشعرُ الجاهلىُّ حياة العرب فى الجاهلية أصدق تصوير ، ويعبّر عن مكنونات نفوسهم وخَلَجاتها أدقَّ تعبير لأنّه شعر الفِطْرة البعيدة عن التكلّف والتصنع ، ولا يزال هذا الشعر ــ على تقادم العهد بقائليه ــ ينبض بالحياة ، ويعود غضًّا طريًّا كلما ردّدته الألسن .
ومن أروع صور هذا الشعر الأصيل : القصائد السبع الطوال ، المشهورة بالمعلّقات ، والتى أجمع نقاد الأدب ــ قديمًا وحديثًا ــ على تقديمها وتقديم أصحابها .
واختلفوا فى سبب تسميتها بهذا الاسم ، وأرجح الأقوال أنها سميت بذلك لنفاستها ، من العِلق ؛ وهو الشىء النفيس الثمين ، أو لكَلَف الناس بها وحبِّهم إيّاها ، من العَلَق ؛ وهو الحبُّ والهوى .
وأما القول بأن سبب التسمية يرجع إلى أن العرب اختارها من أشعارها ، فكتبوها بماء الذهب على الحرير ، ثم علقوها على أركان الكعبة ــ وقيل : فى أستارها ــ فهو من باب الأساطير ، كما يرى المحقّقون من علماء الأدب ؛ إذ لم تكن معروفةِّ عند القدماء بهذا الاسم أصلاً !
وأول من جمعها حمّادٌ الرَّاوية ، فى أواخر العصر الأموى وأوائل العصر العبّاسى ، وسماها السُّمُوط ( جمع سِمْط ؛ وهو العِقْد ) ؛ للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ومنذ ذلك الحين عُنى الأدباء والشعراء بتحفُّظ هذه القصائج وتدارُسها ، وتعهّدها فحول العلماء بالضبط والشرح .
وقد أردنا أن نذلّل لأبناء العربيّة سبيل الاستفادة منها ، وأن نقرّبها بين أيديهم سهلة ميسَّرة ؛ فكانت هذه الطبعة فى ثوبها الجديد ، وهذا بيان منهج العمل فى إعدادها :
* ضبطنا نصَّ المعلّقات بالشكل ضبطّا شِبْهَ تامِّ .
* قدّمنا بين يَدَىْ كل ِّ قصيدة لمحةً موجزةً إلى حياة قائلها ، وذكرنا سببَ نظمها ( إن وُجد ) ؛ ليكون ذلك مدخلاً إلى عالَم الشاعر ، وعَوناً على تذوُّق شعره .
اعتمدنا ــ فى المقام الأوّل ــ على شروح المعلّقات المشهورة ؛ وهى :
شرح المعلقات السبع للزوزنىّ.
شرح المعلقات العشر للتبريزىّ .
جمهرة أشعار العرب للقرشى ّ .
شرح المعلّقات التسع المنسوب للشيبانىّ .
* أثبتنا رواية الزوزنىّ دائمًا ، وقابلنا شرحه بالشروح الأخرى ، واعتمدنا عليه ـــ فى الغالب ـــ لسهولته ووضوحه ، وعند اختلاف الشُّرَّاح رجَّحنا ما رأينا أنّه أقرب إلى فهم القارىء المعاصر .
* عُدنا فى شرح الغريب إلى معاجم اللغة وكتب الأدب ، واخترنا منها ما هو أسهل فهمًا ، وأقربُ متناوَلاً ، ولم نلتزم فى الشرح دائماً بألفاظ القدامى نفسها ؛ إذ إنَّ الغاية الأولى من هذه الطبعة هى تقريب المعلقات إلى غير المتخصصين بالعربية ، وترجمة لغة الجاهلية إلى لغةٍ عصريَّةٍ مألوفة .
* أردفنا شرحَ الغريب ــ إذا لم يُجزى فى الكشف عن المعنى ــ يإضاءة ٍ تُبيّنُ المقصود ، وتوجّه فكرَ القارىء إلى مراد الشاعر .
* أخرجنا كلَّ معلّقة فى جزء لطيف الحجم ؛ ليَسهُلَ على طلاّب العلم ومحبّى العربية اصطحابه وتدارسه .
راجين أن تنال هذه الطبعة فى حُلَّتها المميَّزة رضا قرّائنا الكرام .
والله الموفّق
فصول الكتاب :
الفصل الأول : نبذة عن عمرو بن كلثوم
الفصل الثانى : معلقة عمرو بن كلثوم
معلومات الكتاب :
اسم الكتاب : معلقة عمرو بن كلثوم
المؤلف : عمرو بن كلثوم
حررها ووضع حواشيها : محمد على الحسنى
الناشر : دار الكتب الوطنية ، هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة
الحجم : 2.60 ميجابايت


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الجمعة، 26 يوليو 2013

يوميات امرأة لا مبالية … نزار قبانى

يوميات امرأة لا مبالية  …  نزار قبانى

تحدث الكاتب عن المرأه ، المرأة الا مبالية ، والتى سكتت عن حقها فى الحياة وتركت للرجل حق التصرف بكل شىء ، نفسها ، جسدها ، رأيها ، سعادتها ، حتى متعتها ورغباتها .

أراد الكاتب أن يشعل ثورة بداخل المرأة العربية كى تثور هى على حقها الذى سلبه منها الرجل الشرقى كما ذكر الكاتب فى هذا الديوان الشعرى . وأخذ يذكر الأسباب التى جعلته يثير كرامة المرأة فى مقدمة الكتاب النثرية .

قسم الكاتب هذا الكتاب إلى قسمين ، قسم يحتوى على مقدمة نثرية يشرح بها وجهة نظره فى المرأة العربية وحالها الراهن ، و القسم الثانى يحتوى على قصائد شعرية متحدثاً بها عن المرأة أيضاً .

مقدمة الكتاب :

" يوميات امرأة لا مبالية " هو كتابكنّ . هو كتا كل امرأة حكم عليها هذا الشرق الغبى الجاهل المعقد بالإعدام ونفذ حكمه فيها قبل أن تفتح فمها . ولأن هذا الشرق غبى وجاهل ومعقد يضطر رجل مثلى أن يلبس ثياب امرأة ، ويستعير كحلها وأساورها ليكتب عنها , أليس من مفارقات القدر أن أصرخ أنا بلسان النساء ، ولا تستطيع النساء أن يصرخن بأصواتهم الطبيعية .

ثم أليس من المفارقات المضحكة ، أن آتى إلى قاعة الوست هول لأشرح لكن أيتها المباليات مشاكل هذه اللا مبالية النفسية والجسدية ..

لماذا تصمتن أيتها النساء ؟

لماذا أكل القط ألسنتكن ؟

لماذا تنتظرن من يأخذ بثأركن ولا تأخذن ثأركن بأنفسكن ؟

نحن الرجال لا نعطى شيئا ً . نأكل البيضة وقشرتها .ندّعى التحضر ونحن بأكثر بدائية من ضباع سيبيريا . ندرس فى جامعات أوروبا ونعود أكثر توحشاً من الماو ماو .

نقدم الورد لعشيقاتنا وننشر رقبة شقيقاتنا بالمنشار .

نحن الرجال، نضع فى فمنا السيجار ونتصرف بغريزة الجمل .

