‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتب. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 16 مارس 2015

تجربة القراءة .. رحلة حياة / حوارات / مقالات مختارة





القراءة حياة ليست كأي حياة . إنها ملأى بالثراء الفكري والروحي لمن يود مرافقتها في رحلاتها الى عوالم لا نهائية من المعرفة والجمال والرؤى والأفكار ، حتى إن من يختار الكتب رفيقة له يلمس أن أفقه وحيز تفكيره إتسعا عما كان عليه قبل تلك الرفقة ، لاسيما إذا مابدأت الرفقة في سن مبكرة . وللقراءة سحرها على العقل والقلب معاً , والكتاب هو القارب السحري الذي يأخذ راكبه في رحلة أخاذة بين بحور ملأى بالأسرار والكنوز و شطآن لاتحدها حدود .
من هذا المنطلق ، التقينا أربع شخصيات للتعرف على تجاربها القرائية ، وهي كل من المؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف الأستاذ المتمرس في جامعة الموصل ، والدكتور سعد الحداد رئيس قسم اللغة العربية في معهد المعلمين ، والإختصاص في الأدب الحديث ، والدكتور وسام البكري الأستاذ في الجامعة المستنصرية ، كلية الآداب ، قسم اللغة العربية.، والفنانة التشكيلية ثائرة شمعون البازي .
توجهنا الى ضيوفنا بمجموعة أسئلة ، فكانت هذه الحصيلة :

***

• كيف تصف القراءة ؟

• أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ القراءة غذاء الروح والنفس ، والإنسان الذي يقرأ لايخرف ..لأن دماغه يظل حتى وإن بلغ الـ90 من العمر يقظاً متفتحا على الجديد .

• د. سعد الحداد :
ـ القراءة متعة ، ولذة ، واكتشاف معالم وخفايا ، وإطلاع على عقول وقلوب فكّرت و كتبت . القراءة فضاءٌ معرفيّ مفتوحٌ ، ليس له ساحل أو أفق محدود ، القراءة عالم من الحيوات المنعشة .

• د. وسام البكري :
ـ القراءة غذاء الفكر والروح ، فبالقراءة والإطلاع نسمو بأفكارنا وآرائنا ؛ ولكن يجب أن يتحقق في القراءة شرطان : القراءة الواعية المُدرِكة ، القراءات المتعددة الإتجاهات. 
ولا تتقق القراءة الحقيقية من غيرهما، ولا بإحداهما فقط !

• الفنانة التشكيلية ثائرة شمعون البازي :
ـ يعد البعض القراءة هواية أما أنا فاعدها منهجا للحياة , لأنها مدخل لتجارب الأمم والشعوب ونافذة واسعة على الأفكار والآراء، ومن ثم فهي أهم روافد بناء الثقافة التي تشكل بدورها أحد المعايير الرئيسة لقياس تقدم الشعوب ورقيها .

***

• متى بدأت القراءة الخارجية ؟ 


• .أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ بدأت القراءة منذ الصف الخامس الابتدائي أي في مطلع الخمسينيات من القرن الفائت .

• د. سعد الحداد :
ـ بدأت القراءة الخارجية مبكراً في الصف الخامس الابتدائي ، وشجعني أنّي كنت أعمل مع والدي وسط سوق الحلة الكبير الذي يقع عند مدخله شارع المكتبات ، هذا الشارع ساحر ليس لي حسب وإنما لأجيال عديدة . أبهرتني واجهات مكتباته وهي تعرض الكتب والمجلات بأناقة وترف .. حتى كنت وأنا ابن الثانية عشرة صديقاً لأصحاب المكتبات ومن يلتقي عندهم من شعراء وأدباء ومثقفين . حتى أنَّ أحدهم رحمه الله ( صاحب مكتبة المعارف ) كان يغويني بطريقته اللطيفة أن يبيعني الكتب والدورات أقساطاً ( على اليومية) ومن ثم (على الأسبوعية) وبأسعارها نفسها بلا زيادة اشفاقاً عليَّ ورأفة بصبيّ ستدركه حرفة الأدب لاحقاً .
وله الفضل عليَّ في تأسيس مكتبة مهمة من المراجع والمصادر التي اعتز بها الى اليوم .

• د. وسام البكري :
ـ لا أريد المبالغة ، فأعدّ إطلاعنا على مجلات الصغار آنذاك قراءةً خارجية ، لأنها لم تكن من شرطَيّ القراءة في جواب السؤال الأول على الرغم من كونها ممهِّداً أساسياً للقراءة الواعية ، وحتى أكون واقعياً أجيب بأن القراءة الخارجية الواعية بدأت في المرحلة المتوسطة حينما تعاهدتُ مع أصدقائي على قراءة كتب ثقافية وأدبية ودينية.

• الفنانة التشكيلية ثائرة شمعون البازي :
ـ وأنا في الصف الخامس الابتدائي , وكانت البدايات مع سلسلة متنوعة من قصص الأطفال.

***

• ماهو اول كتاب قرأته ؟ 


• أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ اول كتاب قرأته كتاب " العبرات " للكاتب المصري الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي .

• دكتور سعد الحداد :
ـ أُغرمت بمختار الصحاح ، ثم أخذني عالم الشعر في دواوينه بمختلف العصور . الا أن مؤلفات الكاتب المصري مصطفى محمود كانت أقرب الى نفسي فنشأت عليها في المرحلة المتوسطة ، وتأثرت بأسلوبه المقالي الجميل . فضلا عمّا كان يصدر من منشورات متنوعة من قبل وزارة الثقافة والإعلام أو كتب السير والأعلام .

• د. وسام البكري :
ـ أول الكتب التي قرأتها هو كتاب في الدوائر الكهربائية والإلكترونية للهواة !، وأما الكتب الأدبية ، فهي الروايات الأجنبية التأريخية المترجمة ، واتذكر أول رواية قرأتها هي جوسلين لـ ميشال زيفاكو، ومنها انطلقت قراءاتي الأدبية.

• ثائرة شمعون البازي :
ـ اول كتاب قرأته كان الجزء الاول (بين القصرين) من ثلاثية الروائي نجيب محفوظ وهي سلسلة مكونة من ثلاثية القاهرة (بين القصرين , قصر الشوق والسكرية) .

***

• هل كان في بيتكم في مرحلة طفولتك وصباك مكتبة ؟ وهل كان لدى الاهل إهتمام بالمطالعة ؟ وهل شجعوك على القراءة ؟


• أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ نعم كان في بيتنا مكتبة عامرة تعود الى والدي وكان أعمامي وأخوالي يقرأون الكتب والصحف والمجلات . وكنت أسمعهم يتجادلون ويتناقشون فيما يقرأون .واحتفظ الآن في مكتبتي بعدد كبير من الكتب التي كانت تضمها مكتبة والدي . والذي دفعني الى القراءة إنني وجدت أن من يقرأ يحسن الحديث مع الآخرين .. وله القدرة على الإقناع.. وأن من كان يقرأ يتمتع باحترام الناس وتقديرهم ، ولكي أكون متميزاً بدأت القراءة وكتابة ملخص لما أكتب ، وهذه العادة لاتزال قائمة عندي. ومما شجعني على القراءة كذلك أن والدي كان قارئاً نهماً وكانت لديه مكتبة عامرة . 
وقد حظيت بالإهتمام والتشجيع عبر مراحل حياتي من أطراف كثيرة منهم أمي وعمتي وزوجتي الاولى رحمها الله وكانت معلمة .. والآن زوجتي الثانية الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي وهي مؤرخة متخصصة بتأريخ الثغور الإسلامية . وأيضاً حفزني على القراءة معلمي في مدرسة أبي تمام الابتدائية للبنين في الموصل الأستاذ محمد اسماعيل والذي أخذ يكلفني باستنساخ بعض المقالات التي يحتاجها عن الأدباء والشعراء والفلاسفة والمفكرين والفنانين العراقيين والعرب والأجانب .

