‏إظهار الرسائل ذات التسميات تشارلز بوكوفسكي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تشارلز بوكوفسكي. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 14 ديسمبر 2014

مكتب البريد رواية لـ تشارلز بوكوفسكي

مكتب البريد تُعتَبر الرّواية التي قامت الشاعرة والمترجمة الفلسطينيّة ريم غنايم بترجمتها والتقديم لها، أوّل الأعمال الأدبيّة التي يتناولُ فيها بوكوفسكي سيرتَه الذاتيّة، والتي تعرضُ لمرحلة عمله موظّفًا في مكتب البريد عبر شخصيّة البطل هنري تشيناسكي.

تغطّي الرواية أعوامًا من حياة بوكوفسكي: من عام 1952 حتّى استقالته من مَكتب البَريد عام 1955، ثم عودته في عام 1958 حتّى عام 1969. وفي هذه الأعوام، نكتشف حياة بوكوفسكي كما عاشها: من غراميّات، إلى سباقات الخيل، إلى عالم الكحول والجنس والتشرّد والوحدة، إلى عالم الخدمة البريديّة الذي لم يخلُ هو الآخر من شخوص مجنونة.

تتطرّق المُترجمة في تقديمها المطوّل للرّواية، إلى خصائص الكتابة الأدبيّة لدى بوكوفسكي، وتحاولُ الكشف عن المكنونات النفسيّة والعوامل الاجتماعيّة الّتي صقلت هذه الكتابة الرّوائيّة والشعريّة والقصصيّة الجريئة، فتقول: “مَكتب الَبريد هي أوّل أعماله الرّوائيّة التي تناولت جزءًا من سيرته الذاتية، وهي أول رواية من سلسلة روايات رسم فيها [بوكوفسكي[ حياة هنري بأسلوب نثريّ ابتكاريّ بسيط كبساطة شعر بوكوفسكي. حقّقت الرواية شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وقد ترجمَت إلى خمس عشرة لغة”.

يسرد بوكوفسكي عبر بطله هنري تشيناسكي تاريخ علاقته مع مصلحة البريد على مدار سنوات، وضمنها نتعرّف على عالمٍ متكامل الأطراف، يعجّ بالفضائح، والبيانات والأسرار. من علاقاته الإشكاليّة مع المؤسسة ومع مرؤوسيه في الخدمة، وعرضه لنماذج متنوّعة من الموظّفين: هذا بادوفيل، وذاك متثاقف، وثالث نصّاب، فضلاً عن جحيم علاقاته الجنسيّة والنّسائيّة الفاشلة، وَوَلعه بالوحدة، والشّرب، والتّسكّع. في هذا العمل الأدبيّ، تنكشف أمام القارىء فسيفساء تعكس العفونة والرّداءة في أعمق أشكالها، واشتغال عميق على معنى التّخييل الذّاتيّ وبراعة السّير في الأرض المجهولة. ينجح الكاتب في هذه الرّواية في تحويل الواقع الرّتيب والعَمل القاتل للوقت في مكتب البريد إلى موضوع مثير لكتابة رواية، وهذا هو أكبر إنجاز حقّقه في مشروع كتابة هذه الرّواية. يتعامل بوكوفسكي، مع الواقع الرّتيب بطريقة مكثّفة، باردة، ساخرة، يصف أحلك المشاهد وأكثرها حزنًا على عجل، ويتأنّى في وصف أكثر الأشياء رتابةً، ولعلّ هذه الصّفة في الكتابة هي ما تجعل منه أحدَ أكثر الكتّاب إثارةً وخصوبةً. ويفاجئ بوكوفسكي القارئ، كما تقول المترجمة، ويتركه متعطّشًا، فيضحك فجأةً، ويشتم فجأةً، ويصمت في الأحداث التي تتطلّب منه ردّ فعل. إنه ببساطة كاتب على عكس كلّ التوّقعات.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