نتمشى مع صديقتنا فى حديقة عامة وفى أعماقنا تصرخ الغابة .

نتحدث عن الحرية وفى داخلنا تصطك أبواب الحريم وتخشخش مفاتيحه وأقفاله .

نحن الرجال ، خلاصة الأنانية وشهوة التملك والاقطاع .

نحن النفاق الذى يمشى على قدمين ، والوصولية التى تمشى على أربع .

فلماذا تسكتن علينا أيتها النساء . لماذا ؟ ..

أليس هناك واحدة منكن ، واحدة لوجه الله ، تستطيع أن ترد لنا الصفعة صفعتين ، والكرباج كرباجين ؟

منذ كان الرجل وهو يتحكم بكن ، بأقداركن ، بأجسادكن ، بعواطفكن ، بدموعكن ، بلذتكن ، بفراشكن ... منذ أن كان الرجل وهو يحتكر لنفسه كل شىء . يحكتر المعرفة والحكمة والذكاء والدولة والسياسة والتشريع والحب والشهوة . يحتكر حتى غطاء السرير ..

ومن هنا كان لا بد من العثور على امرأة من هذا الشرق تملك القدرة على الصراخ ، تملك الجرأة على التحدث عن نفسها وعن جسدها دون أن تلطخها عقدة الذنب وفؤوس العشيرة . كان لا بد من العثور على واحدة امرأة واحدة تنتزع القفل الصدىء الموضوع على فمها وترميه فى وجه سجّانها .

كان لا بد من امرأة فدائية تقبل بمحض إرادتها أن تمد جسدها وسمعتها جسراً تمر عليه بنات جنسها إلى الضفة الأخرى من النهر. إلى ضفة الحرية.

بحثت عنها طويلاً هذه المرأة الشجاعة.

في المدن بحثت عنها. في القرى بحثت عنها ، في الحقول بحثت عنها. في مدارس البنات، في الجامعات، في الجمعيات النسائية ، في حفلات عرض الأزياء حيث الحرية تتحرك على مدى عشرة سنتيمترات فوق الركبة ولا تتعداها إلى قلب لابسة الثوب وإنسانيتها.

ما أضيق الحرية التي طولها عشرة سنتيمترات فقط. ما أضيقها.

اكتشاف امرأة من هذا الطراز كان معجزة.

ووجه الإعجاز فيها أنها تتكلم وتكتب أيضاً. ليس قليلاً أبداً أن تمارس امرأة في شرقنا النطق والكتابة.

فالمسؤولون عن سجن النساء منعوا لسانها عن الحركة.

قطعوه وأكلوه. أنسوها غريزة النطق. وصادروا منها أدوات الكتابة.

والكتابة التي أقصدها ليست كتابة الفروض المدرسية، وإعداد الأبحاث والأطروحات الجامعية .

الجامعيات عندنا برغم كونهن يكتبن فإنهن لا يكتبن .

برغم كونهن ينطقن فإنهن لا ينطقن. برغم كون الخنجر مزروعاً في ظهورهن فإنهن لا يصرخن .

أنا لا أؤمن بحرية تنفصل عن النطق والسلوك .

حرية المرأة هي أن تسقط في الماء بكامل ملابسها لا أن تتنزه في حديقة الجامعة وهي تتأبط الكراريس المدرسية .

الحرية جواد أبيض لا يستطيع ركوبه إلا الشجعان .

قلعة لا تفتح أبوابها إلا للمقاتلين .

العبودية سهلة. إنها جسد مشلول يتعاطى الحبوب المنومة .

أما الحرية فوجع أبدى لا يريح ولا يستريح .

في شتاء عام 1958 عثرت على هذه المرأة الكنز. أرتني جروحها. أرتنى مكان المسامير على نهديها .

أرتنى آثار الكرباج على ظهرها. أرتني أوراقها. حكت لي كل شيء .

تحدثت بلا نظام ولا ترتيب. تحدثت بشفتيها وأهدابها ودموعها وأظافرها .

تحدثت بلين وشراسة ، بطفولة ووحشية، بحقد وغفران، بكفر وإيمان، بإحتقار وسخرية، بهدوء وعصبية، بشجاعة وتحدٍ.

تكلمت بطلاقة من قضى آلاف السنوات ممنوعاً عن الكلام .

تكلمت بحماسة طير وجد أمامه فرصة للهرب .

كانت هذه المرأة تأتينى كل مساء في شتاء عان 1958 وكنت يومئذ ديبلوماسياً في الصين .

شتاء كامل وأنا أستقبل هذه المرأة دون أن يخطر ببالي مرة أن أسألها ما اسمها؟ أين تسكن؟ ما هي مدينتها؟

كان حضورها أقوى من كل أسئلتي. وكانت قضيتها أكبر من التفاصيل والعناوين والأسماء .

وهبت هذه المرأة وأنا لا أعرف عنها سوى أنها كانت جميلة ورائعة وشجاعة .

ذهبت ولم تترك سوى بصمات صوتها على جدران حجرتي، وسوى حزمة أوراق على طاولتي على شكل جرح .

ظلت هذه اليوميات نائمة في درج طاولتي عشر سنوات .

كانت وصية صاحبتها لي قبل أن تذهب، أن لا أنشر يومياتها. وبعد عشر سنوات قررت فجأة أن أخون صاحبة اليوميات وأنشر كلامها على الدنيا .

لماذا لا أخونها؟

إن ما كتبته هذه المرأة لا يخصّها وحدها .

فهي عندما تتحدث عن حزنها فإنها تتحدث عن كل الحزن، وعندما تتكلم عن جسدها فإنما تتحدث عن كل الأجساد .

وعندما تتحدث عن وجدها وحبها وكرهها وشهوتها فإنما تتحدث عن وجد وحب وكره وشهوة النساء جميعاً .

من هذه الزاوية أستطيع أن أبرر خيانتي لهذه المرأة .

لأنني أعتبر هذه اليوميات مصدراً من مصادر النفع العام كالتماثيل والمتاحف والحدائق العامة يجب أن يراها كل إنسان .

نعم. لقد خنت متعمداً هذه المرأة عندما نشرت يومياتها. وللمرة الأولى أحب خيانتي وأتلذذ بمذاقها.

اليوميات عمل من أعمال السخط والتحدى .

سخط على التاريخ وتحدّ له في منتصف الشارع. ثم هي رفض لوضع تاريخي واجتماعي ووراثي مهين ومستمر في زوايا كثيرة من عالمنا العربي.

قد لا ينطبق وضع اللامبالية مئة بالمئة على وضع المرأة البيروتية التي تسكن شارع الحمراء أو الدمشقية التي تقطن حي أبي رمانة، أو القاهرية التي تسكن الزمالك. فقضية المرأة الشرقية لا تنحصر بثلاث مدن وثلاثة شوارع .

لقد اخترت نموذجي من قرانا وأحيائنا الشعبية وبوادينا حيث لا تزال المرأة تُقايض بالنوق والماعز. وتوزن كأكياس الطحين، وتقوم خلال حياتها بزيارتين ..

بزيارتين لا ثالث لهما. واحدة لبيت زوجها والثانية للقبر ..

من أجل ماذا كتبت "اليوميات" من أجل من ؟

من أجل الحرية .

كتابى هو كتاب الحرية .