• د. سعد الحداد :
ـ الغريب أن والدي (رحمه الله) تفاجأ يوماً حين رأى في دولابي الأفقي كمّاً من الكتب فقال لي : متى جمعتها ؟ وكيف ؟ وهل قرأتها جميعها ؟ أخذني الخجل فلم أكن أُعْلِمْه بذلك .. غير أنها كانت فاتحة خير من التشجيع .
لم يكن في بيتنا سوى نسخة من القرآن الكريم يقرأ فيها والدي . فأمي (رحمها الله ) كانت لاتقرأ و لاتكتب .
لم يكن لدى الأهل أدنى اهتمام بالكتب . لكن كان لهم التأثير في ترك حرية الاختيار للكتب واقتنائها إلا التي فيها خط أحمر (او مايعرف يومها لدى العامة بالكتب الشيوعية) او المعادية للنظام .. فهم بسطاء لايريدون لابنهم أن يزجّ نفسه بأمور ليس ذي بال وربما تجلب المتاعب لهم . لكن لم يعلموا أنني كنت منضوياً كصديق ، ولدي من الكراريس عدد لابأس به . التشجيع جاء تراكميّاً من المعلمين والمدرسين والمكان ( شارع المكتبات) والمكتبة الحكومية الوحيدة (في الحلة آنذاك ) والجميلة في طراز بنائها وخُلق موظفيها الذين شجعونا على الارتياد والقراءة بهدوء وأدب .. (رحم الله مؤسسها ومديرها الشاعر المرحوم الدكتور باقر سماكة) لم أعاصره إلا أنَّ له فضل التأسيس الرائع وقد تعرفت عليه مبكراً من خلال نصوصه الشعرية للأطفال التي مازلنا نرددها وأشهرها (البلبل الفتان). وهذا واحد من الأسباب التي جعلتني انتمي للكتاب لأبحث عن صور مانسمع ومانتكلم . فضلاً عمّا ذكرت سلفاً ، كانت الدار الوطنية مصدراً مهما من مصادر التحفيز ممثلة بمديرها الشاعر شكر حاجم الصالحي الذي طالما يدسّ بين يديّ كتابا ويقول : اقتنِه ياسعد فهو نافع او إنّ نسخه قليلة وعليك بواحدة.

• د. وسام البكري :
ـ لم تكن المكتبة بالمعنى الحقيقي للمكتبة ، فهي مكتبة صغيرة جداً ، تحوي عدداً من الكتب خاصة بالكهرباء والإلكترونيات، وكتباً تأريخية خاصة بالحربين العالميتين الأولى والثانية ، وكتُباً دينية قليلة ، وهذه الكتب جميعها للوالد. ومعها ما يخصني ويخص إخوتي من مجلات للصغار. كان الوالد يقرأ ما يستهويه . وأثّر فيّ الوالد وشجّعني على القراءة والإطلاع ، إذ إن دخولي معه دورة الكهرباء والإلكترونيات ـ وأنا صغير في إحدى العطل الصيفية في المرحلة المتوسطة ـ جعلني أطلع على الكتب الألكترونية التي يقتنيها ، فأقرأ أرقام المقاومات والصمامات الإلكترونية وبدائلها ، وكيفية عمل الدوائر الكهربائية ، وخرائطها!!.

• ثائرة شمعون البازي :
ـ ليست مكتبة كبيرة ، فقد كان للوالدة اهتمام كبير بشراء كتب متنوعة إن كان الوضع المادي مشجعاً . ومن الكتب التي كانت تسعى لشرائها الروايات وبعض المجلات التي كانت تصدر في ذلك الوقت ومنها مجلة حواء . ربما انشغال الوالد بالعمل وتوفير لقمة العيش لنا جعله بعيداً نوعاً ما عن عالم المطالعة بشكل مستمر لكنني كنت ألاحظ إهتمامه بقراءة الكتب التي تتناول مواضيعَ تأريخية . . أما الوالدة فكان لديها إهتمام خاص بعالم المرأة والأمومة والطفولة والأسرة والتربية ومن ثم الروايات وكما ذكرت متابعتها لمجلة حواء . وكانت تروي لنا إحدى القصص التي تختارها و كانت تحمل رسالة ما. وبعد أن تنتهي من قراءة القصة تحاورنا فيما لو استفدنا من تلك القصة ليبدأ حديث طويل بيننا كإنها تحاول أن لا تقف عند قراءة القصة فقط بل كانت تود أن نبحر في الفهم والتعمق والتعلم . لقد تدرجت الوالدة في طرق قراءتها القصص لنا ؛ ففي المرحلة التي سبقت ذهابي للمدرسة كانت تروي لنا القصة من خلال الصور التي كانت تحتويها تلك القصص وبشكل ارتجالي ودون قراءة الأسطر, تلتها مرحلة دراستنا الابتدائية , إذ اتذكر الآن كيف غيرت طريقتها في قراءة القصص فقد كانت تبدأ بقراءة الأسطر ومن ثم الاستعانة بالصور وكإنها تريد تسهيل الامر علي . لتأتي مرحلة أخرى أن تقرأ وأقرأ بعدها واستمرت الحال حتى وصولي الى الصف الخامس الابتدائي حيث قررت الوالدة أن اعتمد على نفسي في القراءة. ولكن بقت الوالدة ترافق رحلتي هذه حتى أكملت مرحلة الثانوية. وكانت تتابع مااستعيره .

***

• ماأبرز قراءاتك خلال الطفولة ومن ثم المراهقة ؟


• أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ أبرز قراءاتي في الطفولة كتاب " القراءة " المقررعلينا حينذاك وحجمه في حدود 350 صفحة وكان مقرراً في الصف الخامس ومثله في الصف السادس الابتدائيين ..كان فيهما قصص وقصائد وحكم وحكايات ومواعظ وعبر ....قرأت قصصاً بعنوان : "واحدة بواحدة " و"مرضعة الرسول " و" القائد المغلوب والنملة " و"الحلاق الثرثار " وقصيدة المدارس للشاعر معروف الرصافي . كما كنت معجباً بكتاب منهجي مقرر في الابتدائية هو"الواجبات المدنية والاجتماعية " فيه كل مايجعل التلميذ يحب الوطن ، وفيه مباحث عن السلطات الثلاث والأنظمة السياسية والحقوق . وفي فترة المراهقة قرأت مجلة طبيبك للدكتور صبري القباني وكتب الثقافة الجنسية للقباني نفسه وكتاب : كيف تتزوج ؟ وكتاب ثقافتنا الجنسية .. ومجلات الكواكب والمصور وآخر ساعة ، وأيضا أقرأ للشعراء الرصافي والزهاوي والجواهري والسياب . 

