الثلاثاء، 23 يوليو 2013

ديوان الحُطيئة … حمدو طماس

الحطيئة

يتغنى الحطيئة فى ديوانه بمكارم الأخلاق والقيم الأخلاقية والمثل العليا رغبة منه كى تصل إلى أذهان العالم أجمع كى يتمثلوا بها وذلك من خلال صدقه فى التعبير وحياكته للعبارات التى تتجلى معانيها من بين السطور ، وحسن ديباجته وسلامة تراكيبه وصدق عاطفته وبراءة أفكاره ، فهو شاعر حار الناس فيه ، لا يهتم بالمادة ككثير من نظائره ولكن يعطى كل ذى حق حقه وكل ذى قدر قدره ، فإذا قدر يحسن التقدير ، ولا يبالغ فى المدح ، ولا يزايد فى الهجاء ، فهو هنا يمدح الكريم ويهجو الغنى اللئيم الذى ظن بمكره أنه يتقى نقد الحطيئة له فلقنه الحطيئة درس لم ينسه .

يتم فى هذا الكتاب عرض شعر الحطيئه مع شرح الأبيات التى قد يجد القارىء صعوبة فى فهمها والإلمام ببعض المصطلحات التى قد تكون غريبة وذكر معانيها .


مقدمة الكتاب :

الحطيئة

اسمه ونسبه :

هذا شاعر حار الناس فى اسمه نسباً ومولوداً وسيرة وديناً ووفاةً ، بيد أنه يعد من فحول عصره . اسمه جرول وولد لأمةٍ اسمها الضراء ، كانت عند أوس بن مالك .

نشأ الحطيئة مع ولدى أوس حتى توفى هذا الأخير دونما علم أن الحطيئة ابن له ، وذلك لأن أم الحطيئة أخفت ذلك .

قيل إن الحطيئة قد نُسب للأفقم العيسى ، وقد ذكرت ذلك أم الحطيئة خوفاً من أوس والده .. ولما مات الأفقم أصبح له ميراثان من أبوين مزعومين ، لا يعرف أيهما الأصح نسباً للحطيئة ، وهكذا اجتمع له إرثان ، فقام يطالب بحقه فى عبس وفى ذهل ، وجاء إلى أخويه من أوس يطلب حقه من ذهل فأنكرا عليه ما طلب ، وقالا : أقم معنا ما شئت نواسك من عضدك ، فأبى ذلك وراح يهجوهما .

والتفت إلى أخويه من الأفقم يسألهما ورثه فأعطوه نزراً لم يرضه فراح يهجوهما أيضاً.

بعدها رأى أن يثبت نسبته إلى أوس بن مالك ، ويرضى بانتمائه إلى عبس ، ولما كانت والدته تخلط عليه نسبه فإنها نالت من لسانه ما نالت .

دينه:

قيل إنه توّج صفاته الذميمة - أى الحطيئة - بأنه كان فاسد الدين ، سطحىّ العقيدة ، وكان من قبل قد أسلم ثم ارتد ولم تعلم له وفادة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ولا صحبة له ، ولعل مما جعله يتهم برقة دينه دفاعه عن الوليد بن عقبة الذى اتهم بشرب الخمرة والعبث فى الصلاة .

بيد أن رقة الدين هذه لم ترافقه فى حياته كلها ، حتى أيام عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ، إذ نراه ينصر المؤمنين ويحضهم على القتال يوم القادسية ويقول فى ذلك شعراً جميلاً .

ذم الحطيئة و أسباب ذلك :

كان من أسباب ذم الحطيئة ووصفه بقبيح الصفات خشية الناس من لسانه ، إذ إن الجاهلية وصدر الإسلام لم يعهدا شاعراً أثر عنه ما أثر عن الحطيئة من إخافته للناس ، فقد كانت كلمته تسير على كل لسان ، وتنفذ فى كل مجتمع .. وخير دليل على ذلك هجاؤه للزبرقان .. كما نجد بنى أنف الناقة يفتخرون بما هم فيه على الرغم من أسمهم القبيح وذلك لأن الحطيئة محى عنهم ذلك ببيت شعر هو :