والحرية التي أطلبها للمرأة هي حرية الحب. حرية أن تقول لرجل يروق لها: "إني أحبك" دون أن تقوم القيامة عليها، ودون أن يُرمى رأسها في تنكة الزبالة .

حرية أن تقول كل ما تقوله العصافير والأرانب والحمائم في حالات وجدها وعشقها والتحامها العاطفى .

أطالب بنزع الأقفال عن شفتيها، وإنهاء حالة النفاق الكبير الذي تعيش فيه .

نعم. النفاق الكبير. فالمرأة الشرقية مستودع نفاق كبير. فوجهها وجهان. ونفسها نفسان. وخارجها وداخلها متناقضان. تقول شيئاً وتضمر غيره وتحب رجلاً وتتزوج سواه بسرعة النسانيس .

إنها تحتال على الحب وتكذب وتغشّ، لأن مجتمعنا علّمها أن تكون محتالة وكاذبة وغشاشة. وما دام مجتمعنا ينظر إلى الحب نظرته إلى حشيشة الكيف، وما دامت كتابة رسالة حب واحدة تكلف صاحبتها الوصول إلى حبل المشنقة فسوف تستمر الازدواجية واللصوصية والتهريب العاطفي، ويظل الحب في بلادنا غلاماً بلا نسب يطرق الأبواب ولا يجد من يفتح له .

نحن مجتمع بلا عافية لأننا لا نعرف أن نحب. لأننا نطارد الحب بكل ما لدينا من فؤوس ومطارق وبواريد عثمانية قديمة .

نزار

فصول الكتاب :

مقسم الكتاب لقصيدتين

القصيدة الأولى : رسالة إلى رجل ما

القصيدة الثانية : يوميات امرأة لا مبالية

معلومات الكتاب :

اسم الكتاب : يوميات امرأة لا مبالية

المؤلف : نزار قبانى

الناشر : دار منشورات نزار قبانى

الحجم : 142 كيلو بايت


 تحميلتحميل  قراءة اونلاينقراءة اونلاين طريقة التحميل

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

ديوان الحُطيئة … حمدو طماس

الحطيئة

يتغنى الحطيئة فى ديوانه بمكارم الأخلاق والقيم الأخلاقية والمثل العليا رغبة منه كى تصل إلى أذهان العالم أجمع كى يتمثلوا بها وذلك من خلال صدقه فى التعبير وحياكته للعبارات التى تتجلى معانيها من بين السطور ، وحسن ديباجته وسلامة تراكيبه وصدق عاطفته وبراءة أفكاره ، فهو شاعر حار الناس فيه ، لا يهتم بالمادة ككثير من نظائره ولكن يعطى كل ذى حق حقه وكل ذى قدر قدره ، فإذا قدر يحسن التقدير ، ولا يبالغ فى المدح ، ولا يزايد فى الهجاء ، فهو هنا يمدح الكريم ويهجو الغنى اللئيم الذى ظن بمكره أنه يتقى نقد الحطيئة له فلقنه الحطيئة درس لم ينسه .

يتم فى هذا الكتاب عرض شعر الحطيئه مع شرح الأبيات التى قد يجد القارىء صعوبة فى فهمها والإلمام ببعض المصطلحات التى قد تكون غريبة وذكر معانيها .


مقدمة الكتاب :

الحطيئة

اسمه ونسبه :

هذا شاعر حار الناس فى اسمه نسباً ومولوداً وسيرة وديناً ووفاةً ، بيد أنه يعد من فحول عصره . اسمه جرول وولد لأمةٍ اسمها الضراء ، كانت عند أوس بن مالك .

نشأ الحطيئة مع ولدى أوس حتى توفى هذا الأخير دونما علم أن الحطيئة ابن له ، وذلك لأن أم الحطيئة أخفت ذلك .

قيل إن الحطيئة قد نُسب للأفقم العيسى ، وقد ذكرت ذلك أم الحطيئة خوفاً من أوس والده .. ولما مات الأفقم أصبح له ميراثان من أبوين مزعومين ، لا يعرف أيهما الأصح نسباً للحطيئة ، وهكذا اجتمع له إرثان ، فقام يطالب بحقه فى عبس وفى ذهل ، وجاء إلى أخويه من أوس يطلب حقه من ذهل فأنكرا عليه ما طلب ، وقالا : أقم معنا ما شئت نواسك من عضدك ، فأبى ذلك وراح يهجوهما .

والتفت إلى أخويه من الأفقم يسألهما ورثه فأعطوه نزراً لم يرضه فراح يهجوهما أيضاً.

بعدها رأى أن يثبت نسبته إلى أوس بن مالك ، ويرضى بانتمائه إلى عبس ، ولما كانت والدته تخلط عليه نسبه فإنها نالت من لسانه ما نالت .

دينه:

قيل إنه توّج صفاته الذميمة - أى الحطيئة - بأنه كان فاسد الدين ، سطحىّ العقيدة ، وكان من قبل قد أسلم ثم ارتد ولم تعلم له وفادة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ولا صحبة له ، ولعل مما جعله يتهم برقة دينه دفاعه عن الوليد بن عقبة الذى اتهم بشرب الخمرة والعبث فى الصلاة .

بيد أن رقة الدين هذه لم ترافقه فى حياته كلها ، حتى أيام عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ، إذ نراه ينصر المؤمنين ويحضهم على القتال يوم القادسية ويقول فى ذلك شعراً جميلاً .

ذم الحطيئة و أسباب ذلك :

كان من أسباب ذم الحطيئة ووصفه بقبيح الصفات خشية الناس من لسانه ، إذ إن الجاهلية وصدر الإسلام لم يعهدا شاعراً أثر عنه ما أثر عن الحطيئة من إخافته للناس ، فقد كانت كلمته تسير على كل لسان ، وتنفذ فى كل مجتمع .. وخير دليل على ذلك هجاؤه للزبرقان .. كما نجد بنى أنف الناقة يفتخرون بما هم فيه على الرغم من أسمهم القبيح وذلك لأن الحطيئة محى عنهم ذلك ببيت شعر هو :

قوم هم الأنف ، والأذئاب غيرهم ومن يستوى بأنف الناقة الذئبا

رقة شعوره :

على الرغم من كل الصفات الذميمة التى نقلت عن الحطيئة بيد أنه أثر عنه كثير من الصفات الحميدة والخصال المجيدة ، منها غيرته على ابنائه وتجنيبهم سماع الغناء من الشباب ، وذكر عنه أنه كان برًا بأسرته عطوفاً عليها ، وقد ورد فى الأذكار من أخباره أن الحطيئة أراد سفراً فأتته امرأته ، وقد قُدٍّمت راحلته ليركب فقالت :

أذكر تحنُننا إليك وشوقنا واذكر بناتك إنهن صغار

فحركت قلبه وأذكت شعوره ، فقال : حطوا ، لا رحلت أبداً .

وصيته وهرمه :

و لما أصاب الحطيئة الوهن واضطراب الفكر ، وأدرك من العمر فساداً فقد أوصى بوصية هى : " ويل للشعر من رواية السوء " .