• د. سعد الحداد :
ـ نشأت كأغلب من كان في جيلي على اقتناء المجلات التي ترد الى العراق مثل ( سمير وميكي ) ثم ( مجلتي والمزمار) واحتفظ بمجلدات لها . ومازلت اتتبع إصدارات مجلات الأطفال لما فيها من إحساس جميل وعالم مليء بالبراءة والنقاء . وكان للمشاركة في إعداد النشرات الجدارية والمجلات الطلابية المتواضعة دور مهم في عميلة دفعنا وتحفيزنا نحو عالم كبير من الجمال (عالم الكتب والمجلات). ورحم الله الحاج محمد الملا علي وكان بزازاً ، إذ رآني يوماً ، (وأذكر أني كنت في الصف الثالث متوسط ) وكان بيدي كتاب فأشار عليّ وحين أقبلت أخذ مني الكتاب بطريقة لافتة وبخفة ودسّه بين ركام أطوال القماش .. تعجبت وقلت له ياحاج ..؟ وقبل أن اكمل قال من أعطاك الكتاب ؟ قلت اشتريته . قال كم سعره سأعطيك ثمنه .. قلت هو لك ياحاج . قال أتعرف مافيه قلت أعجبتني بعض صوره لاسيما المقصلة والمنكنة ، قال اتركه إنه كتاب ممنوع يؤدي بك وبوالدك الى السجن . هذا الموقف أثار فيّ رغبة عارمة في البحث عن الكتب الممنوعة من قبل الرقابة . 

• د. وسام البكري :
ـ ذكرت سابقاً المجلات للصغار، إذا كان المقصود بها المرحلة الابتدائية ، كمجلتي والمزمار، ولا أنسى مجلة سوبرمان المصوّرة ، المترجمة عن الأجنبية .
المراحل تتداخل عند الإنسان، فليس هناك حد فاصل دقيق في ما بينها ، تستمر هواياتي في شراء الكتب الإلكترونية وقراءتها بتأثير والدي ؛ وشراء الروايات التأريخية وقراءتها وتبادلها بتأثير أصدقائي ، وكما ذكرت سابقاً رواية جوسلين وابن باردليان لـ ميشال زيفاكو، وروايات تشارلز ديكنز، مثل : قصة مدينتين ، وروايات تولستوي مثل : الحرب والسلام و أنّا كارنينا. ولكن في إحدى مراتِ التبادل اقترح أحد أصدقائي قراءة كتاب مبادئ الفلسفة لأحمد أمين !!، وأن نتعاهد على مناقشة أفكاره بعد الانتهاء من قراءته !! حينما اتذكر هذا الموقف اندهش من جرأتنا أنا وأصدقائي على الابتداء بكتاب في الفلسفة ، ولا أنكر صعوبته آنذاك ، لِما فيه من مصطلحات وأفكار جديدة علينا ، ونحن ما زلنا في مقتبل العمر !. ثم توالت القراءات مشتركاً مع أصدقائي ، أو منفرداً وحدي بما يستهويني.

• ثائرة شمعون البازي :
ـ أبرز قراءاتي كانت مجموعة قصص متنوعة منها على شكل أعداد او سلسلة من المطبوعات والتي تحولت فيما بعد الى أفلام كارتون للأطفال او الى أفلام سينمائية في السنوات الاخيرة . ومن تلك القصص شخصية ميكي ماوس وشخصية العم بطوطة وسوبرمان والرجل المطاطي والوطواط ، وأكثر ماتعلقت به سلسلة من قصص تحمل عنوان سمير . وسمير ذلك الولد الطيب والمشاكس في آن معاً يمر بتجارب وأخطاء قد تحدث بسببه او بسبب من يحيط به من أفراد عائلته او جيرانه او مع رفاقه في المدرسة . وكانت تنتهي تلك التجارب بنهايات سعيدة بعد أن يجد أبطالها حلولاً تسعد الجميع. أما في الصف السادس الابتدائي فقد بدأت بقراءة ومتابعة كل مايصدر من سلسلة المكتبة الخضراء ومنها قصص قطر الندى وسندريلا وبحيرة البجع . وقرأت بشغف أيضاً سلسلة مجلتي والمزمار . وإتسعت قراءتي للروايات خلال المراهقة ، فقرأت ليوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبدالله وأيضا قرأت عدداً كبيراً من الروايات المترجمة. وتحول إهتمامي الى سلسلة رائعة حملت اسم (المعرفة) والتي تصدر في مصر ، كان كل عدد منها يحتوي على معلومات عامة في مختلف المجالات العلمية . وقرأت قصص ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة والقصص البوليسية لأجاثا كريستي .

***

• وماأبرز قراءاتك في مابعد ؟


• أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ في ما بعد أخذت اقرأ الكتب الوجودية ومنها كتب كامو وسارتر وسيمون دي بوفوار وكتب كولن ولسون وأبرزها كتابه "اللامنتمي " وكتب البرتو مورافيا ومنها كتابه " السأم " ، فأصبحتٌ وجوديا ثم انقلبتُ على الوجودية وصرت أقرأ لمكسيم غوركي وليو تولستوي وليرمانتوف ومن كتبه "بطل من هذا الزمان" وكتب لينين وكتب ماركس . وفي الكلية - كلية التربية - جامعة بغداد 1964 ـ 1968 قرأت لفرويد وماركس .

• د. سعد الحداد :
ـ اتجهت الى الأدب والتراث وأتخذت من التحقيق طريقاً لي ، ومن الشعر هواية ، وفي كتب الرجال والأعلام كنوز لاتضاهى . والأهم من ذلك إتجاهي الى التراث المخطوط والتعامل معه تعاملا روحيا باعتباره ثروة الأمة التي يجب أن تظهر الى النور بأحلى صورة وأبهى إخراج وأتم تحقيق ، ولابد من ذكر أستاذنا الراحل شيخ المحققين هلال ناجي الذي دفعني الى هذا الفضاء المتعب الشيّق .

• د. وسام البكري :
ـ في ما بعد إتسعت قراءاتي ، وبحكم دخولي الجامعة والتخصص باللغة العربية اقتنيت كتباً أدبية ولغوية وثقافية كثيرة ، وهي غير منهجية ، ولكنها ترفد المنهج ، وتزيد من الثقافة التخصصية والثقافة العامة ، ولا أنسى الدوريات مثل : المورد وآالتراث الشعبي ، ومجلة أقلام ومجلة العربي الكويتية وغيرها مما كان يصدر آنذاك. وفي مرحلتي الماجستير والدكتوراه إتسعت قراءاتي بحكم التخصص الدقيق الذي له علاقة بفلسفة الدراسات اللغوية وعلاقتها بالعقيدة.

• ثائرة شمعون البازي :
ـ بدأت أميل الى قراءة الأساطير بدءًا بكلكامش , وقرأت جميع مسرحيات وليام شكسبير وأذكر منها هاملت , روميو وجوليت, تاجر البندقية , ماكبث ومسرحيات أخرى . قرأت لشعراء العراقيين ومنهم : المتنبي ، محمد مهدي الجواهري , بدر شاكر السياب , سركون بولص , عبد الوهاب البياتي , معروف الرصافي , نازك الملائكة , جميل صدقي الزهاوي ولشعراء عرب منهم أحمد شوقي, أحمد رامي , حافظ إبراهيم , محمود سامي البارودي , ونزار قباني وآخرين .وجاءت مرحلة قراءة الكتب التأريخية ومن ثم الاجتماعية والنفسية ، لانتهي بالكتب الفلسفية ، ومنها لأرسطو وجان بول سارتر وغيرهما ، فضلاً عن الدينية كحياة بوذا , التوراة , القرآن والانجيل .