قوم هم الأنف ، والأذئاب غيرهم ومن يستوى بأنف الناقة الذئبا

رقة شعوره :

على الرغم من كل الصفات الذميمة التى نقلت عن الحطيئة بيد أنه أثر عنه كثير من الصفات الحميدة والخصال المجيدة ، منها غيرته على ابنائه وتجنيبهم سماع الغناء من الشباب ، وذكر عنه أنه كان برًا بأسرته عطوفاً عليها ، وقد ورد فى الأذكار من أخباره أن الحطيئة أراد سفراً فأتته امرأته ، وقد قُدٍّمت راحلته ليركب فقالت :

أذكر تحنُننا إليك وشوقنا واذكر بناتك إنهن صغار

فحركت قلبه وأذكت شعوره ، فقال : حطوا ، لا رحلت أبداً .

وصيته وهرمه :

و لما أصاب الحطيئة الوهن واضطراب الفكر ، وأدرك من العمر فساداً فقد أوصى بوصية هى : " ويل للشعر من رواية السوء " .

ويبدو أن هذه جزء من ذلك حتى ذكر أنه قيل له : ماذا توصى لليتامى ؟

قال : كلوا أموالهم ، وتزوجوا أمهاتهم ، قالوا : فهل شىء تعهد فيه غير هذا ؟ قال : نعم تحملوننى على أتان وتتركونى راكبها حتى أموت ، فإنه الكريم لا يموت على فراشه ، والأتان مركب لم يمت عليه كريم قط .

فحملوه على أتان ، وجعلوا يذهبون به ويجيئون عليها حتى مات ، وهو يقول :

لا أحد ألأم من حطية

هجا نبيه وهجا المريّة

من لؤمه مات على فريّة

هذه الوصية على غرابة ما فيها لا تخلو من عنصر الحقيقة ، فى الصورة التى يمكن أن تستشف من حياة هذا الشاعر .. هذا وإن كان الشك يحوم حول هذه الوصية فإن أكثر ما يتجه نحو الأبيات الثلاثة منها ، حيث هى أقرب غلى أن تكون شعر حانق على نفسه غاضب عليها .

وفاة الحطيئة :

عمّر الحطيئة زمناَ طويلاً فى الجاهلية ، كما عمّر زمناً فى الإسلام وإذا علمنا أنه روى عنه أنه أدرك فرسان الجاهلية مثل زهير وزيد الخيل ، فإنه بذلك نستشف أنه عاش قرابة أربعين سنة أو أكثر قليلاً فى تلك الحقبة ، وقد توفى فى سنة ستين للهجرة أو تسع وخمسين فى رواية أخرى ، فإنه بذلك شارف على المائة من العمر ، فتوزعت على شطرى حياته فى الجاهلية والإسلام . وإذا كان من العسير تحديد سنة ولادته ، فإنه يتعذّر فعلاً تحديد سنة وفاته بدقة لاختلاف الروايات على الرغم مما أثبتناه قبل قليل فى شأن تحديد السنة . وخير دليل على ذلك إغفال كثير من الرواة والباحثين لذلك .


فصول الكتاب :

الفصل الأول : قافية الهمزة

الفصل الثانى : قافية الباء

الفصل الثالث : قافية التاء

الفصل الرابع : قافية الحاء

الفصل الخامس : قافية الدال

الفصل السادس : قافية الراء

الفصل السابع : قافية السين

الفصل الثامن : قافية الضاد

الفصل التاسع : قافية العين

الفصل العاشر : قافية الفاء

الفصل الحادى عشر: قافية القاف

الفصل الثانى عشر : قافية الكاف

الفصل الثالث عشر : قافية اللام

الفصل الرابع عشر : قافية الميم

الفصل الخامس عشر : قافية النون

الفصل السادس عشر : قافية الهاء

الفصل السابع عشر : قافية الياء


معلومات الكتاب :

اسم الكتاب : ديوان الحُطيئة

شرحه : حمدو طماس

الناشر : دار المعرفة للنشر

التصنيف : دواوين شعرية

الحجم :2.37 ميجا بايت

 تحميلتحميل  قراءة اونلاينقراءة اونلاين طريقة التحميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق