‏إظهار الرسائل ذات التسميات البرتو مانغويل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات البرتو مانغويل. إظهار كافة الرسائل

السبت، 10 يناير 2015

ألبرتو مانغويل/ فن القراءة / pdf

ألبرتو مانغويل.. فن القراءة




تحميل

عرض/ مازن معروف

مصدر المراجعة : موقع كتابات الاخبارية.


في كتابه "فن القراءة"، الذي صدرت ترجمته العربية حديثاً عن "دار المدى" (ترجمة عباس المفرجي)، يتوقف الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل عند ثقافته الشخصية، لا ليستعرض مخزونها، بل ليشير بموضوعية و"حيادية" إلى الكتب التي تركت صوتاً فيه.

سلسلة المقالات التي يعرضها تقدّم لنا طيفاً متماسكاً وضرورياً لملكة القراءة وأبعادها، وتدلّ على رؤيا مانغويل العميقة في فهم الخرائط الثقافية والسياسية والاقتصادية التي نتمشى فوقها "مسرنمين". كتاب أشبه بصورة صوتية لتاريخ مانغويل في القراءة وخبراته، هو الذي، من بين كتّاب قليلين جداً، لا يريد تجاوز كينونته الأولى كقارئ.

إنه قارئ محترف، يكتب، آخذاً على عاتقه مهمة ترتيب مكتبة العالم، ومدِّ السلالم بين رفوفها. وهو اليوم، بسلطة الكلمات، يعيد إلى القراءة نقطة الثقل الأساسية في كل نشاط أدبي، ويمتِّن التوازن بين القارئ والكاتب.

ليست القراءة مجرد نشاط ذهني وفيزيولوجي يضع العقل في مقابلة واحدة مع التاريخ والثقافات المختلفة وقصص الآخرين البعيدة أو القريبة. إنه، بالنسبة إلى مانغويل، نشاط إنساني يضمن كينونتنا، ويكفل تمايزنا عن باقي الأصناف الحية. الإنسان، بحسبه، "حيوان قارئ". والقراءة هي الحقل السرّي والضروري في آن، الذي يعزز إنسانيتنا ويمكّننا من فهم مسؤولياتنا الفردية والسياسية والاجتماعية، والوقوف في شتى أوجه السلطة.
"الإنسان "حيوان قارئ" والقراءة نقطة الثقل في كل نشاط أدبي"

حين نقرأ قصة ما، فإننا نعترف بمدى تشابه قصتنا الشخصية بها. وهذا الاعتراف هو ما يوجّهنا نحو أنفسنا، إلا أنه أيضاً يرسم لنا أهميتين، الأولى تتعلق بسلطة الحياة، والأخرى بقوة الأدب نفسه.
وحين يسمح لنا الآخرون بالدخول إلى ممالكهم الفردية الصغيرة، والتفرج على معارك خاضوها، وملامستها، في ظروف وشروط لا تشبه بالضرورة شروطنا أو ظروفنا، فإن ذلك يدلنا على تشابه نماذجنا الإنسانية وتقاربها، بمنأى عن ثقافاتنا المختلفة.

هذا يعني أن القراءة تفضح صورة الإنسان المحدودة، وتشي بأن النموذج الأعلى مرتبة من باقي أجناس الحيوان، لم يتطور كثيراً، ولم يتمكن من الإفادة من التنوع الهائل الذي فرضه التاريخ والتحولات السياسية والحروب العظيمة. بل إن نزعات بدائية كالسيطرة والتفرّد والتملُّك وإلغاء الآخر، لا تزال تشكل العصب المحرك لسيرتنا الذاتية. وهو ما يجعل كل الحروب متشابهة، وكل اجتهاد تكنولوجي أو طبي، ساقط في قبضة المصلحة السياسية والابتكارات الحربية.تؤلم مانغويل حقيقة أن ملايين البشر، اليوم، يدخلون الألفية الثالثة وهم غير قادرين بعد على فك الحرف. مع ذلك، فإن اجتهاده في الكتابة عن قراءته للكتب، يظل لافتاً. فبالكتابة وحدها يُدوَّن تاريخ هؤلاء التعساء الأميين، وبواسطتها فقط، تُحفظ الذاكرة الإنسانية من الضياع. صحيح أن الكتابة أيضاً هي الوسيلة الوحيدة التي يتم بواسطتها التزوير، لكنها تبقى دائماً عرضة للدحض أو التوكيد

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

ألبرتو مانغويل: القراءة هي منزلي

ألبرتو مانغويل: القراءة هي منزلي

ترجمه من الإنجليزية: نذير ملكاوي

ألبرتو مانغويل كاتب أرجنتيني الأصل، كندي الجنسيّة. اشتهر عالميًا بسبب كتبه عن القراءة وتاريخها، خاصّة في كتابه “تاريخ القراءة“، عدا عن علاقته بالكاتب الأرجنتيني الأشهر خورخي لويس بورخيس إذ كان يقرأ له الكتب بعد أن أصابه العمى، والتي كتبها في كتابٍ عنونه بـ “مع بورخيس“. قام بالحوار  الذي ننقله لكم جوناثان ديربيشاير لصحيفة النيوستيتسمان، وترجمه نذير ملكاوي.