***

• ما الذي تختلف قراءاتك الحالية عنها في الماضي ؟ وهل تقرأ كثيراً الآن ؟


• أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ تنوعت قراءاتي في ما بعد وانهمكت في قراءة كتب فلسفة التأريخ ، فقرأت لتوينبي وشبنغلر وكولنجوود وهيردر و ادوارد كار وايمري نف وسيلي وحسن عثمان وعبد العزيز الدوري وقسطنطين زريق وأسد رستم وكل ذلك جرى بتأثير تخصصي في التأريخ وتعلمي على يد أساتذة أفذاذ كانوا يقرأون وينتجون منهم الدكتور جواد علي والدكتور حاتم الكعبي والدكتور زكي صالح والدكتور عبد العزيز نوار والدكتور جعفر خصباك والدكتور فيصل السامر والدكتور عبد القادر أحمد اليوسف والدكتور محمد جواد رضا والدكتور حامد شاكر حلمي رحمهم الله جميعاً وجزاهم خيراً . قراءاتي الآن أصبحت واسعة ، فأنا أقرأ كتاباً لأكتب عنه ، وقد أصبحت لدي خبرة في الكتب ، فأي كتاب لا يأخذ مني وقتاً طويلاً ، إذ بمجرد أن أقلب صفحاته وأقرأ مقدمته وعنوانه وأرى مصادره وأطلع على خلاصاته استطيع أن أحكم على قيمته .

• د. سعد الحداد :
ـ لاتختلف القراءة كآلية بمقدار اختلاف الاستيعاب والفهم المتأتي من النضوج الفكري والمعرفي . أكيد أن القراءات المبكرة كانت قراءات سطحية ، بدائية ، قد لاتغني كثيراً مثلما هي اليوم بعد نضوجٍ عقلي وقدرة تمييز عالية . أقرأ كثيراً ، وكل شيء . وإن تراجعت نسبة القراءة قليلا إلا أنها مازالت متوهجة بالكمّ الهائل من الإصدارات الحديثة والجميلة طباعة وإخراجاً. 

• د. وسام البكري :
ـ تختلف قراءاتي الآن كثيراً عمّا مضى ، لأنها تجاوزت التخصص إلى آفاق معرفية أوسع ، إذ لا بدّ للباحث من أن يكونَ مُلِمّاً بطرفٍ أو أكثر من مجالات شتّى من الثقافات والآداب والعلوم.
ـ نعم أقرأ كثيرا .. لأن الانقطاع لا يُورث إلاّ الجهل والعجز عن مواكبة التقدم العلمي والمعرفي.
ومع ظهور شبكة الإنترنيت توافرت الكتب والبحوث والمقالات، متدفقةً بصيغ متعددة ، وهنا مسؤولية كبرى للمثقف، تتمثل في وجوب متابعة التدفق المعرفي الهائل ومواكبة المتقدم منها.

• ثائرة شمعون البازي :

ـ معظم ماأقرأه الأن من خلال النت للسهولة ، فمثلاً اتابع المواضيع التي تخص عالمي الفن التشكيلي والتصميم والأعمال الحرفية والمجالات الادبية والإعلامية والتربوية لأنني معلمة حضانة وروضة وباللغتين العربية والسويدية وبعض الأحيان الانكليزية , ومن ثم اتوقف لأعيد الرحلة. وفي بعض الأحيان يدفعني حنيني للكتب، لأذهب الى مكتبة مدينتنا العامة لاستعير بعض الكتب .

***

• ما الكتب التي أثرت فيك كثيرا ؟


• أ.د. إبراهيم العلاف :

ـ ابتداءً يأتي القرآن الكريم في مقدمة ما تأثرت به وخاصة وإنني أحرص على تدبر آياته وأرجع الى كتب التفسير المعتمدة ..ولعل من أوائل الكتب التي تأثرت بها وقرأتها بتمعن مؤلفات الشاعر المهجري جبران خليل جبران وأولها كتابه "النبي" وكتابه " رمل وزبد " .كما تأثرت بمؤلفات المؤرخ الكبير الأستاذ أحمد أمين : " فجر الإسلام " و" ضحى الإسلام " وكتاب "فيض الخاطر " للأستاذ مصطفى صادق الرافعي وقرأت بعضا من مؤلفات الدكتور طه حسين وخاصة "الفتنة الكبرى " ولاأنكر بأنني قرأت للوجوديين وللماركسيين وللقوميين ناهيك عن كتب الفلاسفة هيكل وهيدجر وسارتر . ومن الكتب التي قرأتها وتأثرت بها بعض من مؤلفات الدكتور لويس عوض وخاصة روايته "العنقاء " وهكذا كان التأثر يرتبط بكل مرحلة من مراحل حياتي وبما كان سائدا في العراق والوطن العربي من تيارات فكرية . ولابد أن اقول إن القاص ذو النون أيوب كان من الذين قرأت لهم ولاأنسى أنني كنت أقرأ روايته "الدكتور إبراهيم " بكثير من الشغف فأنا عرفته جيدا وكانت داره في الموصل في الخمسينيات قرب داري.
• 

• د. سعد الحداد :
ـ أول دورة (وليس كتاباً) اقتنيتها بـ (18) ديناراُ عراقياً منتصف السبعينيات هي (الغدير ) للشيخ الأميني بأجزائها الأحد عشر ، والتي فتحت عليّ آفاقاً رحبة من التأريخ والدين والرجال والأدب والشعر تحديداً .ثم ( العقد الفريد )لابن عبد ربه الاندلسي، فضلا عن كتب أخرى مختلفة .

• د. وسام البكري :
ـ لكل مرحلة كتاب أو أكثر مؤثّر فيّ ، فلكل مجال معرفي لا بد من كتاب تأثرتُ به ، فهناك أعلام بارزون يمثل كل منهم تياراً فكرياً أو ثقافياً أو دينياً أو علمياً تأثرتُ به.

• ثائرة شمعون البازي :
ـ كل ماقرأته خلال مراحل حياتي جعلني اكتشف الكثير في عالمنا هذا ، فالتعمق بالإنسان وفسلجيته والتعمق بالحياة وفلسفتها جعلني أحمل رسالة إنسانية حتى تملكني احساس بأنني جزء لا يتجزأ منها ، كما إن كل ماقراته منذ الطفولة حتى الآن جعل عندي حصانة وقوة وثقة كبيرة بالنفس .

***

• بماذا تنصح شبابنا بصدد المطالعة ؟


• أ.د. إبراهيم العلاف :
ـ أنصح الشباب بالمواظبة على القراءة لتتسع مداركهم ، وينمو احساسهم ، ويصبح لديهم موقف من الحياة والمجتمع والكون . وأقول لهم اقرأوا كتب الفلسفة فإن من يقرأ الفلسفة يرى الغابة أما الذي لايقرأ الفلسفة فلا يرى إلاّ الشجرة ، وشتان بين من يرى الغابة كلها ومن يرى الشجرة لوحدها . وأنصحهم بأن يقرأوا القصة والشعر ليتهذب ذوقهم وتصبح لديهم ملكة الحديث وملكة الكتابة وأطلب منهم قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته والإهتمام باللغة العربية وبعلامات الترقيم .. وأنصحهم أن يتعلموا الكتابة على الحاسوب مباشرة ، وأن ينشروا ما يكتبون وأن تكون لديهم مدونات وصفحات على فيسبوك ، والذي يريد أن يكون متميزاً ومحترماً في المجتمع لابد أن يقرأ .. وفي البدء كانت الكلمة... واقرأ ..... والقراءة كفيلة بأن تٌحدث التغيير ، والتغيير مهم ومن تساوى يوماه فهو مغبون والذي لايتغير يتعفن .