ويبدو أن هذه جزء من ذلك حتى ذكر أنه قيل له : ماذا توصى لليتامى ؟

قال : كلوا أموالهم ، وتزوجوا أمهاتهم ، قالوا : فهل شىء تعهد فيه غير هذا ؟ قال : نعم تحملوننى على أتان وتتركونى راكبها حتى أموت ، فإنه الكريم لا يموت على فراشه ، والأتان مركب لم يمت عليه كريم قط .

فحملوه على أتان ، وجعلوا يذهبون به ويجيئون عليها حتى مات ، وهو يقول :

لا أحد ألأم من حطية

هجا نبيه وهجا المريّة

من لؤمه مات على فريّة

هذه الوصية على غرابة ما فيها لا تخلو من عنصر الحقيقة ، فى الصورة التى يمكن أن تستشف من حياة هذا الشاعر .. هذا وإن كان الشك يحوم حول هذه الوصية فإن أكثر ما يتجه نحو الأبيات الثلاثة منها ، حيث هى أقرب غلى أن تكون شعر حانق على نفسه غاضب عليها .

وفاة الحطيئة :

عمّر الحطيئة زمناَ طويلاً فى الجاهلية ، كما عمّر زمناً فى الإسلام وإذا علمنا أنه روى عنه أنه أدرك فرسان الجاهلية مثل زهير وزيد الخيل ، فإنه بذلك نستشف أنه عاش قرابة أربعين سنة أو أكثر قليلاً فى تلك الحقبة ، وقد توفى فى سنة ستين للهجرة أو تسع وخمسين فى رواية أخرى ، فإنه بذلك شارف على المائة من العمر ، فتوزعت على شطرى حياته فى الجاهلية والإسلام . وإذا كان من العسير تحديد سنة ولادته ، فإنه يتعذّر فعلاً تحديد سنة وفاته بدقة لاختلاف الروايات على الرغم مما أثبتناه قبل قليل فى شأن تحديد السنة . وخير دليل على ذلك إغفال كثير من الرواة والباحثين لذلك .


فصول الكتاب :

الفصل الأول : قافية الهمزة

الفصل الثانى : قافية الباء

الفصل الثالث : قافية التاء

الفصل الرابع : قافية الحاء

الفصل الخامس : قافية الدال

الفصل السادس : قافية الراء

الفصل السابع : قافية السين

الفصل الثامن : قافية الضاد

الفصل التاسع : قافية العين

الفصل العاشر : قافية الفاء

الفصل الحادى عشر: قافية القاف

الفصل الثانى عشر : قافية الكاف

الفصل الثالث عشر : قافية اللام

الفصل الرابع عشر : قافية الميم

الفصل الخامس عشر : قافية النون

الفصل السادس عشر : قافية الهاء

الفصل السابع عشر : قافية الياء


معلومات الكتاب :

اسم الكتاب : ديوان الحُطيئة

شرحه : حمدو طماس

الناشر : دار المعرفة للنشر

التصنيف : دواوين شعرية

الحجم :2.37 ميجا بايت

 تحميلتحميل  قراءة اونلاينقراءة اونلاين طريقة التحميل

الجمعة، 12 يوليو 2013

الحب عن بعد ... أمين معلوف

الحب عن بعدفي هذه المسرحية الغنائية، الصادرة [...] في ترجمتها العربية التي أنجزتْها نهلة بيضون، يستمر معلوف أمينًا للمعاني الكبرى، وكيفية تجسُّدها في التاريخ والحضارة، وعلاقة الشرق بالغرب.

مُغنَّاة الحب عن بُعد أوبرا لحَّنها كايجا ساراياهو، وأخرجها بيتر سيلار لمهرجان سالتسبورغ في آب 2000، وعُرِضَتْ على مسرح الشاتليه في فرنسا في تشرين الثاني 2001، قبل أن تجول عالميًّا. [...]

تدور أحداث أوبرا الحب عن بُعد في القرن الثاني عشر بين مقاطعة أكيتين الفرنسية ومدينة طرابلس وعرض البحر المتوسط. وقد وُزِّعَتْ الأدوار على: جوفري روديل (أمير بلاد بلاي وشاعر جوَّال، باريتون) وكليمانس (كونتيسة طرابلس، سوبرانو)، والحاج (ميتزو سوبرانو).

خمسة فصول يروي فيها المؤلِّف قصة جوفري، الأمير الذي سئم حياة الترف وبات يتوق إلى حبٍّ مختلف بعيد. يؤكد له رفاقُه أن المرأة التي يتغنَّّى بها لا وجود لها. هل ثمة أمل؟ يؤكِّد له الحاج العائد من الشرق أن تلك المرأة موجودة فعلاً وقد التقاها. فتسكن في باله. يعود الحاج إلى الشرق ويلتقي كونتيسة طرابلس، فيعترف لها بأن أميرًا وشاعرًا في بلاد الغرب يتغنَّى بها ويدعوها "حبيبته البعيدة". وتتساءل كليمانس في سرِّها هل تستحق كلَّ هذا العشق. يلتقي الحاج الأمير جوفري، ويُسِرُّ له بأن تلك السيدة باتت على علم بأنه يتغنَّى بها، فيقرِّر الشاعر الجوَّال السفر للقائها. تؤثر كليمانس أن تبقى علاقتهما بعيدة نائية. لكن جوفري يبحر متشوقًا للقائها في رهبة. يندم على قراره المتسرِّع بالسفر ويغدو عليلاً ويصل إلى طرابلس محتضرًا. يذهب الحاج ويبلِّغ كليمانس بأن جوفري وصل. وفي حضرة المرأة يستعيد الشاعر وعيه شيئًا فشيئًا. يلتقي الحبيبان البعيدان، يتصارحان، ويتعانقان ويتعاهدان على الحب. يلفظ جوفري أنفاسه في أحضان كليمانس التي تتمرَّد على قَدَرِها الإلهي. تلوم نفسها على المأساة وتقرِّر دخول الدير. وفي المشهد الأخير تظهر مستغرقة في الصلاة؛ ولكن كلامها مبهم، ولا يُفهَم هل كانت تصلِّي لربِّها أم لـ"حبيبها البعيد".

حكاية أمين معلوف الساحرة عن الحبِّ تقودنا إلى الوهم والإثارة، إلى ضفاف الأسطورة الجميلة، حيث تستيقظ في قلب العاشق رغبة الحياة ورغبة الموت. كأنما الرغبة انتهاء. فحين يلتقي العاشقان "يموت الهوى منِّي إذا ما لقيتها"، على ما يقول جميل بثينة. والمعاني الرمزية في المسرحية كثيفة ومتداخلة: الرجل من الغرب، والمرأة من الشرق، والبحر بينهما والقَدَر. هي تشكِّل الحلم المستحيل له، وهو المغامرة الممكنة. والبحر لا يمكن عبورُه إلا بالحب أو بالموت. المعنى، إذن، لا يكتمل، والعلاقة لا تكتمل؛ وتبقى الحياة والحكاية وذاك الحلم الأثير الذي لا ينتهي باللقاء. يذهب هو إلى الموت، وهي إلى الذكرى والربِّ البعيد الذي يشبه الحبَّ البعيد.

كما لا يخفى ما في عنوان الكتاب من ايحاءات التقانة عن بُعد (العلم "عن بُعد" والافتراض "عن بُعد"). وماذا عن الحبِّ الذي يتجاوز ويحقق البُعد والقرب؟!