  • ما مدى تفاؤلك حول مستقبل الكتاب؟
لا أعتقد أن الكتاب الورقي سيختفي، حتى في ظل سماحنا للتكنولوجيا أن تتوغل أكثر في حياتنا. الفكرة القائلة بأن أحد الطرفين لا بد أن يطغى على الآخر هي، ببساطة، كأننا ندفع الجديدة (التكنولوجيا) للتواجد وحدها على هذا الكوكب، لكنّ ذلك لا يحدث. كما لم يحدث سابقًا مع التصوير الفوتوغرافي والرسم، كما لم يحدث مع السينما والمسرح، كما لم يحدث مع الفيديو. وكما لن يحدث مع التكنولوجيا والكتب المطبوعة. كنت في قمة السرور حين قام بلغيتس، قبل عددٍ من السنين، بكتابة كتاب يتنبأ فيه بموت الورق، من ثمّ قام بطباعته على الورق. أعتقد أن ذلك يقول الكثير.

  • إذن، فأنت لا تستخدم الكتب الإلكترونية (E-books)؟
لا. ليس لديّ شيء ضد هذه الأدوات. لكنني فقط أستخدم ما أجده مفيدًا. أعني، أنّني أجد السيارات مفيدة للغاية، لكنني لا أقود.

  • أيّ الغرف اختارتها الثقافة هذه الأيام للكتب؟
لقد عمدنا إلى إزالة المكتبات، واستبدالها بالبنوك في أواسط مجتمعاتنا. هذه المواقع ليست غير قابلة للزحزحة، على الرغم من أنّ أفكارنا حول القيم تتمحور حول ما هو تجاري، هذا كله يمكن تغييره. لو كان الربح المادي هو هدفك، عندها ستقول “كيف يمكن للقراءة أن تحقّق مدخولًا ماديًا؟” والجواب هو “لن تستطيع”. لذا فالقراءة يتم ركلها إلى زاوية قصيّة في مجتمعاتنا. جرت العادة أن يتم نبذ القرّاء لأنهم يعدون أنفسهم أعلى من عامة الناس، وكذا تطوَّر المجاز الذي يصفهم وهم في أبراجهم العاجيّة. الآن ما زالت هذه الفكرة تحوم، حول أن القراء لا يتدخلون في الشؤون الاجتماعية والسياسية. بشكل أدقّ؛ بكل ما يخص العامّة. ولكن، من زاوية نظرٍ أخرى، قد يكون السبب في ذلك أنهم لا يجنون المال.

  • تضمّن كتابك (A reader on reading) مقالًا معنونًا بـ “ملاحظات حول تعريف المكتبة المثاليّة”. أي المكتبات في العالم تجدها أقرب لأن تكون مثالية؟
هناك واحدة فقط في نظري. وهي الآن تحت تهديد الاختفاء. تلك المكتبة هي آبي واربرغ (Aby Warburg’s) التابعة لمؤسسة واربرغ في لندن. تلك المكتبة صممت وفقًا لتصوّرك العقليّ، بطريقة تجعل الواحد منا يفكّر، أن الكتب تم ترتيبها دفعة واحدة، وليس وفقًا لأي تصنيف آخر. لا يوجد فيها زوايا، لذا فكل التقسيمات فيها صحيحة. أعتقد أن هذا هو التصوّر الأمثل للمكتبة. لقد عهد بها الآن إلى جامعة لندن، والتي تفكّر بإزالتها. لو حدث وقامت الجامعة بذلك؛ ستكون ارتكبت واحدة من أفظع جرائم عصرنا.

  • لديك مكتبة تضمّ أكثر من 30000 كتاب في منزلك في فرنسا. ما نظام التصنيف الذي تتبعه فيها؟ 
حسنًا، بدايةً، ولأنها مكتبة خاصّة؛ أستطيع أن أفعل ما أشاء بها. ولذلك فأنا أتّبع نظام تصنيف واحدٍ فيها: حسب لغة الكتاب الأصليّة. وذلك ببساطة لأنّه أول نظامٍ اتبعته في تصنيفي للكتب. تحت كل لغة – الإنجليزيّة، على سبيل المثال – الكتّاب مصنفون وفقًا للترتيب الأبجديّ، وكذا كتب المقالات، الروايات، الشعر، وكل شيءٍ آخر. بعذ ذلك تأتي الاستثناءات؛ وهذه تحديدًا هي المساحة المفضّلة لديّ. تحتلّ كتب التاريخ من القرن الثامن عشر حتى الآن جزءًا من هذه المساحة، والعصور الوسطى تحتلّ الجزء الآخر. من ثمّ تجيء الكتب التي تحيط بالإنجيل، كتب عن القرآن، التصوف اليهودي، أسطورة دون خوان، أسطورة اليهودي التائه، الميثولوجيا، الروايات البوليسية، كتب الطبخ، البستنة، الترحال…

  • لقد سافرت كثيرًا في صغرك نظرًا لكونك ابنًا لدبلوماسي. وقد واصلت الترحال بعد ذلك. هل شكّلت مكتبتك نقطة ثابتة بالنسبة لك؟
أعتقد أنّ الكتب لطالما كانت كذلك بالسنبة لي. أتذكّر؛ حين كنت طفلًا، كنت أصاب بالهلع لعدم معرفتي بتفاصيل المكان الذي أوجد فيه، أو حين معرفتي أين سأقضي الليلة، كانت تجربة عصيبة بالنسبة لطفل. ما كنت أفعله حينها، هو ترك الكتب التي بين يدي بسرعة والعودة لكتابٍ آخر أعرفه جيدًا لأتأكد من أنّ النصّ ذاته، وملاحظاتي عليه ما زالت هناك. دائمًا ما كنت أشعر بقدر كبير من الراحة مع الكتب، ذاك هو منزلي. في الواقع، لم أفهم أبدًا سبب الارتباط بمكان الولادة. كونه تصادف وولدتني أمي في مكانٍ ما، لا يبرر بالنسبة لعقلي، أي شعورٍ بالامتنان لذلك المكان. كان بالإمكان أن أولد في أيّ مكان آخر.

مقتبس عن موقع انكتاب.