‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 22 فبراير 2015

المسابقة الوطنية للشعر الفصيح * الجزائر 2015

       المسابقة الوطنية للشعر الفصيح

       في إطار فعاليات الملتقى الوطني السابع للشعر الفصيح  الذي سينعقد أيام: 28 ,29 , 30 أفريل2015 بدار الثقافة الجديدة بمدينة الوادي.. تعلن مديرية الثقافة لولاية الوادي عن تنظيم مسابقة وطنية حول أحسن قصيدة في الشعر الفصيح.



أولاً : شروط المشاركة
1 ــ لا يخضع النص المشارك به لأيّ شروط تخضع للموضوع.
2 ــ يرسل المتسابق نصًّا شعريا واحدا مرفقا بسيرة ذاتية.
3 ــ يتراوح النص المشارك به بين 15 و25 بيتا للشعر العمودي بينما يتراوح بين 30 و40 سطرا بالنسبة للأشكال الشعرية الأخرى.
4 ــ أن لا يكون النص المشارك به منشورا بأي شكل من الأشكال
( ورقيا , إلكترونيا ...).
5 ــ أن لا يكون النص المعني بالمشاركة قد فاز بجائزة في أيّ مسابقة أخرى.
6 ــ لا يحقّ للفائزين في الدورة السابقة المشاركة في هذه الدورة.
7 ــ تُعدّ قرارات لجنة التحكيم نهائية.

ثانيا :قيمة الجائزة
ـــ المرتبة الأولى : مبلغ قدره خمسون ألف دينار جزائري (70000.00 د.ج)
ـــ المرتبة الثانية : مبلغ قدره ثلاثون ألف دينار جزائري( 50000.00 د.ج)
ـــ المرتبة الثالثة : مبلغ قدره عشرون ألف دينار جزائري ( 30000.00 د.ج)

ثـــــالثـًـا
1ــ تُرسل النصوص قبل 15 مارس 2015 مرفقة بسيرة ذاتية مع صورة مختصرة على شكل ملف WORD  إلى العنوان البريدي الإلكتروني :elouedculture@yahoo.fr
2 ــ تُنشر النصوص الفائزة ضمن أعمال الملتقى الوطني الخامس للشعر الفصيح.

3 ــ تُسلّم الجوائز خلال فعاليات الملتقى الوطني الخامس للشعر الفصيح  المقرر انعقاده أيام : 28 , 29 , 30 أفريل 2015.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المصدر : مدونة بشير خلف .

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

كيف أقرأ الكُتب ؟ / مقال مختار

كيف أقرأ الكُتب ؟


عبد الرحمن ابو ذكرى - موقع اضاءات مصر العربية 
كيف أقرأ الكُتب ؟

“فن المعرفة هو معرفة ما الذي عليك تجاهُله"؛ مولانا جلال الدين الرومي.

تنقسم القراءة عندي لنوعين: القراءة الاستكشافية، والقراءة للدمج النسقي. وهذا التقسيم في مجمله مُرتبطٌ بتقسيمٍ آخر للنشاطات الإنسانية الجوّانية: الفكر والشعور. لكنه لا يعني بالضرورة الارتباط الكلي والحتمي والحصري لكل نوع من أنواع القراءة بنشاطٍ واحد؛ بل يعني غلبة نشاط على آخر في كل من نوعي القراءة، وليس تفرُّد الفكر أو الشعور بنوع من أنواع القراءة دون اﻵخر؛ فهما أصلًا، وفي الممارسة العملية؛ لا ينفصلان.

وتصلح النصوص البشريّة المكتوبة في غالبيّتها العظمى للاستكشاف، ولكن  أقل القليل فقط هو ما قد يصلُح للدمج. وهذا ينطبق على كل العلوم والمعارف، وعلى كل إنسان؛ ليس فقط بسبب الطبيعة السطحية لغالبيّة النصوص ولا لحجم التناص الهائل فيما بينها، في داخل كل حقل معرفي وبين الحقول المعرفيّة المختلفة؛ بل لأن حاجة الإنسان الحقيقيّة من المعرفة أقل كثيرًا مما يقوم بتحصيله خلال مراحل التعليم المختلفة، وأكثر انتقائية؛ فضلًا عن الشظايا التي يقصفها الإعلام لتكبيله بها، أو ما يعمد لقراءته وتحصيله بشكلٍ حر. إن المعرفة الحقيقية التي يحتاجها الإنسان هي التي تدفع بحركته في الوجود، وتُسهم في تشكيلها، وليست تلك التي يزهو بها ويفاخر بمُراكمتها؛ فهذه الأخيرة من العلم غير النافع. "العلم" الذي يكبِّل الحركة الإنسانية في الوجود، بأيديولوجيا تتلبس بلبوس العلم.

والقراءة الاستكشافيّة تشمل نوعي القراءة السريعة اللذين لا نُميِّز بينهما في العربيّة: التصفُّح بغرض استخلاص الأفكار الرئيسية (يسمى بالانكليزية Skim)، والتصفُّح بتمعُّن بحثًا عن فكرة أو إشارة مُعينة شُغل القاريء بها ابتداء (يسمى بالانكليزية Scan). وإذا كانت القراءة في النوعين السابقين لا تكون للنص بكامله، فإن القراءة الاستكشافية عندي تشمل كذلك قراءة النص كاملًا، لمجرد الإلمام بمراد المؤلف أو تكوين فكرة عامة عن موضوع تقتحمه لأول مرة.

ويختلف دمج النصوص نسقيًا عن استذكارها وحفظها عن ظهر قلب. ذلك أن الدمج يُشكِّل الخريطة الإدراكية والرؤية الكونية بشكلٍ واع، أما الحفظ والاستظهار فغالبًا ما يكون ملئًا للصدر بما لا ينفع إلا للتقيؤ في الاختبارات الدوريّة، فضلًا عما يمتصّه العقل الباطن من هذا القذى، بغير وعي؛ ليصنع تحيُّزات لا عقلانية وغير واعية، بل وقد تتنافى بصورة فجّة مع ما يعتقده المرء واعيًا! إن استذكار النصوص عندي تضييعٌ للوقت وتبديدٌ للملكات وإهدارٌ للعمر، بما أنها متوفِّرة أصلًا في مدوّنات؛ لذا أرى الاكتفاء بالإلمام بمظان المعرفة المكتشفة، حتى تتحرر القدرات العقلية للإنسان من القيود الضارّة؛ فيستطيع قراءة الكون من خلال النصوص التي يُطالعها، لدمجها إراديًا في وعيه وفي أنساقه القيمية؛ العقلية والشعورية. وما اختياري لهذا النمط من القراءة وتغليبي له إلا لحرصي على عدم تكبيل حركتي في الوجود بفرط النظر، وعنايتي بسلاسة العلاقة بين النظر والعمل، وبين الفكر والشعور.

فأنا لا أستذكر النصوص، ولا أحفظها أو أستظهرها عامدًا. ذلك أني لا أعتبر العلم هو نقل المتون من الأوراق إلى صدري أو عقلي، بل هو بناء علاقات جدليّة خاصة مع النصوص. علاقات تُشكِّل إجاباتي الخاصة، وتتشكَّل بها هذه الإجابات؛ لأرى الكون وأتفاعل معه من خلال كل نص، أو من خلال قراءتي له. إنه بحث عن المعنى في كل شيء، وإضفاءٌ للمعنى على كل شيء. ربما لهذا السبب أبغض الدراسة النظامية الروتينية والتقاليد الأكاديمية السخيفة، لأني أشمئز من ربط علاقة سطحية مع أي نص؛ علاقة تحكمها اعتبارات سلطوية، واحتياجات نظريّة أو متوهَّمة تفرضها سُلطة الدولة أو الجامعة أو التنظيم أو العابث بمناهج التعليم النظامي. وأفضِّل على ذلك علاقة حميمة ودائبة تحكمها احتياجات إنسانيّة واجتماعيّة حقيقيّة.

وقد ابتكرت طريقتي في قراءة النصوص التي شكلت عقلي ووجداني ومنهجي في النظر. وهي القراءة التي أسميتها، في أول المقال؛ القراءة للدمج النسقي. فهي القراءة التي أدمج بها النص المقروء إراديًا في وعيي، وفي منظومتي القيمية؛ مجتهدًا لتمثُّله. فأنا أقرأ النص أولًا بترتيب قائمة محتوياته وتسلسُل موضوعاتُه الذي عيَّنه المؤلف، وهذا ليس للاستكشاف السطحي فحسب؛ بل لأتتبع طريقة تفكير المؤلف وأستوعب منطقه. ثم أقرؤه بعكس ذلك الترتيب، من آخره إلى أوله؛ وذلك لأقيس تماسُكه وانسجامه الفكري، واتساق النتائج ومدى تعبيرها عن المقدمات. ثم بترتيبي الخاص: حسب أولوية موضوعاته وأقسامه وفروعه في لائحة اهتماماتي الخاصة، وهو ما يفيدني في الوقوف على مدى نضج المؤلف وقوة نماذجه ومرونتها ومقدرتها التفسيرية. وبهذا، فأنا لا أفكك النص دلاليًا فحسب؛ بل أفككه تراكيبيًا ومنهجيًا أيضًا، لأعيد ترتيبه وكتابته وإسكانه في وعيي، ومن خلال تجاربي وخبراتي الحياتيّة، وحسب احتياجاتي وأولوياتي الخاصّة، ورؤيتي للكون.

وأنا في ذلك أستخدم تقنية أفدت عناصرها من طريقة أستاذنا المسيري في كتابة نصوصه، وإن كنت أجهل كيف كان رحمه الله يقرأ النصوص التي تأثر بها وشكَّلت وجدانه. إذ ترتبط تقنية الكتابة عند عبدالوهاب المسيري، بتقنيته في إنتاج المعرفة، ودوافعه لتحصيل مدخلاتها. وهو ما لا يستطيع إداركه من أسِر لتقليد معرفيٍّ ما؛ خصوصًا أسرى التقليد الأكاديمي الغربي. لقد ارتبطت تقنية المسيري في إنتاج المعرفة بأسئلة حقيقيّة يبحث عن إجاباتها، ومكابدات ذاتيّة لتلك الأسئلة وإجاباتها المختلفة؛ وليس بأطروحات أكاديمية أو مشروعات نظريّة مُجرَّدة. وهو ما يُضفي على إنتاجه حيويّة متجددة، برغم برودته في مواضع كثيرة!

لقد كان المسيري يبحث عن إجاباته الخاصّة مهما كبَّده ذلك من عناء، وليس عن إجابات جاهزة تُريحه من عناء البحث والدراسة والاختبار والهضم والتأمُّل والتمثُّل والتفكيك وإعادة التركيب. لذا؛ فهو لا يذكر مصادره عندما يكتب، وإن أشار لآثار الكثيرين، جملة وتفصيلا؛ وفضلهم عليه وعلى أفكاره. لكنك حين تعود للنصوص التي أشار إليها، في مواضع الإفادة منها؛ لا تجد الأفكار أو النصوص أو النقول كما ظهرت لك في أنساق المسيري ونماذجه التركيبيّة الغنيّة، وقد لا تستطيع أصلًا، بغير إشارته؛ إدراك معالم المؤثر في نموذجه المعروض لناظريك، مهما أجهدت نفسك بالمقارنة؛ إلا بجهدٍ تفكيكي وتركيبي مساو.

وأحيانًا لن يُمكنك الوقوف على معالم المؤثِّر إلا إذا كنت تُكابد مكابدات مشابهة لما مرَّ به. وما ذلك إلا لأنه ينسلخ من كل تقليدٍ وكل إجابة؛ ليُعيد بناء المحتوى والدلالة وتركيبهما داخل نسقه الخاص، وانطلاقًا من رؤيته الخاصة، بوجهةٍ مختلفةٍ، وفي غمار حرارة مكابدته الشخصيّة؛ تدشينًا لتقليده الخاص. إنه يبني سرديّته الخاصة عن الوجود. يبنيها بعد هضم المدخلات والإفادة منها، وليس برصّ النقول والتعليق عليها كما يفعل المدرسيّون!

وأشهر مثال على ذلك هو نقده للحداثة الغربيّة، وتأثره بمدرسة فرانكفورت واليسار الجديد، والذي يشير إليه في غير موضع. لكن الفارق بين ما قدَّمه المسيري وبين هؤلاء الفلاسفة؛ أنه يُعيد تنظيم هذه الشظايا وتعريفها في إطار رؤية متجانسة متماسكة، في إطار سرديِّةٍ كُبرى عن الإله والإنسان والكون. إنه يرى الكُليّات بوضوح، ومن ثمَّ فإن الجزئيات والتفاصيل التي يُفيدها من نُقّاد الحداثة تنتظم بسهولة ويُسر في نماذجه التفسيرية، وداخل منظومته القيمية؛ لتخلق آليات قويّة وشديدة الفعاليّة في إنتاج المعرفة النقديّة، وليس مُجرَّد ترديد ببغائي لمقولات متناثرة. لقد سلك عبدالوهاب المسيري إشكالات الحداثة في سلكٍ واحدٍ باعتبارها تجليات أو تعبيرات متنوِّعة عن ظاهرة واحدة، في حين تعامل فلاسفة فرانكفورت مثلُا مع تلك الإشكالات باعتبارها ظواهر متعددة ومستقلّة. إن كتابات المسيري تُعبِّر عن رؤية واضحة للإنسان، وعن نسقٍ أخلاقيٍّ منسجم ومطرد، بعكس اضطراب فلاسفة فرانكفورت وتشظي إضافاتهم وجنوحها النظري، برغم عمقها.

لهذا كله؛ لم يكن المسيري يذكر موسوعته عن الصهيونيّة، التي أفنى فيها نصف عمره تقريبًا؛ إلا باعتبارها حالة تطبيقيّة لاختبار تصوّراته ونماذجه التفسيريّة النظريّة. ولهذا أيضًا؛ كان المسيري يكتب في مساحة عريضة من الاهتمامات والمجالات، ويتجلى في رأيه العمق والجدّة والتركيبيّة والأصالة، وإن خالفته أو حتى استهجنت مذهبه. فقد عاش ليبني قدراته العقلية، ويعلمنا كيف نحذو حذوه؛ ولم يبدد عمره في رص ومراكمة المعارف المتاحة في الكتب. لقد علمنا كيف ننتج المعرفة النقدية، وكيف نختبر قدرتها، وكيف نستخدمها. باختصار؛ لقد علمنا كيف نتفلسف.

وقد وجدت مثل هذا المنهج، أو قريب منه؛ في طريقة أستاذنا سيّد قطب في التأليف. فهو أيضًا يُفكك ما يقرأ ويُعيد تركيبه في أنساقه الخاصة، وقد لا يشير لمصادره في الهوامش أحيانًا. وأبرز مثال على ما فككه وأعاد استخدامه هي المصطلحات والأفكار التي أفادها من الأستاذ المودودي، رحمهما الله؛ فإن المطلع على كتاباتهما معًا يُدرك جيدًا أن الحمولة الدلالية لكثير من مصطلحات المودودي، التي أفادها منه قطب؛ قد أفرغت وأعيدت تعبئتها بما ينسجم مع رؤية قطب، الذي أعاد استخدام مصطلحات المودودي كما أعاد المسيري بعده استخدام إنتاج نقاد الحداثة الغربية؛ لكن المخرجات في الحالتين قد أُثقلت بحمولة جديدة، وحُمِّلت بظلال جديدة، وبلورت قراءات جديدة، وإن توهَّم بعض السذج غير ذلك.

وطريقتي في قراءة النصوص مرتبطة بطريقتي في تطوير أفكاري، ومن ثم بطريقتي في الكتابة، التي أفصحت عنها في مقدّمة كتابي الصادر مؤخرًا: "أفكار خارج القفص". وأول طور في تطوّر أفكاري هو المونولوج (حديث النفس) الذي تتعرَّف به لنفسك، ثم يأتي بعده الديالوج الديالكتيكي (حوار جدلي مع آخرين أكثره عرض لحجّتي) الذي تتعرَّف به لنفسك في وعي اﻵخرين، ويحل الحوار مع الوحي طورًا ثالثًا أكثره إنصاتٌ للمراد الإلهي للتعرُّف على موقعك من الكون وبين بني الإنسان وشكل علاقاتك بهم، وأخيرًا تنضج أفكاري بديالوج/حوار مع عالم الشهود كله؛ حوار/مكابدة يتساوى فيه نصيبي من الحديث والإنصات، والسكون والحركة.

والانتقال من المونولوج إلى الديالوج البشري يقتضي حُسن معرفتك بنفسك؛ معرفة بحدّها وحدودها وأفقها وغايتها، معرفة بسبب وجودها. أما الانتقال من الديالوج البشري إلى الحوار مع الوحي، فيستلزم قدرًا من المعرفة التي راكمتها الإنسانيّة، لسبر غور النصّ في سياقك التاريخي وتمثُّله في حركتك؛ معرفة حدَّها الأدنى ألفة لغة التنزيل. أما الانتقال الأخير، فهو دمج تركيبي للحوار مع الكتاب المنظور في الحوار مع الكتاب المسطور، وهو ما يقتضي ديمومة الحوار مع الكتاب المسطور جنبًا إلى جنب مع الحركة بين صفحات الكتاب المنظور. وحدّه الأدنى حركة الوجدان في السعي اليومي؛ حركة انفعاليّة تتمثَّل الوحي وتعايشه في كل خفقة.

إن طريقة قراءتي للكتب مرتبطة أيضًا باختياراتي من الكتب. ولم أكن لأستطيع اختيار كتاب لأقرؤه بهذه الطريقة، وأدمجه في وعيي؛ لو لم أختر نفسي أولا، وأحسن قراءتها. إن اختيار النفس ومعرفتها وفقه دروبها ينقلك من مرحلة المونولوج إلى الديالوج البشري، ومن القراءة العشوائية لكل ما تقع عليه يدك إلى القراءة الغائيّة؛ القراءة التي تُثري وجودك وتزيد إجاباتك عمقًا وتركيبًا، وهو هدف يختلف كليًا عن القراءة لشحذ الأدوات الجدليّة ودعم الحجج السفسطائية وتحقيق العلو الأيديولوجي في الأرض. إن عرضي لحجتي في هذا الطور لم يكن يهدف لشحذ أدوات الجدل والمناظرة، بل استهدف أصلًا تعزيز الفهم وبلورة التصوّرات. استهدف إجادة قراءة كتاب النفس، أكثر من لوك ما في كتب الكتّاب. إن جدْل حبل الأفكار حول موضوع ما، جدلًا فذًا متينًا؛ لا يعتمد فحسب على ما تقرأ من النصوص، كمًا أو كيفًا؛ بل يعتمد في المقام الأول على موقع الموضوع كله على لائحة أولويّاتك، ومدى انفعالك به وتغلغله في مسارب نفسك، ومستوى تشرُّب وجودك له، ومن ثم أثره في حياتك اليوميّة. يعتمد باﻷصل على مكابداتك، الحبل من الله؛ قبل أن يعتمد على المدخلات، أو حبل من الناس. وبما أن الفكر يرتد إلى المحسوسات، ومهما بلغ التجريد فإنه يرتد إلى تجارب الإنسان الحسيّة، إذ لا يُحسن الإنسان إدراك ما لم يُجرِّب ناهيك عن التعبير عنه؛ لذا كانت قلة الحركة/المكابدة تسطيح للفكر، وإساءة قراءة قصديّة للنفس والكون وللنصوص المكتوبة، وباب الولوغ في حمأة ضحالة التصوّرات وطوباويتها. إنه أنت من يُضفي المعنى على ما يقرأ؛ ليس على دين التفكيكيين السائل القائل بنفي كل مركز، بل بإضفاء الظلال والعمق اللذان يمنحان النص قدرًا من الخصوصيّة في كل قراءة؛ خصوصيّة لا تنفي العام فيه، ولا تقوّضه. لهذا كله؛ فإن قراءة القليل مع هضمه واستيعابه وتمثُّله، خيرٌ من قراءة الكثير واختزانه في ماعون عقلك بغير أثر واع.

إن القراءة للدمج هي في أحد وجوهها عمليّة مراكمة للجزئيّات، وفي وجه آخر صيرورة جلاء للكليّات. وأنا أظل أراكم الجزئيّات حتى يكتمل النسق وتبرز كلياته؛ فإذا بالتفاصيل والجزئيّات تسقُط ليبقى الجسد الكُلّي فحسب، أو النموذج في صورته النهائيّة. حينها تخف الحاجة لمراكمة الجزئيّات النظريّة، وقد تنعدم؛ ليصير للنسق/النموذج حياته الخاصة، فيتطور وينمو من خلال استخدامه عمليًا في قراءة الوجود وتفسيره، وقد يُفيد أحيانًا من قراءة وتفسير نصوص أخرى ذات صلة.

إن هذه الطريقة في القراءة تربط النظر ربطًا شبه حتمي بالعمل، وترسم من اختلاط عمليّة تحصيل المعرفة بألوان المكابدة مسارًا مُعبًدا للحياة الإنسانيّة على مراد الله. إنها تجعل من القراءة حياة حقيقية على الأرض، وليس حياة خياليّة متوهّمة بين الصفحات.

إن هذه الطريقة في القراءة هي الطريقة المثلى لتحقيق النصيحة المشتهرة عن محمد إقبال رحمه الله: "إقرأ القرآن كأنه أنزل عليك". إن كل الكتب التي أقرأها وكل المعارف التي أقوم بتحصيلها لا هدف لها سوى تعبئة أدواتي وزيادة مهاراتي وصقل قدراتي على قراءة القرآن؛ قراءة لا تدمج تعاليمه في وعيي وتعينني على تمثلها فحسب، بل قراءة تدمجني أنا نفسي في الصيرورة التاريخيّة لتحقُّق مراد النص المتجاوز للتاريخ، في الوجود القرآني. وكل قراءة لا تُسهم في تحقق هذا الهدف: عبثٌ محض. وأنا أمارس هذه القراءة، منذ عقد أو يزيد؛ على أمل أن أعبر بها يومًا لأكون من السائرين في ظلال القرآن.  

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

امرأتان ونافذتان / فن تشكيلي / ادب






امرأتان ونافذتان

الثلاثاء, 25-نوفمبر-2014

علوي السقاف - 


الصورة الأولى: لوحة "فتاة أمام النافذة" لسلفادور دالي رسمها في 1925. والفتاة في اللوحة هي آنا ماريا، أخت دالي، التي كانت موديله الوحيد قبل أن تزيحها غالا، التي ملأت لوحاته وحياته أيضاً.
الصورة الثانية: لقطة من فيلم اللبنانية نادين لبكي "سكر بنات" اختارتها المخرجة كملصق دعائي لفيلمها الروائي الأول الذي أنجزته عام 2007، والفتاة التي أمام النافذة هي "ليال" الشخصية الرئيسية في الفيلم، لعبت دورها المخرجة نفسها.
في الصورتين لا نرى وجه المرأة، لأن "آنا" و"ليال" توليان ظهريهما لتكشف كل منهما –بانثناء- الرجل اليمنى التي لا تلامس الأرض إلا بمشط القدم وبالملابس التي تلتصق بالجسد وتنحسر عن ساقين عاريتين- امرأة فتية وحركة جسد فتي ومثير.
يقول مدير التصوير، سعيد شيمي، في كتابه "سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة: "الفنون تؤثر بعضها على بعض، ودائماً الفن الأحدث يتأثر بالأقدم (...). ولقد حظي فن الرسم بالترحيب الأكبر من المخرجين ومديري التصوير في الاستبيان والمرجعية لأعمالهم الفنية". مؤكداً أن الكثير من السينمائيين "تكون أفلامهم حواراً بين الكلمة والصورة، ومواجهة بين فن السينما وفن الرسم (سعيد شيمي: سحر الألوان، ص 272، 275).
وعليه فالبناء التكويني لصورة ملصق الفيلم، الذي يكاد يتطابق مع لوحة دالي، يشير بالضرورة إلى أن مرجعية لبكي التشكيلية في لقطة "ليال أمام النافذة" كانت لوحة دالي "فتاة أمام النافذة".
وعندما اختارت المخرجة هذه اللقطة، بالذات، من بين كل لقطات الفيلم لتكون الملصق الدعائي للفيلم وبالتالي أيقونة ملازمة لاسم الفيلم ومنتشرة على لوحات الإشهار وعلى سيديهات (CD) الفيلم، كانت حتماً تقصد أن تلفت انتباهنا إلى لوحة دالي، بما يفرضه تشابه الصورتين من استحضار الذهن لنافذة وظهر أنا ماريا فور مشاهدة نافذة وظهر "ليال". هذا الاستحضار هو بداية أو عنوان رسالة لبكي. فيما تفاصيل الرسالة تكمن في الفروق البسيطة والمهمة، التي بين الصورتين.
في الصورة الأولى: نظرة فتاة دالي تغطي مجالاً أرحب من شباك مفتوح على مصراعيه؛ فتاة "تتجه وتشرف بجسدها وحواسها نحو الخارج" (أثير محمد علي: نساء من موقع الإمبراطور الالكتروني)؛ فتاة واثقة لا تخشى تأثير العالم الخارجي الذي يغمر الغرفة بالضوء، والفتاة بزرقة منارة؛ "كتلة من الأزرق الفيروزي المتموج بالضوء تكلل امرأة "المنظر من النافذة يطل على البحر الذي طالما يجلب غرباء؛ لكن فتاة دالي لا تخشى ذلك، فالرسام عكس "في زجاج النافذة جزءا من مشهد الخليج، كأنه يؤكد على حضور صورة البعيد في المدى القريب" (السابق)، أو حضور الخارج في الداخل، والداخل في الخارج.
في الصورة الثانية: "ليال" تختلس النظر، إلى خارج لا نراه، من فتحة صغيرة في شباك مغلق. "ليال" ترى خارجا لا يراها ولا نراه، لكننا نشعر به من خلال الضوء الذي يتسرب من فتحات ضيقة في النافذة المغلقة. "ليال" تتوق إلى الخارج، لكن أمامها عوائق وموانع من تخطي حدود عالمها الداخلي المحافظ، لذا تتلصص على الخارج، والتلصص فعل يمارس في الخفاء، وبه نكشف آخرين لا يروننا ولا يكشفوننا، دلالة على ازدواجية حياتها: حياة محافظة ظاهرية، وحياة أخرى باطنية تخفي نوعا من أنواع السلوك المقموع والمجرم أخلاقياً في بيئتها.

في الصورة الأولى امرأة غربية واثقة.
وفي الصورة الثانية امرأة شرقية حائرة.






الأحد، 23 نوفمبر 2014

مملكة المعلم الاردني والمعلم السعودي / رابط مفيد




مجموعة فيسبوك مهمة ومفيدة . 

في قسم مجموعات الفيسبوك او الصفحات . سنطرح مجموعات مهمة و مفيدة للمشاركة والنقاش و ايجاد المفيد والجديد . 

"تجدون فيها كل ما يخص المعلم الاردني والسعودي من :.اختبارات اوراق عمل تحليل محتوى خطط تحضير للمناهج الجديدة اذاعه مدرسية ملفات الادارة المدرسية

الكادر الاردني الكليات الاردنية الدبلوم ( الشامل ) التوفل دورات الحاسوب وكل ما يخص العملية التدربية من وسائل تعليمية ايضا والخ
تحياتي لكم  "

السبت، 15 نوفمبر 2014

الكتابة في مصر الفرعونية.. كيف نشأت؟ / رابط





كان للغة المصرية القديمة مفردات متنوعة ونحو دقيق. وكانت هذه اللغة تكتب بـ خطوط الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية. وقد حاول المصريون كتابة لغتهم باستخدام الحروف اليونانية، وهو ما عرف بالقبطية.

كان النظام الأساسي للكتابة في مصر القديمة بالعلامات الهيروغليفية التي بدأت تأخذ شكلها حوالي عام 3000 ق.م وبلغت المستوى المعياري المقبول في وقت مبكر من الأسرة الأولى. وهناك آلاف العلامات التي وصفها قدماء المصريين بأنها «كلمات مقدسة».

وجاءت كلمة «هيروغليفي» من اللغة اليونانية، وفيها: «هيروس» بمعنى مقدّس، و«جلوبتين» بمعنى نص مكتوب منقوش؛ حيث ظنها الإغريق تستخدم فقط للنقش على الآثار أو النـُّصب التي شيدت لكي تبقى إلى الأبد.

المقال كاملا : هنا 

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

لماذا نقرأ ؟


لماذا نقرأ؟



بقلم: ريما هديب 


بين أن ينظر بعض الأشخاص للقراءة على أنها وسيلة للتسلية وملء وقت الفراغ بما هو ممتعٌ ومفيد، وأن يراها البعض الآخر ضرورة حياتية كالماء والهواء؛ يكمن حديثنا. كقارئ؛ لا بدّ أن تكون قد تعرضت لموقفٍ كنت مطالبًا فيه أن تبرر فعل القراءة؛ ولا بدّ أنك أجبت في سبيل إنهاء نقاشٍ لا طائل منه –غالبًا-، أو في سبيل إقناع السائل بضرورة التعرّف على عالم الكتب –أحيانًا-.