• د. سعد الحداد :
ـ أقول : المطالعة حضارة وتلاقح ثقافي ومعرفي وعلى أبنائنا الشباب الاقتراب أكثر من الكنوز ، وما متوفر اليوم سيكون في غد ضياع ، أي إن الحياة تمضي مسرعة ، وما لم نتحصل اليوم على مزيد من المعارف قد لاننهل في الأيام القابلة إلا الحشف .. على الشباب إنشاء مكتبات خاصة ، ففيها الألفة والسعادة ، وفيها المنفعة والفائدة . ومصداقاً لقول سيد الكائنات نبينا الأعظم (صلوات الله عليه وآله وسلم ) ( طلب العلم فريضة) والحثّ عليها ماجاء في أول قولةٍ ربانيةٍ (اقرأ) .. فالقراءة مفتاحٌ للسعادة ثمين .

• د. وسام البكري :
ـ أنصح شبابنا وأبنائي أيضاً بالقراءة والمطالعة بالقدر الذي يجعله مُطّلعاً على الثقافة بصورة عامة ، فضلاً عن الإطلاع الذي يُعزّز فيه هواياته، مهما كان نوعها أو مجالها المعرفي. قد تبدو نصيحتي متواضعة ، لكنّ ما اشاهده من إسفاف وابتذال في شبكات التواصل الاجتماعي كفيسبوك مثلاً ، يجعلني أطالب بالحد الأدنى من الثقافة العامة ، فالكتابة بالعامية فاشية ، والأخطاء القبيحة في الكتابة لا يستقبحها معظم القرّاء !!، وكل ذلك قد يبدو هيّناً أمام الإسفاف في موضوعات الصفحات وعنواناتها ، فهي تدل على جهلٍ فاشٍ ، وعلى سوء أدب وقلة ذوق !!، وأجد الألوف من المتابعين لها ، فأين هؤلاء من الثقافة في حدودها الدنيا ؟!

• ثائرة شمعون البازي :

ـ هناك حقيقة علينا أن نواجهها ، وهي إن غالبية شبابنا يقضون أوقات فراغهم بين مقاهي الأنترنت والنوادي الطلابية ، بعدما تخلى قسم كبير منهم عن الكتاب ، وبات الهاتف الخليوي والانترنت هما المصدران الرئيسيان لثقافة الكثيرين منهم. وبصراحة حينما قمت بزيارات متعددة الى شارع المتنبي والى معارض الكتب وبعض المكتبات بحثت عن الشباب من كلا الجنسين . فلم أجد إلا القليل جدا ومن هنا خطرت في ذهني تساؤلات : ما الذي جعل شبابنا يعزف عن القراءة والمطالعة ؟ هل شجعنا أبناءنا على القراءة والإطلاع وذلك من خلال تهيئة البيئة الصالحة للقراءة ؟ وهل تحقق لهم ذلك في المنزل؟ ثم هل يصحب الآباء أبناءهم اللى مكتبة عامة أيام العطل ؟ وماذا عن بيئة المدرسة .. هل هناك من بين هيئة التدريس في كل مدرسة من يرشد الطلاب ويعرفهم بأهمية القراءة؟ وهل خصصت مكتبة في كل مدرسة ؟ وهل في مكتبة المدرسة محتوى ثري ومتنوع يشد انتباه الطلاب؟ تساؤلات كثيرة تواردت الى الذهن ، ولكن هل من أجوبة ؟

ختام الرحلة

ولنا عودة مع حصيلة رحلات قرائية لشخصيات اُخر .

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

لماذا يجب أن نقرأ الكتب ؟



جودت هوشيار
الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 21:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات

لم يعد الجيل الجديد يقرأ الكتب ، الا نادراً ، .ويعتقد البعض ان عزوف الشباب عن القراءة عموماً وقراءة الكتب خصوصاً ، يرجع الى عدة أسباب ، لعل في مقدمتها ، ظهورالأنترنت ، ووسائل الأعلام المتعددة ، وضيق الوقت، ومشاغل الحياة اليومية ، وارتفاع أسعار الكتب . ولكن هذه الأسباب لن تقف حائلاً أمام من يحرص على القراءة كطقس دائم من طقوس حياته .
وربما كان السبب الرئيس وراء العزوف عن قراءة الكتب الجادة ، هوعدم شعور الشباب بالحاجة الى القراءة . وهذا أمر مؤسف ، ربما لأنهم لا يعرفون قيمة الكتب في حياة الناس وتطور المجتمعات وفي تأريخ البشرية ، فالقراءة احدى سمات المثقف الواعي والأمم المتحضرة ، يحث عليها علماء النفس ، ولا يمل المربون من تأكيد ضرورتها لكل الفئات العمرية ، فهي وحدها تفتح امام القاريء عوالم لا نهائية من العلم والمعرفة والمتعة ، وهي مفتاح الثقافة والحصارة والتقدم .

وكل كتاب جيد – خبرة جديدة وتواصل مع العقول الذكية ، عقول العظماء ، الذين يدفعون بالقاريء الى التفكير في امور لم تخطر بباله ، او لم يكن يعرف عنها كثيراً ، ولا يحسن التعبير عنها .. كما يجد فيها القاريء وصفا لتلك المواقف والمشاكل الحياتية التي قد تواجهه، وأجوبة عن الأسئلة التي تعذبه .
اننا عندما نتحدث عن قراءة الكتب ، لا نعني بذلك هواية اقتناء الكتب لغرض تزيين رفوف المكتبة البيتية أوصالون الأستقبال ، من اجل التباهي بثقافة صاحب الدار ، فثقافة المرء لا تقاس بعدد الكتب التي يمتلكها ، بل بعدد الكتب الكلاسيكية الخالدة والكتب الجديدة القيمة ، في شتى ميادين المعرفة والثقافة ، التي قرأها بتمعن وتمحيص وتفاعل مع مضامينها وأطال التفكير فيها واستخلص منها ما هو مفيد له في الحياة ، وما يعينه على بلوغ مرتبة أعلى من الأنسنة ، ان صح التعبير .
يتباهى البعض بكثرة الكتب لديه وبضخامة المكتبة التي يمتلكها ، وعندما تتحدث اليه ، لا تشعر على الأطلاق بأنه استفاد حقاً ولو قليلا من الكتب التي قرأها ، والأرجح أنه لم يقرأ معظم ما يمتلكه من كتب ، أو أنه قرأها بلا مبالاة ودون التعمق في معانيها ، ولم يتفاعل معها قط ، حيث لا يظهر شيء من أثر القراءة المعمقة في ثقافته وسلوكه واسلوبه في الكلام .

قراءة أفضل الكتب بتمعن شيء ، وقتل الوقت بالقراءة السطحية شيء آخر تماماً . في هذا المبحث القصير نتحدث عن القراءة الجادة ، التي ترتقي الى مستوى التفاعل مع آراء المؤلف وأفكاره. مثل هذه القراءة لها فوائد معرفية وثقافية وصحية واجتماعية عديدة ، نحاول ايجازها في نقاط محددة :

ماذا وكيف نقرأ ؟ :

قراءة الكتب بتمعن مفيدة في مختلف مراحل العمر ، والمهم ، هو ماذا نقرأ ؟ من المشكوك فيه ان تلعب القراءات الخفيفة المسلية أي دور في اثراء معلوماتنا أو تنمية عقولنا . من الممكن أن نقرأ لغرض الترفيه عن النفس وتمضية الوقت أو لمجرد حب الأستطلاع ، ولكننا اذا قرأنا شيئاً من روائع الأدب الكلاسيكي ونتاجات الفكر الأنساني ، فأننا نعتاد عليها ولا يمكننا الأقلاع عنها بسهولة.
الكتب الخالدة عبر التأريخ الأنساني ، تتضمن عصارة الفكر ونتاج العلم وخلاصة الفهم ودوحة التجارب وعطية القرائح وثمرة العبقريات على حد وصف ( تريستان تزارا ) ، ينبغي لكل مثقف أن يقرأها. مثل هذه النتاجات لن تفقد قيمتها العظيمة بمرور الزمن أبداً ، رغم تغير الأجيال ونظم الحكم ، والتقدم الحضاري .