ولكن كيف يقول أمين معلوف هذه المعاني؟ يقولها على النحو الأسمى – بالشعر. وحده الشعر يليق بهذا الاحتشاد من الرموز. ويقولها بالرقة والحزن والشغف والإيقاع الداخلي المتنامي والمترافق مع التطور الدرامي للفصول. ويكتب بلغة مصفَّاة بشفافية الروح، بالبياض الذي يفتح القلب أمام الحبِّ والبحر والروح:

من هي تلك المرأة؟

جميلة من دون صلف الجمال

نبيلة من دون صلف النبل

تقية من دون صلف التُّقى.

وعندما تناجي كليمانس حبيبَها:

كلُّ مركب يرسو يذكِّرني بمنفاي

وكلُّ مركب يبتعد يُشعِرني بأنني هُجِرْت.

وفي بعض العبارات يتوارى معلوف ليقول نفسه:

البلاد التي أبصرتُ فيها النور تتنفس في أعماقي

كم يسعدني لو تذكَّرني سورٌ واحد، أو شجرةٌ واحدة.

وفي أحد المقاطع يرى جوفري الأمير أن الرحلة إلى طرابلس هي ولادته الثانية. أليس الحبُّ ولادة ثانية؟ ويقول أيضًا إنه "في نهاية الرحلة ستبدأ حياتي". أليس الحبُّ بداية جديدة للحياة؟

ومن خلال جُمَل عابرة في الحوارات يستشرف أمين معلوف أزمة الشرق في قَدَريَّته وانتظاره؛ إذ تقول كليمانس: "لا أدري إنْ كنت سأعشقه، إنْ كنت سأفتتن بصوته." ويعبِّر كذلك عن أزمة الحضارة الغربية في انعدام الثقة بالنفس واللايقين؛ يقول جوفري: "أخشى ألا ألقاها، وأخشى لقاءها، أخشى أن يبتلعني البحر... أخشى الموت، أيها الحاج، وأخشى الحياة، أتفهمني؟" (ص 68)

لعل أهم ما يأتي به كتاب الحب عن بُعد إصرارُه على اللقاء والحوار الحضاري بين الشرق والغرب – رغم كلِّ شيء. الحوار الإنساني في نزعاته الذاتية المختلفة. حوار الحبِّ والمغامرة والتاريخ والمدن العريقة. حوار المعاني الكبرى والقيم العظيمة والحضارات الأصيلة التي لا تتغير باختلاف الهويات والتصورات والمصالح


 تحميلتحميل  قراءة اونلاينقراءة اونلاين طريقة التحميل

الأربعاء، 26 يونيو 2013

السريون القدماء .... مؤمن سمير

السريونفي النَفَس الذي بين آية وأخرى ، الكاهن يفتح سكة ،
لأزق جناً يغني ويبني مسلات
وصحراء في صرة الذكريات ،
ثم ينام تحت مراودة العذارى للخراف
والأجنحة ..
أشد الهواء عند رفة رمش العاشق ،
وأسحب من يمين المحبة صيفاً كئيباً وخوفاً
وشَلّةً من الكذب والأرواح ...
أزرع الملابس دُمَىً .... أعبثُ وأترك الظلال عرايا
حتى يتنزل ربنا من على صليبه
ويجرب الرسم ثانية .....
ربنا يا ربنا
من أجل خاطر المشلوحين تحتك ... الزارعين خدك الواسع ...
لا تنساني ...
كلما تذكرتَ البكاء .. وسأعطيك أزميلاً من عظمي
وكلما شويتَ غابةً بنظرة قناص .
أنا النهار الطيب .. الحاجز عن بصاتك العواصف
أنا الكدمة في حضن شيطانك الوديع ......
أنا خدامك ...
فاتكأ علىّ وهيا لنمضي ..
أولادك لن يوقفوك مرة أخرى ..
وسيقولون في قلوبهم .. أعرجان .. مرّا ..
كالنسيم .....

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الاثنين، 24 يونيو 2013

الأعمال الأولى جــ1 ... محمود درويش

الاعمال الاولىمحمود درويش ظاهرة جمالية متفردة في تاريخ الشعرية العربية. في الثالث عشر من مارس تحل ذكرى ميلاد الراحل لعظيم الذي ولد في قرية "البروة" عام 1941. لقد غادرنا الطفل السماوي الذي ملأ دنيانا بأحلى الأشعار. وبقيت قصائده تنهمر شلالا من الجمال لا ينضب . بهذه المناسبة يسعدني أن أقدم للأصدقاء من محبي درويش وهم كثر مقالي الذي نشر حديثا بمجلة "طنجة الأدبية" وجريدة "العرب" اللندنية. "محمود درويش.. مغني الشهداء" أهديه إلى شهداء الكرامة الإنسانية الذي سقطوا في دول عربية عديدة. إليهم فمن دمهم ستنبت ورود الربيع العربي.
إلى شهداء الربيع العربي