الرواية المنتظرة : مكتب البريد - بوكوفسكي





مكتب البريد رواية لـ تشارلز بوكوفسكي 


تُعتَبر الرّواية التي قامت الشاعرة والمترجمة الفلسطينيّة ريم غنايم بترجمتها والتقديم لها، أوّل الأعمال الأدبيّة التي يتناولُ فيها بوكوفسكي سيرتَه الذاتيّة، والتي تعرضُ لمرحلة عمله موظّفًا في مكتب البريد عبر شخصيّة البطل هنري تشيناسكي.
تغطّي الرواية أعوامًا من حياة بوكوفسكي: من عام 1952 حتّى استقالته من مَكتب البَريد عام 1955، ثم عودته في عام 1958 حتّى عام 1969. وفي هذه الأعوام، نكتشف حياة بوكوفسكي كما عاشها: من غراميّات، إلى سباقات الخيل، إلى عالم الكحول والجنس والتشرّد والوحدة، إلى عالم الخدمة البريديّة الذي لم يخلُ هو الآخر من شخوص مجنونة.
تتطرّق المُترجمة في تقديمها المطوّل للرّواية، إلى خصائص الكتابة الأدبيّة لدى بوكوفسكي، وتحاولُ الكشف عن المكنونات النفسيّة والعوامل الاجتماعيّة الّتي صقلت هذه الكتابة الرّوائيّة والشعريّة والقصصيّة الجريئة، فتقول: “مَكتب الَبريد هي أوّل أعماله الرّوائيّة التي تناولت جزءًا من سيرته الذاتية، وهي أول رواية من سلسلة روايات رسم فيها [بوكوفسكي[ حياة هنري بأسلوب نثريّ ابتكاريّ بسيط كبساطة شعر بوكوفسكي. حقّقت الرواية شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وقد ترجمَت إلى خمس عشرة لغة”.
يسرد بوكوفسكي عبر بطله هنري تشيناسكي تاريخ علاقته مع مصلحة البريد على مدار سنوات، وضمنها نتعرّف على عالمٍ متكامل الأطراف، يعجّ بالفضائح، والبيانات والأسرار. من علاقاته الإشكاليّة مع المؤسسة ومع مرؤوسيه في الخدمة، وعرضه لنماذج متنوّعة من الموظّفين: هذا بادوفيل، وذاك متثاقف، وثالث نصّاب، فضلاً عن جحيم علاقاته الجنسيّة والنّسائيّة الفاشلة، وَوَلعه بالوحدة، والشّرب، والتّسكّع. في هذا العمل الأدبيّ، تنكشف أمام القارىء فسيفساء تعكس العفونة والرّداءة في أعمق أشكالها، واشتغال عميق على معنى التّخييل الذّاتيّ وبراعة السّير في الأرض المجهولة. ينجح الكاتب في هذه الرّواية في تحويل الواقع الرّتيب والعَمل القاتل للوقت في مكتب البريد إلى موضوع مثير لكتابة رواية، وهذا هو أكبر إنجاز حقّقه في مشروع كتابة هذه الرّواية. يتعامل بوكوفسكي، مع الواقع الرّتيب بطريقة مكثّفة، باردة، ساخرة، يصف أحلك المشاهد وأكثرها حزنًا على عجل، ويتأنّى في وصف أكثر الأشياء رتابةً، ولعلّ هذه الصّفة في الكتابة هي ما تجعل منه أحدَ أكثر الكتّاب إثارةً وخصوبةً. ويفاجئ بوكوفسكي القارئ، كما تقول المترجمة، ويتركه متعطّشًا، فيضحك فجأةً، ويشتم فجأةً، ويصمت في الأحداث التي تتطلّب منه ردّ فعل. إنه ببساطة كاتب على عكس كلّ التوّقعات.

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

النساء – تشارلز بوكوفسكي - اقتباسات

"لست متأكدا متى كانت أول مرة رأيت فيها ليديا فانس. كان هذا من حوالي ست سنوات، وكنت قد تركت لتوي عملي الذي ظللت فيه لإثنى عشر عاما كموظف بالبريد، وكنت أحاول أن أصير كاتبا. كنت خائفا وكنت أشرب أكثر من أي وقت مضى. كنت أحاول كتابة روايتي الأولى. كنت أشرب بينت من الويسكي ودستة زجاجات بيرة كل ليلة أثناء الكتابة. كنت أدخن السيجار الرخيص وأدق على الآلة الكاتبة وأشرب وأستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية من الراديو حتى الفجر. وضعت لنفسي هدفا ان أكمل عشر صفحات كل ليلة ولكني لم أكن أعرف عدد الصفحات التي كتبتها إلا في اليوم التالي. كنت أستيقظ في الصباح واتقيأ، ثم أسير إلى الحجرة الأمامية وأنظر إلى الأريكة لأرى كم عدد الصفحات هناك. كنت دوما أتجاوز العشرة. أحيانا يكون هناك 17، 23، 25، صفحة. بالطبع عمل كل ليلة كان يجب أن يُراجَع أو يلقى به. تطلب الأمر 12 يوما لأكتب روايتي الأولى".