قراءة الكتب العلمية عن نشوء الكون ونظام المجموعة الشمسية تؤدي الى توسعة مداركنا ومخيلتنا وتحسن تصوراتنا وفهمنا لقوانين الطبيعة . و الكتب الثقافية والتأريخية تزيد من معلوماتنا ، وقد نستخلص منها العبر والدروس لبناء حاضرنا ومستقبلنا.
أما قراءة كتب السيرة الذاتية والمذكرات الشخصية ، فأنها تتيح لنا الأطلاع على خلاصة التجارب الحياتية لشخصيات مثيرة للأهتمام ، أسهمت في صنع التأريخ أو كانت شاهدة عليها. 
ويمكننا بكل تأكيد الأستفادة من تجاربهم وخبراتهم الحياتية ، التي قد تفيدنا مستقبلاً في حياتنا العملية .
وصفوة القول ان قراءة الكتب القيمة سواء كانت تخصصية أو ثقافية عامة ، لا غنى عنها لكل انسان يعرف قيمة التراث الأنساني العظيم في العلم والفكر والثقافة. الأنسان الذي لا يقرأ يعيش حياة واحدة فقط ، هي حياته ، أما من يطلع على تجارب الآخرين، فأنه يعيش حيوات كثيرة .

الكتاب ومصادر المعلومات الأخرى :

كانت النخبة المثقفة تقرأ كثيراً حتى الى عهد قريب ، ربما بسبب عدم وجود مصادر كثيرة للمعلومات ، والتسلية والترفيه . لم يكن هناك أنترنت ولا الهواتف الذكية ، أما قنوات التلفزيون فقد كانت محلية وعددها محدوداً وتقدم برامج بريئة بالقياس الى ما تعرضه القنوات الفضائية راهناً .

العزوف عن القراءة ظاهرة عالمية غير مقصورة على بلادنا ، وربما يظن البعض من المثقفين الكورد ، ان قراءة الكتب في الدول الغربية هي اليوم في أوج ذروتها وأزدهارها ، وهذا أمر يثير الأستغراب حقاً ، وينم عن عدم الأحاطة بمدى تراجع قراءة الكتب في تلك الدول . صحيح ان الأقبال على قراءة الكتب في الغرب لا يزال كبيراً ، ولكنه انخفض كثيراً منذ ظهور الأنترنت . الجيل الجديد في كل أنحاء العالم ، يبحث عن بدائل أخرى للكتاب عبر المدونات والمنتديات ومواقع التواصل الأجتماعي .ولكن لا شيء يمكن أن يكون بديلاً للكتب الجيدة . هي وحدها تزودنا بالمعارف المتعمقة وتؤثر في تشكيل رؤيتنا للحياة والعالم . .
ان المستوى الثقافي للمجتمع لا يتحدد فقط بمدى شيوع ثقافة القراءة فيه ، اومعدل عدد الكتب التي يقرأها المواطن سنوياً ، بل أيضاً ، بمدى توافر حرية التعبير .
في المجتمع العلماني المفتوح ، الذي يحترم عقل الأنسان ويتيح الفرصة للأطلاع على ثقافات شعوب العالم ثمة امكانات أكثر لتطور شخصية الأنسان.

الكتاب بخلاف التلفزيون حر من الأغراض النفعية . التلفزيون يعتاش على الأعلان وكثيراً ما يدفعنا الى شراء هذه السلعة أو تلك ، ومشبع أحياناً بـ( البروباغاندا) السياسية والأيديولوجية ،. أما مؤلف الكتاب ، فلا حاجة له لوضع الأعلانات بين السطور ، من اجل الحصول على مال أكثر, .
الحياة المعاصرة تتيح للأنسان امكانات كبيرة للتراخي الذهني ، اكثر من التفكير العميق والتأمل.
اذا كان المرء يكتفي بمشاهدة برامج التلفزيون وتبادل الآراء والصور في العالم الأفتراضي ، فهذا شيء عابر لا يلبث في الذهن طويلاً ولا يلعب دوراً يذكر في تنمية الثقافة الحقيقية ، اما الكتاب الجاد ، فأنه يسهم في تربية الأنسان و يقدم له غذاءاً للتفكير في حياته وفي العالم من حوله.
ويوصي الخبراء بتخصيص ساعتين في اليوم لقراءة الكتب الأدبية الجيدة ، وهم على قناعة تامة ان الكتاب المقرؤ ، افضل من الفيلم المقتبس من الكتاب ذاته ، والسبب يكمن في حقيقة أن القراءة لا يحد الخيال البشري . ولهذا السبب تحديداً ، وكقاعدة عامة ، فأن الفيلم المأخوذ من رواية ما ، لا يلبي توقعات الجمهور الذي رسم في ذهنه صورة مغايرة لمحتوى الكتاب

ومما يؤسف له ان عدد الناس الذين يشعرون بالحاجة الى قراءة الروايات العظيمة يتضاءل بأستمرار ، فهم يفضلون مشاهدة برامج التلفزيون والأنغماس في ألعاب الكومبيوتر ، التي تعرقل تطور الذكاء. 
لن تختفي الكتب بطبيعة الحال ولكن الأشكال الجديدة لمصادر المعلومات تضيّق دون ريب المساحة التي كانت تشغلها الكتب في حياة الناس .كتاب المستقبل سوف يصبح أفضل طباعة وأجمل اخراجاً . ، وقد يكون صالحاً لتقديمه كهدية ، تسر العين وتزين رفوف المكتبة البيتية ، أكثر من كونها مصدرأ للمعرفة ، لأن الجمهور القاريء في الأنترنيت أو في الأجهزة المخصصة لخزن وقراءة الكتب ، في تزايد مستمر.

القراءة تمرين ذهني :

قامت الباحثة ( نتالي فيليبس) من جامعة ( اوكسفورد ) بتجارب علمية لدراسة عمل الدماغ الأنساني خلال عملية القراءة وبرهنت ، ان القراءة الجادة تحفز العقل ، وتدفعه للعمل بنشاط وتركيز ، وتنظم التفكير، وتعمل على تطور الذكاء البشري ، بالأضافة الى فوائدها المعرفية . واثبتت الباحثة ان القراءة لا تقل فائدة عن التمارين الرياضية ، لأنها ( القراءة ) تمرّن الدماغ بأسره .
واتضح من خلال التجربة أنه عند الأنتقال من القراءة السطحية من اجل تمضية الوقت الى الأستيعاب النقدي للمعلومات ، يجري في الدماغ تغيير حاد في نوع النشاط العصبي ، وفي الدورة الدموية .
القراءة تؤثر في الدماغ البشري بآليات مختلفة ، حسب طريقة قراءة الكتاب. وتشير نتائج تلك التجارب الى أن كل نوع من الحمل العصبي يفيد الدماغ ويمرّنه على نحو مختلف .
عند القراءة يتدفق الدم الى اجزاء الدماغ المسؤولة عن القدرة على التركيز والأستيعاب المعرفي . في حين ان مشاهدة التلفزيون وعملية اللعب الكومبيوتري ، ليس لهما مثل هذا التأثير .
ومن اجل الحفاظ على وضوح العقل في جميع مراحل الحياة ، لا بد من التمرين المتواصل للدماغ ، ولعل واحدة من أفضل الطرق للقيام بذلك – هي القراءة بشكل منتظم ومدروس .والناس الذين يفضلون القراءة لديهم فرص أفضل لبناء مستقبل مهني ناجح، وعلاقة أفضل في الأسرة.
ومن المعروف علمياً أن جسم الأنسان يشيخ على نحواسرع ، عندما يشيخ الدماغ . القراءة تجبرالدماغ على العمل المتواصل ، وبذلك تتأخر الشيخوخة ويبدو الأنسان أصغر سناً من عمره الحقيقي ويعيش حياة أطول .