مصطفى الغرافي*
لقد كان لقاء درويش بالموت في فترة مبكرة من حياته. تجسد أول مرة في مواكب الشهداء الذين يسقطون تباعا واقفين مثل النخيل وأشجار البرتقال الحزين. يشعيهم الشباب الفلسطيني الذي يؤمن كل واحد منهم في قرارة نفسه أنه مشروع شهيد يسير على الأرض التي سيرويها ذات لحظة استثنائية من عمره بدمائه التي تسيل لكي تصنع من ملحمة الموت ملحمة الحياة. إنه العرس الفلسطيني حيث لا يلتقي الحبيب حبيبه إلا شهيدا أو شريدا: (محاولة رقم 7، ديوان محمود درويش، ج 1 ص:509)
هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
في ليلة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلا شهيدا أو شريدا
يظهر التأمل الدقيق في شعر درويش أن الموت الذي اعتنى بتصويره الشاعر منذ قصائد الأولى ليس الموت العادي ولكنه الموت الذي ينجم عن فعل مواجهة أو مقاومة. ولذلك كان الموت الذي يحتفي به درويش جماليا هو موت الشهداء؛ أي فعل التضحية الذي يجعل من الموت تجربة إنسانية فريدة تستحق التمجيد والاحتفاء.
تكشف القصائد الأولى التي كتبها درويش عن تصور رومانسي للموت، حيث لا يعني الموت في نصوصه المبكرة العدم والنهاية ولكنه يعني التجدد والانبعاث؛ أي البداية: (محاولة رقم 7، ديوان محمود درويش، (ج 1 ص:502)
ثلاثة أشياء لا تنتهي:
أنت، والحبّ، والموت.
الموت مثل الحب ولادة ثانية. ولذلك كان الموت عند درويش لا يعني النهاية بل هو البداية. ومن هنا زخرت مراثيه للشهداء وأغنياته لهم بالدعوة إلى استمرار الحياة، لأن الحياة لا تتوقف بالغياب الجسدي ولكن الموت مناسبة لدفع عجلة الحياة إلى الأمام: (حبيبتي تنهض من نومها، ديوان محمود درويش، ج 1 ص:364)
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
و حين تموت
نحاول ألا نموت معك
ففوق ضريحك ينبت قمح جديد
و ينزل ماء جديد
و أنت ترانا
نسير
نسير
نسير.
تكشف مراثي درويش للشهداء عن جماليات جديدة في التعامل مع فعل الموت. لقد أضافت قيما جمالية جديدة إلى شعر الرثاء في التراث العربي؛ فدرويش لا يحصر مراثيه في تقديم التعازي وتمجيد الأعمال التي أنجزها الشهيد في حياته ولكنه يعمل على توليد أسباب الحياة من رحم الموت مما يجعل المراثي تتحول في كثير من الأحيان على قوة دفع تدعو إلى الحياة ممثلة في فعل السير بعد دفن الشهيد من اجل إكمال الطريق والوصول إلى الأفق الذي أشار إليه ورسمه بدمه: الانحياز لخط المقاومة حتى تحرير الأرض واسترجاع الكرامة. يظهر ذلك بشكل واضح في قصيدة درويش "أحمد الزعتر" التي يمكن اعتبارها رثاء جماعيا لكل الذين استشهدوا في "تل الزعتر"، حيث ينصهر في هذه القصيدة الفردي والجماعي في ملحمة الدم الفلسطيني لتنطلق الدعوة عالية إلى المقاومة باعتبارها التجسيد الحقيقي لفعل الحياة المنبثق من رحم الموت: (أعراس، ديوان محمود درويش ج 1 ص:653(
فاذهب عميقا في دمي
اذهب براعم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب خواتم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب سلالم
يا أحمد العربيّ… قاوم!
إن قوة الحياة تنبعث وتتولد من فعل الموت. ذلك ما يريد درويش أن يستخلصه قراؤه من مراثيه للشهداء، حيث يتحول الموت إلى قوة حركية تفعل في الأحياء وتدفعهم الحياة/ الفعل التي تتخذ في كثير من قصائد درويش الرثائية شكل السير أو المشي: (حصار لمدائح البحر ديوان محمود درويش، ج 2 ص:141)
صباح الخير يا ماجدْ
صباح الخيرْ
قُمْ اقرأ سورة العائدْ
وحثَّ السيرْ
إلى بلدٍ فقدناهُ
بحادث سيرْ
تنطوي مراثي درويش للشهداء على احتفاء واضح بالحياة المتولدة من رحم الموت ويرجع ذلك إلى أن الفلسطيني لا يملك غير دمه في مواجهة الترسانة العسكرية المتطورة لغاصبي أرضه ووطنه فلا ميلاد ولا انبعاث إلا من هذا الدم الذي يجري رقراقا من أجل تحقيق الولادة الثانية لشعب ذخيرته الوحيدة قتلاه وجرحاه:) مديح الظل العالي، ديوان محمود درويش، ج 2 ص: 25)
قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة
فاضرب بها اضرب عدوك لا مفر
لا يملك الفلسطيني غير دمه يحتمي من الواقع العربي الذي يسيطر عليه التآكل والانهيار. من الدم صنع الفلسطيني أسطورته الفذة. ومن بريق هذا الدم المستباح تشكلت معجزة فلسطينية استطاعت أن تجعل من الغياب حضورا بهيا ومن الموت حياة متجددة تقاوم النسيان. ولذلك أطلق درويش على الدم صفة "الأخضر" رمز الخصب والنماء: (أعراس، ديوان محمود درويش، ج 1 ص:653)
جَدِّدْ أيها الأخضر صوتي . إنَّ في حنجرتي خارطةَ
الحلمِ وأسماءَ المسيح الحيّ
جَدِّدْ أيها الأخضرُ موتي
إنَّ في جُثَّتيَ الُأخرى فصولاً وبلادْ
أيها الأخضرُ في هذا السواد السائدِ, الأخضرُ في بحث
المناديل عن النيل وعن مهر العروس
الأخضر الأخضر في كل البساتين التي أحرقها السلطانُ والأخضرُ في كلِّ رمادْ
لن أُسمّيكَ انتقال الرمز من حُلم إلى يومٍ
أسمّيك الدمَ الطائر في هذا الزمانْ
وأسمّيك انبعاث السنبلهْ.
إن الموت في مراثي درويش للشهداء لا يعني النهاية والغياب؛ فالشهداء يستأنفون حياتهم بعد الموت بطريقة طبيعية ويقومون بنفس الأعمال التي تعودوا على القيام بها في حياتهم السابقة: (مديح الظل العالي، ديوان محمود درويش ج 2 ص: 45)
بيروت …… ليلا ً
يخرج الشهداء من أشجارهم ، يتفقدون صغارهم
يتجولون على السواحل ، يرصدون الحلم والرؤيا
يغطون السماء بفائض الألوان ، يفترشون موقعهم
يسـمـّون الجزيرة ، يغسلون الماء ، ثم يطرزون حصارنا
قططـــا ً …. ونخلا.
ويبلغ من تمجيد درويش للفعل البطولي الذي يقوم به الشهداء أن يحرص على توفير شروط الراحة لأرواحهم بعد الموت فيقوم حارسا لنومهم ولأحلامهم: (ورد أقل، ديوان محمود درويش، ج 2 ص: 343)
عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ إِلَى النَّوْمِ أَصْحُو حصار
وَأَحْرُسُهُمُ مِنْ هُوَاةَ الرِّثَاءْ
أَقُولُ لَهُم
تُصْبحُونَ عَلَى وَطَنٍ
مِنْ سَحَابٍ ومَنْ شَجَرٍ
مما يؤشر على أن فعل الموت- الاستشهاد بالنسبة إلى محمود درويش طريق سالكة إلى الخلود والحياة المتجددة باستمرار حيث يتوحد في شعر درويش فعل الموت - الشهادة بشهوة الحياة – الخلود: (الجدارية ص:37)
يا مَوْتَنا ! خُذْنَا إليكَ على طريقتنا ، فقد نتعلَّمُ الإشراق
لم يمتْ أحد تماما ، تلك أرواح
تغيٌِر شكْلها ومقامها /
يكشف هذا القول الشعري عن فهم رومانسي لفكرة الموت التي ترتبط في قصائد درويش بدلالات وإيحاءات عميقة تحيل إلى عوالم رمزية وتخييلية لا تنفصل عن الأبعاد المجازية البانية للأنظمة البلاغية والجمالية التي ما يفتأ درويش يؤسس لها في منجزه الشعري بصبر وأناة. فالموت كما تكشف قصائد محمود صنو التجدد وطريق الانبعاث والخلود. وقد عبر درويش عن هذه الرؤيا بكثافة شعرية شفافة في قصيدته "آه... عبد الله" الواردة في ديوانه "العصافير تموت في الجليل" الديوان الذي كرسه للاحتفاء بمواكب الشهداء الذين يولدون من رحم الموت: (العصافير تموت في الجليل، ديوان محمود درويش، ج1 ص: 260)
عادة، لا يخرج الموتى إلى النزهة
لكن صديقي
كان مفتونا بها.
كلّ مساء
يتدلّى جسمه، كالغصن، من كل الشقوق
وأنا أفتح شباكي
لكي يدخل عبد الله
كي يجمعني بالأنبياء!..
إن موت الشهيد، كما يكشف هذا المقطع الشعري، ليس غيابا مطلقا ولكنه انتقال من حال إلى حال؛ فالشهيد يخرج من قبره ويتنزه ويلتقي الشاعر ليجمعه بالأنبياء لأنه بموته يغادر منزلة البشر العاديين ليرتقي إلى مقام النبوة التي تستطيع اجتراح الخوارق والمعجزات فتنفذ من المرئي إلى اللامرئي حيث الكشوفات الروحية الخصبة فالشهيد يدخل من الشباك كالعطر والنسيم لأنه تحرر من كل القيود المادية التي تشد الروحي إلى الجسدي.
تتجاور في مراثي درويش للشهداء فجيعة الغياب وبهجة الحياة، حيث يغدو الرثاء احتفاء بالموت وتمجيدا للشهيد؛ فالفلسطيني لا يملك غير دمه، معجزته التي تجعل من ملحمة الموت ملحمة للحياة

السبت، 22 يونيو 2013

صباح الثلاثاء ... خالد الباتلي

صباح الثلاثاء
"صباح الثلاثاء" ترنيمات شاعر، يرسلها بحذر إلى قلوب تهيم في عالم فوضوي، تعبّر عن حالة ولّه، أو ربما لحظة شوق لا تحتمل التأخير.
هي إرتجالات شاعر، بكل ما تستضمره من نكهة فنية فريدة وجديدة، بإيقاعها الداخلي المنساب وبنمنماتها اللغوية والأسلوبية المتنوعة التي لا أحد لغوايتها.
في "صباحك أجمل القصص" يقول: "صباحك قصب سكر... صباحك شجرة أصلها ثابت وفرعها في قلبي... صباحك شجرة شامخة... أتت عليها ريح عاصفة وألجمت شدتها بثباتها... صباحك تسبيح طير... سيظل معتكفاً عند شرفة قلبك... ينتظر إنتصاراً مهيباً تفوزين به عاجلاً... صباحك الربى وحدائق زيتون وأشجار توت... صباح يعانق مساء المثال المنتظر".
يضم الديوان خمسون قصيدة ونيف جاءت تحت عناوين متنوعة نذكر منها: "حرير الثلاثاء" في روما... عهد جديد"، "صباح باريس"، "ثلاثاء... الخيط"، "الثلاثاء... يا أنت!"، "سلالم الياسمين"... إلخ.

الخميس، 20 يونيو 2013

العصافير تموت فى الجليل ... محمود درويش

العصافير تموت فى الجليلنلتقي بعد قليلْ

بعد عامٍ

بعد عامين

وجيلْ...

ورَمَتْ في آلة التصوير

عشرين حديقةْ

وعصافيرَ الجليل.

ومضتْ تبحث، خلف البحر،

عن معنى جديد للحقيقة.

- وطني حبل غسيل

لمناديل الدم المسفوك

في كل دقيقةْ

وتمددتُ على الشاطئ

رملاً... ونخيلْ.

هِيَ لا تعرف-

يا ريتا! وهبناكِ أنا والموتُ

سِر الفرح الذابل في باب الجماركْ

وتجدَّدنا، أنا والموت،

في جبهتك الأولى

وفي شبّاك دارك.

وأنا والموت وجهان-

لماذا تهربين الآنَّ من وجهي

لماذا تهربين؟

ولماذا تهربين الآن ممّا

يجعل القمح رموشَ الأرض، ممّا

يجعل البركان وجهاً آخراً للياسمين؟...

ولماذا تهربينْ ؟...


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الأربعاء، 19 يونيو 2013

ديوان الإمام على

ديوان الإمام علىتداولت كتب التراجم والادب الكثير من الاشعار المنسوبة الى الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وليس ذلك بغريب، فقد نسب الى سائر الخلفاء من قبله اشعارا نراها مبثوثة هنا وهناك في العديد من الكتب العربية. ولكن اللافت هنا ان اشعار الامام علي قد ضاهت بكثرتها ما نجده عند معظم الشعراء المحترفين في زمانه، وانها اكدت شاعريته، وسرعة بديهته، واقتداره على النظم الجيد المتين، حتى في احلك الاوقات واشدها حرجا


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

المجموعة الشعرية ... أحمد مطر

المجموعة الشعريةأحمد مطر هو شاعر عراقي الجنسية ولد سنة 1954 ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة، وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي. في سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشفت له خفايا الصراع بين السلطة والشعب، فألقى بنفسه في تفرة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل الى اكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطر الشاعر، في النهاية، الى توديه وطنه ومرابع صباه والتوجه الى الكويت، هارباً من مطاردة السلطة.
يجد كثير من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتى أن هناك من يلقبه بملك الشعراء ويقولون إن كان أحمد شوقي هو أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم. وتمجيداً لهذا الشاعر الكبير الذي كرّس حياته لأدبه وقيمه العالية، واحتوى هذا الكتاب مجموعته الشعرية التي ضمت مئات القصائد الذي خطّها كلمة ليعبر من خلالها عن اختلاجات صدره، مركزاً على الواقع السياسي المؤلم الذي تعيش فيه البلدان العربية.


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الثلاثاء، 21 مايو 2013

ورود على ضفائر سناء .... غازى عبد الرحمن القصيبى

ورود على ضفائرورود وضفائر رسمها القصيبي على صفحات دفتره الذي حكا سناء البطولة والتضحية حتى غدت مسلجة في كتب التاريخ.
ومن سناء أسئلتهم حكايات ومعاني غزلها من ضفائرها قصائد وزينها بورود المعاني فراحت تتهادى في عرس سناء.

مقتطفات من الديوان

آوت إلى فراشها..
في جيبها وصية وفي العيون شعلة غاضبة شهية..
آوت إلى فراشها صبية..
واستيقظت فودعت صباها..
وقبلت جبهة أمها وقبلت أباها..
وانطلقت إلى الزفاف بالمنية وأصبحت شهيدة..
أسطورة فريدة
في العالم الموبوء بالأقزام..
والأصنام والقصيدة..
سناء..
ماذا نقول يا سناء..
أقلامنا تعفنت من الرياء..
لساننا انشق من البكاء..
عيوننا القواء يمضغ القواء..
قلوبنا الحجارة الصماء..
ماذا نقول يا سناء..
لم يبقَ بين الرجال فارس..
فأقبلي فارس النساء..
تحجبوا.. تحجبوا قد أقبلت سناء..
يعدو بها المهر ويسبق الرياح..
وشعرها خلفها زوبعة سوداء..
ويدها على العنان قطعة من العنان..
تحجبوا تحجبوا يا سادة القبيلة..
كي لا تمر عيناها المليلة..
في الأوجه الكئيبة الذليلة..
يا أيها الرجال تحجبوا.. تحجبوا يا أيها الرجال..
فقد هزمتم كلكم في حومة النضال..
وقد هربتم كلكم حينما حمى القتال..
لم تقدروا أن تصبحوا رجالاً..
فحاولوا أن تصبحوا نساء..
وحاولوا أن تلدوا صبية وحيدة..
أن تلدوا سناء..

 


وفي الربيع يلتقي العشاق..
وتزهو الحقول بالأحلام والأشواق..
ويسأل الرفاق عن سناء..
وفجأة..
تنتفض الورود بالإباء..
تقول صارت وردة سناء..
وفجأة..
تنتفض الكروم بالفناء..
تقول صارت كرمة سناء..
وفي المساء تهمس النجوم في السماء..
تقول صارت نجمة سناء..
وفجأة.
تشتعل الآفاق بالنداء..
سناء.. يا سناء.. يا سناء..
ويكتب التاريخ في دفتره المزدحم بالأسماء والأشياء..
أنا ولدنا كلنا حين انتهت سناء

تحميل ديوان ورود على ضفائر سناء

Capture2

الجمعة، 17 مايو 2013

الأربعاء، 15 مايو 2013

الأعمال الشعرية .... محمد الماغوط

الاعمالصديقي الماغوط ليتك الآن حيّ لترى كم من الدم سال في وطننا ليكون الغد أجمل من كلماتك !!!
ما اجملك أيها الماغوط , لو رأيتهم أولئك المتشبّثين بدمهم و ملابسهم اللزجة ليصرخوا في البندقيّة : قفي
لو رأيت قلوبهم الصامدة كسيف دمشقي , و القدم القذرة لا تنتظرهم ليصرخوا : " ضع قدمك الحجريّة على قلبي يا سيّدي "
لو رأيتهم و هم لا يبالون للوطن و القمح إن كانوا سيذهبون إلى الغد قصيدة شعر أو طعنة خنجر ... كم طفلا تحدّى النار و صراخ أمّه العجوز حتى لا يقول لنفسه مختبئا : "سأخون وطني " , كم يائسا حطّم الهواء بصراخه

تحميل ديوان الأعمال الشعرية

Capture2

الاثنين، 13 مايو 2013

أثر الفراشة .... محمود درويش

اثر"ظلام، فأحسست به يبحث عني. وبحثت عن مفتاح النور لأرى ما يحدث لي، فلم أجده. تعثرت بكرسيّ فأسقطتُهُ وأسقطني على ما لا أعرف. وكأعمى يرى بأصابعه الأشياء فتشت عن جدار أستند إليه، فارتطمت بخزانة، فتحتها... فلامست يدي ثياباً شممتها فعثرت على رائحتي. أدركت أني في حيّز من العالم يخصني، وانفصل عني أو انفصلت عنه. تابعت البحث عن مفتاح النور لأرى إن كان ذلك صحيحاً، فوجدته. تعرّفت إلى أشيائي: هذا سريري، وهذا كتابي، وهذه حقيبتي، وهذا الذي في البيجامة هو أنا تقريباً. فتحت النافذة، وسمعت نباح كلاب في الوادي. ولكن، لم أتذكر متى عدت، ولا أتذكر أني وقفت على الجسر. ظننت أني أحلم بأني هنا ولست هنا. غسلت وجهي بماء بارد، وتأكدت من يقظتي. سرت إلى المطبخ فرأيت فواكه طازجة، وصحوناً غير مغسولة تَدُلُّ على أنني تناولت العشاء هنا. لكن، متى حدث ذلك؟ تصفحت جواز السفر فأدركت أني وصلت اليوم، دون أن أتذكر أني سافرت. هل حصل فصام ما في ذاكرتي؟ هل انفصل وجودي النفسي عن وجودي الفيزيائي. خفت.. واتصلت بصديق في ساعة متأخرة من الليل: أعاني من وعكة في الذاكرة.. أين أنا؟ قال: أنت في رام الله. سألته: متى أتيت؟ قال: اليوم، وكنا معاً بد الظهر في حديقة كاتشي. سأله: لماذا لم أتذكر هل تظن أني مريض؟ قال: يحدث ذلك مع مرض من نوع آخر: مرض الحنين إلى النسيان!". يوميات محمود درويش مجموعة نصوص تخلّلتها قصائد شعرية أسهمت جميعها في إغناء أعماله وفي إعطائها لوناً من ألوان التعبير المشرع القوافي، والمغرق في المعاني. تجربة تموج بمشاعر وبأحاسيس شاعر أبى أن تكون مرتهنة فأطلقها على سجيتها. يأخذنا محمود درويش في يومياته وعلى جناحي فراشة إلى حدود تجاوزت النفس إلى ما بعد النفس، في ذاك العمق من الكيان الإنساني هناك استشفافات إنسانية، لمحات فكرية، تأملات ووقفات، التقطتها الشاعر صاغها بلغة سلسة وبعبارات تلقائية ولونها بألوان المشاعر والأحاسيس التي لم يتجاوز أدق تفاصيلها. مبرهناً بأنه لا زال هناك متسع ومساحات للتعبير لدى شاعر لا تنتهي إبداعاته.

Capture2

تحميل ديوان أثر الفراشة

Capture

اوراق الغرفة 8 ..... أمل دنقل

الغرفةهو أمير شعراء الرفض ، استطاع أن يلحق بركب الكبار كصلاح عبد الصبور و أحمد المعطي حجازي سريعاً بعد ديوانه البكاء بين يدي زرقاء اليمامة ،
هذا ديوان رائع للغاية كل قصيدة هي تُحفة فنية بحد ذاتها بداية من الورقة الأخيرة "الجنوبي" ثم "ضد من" و "الخيول" و هي قصيدة رائعة للغاية تحدث عنها المخزنجي في أحد مجموعاته القصصية و و "مقابلة مع ابن نوح" التي رددتها كثيراً وقت الثورة ألى آخر الديوان

تحميل ديوان اوراق الغرفة 8

Capture2

الأحد، 12 مايو 2013

كتاب الحب ... نزار قبانى

كتاب الحب" وظيفة الشعر هي أن يعطيك بطاقة سفر.. دون أن يتدخل في تفاصيل الرحلة, ومواعيد القطارات التي ستركبها, وأسماء الفنادق التي ستنزل بها " #نزار
كان كتاب الحب بطاقة سفري في عالم الحب هذا.. سافرت وحيدا وشاهدت عالم السحر كما أود أن أراه..
رائع هذا الديوان لدرجة أنني تخليت عن عادتي في قراءة الشعر على فترات وقرأته دفعة واحدة.. كنت والليل نخطف حروفه وكنتُ والقمر نشدو معه..
أجمل ما فيه هو الاختزال فلا قصيدة أكثر من عشرة أسطر وفي كل سطر ألف حكاية للحب..
فقط في هذه الليلة أحسست بحجم الألم الذي شعر به نزار

تحميل ديوان كتاب الحب

Capture2

الأعمال الشعرية الكاملة ... احمد فؤاد نجم

الاعمال الشعريةاحمد فؤاد نجم الفاجومي اسم غني عن التعريف تماما في مجال الشعري العامي تستمد ابياتة قوتها من كونها شهادة لي صاحبها علي العصر الذي يعيش فية الفاجومي صاحب أحد اكبر المشروعات الغنائية الباقية مع الشيخ أمام جاءت ابياتة الشعرية شهادة علي عصري جمال عبد الناصر والسادات وبمثابة تأريخ وارشفة لكل الإحداث الجسام التي مرت بها مصر وخرجت ابياتة من نطاق المحلية والشئان المصري فلم يكتفي بالسخرية من النكسة وزوار الفجر وحوادث الاعتقال المكررة احتفي بثورة طلاب مصر في عام الضباب كما اطلق علية السيد انور السادات وهاجم الانفتاح وسياستة فا انطلقت إلي افق اوسع في انحاء العالم فنعي تشي جيفارا كما احتفي بالثورة الايرانية وهاجم نيسكون وفضيحتة

تحميل ديوان الاعمال الشعرية الكاملة

Capture2

الاثنين، 6 مايو 2013