***

"أنا وليديا كنا نتشاجر دوما. كانت لعوبا وهذا كان يغضبني. عندما كنا نأكل بالخارج أكون واثقا من أنها تضع عينيها على رجل ما في الغرفة. وعندما يزورني أصدقائي وليديا موجودة يكون بإمكاني سماع حواراتهم وهي تتحول إلى حميمية وجنسية. كانت دوما تجلس قريبا جدا من أصدقائي وتجعل نفسها لصيقة بهم بقدر الإمكان. كان الشرب هو الذي يغضب ليديا. كانت تحب الجنس، والشُرب وقف في طريق ممارسة الحب. تقول: "إما أنك ثمل جدا لتفعل ذلك في الليل، أو مريض جدا لتفعل ذلك في الصباح". كانت تغضب إن شربت حتى زجاجة بيرة أمامها. كنا ننفصل مرة أسبوعيا على الأقل - "إلى الأبد" - ولكن دوما كنا نستطيع العودة بشكل ما. كانت قد انتهت من نحت التمثال الرأسي الخاص بي وأعطته لي. عندما كنا ننفصل كنت أضع الرأس في سيارتي بجانبي في المقعد الأمامي، وأقودها إلى منزلها وأضعه أمام الباب عند المدخل، ثم أذهب لكابينة التليفون وأرن عليها وأقول "رأسك اللعين على الباب". وهكذا ظل الرأس ذاهبا وعائدا".

***

اشترى لي دوني شرابا وأخذ يتحدث هو وديدي. بديا يعرفان الناس أنفسهم، ولم أكن أعرف أي منهم. أخذ الأمر وقتا طويلا ليثيرني. لم أكن أهتم، لم أكن أحب نيويورك، لم اكن أحب هوليود، لم أكن احب موسيقى الروك، لم أكن أحب شيئا. ربما كنت خائفا. هذا هو الأمر. كنت خائفا، أردت أن أجلس وحدي في غرفة مظلمة. كنت أتغذى على ذلك. كنت سيء الطبع، كنت مجنونا، وليديا تركتني.
أنهيت شرابي وطلبت ديدي آخر. بدأت أشعر أنني مدعوم ماديا وهذا بدا أمرا عظيما. ساعدني على تجاوز الكآبة. لا يوجد شيء أسوأ من أن تكون مفلسا وتكون امرأتك قد تركتك. لا شيء لتشربه، لا عمل، فقط الحيطان، تجلس هناك وتحدق في الحيطان وتفكر. هكذا تعاقبك النساء، ولكن هذا يؤذيهن ويضعفهن أيضا. أو هذا ما أردت أن أؤمن به".

***

طلبت ديدي شرابا آخر وسألتني: "ما الذي يمنعك من أن تكون مهذبا مع الناس".
قلت: "الخوف".

***

"كنت سعيدا أنني لا أحب. وأنني لست سعيدا من العالم. أحب أن أكون في خلاف مع كل شيء. الناس الذي يحبون يصبحون عصبيين، خطرين. يفقدون حس الإدراك لديهم.
يفقدون مرحهم. يصبحون غاضبين، مملين عصابيين. يصبحون قتلة".

***

"لقد غبت لفترة طويلة، أنظر إليّ، لقد ضاجعتها، أليس كذلك؟"
"لا، لم أفعل"
"لقد قضيتما وقتا طويلا جدا. أنظر، لقد خربشتك في وجهك!"
"كما قلت لك، لم يحدث شيئا"
"اخلع قميصك، أريد أن أنظر لظهرك"
"اللعنة عليك يا ليديا"
"اخلع قميصك وملابسك الداخلية"
خلعتهم، ونَظَرت إلى ظهري.
"ما هذه الخربشة التي في ظهرك؟"
"أي خربشة؟"
"هناك خربشة طويلة هنا... من ظفر امرأة".
"لو كانت هناك واحدة فأنت من صنعتها"
"حسنا، أعرف طريقة لاكتشاف الأمر"
"كيف؟"
"دعنا نذهب إلى السرير"
"حسنا"
اجتزت الاختبار، ولكني فكرت بعد ذلك، كيف يمكن لرجل أن يختبر إخلاص امرأة، لم يبد هذا عادلا.

