‏إظهار الرسائل ذات التسميات تيري ايغلتون. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تيري ايغلتون. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 14 ديسمبر 2014

معنى الحياة لـ تيري ايغلتون

نتساءل جميعاً عن معنى الحياة. فهل من جواب؟ وإذا كان ثمة جواب، فهل نحن من يقرره؟ أم تراه سؤال زائف؟ يعالج تيري إيغلتون هذا السؤال الملح معالجة ذكية ومحفزة، ليقدم في النهاية جوابه الخاص.
يقدم إيغلتون لمشكلة معنى الحياة حلاً هادياً ينم على إطلاع واسع فضلاً عن كونه مشوقاً.

مقدمة

أسئلة و أجوبة


تمتلك الفلاسفة عادة مثيرة للحنق من تحليل الأسئلة بدل الإجابة عليها و ما اريده هو أن أبدأ على طريقة الفلاسفة فأسأل : هل " ما معنى الحياة ؟
" سؤال اصيل أم انه يبدو كذلك ليس إلا ؟ و هل ثمة ما يمكن عده جوابا لذلك السؤال أم انه بالفعل سؤال زائف مثل ذلك السؤال المعروف في امتحان جامعة اكسفورد الذي يفترض أن يقرأ ببساطة " هل هذا السؤال جيد ؟ "
معنى الحياة للوهلة الأولى يبدو " ما معنى الحياة ؟ " شبيها بتلك الأسئلة من قبيل " ما هي عاصمة البانيا ؟ " أو " ما لون العاج ؟ " لكن هل هو كذلك فعلا ؟ أم انه اشد شبها بسؤال " ما طعم الهندسة ؟ "
ثمة معيار شائع لاعتبار بعض المفكرين سؤال معنى الحياة ذاته خلوا من المعنى . و هو أن المعنى مسألة لغة و ليس أشياء . حيث يرون انه سؤال عن طريقة حديثنا عن الأشياء و ليس عن صفة من صفات الأشياء ذاتها مثل تركيبها أو وزنها أو لونها . فحبة اللفت أو جهاز تخطيط القلب ليس سوى بذي معنى في ذاته و لا يصبح كذلك إلا عندما نأتي على ذكره في احاديثنا . و على ضوء وجهة النظر هذه فإننا نسبغ المعنى على الحياة بأن نتحدث عنها أما الحياة ذاتها فليس لها معنى اال بمثل المعنى الذي لغيمة . و لا ينطوي على معنى ، مثلا ، أن نتحدث عن غيمة بوصفها حقيقة أو زائفة فالصحة و الزيف هما بالأحرى وظيفتان من وظائف مفاهيمنا الانسانية المسبقة حول الغيوم . تعاني وجهة النظر هذه من مشاكل كثيرة مثلما تعاني معظم وجهات النظر الفلسفية . و سوف ندرس بعضا من هذه المشاكل لاحقا .
دعونا نلقي نظرة خاطفة على سؤال اشد الحاحا من سؤل " ما معنى الحياة ؟ " . لعل السؤال الجوهري و الاهم الذي قد يثيره هذا السؤال هو " ما علة وجود أي شيء بإطلاق ، بدلا من لا شيء ؟ " . ما علة وجود أي شيء يمكن ازاءه أن نسأل " ما هو معناه ؟ " في المقام الأول ؟ ينقسم الفلاسفة حول ما إذا كان هذا السؤال حقيقيا أو زائفا . في حين لا يفعل السواد الاعظم من علماء اللاهوت . و ذلك لأن معظم علماء اللاهوت يرون أن الجواب على هذا السؤال هو " الله " . فالله مثلما يقول هؤلاء هو " خالق " الكون ليس لأنه صانع اكبر هذا النوع أو ذاك و إنما لأنه علة وجود شيء ما بدلا من لا شيء . انه مثلما يقولون اساس الوجود و أصله . و هذا يصح عنه حتى و أن لم يكن للكون بداية فالله يبقى علة وجود شيء ما بدلا من لا شيء حتى و إن كان ثمة شيء ما موجود من الازل .

بيانات الكتاب

الاسم : معنى الحياة
المؤلف : تيري ايغلتون
عدد الصفحات : 162
الحجم : 3.25 ميجا
تحميل كتاب معنى الحياة