‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة الخادمة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة الخادمة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

"قصة الخادمة" للمؤلفة الروائية والشاعرة الكندية مارجريت أتوود

قراءة في رواية: "قصة الخادمة" للمؤلفة الروائية والشاعرة الكندية مارجريت أتوود . .

 سعاد العنزي* 

 مقتبس من مدونة http://goo.gl/rYpGWg


 في هذه القراءة سأعرض لرواية الخادمة للكاتبة الروائية والشاعرة الكندية مارجريت أتوود، وهي بمثابة قراءة في الخطوط العريضة للرواية والتوقف عند بعض العلامات الدالة في الرواية والتي عكست الأسلوب العقلي للساردة المرأة (Offred) ووجهة نظرها للحياة لوضعيتها كامرأة بشكل أساسي ونموذج من النماذج التي تتقاذفها وتلعب بها أمواج الحياة وتياراتها المسيطرة على أجوائها.


قصة الرواية:


تتحدث الرواية عن فضاء تأملي مستقبلي غرائبي يتوقع إن الرواية تحدث في عالم 2195م ترسم فيها عالما لنظام شمولي أصولي يحكم الجميع ويسيطر على الكل يصبح فيه الناس مجرد أدوات لعبة الشطرنج تحركها الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة لمقاطعة Gillad.. الساردة تبدأ حكايتها عند الحدود محاولة الهرب من المقاطعة مع زوجها وابنتها ، ولكن القوة العسكرية تحاصرهم وتقتل الزوج ، فيتبين إن الزوج واسمه بمعنى  luke إن الحظ قد فارق الساردة التي تتحول لخادمة.


تمثل الساردة هوية النساء الخادمات في مجتمع محافظ يقوم الكل بإعطائهن أوامر وما عليهن سوى السمع والطاعة وترديد ما يقال لهن بشكل من أشكال العبودية والطاعة العمياء .. ويفرض عليهن ترديد عبارات السعادة مع عدم الاقتناع بذلك.


تؤخذ الساردة لتعيش في بيت الحاكم لكي تقوم بدور أم مستقبلية لأبنائه ، فيكون بينهما الثلاثة الزوج وزوجته والخادمة اتفاق ضمني أن تكون أما من خلال العلاقة غير المشروعة لتحقيق رغبة سيرينا زوجة الحاكم بالامومة لأن الكل يساوي واحد بهذا النظام الجشتالتي. وعندما لا يحدث الحمل تقول لها الناشطة بأن لابأس بأن تفكر بابن الجيران، كما يحثها الطبيب الفاحص لها بأنها بإمكانها الانجاب عن طرق غير شرعية معه ، باعتبار إن جميع النساء يقمن بذلك .. مما يشير إلى الانحراف الأخلاقي المشترك للمجتمع المدعي للفضيلة ظاهريا.. والممارس الرذيلة بشكل خفي، فتكون الرواية بمثابة تحذير خفي وناقوس يدق إنذارا بالخطر من الكاتبة للمجتمعات من خطر الأصولية.



بعد محاولات عدة وتفاصيل سردية سنعرض لها لاحقا، يطلب من الساردة أن تقوم بقتل القائد وهو ما تقوم به من دون معرفة من طلب منها أن تقتل، يقوم صديقها (Nick) بتهريبيها ومساعدتها لتعيش بعيدا عنه وعن ابنتها التي لم تتمكن من معرفة مكانها، وتنتهي الرواية بنهاية مفتوحة وبمكان معزول.


والآن سأقف عند بعض التفاصيل للرواية من مثل دلالة الألوان وبعض الأسماء التي تكشف وعي الساردة بنفسها، ونظرتها للمجتمع: _ المرأة تم التعامل معها بهذا النظام الشمولي الذي يلغي هويات ورغبات الأفراد تصبح فيه المرأة جسد وبضاعة يتم استهلاكها وتبادلها بين أيدي ورغبات الرجل، عندما حملت إحدى الخادمات فإن المسؤولات يرددن بشكل جمعي هذا هو طفلنا جميعا، كما إن في حالة الولادة تشارك جميع النساء المرأة الولادة بأخذ النفس وإخراجه كمشاركة جماعية.