زيادة الحصيلة اللغوية :

قراءة كتب المؤلفين ، الذين يمتازون بجمال اللغة ، تعمل على تحسين قدرات الأنسان اللغوية وتطويرها ويساعده على التعبير عن نفسه بشكل أفضل وتجعله متحدثا ا أكثر إثارة للاهتمام في عيون الآخرين .
ولعل ( الجاحظ ) قد سبق الجميع في بيان مدى تأثير القراءة في شخصية القاريء و تجويد لغته : " والكتاب هو الذي ان نظرت فيه اطال امتاعك ، ، وشحذ طباعك ، وبسط لسانك ، وجوّد بيانك ، وفخّم الفاظك ... ان الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون ، ويحفظون احسن ما يكتبون ، ويكتبون أحسن ما يسمعون.
لذا لا عجب ان يقول العلماء : ان الناس صنفان : أولئك الذين يقرأون الكتب ، وأولئك الذين يستمعون الى الذين يقرأون .

التأثير النفسي للقراءة :

أثبتت تجارب علمية عديدة ان عملية القراءة تهديء الأعصاب وتزيل التوتر والقلق
وتخفض من مستوى الأجهاد ، على نحو أسرع من الأستماع الى الموسيقى أو ممارسة رياضة المشي .
فالقراءة رياضة نفسية مريحة للأعصاب ، ومتعة في متناول الجميع ، وتزود العقول بمواد المعرفة وخبرات البشرية ، وتعلمنا ، أن نحب وأن نغفر ونتعاطف مع الآخرين .
القراءة قادرة على التأثير الفعال في الحالة العاطفية للأنسان ، ويمكن ان تكون وسيلة ناجعة للتغلب على الأكتئاب . فهي تبعدنا عن صراعاتنا النفسية الداخلية ، الناجمة عن المشاكل الخارجية وتعزلنا مؤقتاً عن الواقع بكل توتراته ومشاكله وتساعدنا على الأسترخاء والهدوء.

القراءة تساعد على التواصل مع الآخرين :

القراءة تنمي ثقافة القاريء وتساعده على ايصال أفكاره للآخرين ، والتعبير الجيد عما يود قوله وتجعله قادراً على فتح موضوع مع أي كان ، مما يساهم بشكل كبير في نجاح علاقاته مع الآخرين ويحظى بأهتمامهم وتقديرهم .وقد دلت البحوث الميدانية ، ان من يقرأ كثيرأ يشارك اكثر من غيره في الفعاليات الثقافية والأجتماعية .
وبطبيعة الحال فأن ثقافة الأنسان لا تتوقف على مقدار ما يقرأ ، بل على عدد الكتب الجيدة التي فهمها واستوعبها واستفاد منها في حياته العملية . وكلما قرأ الأنسان أكثر اصبح أقل شبهاً باللآخرين .

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

السبت، 20 سبتمبر 2014

كيف تقرأ الكثير من الكُتب؟

كيف تقرأ الكثير من الكُتب؟


مقال لـ : احمد حسن مشرف .

عادة القراءة يجب أن تصبح جزءاً رئيسياً في حياة كل إنسان طموح … هذه قناعتي، ولأنني أدّعي حمل راية التشجيع على هذه العادة قررت أن أساعد بالوصول لإجابة سؤال عنوان هذه المقالة، إضافةً إلى أنني عندما أتحدث مع الآخرين حول اقتراحات القراءة، دائماً ما أجد الحديث يقودني لنقاش آخر غير الذي أهدف الخوض فيه ولذا آمل هنا أن أختصر الكثير من الوقت لأثبت وجهة نظري.


يصر بعض أصدقائي على امتلاك الكثير من محبي القراءة (أزعم أنني منهم) مهارة “القراءة السريعة” والتي تُساعدني في أفضل الحالات على قراءة من ٣ – ٥ كُتب أسبوعياً!. ودعني أعترف بشيئين في هذا الأمر:

في الحقيقة … نعم أخذت دورة القراءة السريعة “أون لاين”، وحاولت جاهداً في البداية أن أُتقنها، بعد أن شاهدت لقاء د. طارق السويدان وهو يتحدث عن أهمية القراءة السريعة ومدى تأثيرها على حياته. لكن إن كانت تُهمك نتيجة هذه الدورة فسأعترف لك بأن آخر اختبار لي أثبت أنني اقرأ أقل من ٣٠٠ كلمة في الدقيقة (قراءة عادية وليست سريعة) بل أجد أنني أبطء بكثير من معظم الأشخاص العاديين.

لماذا يرغب الكثيرين اتقان عادة “القراءة السريع”؟

أوجه لك بعض الأسئلة أولاً قبل الإجابة على هذا السؤال … هل بالفعل يهمك أن تقرأ الكثير من الكُتب عموماً؟ وما مدى رغبتك بالإنتهاء من مجموعة كُتب كنت تُريد قراءتها منذ فترة ولم تستطع بسبب مشاغل الحياة؟ هل أنت مقتنع أصلاً بأهمية وجود هذه العادة في حياتك اليومية؟ إن كانت إجابتك بنعم لكل الأسئلة … سأسأل السؤال الآن لك وللجميع:

لماذا يرغب الكثيرين اتقان مهارة “القراءة السريع”؟

هل يودون توفير بعض الوقت؟ لماذا؟ … لمزيد من التلفزيون؟ أو للمزيد من ألعاب الفيديو؟ أو ربما لأي شيء آخر أقل أهمية؟

القراءة السريعة لن تُفيدك كثيراً إن لم تمتلك أصلاً وقتاً أو رغبة للقراءة.

شخصياً … أعشق القراءة إضافة لاقتناعي تماماً أنها إحدى أهم عادات الناجحين، والمفتاح الأسهل (والأرخص) للتعلم وزيادة الوعي وكسب خبرات الآخرين. أعشق القراءة أيضاً لأنها السبب الرئيسي الذي يجعلني أكتب دوماً، ففي اليوم الذي سأتوقف فيه عن القراءة بالتأكيد سأتوقف فيه عن الكتابة. وأعتبر أن القراءة أحد أهم وسائل الترفيه التي لا يوجد لها مضاعفات جانبية … بل الكثير الكثير من الإستفادة وتمرين العقل.

المزيد من الوقت … هي الطريقة الوحيدة لقراءة الكثير الكثير من الكُتب، وليست مهارة القراءة السريعة.

هناك العديد من التقنيات التي يمكنك من خلالها مساعدة نفسك لقراءة الكثير من الكُتب، ألخص أهمها في قراءة عدة كُتب في نفس الفترة (مثلاً: رواية + كتاب سياسي + كتاب أعمال + كتاب تطوير ذات) والسبب خلف التنويع ببساطة هو الحرص على عدم الشعور بالملل من هذه العادة (التي يجب علينا عدم الشعور بالملل نحوها)، وثانياً لكسر المفهوم المغلوط حول وجوب قراءة كتاب بعينه حتى الإنتهاء منه.