ربّما يستحق فعل القراءة أن نقف عنده قليلًا، لنتأمل موقعنا منه ونحاول أن نكتشف ما نحن عليه كقرّاء ومالذي نريد الوصول إليه. يقول ألبيرتو مانغويل: “إننا نقرأ لأننا نريد العثور على النهاية، فقط لأننا نريد مواصلة القراءة”. 


طرحنا هذا النقاش يوم الجمعة في سهرتنا الأسبوعية على حساب انكتاب على تويتر @inkitab بدأناه بالسؤال الجدلي؛ لماذا تقرأ؟ وحصدنا هذه الإجابات:

متابعة الاجابات هنا

الخميس، 11 سبتمبر 2014

كتاب في دقائق (تحميل مجاني /السلسلة كاملة )




جاءت مبادرة "كتاب في دقائق" كجزء من النشاطات والمبادرات التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للارتقاء بمستوى المجتمع فكرياً وأدبياً وعلمياً، وتهدف لإحياء ميراث قديم ساهم في نشر المعرفة وبناء الحضارة العربية والإسلامية قبل أكثر من ألف عام وذلك من خلال إصدار ملخصات لأهم المؤلفات العالمية التي تلاقي رواجاً كبيراً، وتجمع بين أصالة المحتوى والإخراج المشوق باللغة العربية، بحيث توفر للقراء خلاصة فكر الكتّاب والمؤلفين في دقائق، مما يسهم جلياً في ترويج أشهر الكتب المميزة ونقل معلوماتها الغنية إلى شريحة واسعة من الجماهير بسرعة وإتقان. وتمثل هذه المبادرة المستمرة ببساطة فكرتها نقلة نوعية في عملية نشر الثقافة والآداب والعلوم حيث تناولت مجموعة من المواضيع المتجددة التي تركز على الطاقة الإيجابية والتنمية البشرية وفنون التعامل مع الحياة، القيادة والإشراف ونماذج ناجحة لمؤسسات وأفراد ساهموا في بناء المجتمعات، والأسرة والعائلة وسبل الحفاظ عليها كنواة فعّالة في المجتمع الحديث وفنون مجابهة تحديات الحياة.



thumb-28.jpgthumb-29.jpgthumb-30.jpg
اقتصاديات
التعاون المفتوح
مصيدة الاستحقاقالثقة في النفس
   
thumb-27.jpgthumb-26.jpgthumb-25.jpg
شروط السعادة​التنشئة
الاقتصادية للأبناء
التنفيذ هو
الاستراتيجية
   
thumb-24.jpgthumb-23.jpgthumb-22.jpg
قمّة المتعة
وقلّة الراحة
نظّم حياتكافرض حضورك
   
thumb-21.jpgthumb-20.jpgthumb-19.jpg
رؤية اللا مرئي​القادة يُؤثرون
فيُؤثَرون
التعلم باللعب
   
thumb-18.jpgthumb-17.jpgthumb-16.jpg
الثقة الإبداعي​قواعد
الإتيكيت الحديثة
الإدارة والأداء بمبدأ
   
thumb-15.jpgthumb-14.jpgthumb-13.jpg
الذكاء الإيجابيالتغيير بثقةصناعة المبتكرين
   
thumb-12.jpgthumb-11.jpgthumb-10.jpg
أنت فرد وحدكالتدريب الموجّهكل هنيئاً وتحرك
كثيراً ونم عميقاً
   
thumb-09.jpgthumb-08.jpgthumb-07.jpg
إدمان الإنتهاء​الإستبصارنعمة السعادة
   
thumb-06.jpgthumb-05.jpgthumb-04.jpg
جيل التطبيقات
الإلكترونية​
انطلقالمؤثرون
   
thumb-03.jpgthumb-02.jpgthumb-01.jpg
فن جذب الإنتباه
بذكاء ودون عناء
الروح الإيجابيةأزمة اللا تواصل