فالتكرار يثبت إن هوية المرأة واحدة ، يعزز ذلك هو تغطية رأس النساء ووجوههن، لأن لهن دور مطلوب منهن، كما إن تغطية الوجه تعني غياب حضور الحواس الكلام النظر والاهتمام بفكرة الجسد بوصفه معطى.


·       عندما يأخذ القائد Offred  لملهى ليلي فإنه يحضر لها ثوبا أسودا إذ اللون الأسود يتحول في هذا المجتمع الشمولي إلى لون حب بدلا من اللون الأحمر لون الحب.


·        واللون الأحمر يتحولا من الدلالة على الحب إلى الدلالة على الدم والقتل.


الساردة اسمها  Offred  يتحول دلاليا إلى عدة دلالات:

١- من دون أحمر Off-red بوصفها مناقضة للزي الذي تلبسه وبقية الخادمات يوميا لونه أحمر كلون عبودية بدلا من أي لون له دلالة سلبية مماثلة لوضعهن كالأسود والرمادي والكحلي.


٢- وممكن أن يصبح off-readأيضا للدلالة على بعيدا عن القراءة والتعلم والمعرفة والكتابة ويتضح هذا في الرواية:

"أخبر، بدلا من أكتب،  لأني ليس لدي ما أكتبه، والكتابة على كل حال ممنوعة". (الرواية، ص49)فالكتابة هنا محظورة وليس هناك مجال إلا للخطاب الشفهي الذي ينقل حكاية. ٣- كما إنا لو اعتبرناه Offered  بمعنى مقدم ومعطى مما يعني إن المرأة بهذا التصور الشمولي لها أنها بضاعة تقدم.
 ·       في الملهى الليلي مكان السكر يعرف القائد النساء الموجودات في الملهى على إنهن : مدرسات، باحثات اجتماعيات، وقانونيات. وجود نساء مثقفات في ملهى ليلي هو تعليق لدور العقل في الرواية من خلال تعطيل دورهن في المجتمع ووجودهن في منطقة اللاوعي في الليل معلقات في دور مفرغ.
 في إحدى القراءات توصف الرواية على إنها متعددة الأبعاد، بحيث إنه يمكن قراءة من خلال المقاربات التالية:


1-     كنوع سردي تعتبر من التغريبي والتأملي وهو مايسمى (بالتخييل العلمي) ، وما تفضله المؤلفة من وصف لروايتها هو التخييل التأملي ، الواقعي، التهكمي.


2-     مابعد حداثية وهو التي تجاوزت الرؤى الحداثية وقامت بمساءلة الماضي من خلال النقاط المثبتة معرفيا ولغويا. والرواية قاربت مابعد الحداثة من خلال النقاط التالية:


-       كل شيء مصنوع ومبني.
-       هناك نسخ عديدة من حدث واحد.
-       كل شيء قابل للعديد من التفسيرات.
-       ليس هناك نهاية محددة.


3-     النظرية النقدية النسائية: وهي تعتبر رواية نسائية بامتياز ومن الممكن مساءلتها وفق المعايير التالية:


-       الشخصية الأساسية نسائية.
-       تعامل بشكل كبير مع مكان ودور المرأة في المجتمع.
-       تظهر أسئلة هامة حول قضية الحركات النسائية التحررية.
-       تجعل القارئ يعي بدلالة جسد المرأة ثقافيا.


4-     تقرأ من خلال علم النفس: وهو بتحليل الاختلافات الفردية الداخلية من الهوية الخارجية المعارضة له.


5-     ما بعد الاستعمار:  كندا بوصفها مكانا هاربا من الحكم المسيطر في الحدود الجنوبية. وخطاب القوى المسيطرة من مثل القوى المهمشة للأمريكيين الأصليين سابقا.  


* ناقدة وكاتبة كويتية.