قائمة الكُتب التي أقرءها هذه الأيام

عندما أقول المزيد من الوقت، أقصد تخصيص البعض منه (ساعة مثلاً) كل يوم دون توقف.

ساعة قراءة يومية تكفيك للإنتهاء من قراءة ٥٠ -٧٠ صفحة … لتقودك إلى الإنتهاء من كتاب كامل متوسط الحجم خلال عدة أيام، ومنها للكثير الكثير من الكُتب خلال العام.

شخصياً أعشق مرافقة الكتاب لي طيلة اليوم … فأنا أقراء من جوالي على تطبيق كِندل، وأقرأ في غرفة المكتب في منزلي كُتباً ورقية، وفي غرفة النوم أقرأ على جهاز كِندل (PaperWhite)، واستمع للكُتب الصوتية على تطبيق أوديبل أثناء تواجدي في السيارة أو عند قيامي برياضة المشي. ولا أتفق مع الأشخاص الذين يرفضون محاولة القراءة بهذه الأدوات أو الأشكال المختلفة عوضاً عن الُكتب الورقية! … لأنني ببساطة كأي شخص طبيعي أفضل الكُتب الورقية عن الإلكترونية والصوتية، لكن تظل أهمية عادة القراءة المحرك الوحيد الذي يقودني إلى الحالة التي استطيع فيها قراءة كتاب كامل على جوالي دون ملل، فكل عادة جديدة -بما فيها قراءة الكُتب الإلكترونية- تواجه رفضاً داخلياً من أي شخص، ومن ثم تتحول إلى شيء محبب إلى النفس مع الوقت.

كُنت لا أُحب الكُتب الإلكترونية بطبيعة الحال، والآن أصبحت أستمتع بها كثيراً أيضاً مع الوقت. وبالنسبة للكُتب الصوتية، أصبحت بالنسبة أسرع وأسهل طريقة للإنتهاء من الكُتب الصعبة أو التي تحتوي على تفاصيل روائية كثيرة. يوجد الكثير من الكُتب التي لا يمكن لك الإستفادة منها بشكل كامل إلا بطبعتها الورقية، وفي المقابل أجد أيضاً أن هناك الكثير من الكُتب التي لا تستحق تخصيص١٠٠٪ من وقتك لتركز فيها، ولذا أجد الإستماع لها بصيغتها الصوتية من أفضل الحلول التي لن تُصيبك بتأنيب داخلي بعدم اتمامك قراءة الكتاب.

بعضاً من الكُتب الصوتية على جوالي

أهم ميزة للكُتب الورقية بالنسبة لي هي إحساسك بالإنجاز عندما تنتهي من قراءة العديد من الصفحات، إضافة لسهولة مراجعتك لملاحظاتك إن كُنت من الأشخاص الذين يعشقون التدوين والشخبطة أثناء القراءة، وبالتأكيد في الإحساس برائحة وملمس الورق. على كُل حال تظل الُكتب الورقية في نظري هي التكنلوجيا الأفضل لممارسة عادة القراءة.

Books_shelf1

Books_shelf4

لكن دعني أعترف أن هُناك مميزات أُخرى لا يوجد لها مثيل في الكُتب الإلكترونية وتحديداً على تطبيق وأجهزة كيندل، أولها بالطبع سهولة الوصول لأي كتاب تريده بضغطة زر، إضافة لسهولة التنقل بحوزة المئات من الكُتب على جهاز صغير (كيندل، آي باد إلخ.). ما أريد في الحقيقة أن أُلفت نظرك اتجاهه (خصوصاً إن كُنت تحب قراءة الكُتب الإنجليزية) هي بعض المميزات الأخرى التي لن تستتطيع بسهولة الحصول عليها عند قراءتك للكتب الورقية أهمها:

١. التعريف الفورية للكلمات: بمجرد تحديد الكلمة التي تُريد تعريفها.

٢. تلخيص كل الملاحظات والتحديدات على صفحة واحدة: عند زيارتك لحسابك على موقع أمازون كيندل.

٣. خدمة الـ Whisper-sync من أمازون: وهي ببساطة إمكانية التنقل بين الكُتب الصوتية والإلكترونية، دون ضياع آخر مكان وصلت إليه في قرائتك.

٤. الإستماع للموسيقى أثناء القراءة: طبعاً سيسهُل هذا الأمر إن قرأت واستمعت في نفس الوقت من خلال نفس الجهاز (وبالمناسبة إن لم تُجرب الإستماع لموسيقى أثناء القراءة، أنصحك أن تُجرب في أقرب فرصة ومن الأفضل أن تكون الموسيقى دون كلمات … ثق بي … تجربة جميلة حقاً).

سأختم هنا بفكرة حول مفهوم قراءة الكثير من الكُتب … “الكثرة تولِد الجودة”، فلن تستطيع الوصول للكُتب القليلة التي ستُغير حياتك طالما لم تمر على الكثير من الكُتب السخيفة أثناء الطريق! هناك الكثير من الكُتب التي لم تُكتب لي، بل كُتبت لك والعكس صحيح. وأجد قراءة الكثير من الكُتب هي الطريقة الوحيدة التي ستُسهل مهمة اكتشاف المتعة الحقيقية خلف هذه العادة إضافة للوصول إلى الكلمات التي ستُغير حياتك.



شاركني برأيك في هذا الأمر:

ahmad@knowledgeable-group.com

الأحد، 27 مايو 2012

فن إدارة الوقت





عنوان الكتاب: فن إدارة الوقت (ملون)
المؤلف: طارق السويدان - محمد أكرم العدلوني
حالة الفهرسة: غير مفهرس
الناشر: قرطبة للنشر والتوزيع
سنة النشر: 1425 - 2004
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 2
عدد الصفحات: 155
الحجم (بالميجا): 16


توصيف
يعرض علمياً وعملياً فن إدارة الوقت ويناقش كيفية التغلب على مضيعات الوقت الرئيسة، وكيفية تشخيص الوقائع والتعرف على خلله، وكيفية الاستفادة من الطرق الحديثة لتوفير الوقت الأكبر، ويضع خطة عملية ويقدم نصائح تطبيقية تأخذ القارئ بخطوات محدودة نحو الإدارة الفاعلة للوقت، ويلخص أهم المبادئ المختارة المتعلقة بإدارة الوقت، ويضع تمارين وجداول ونماذج تعين على تنفيذ مبادئ ونظريات إدارة الوقت، وتمارين لتحليل إدارة الإنسان لوقته ومدى جديته في ذلك.


رابط التحميل:
حمل من هنا


الأحد، 28 نوفمبر 2010

الأعمال الإبداعية المطبوعة تسجل أعلى الإيرادات


بحسب قول الناشر محمد رشاد رئيس الدار المصرية اللبنانية لليوم السابع إن هناك هوسا بالنشر الإليكترونى، مؤكدا على أن الكتب المطبوعة لا تزال تسجل أعلى الإيرادات، خاصة القواميس والمعاجم، كما تسجل الروايات الأدبية، والأعمال الإبداعية أعلى الإيرادات بين جمهور الشباب فى الفئة العمرية ما بين 15-30 عاما.

اليوم السابع (جريدة). الأحد 28 نوفمبر 2010 2:27 م

http://www.youm7.com/NewsSection.asp?SecID=94&IssueID=142