***

"لو كنت ولدت امرأة كنت سأصبح عاهرة، ولكن طالما ولدت رجلا فأنا أبحث عن النساء باستمرار. كلما كن ساقطات كان أفضل. فالنساء، النساء الطيبات، يخيفنني لأنهم في النهاية يريدون روحك، وما تبقى مني أريد أن أحتفظ به. بشكل أساسي كنت أسعى وراء العاهرات والساقطات، لأنهن كن صعبات وقاسيات ولا يطلبن مطالب شخصية. لا يوجد شيء لتخسره عندما يرحلن. وفي الوقت نفسه، كنت أشتاق لامرأة لطيفة وطيبة بدون دفع الثمن الباهظ. في كلتا الحالتين كنت ضائعا. رجل قوى كان سيتخلى عن النوعين، ولكني لم أكن قويا. بالتالي استمررت في الكفاح مع النساء، مع فكرة النساء".

***

"العلاقات الإنسانية غريبة. أعني، أنك تكون مع امرأة لفترة، تأكل وتنام وتعيش معها، تحبها، تتحدث إليها، تذهبان إلى الأماكن المختلفة معا، ثم يتوقف الأمر. ثم تأتي فترة قصيرة لا تكون فيها مع أي أحد، ثم تأتي امرأة أخرى، وتأكل معها وتضاجعها ويبدو كل شيء طبيعيا، وكأنك بالضبط كنت تنتظرها وهي تنتظرك. لم أشعر بحال طيب وأنا وحدي، في بعض الأحيان يكون الأمر حسنا، ولكني لا أشعر بحال طيب أبدا".

***

"هناك مشكلة لدى الكُتّاب؛ إن نُشِر ما كتبه الكاتب وباع الكثير، الكثير من النسخ، يظن الكاتب أنه عظيم. إن نُشِر ما كتبه الكاتب وباع عددا متوسطا من النسخ، يظن الكاتب أنه عظيم. إن نُشِر ما كتبه الكاتب وباع عددا محدودا من النسخ يظن الكاتب أنه عظيم. إن لم يُنشَر ما كتبه الكاتب ولا يكون لديه المال لينشره بنفسه، بالتالي يظن أنه عظيم جدا. الحقيقة على كل حال هو أنه لا توجد الكثير من العظمة. هي تقريبا غير موجودة، غير مرئية. ولكن يمكنك أن تكون متأكدا من أن أسوا الكتاب لديهم أعظم ثقة، وأقل تشكك في النفس. على كل حال يجب تجنب الكتاب، وأنا حاولت تجنبهم، ولكن هذا كان مستحيلا بشكل كبير. هم يأملون في نوع من الأخوية، نوع من التجمع. ولا علاقة لهذا بالكتابة، ولا يفيد هذا أمام الآلة الكاتبة".

***

"التقبيل أكثر حميمية من المضاجعة. هذا هو سبب أنني لا أحب أبدا أن تُقَبِّل صديقاتي الرجال. أُفَضِّل أن يضاجعوهم عن ذلك".

***

" هل أحببت من قبل؟"
"أربع مرات".
"ما الذي حدث؟ أين هن الآن؟"
"واحدة ماتت، والثلاثة الآخرين كانوا رجالا".

***

"عندما تتحول المرأة عنك، انس الأمر. بإمكانهن أن يحببنك، ثم يتحول شيء ما بداخلهن. يمكنهم أن يشاهدوك وأنت تموت في مزراب، أو يشهدون سيارة وهي تمر من عليك، وسوف يبصقون عليك".

***

"فكرت وأنا أصب لي شرابا أن هذه هي المشكلة في الشُرب؛ إن حدث لك شيئا سيئا تشرب من أجل أن تنسى، وإن حدث لك شيئا طيبا تشرب من أجل أن تحتفل، وإن لم يحدث شيئا، تشرب حتى تجعل شيئا يحدث".

***

"من أين تأتي كل هذه النساء؟ التموينات لا تنتهي. كل واحدة منهن متفردة، مختلفة، فروجهن مختلفة، قبلاتهن مختلفة، صدورهن مختلفة، ولكن لا يوجد رجل بإمكانه أن يشربهن جميعا، هناك العديد منهن، يضعن ساقا على ساق، يقدن الرجال إلى الجنون، يا لها من احتفالية".

***

"كنت دوما أستمتع بوجودي في بيوت النساء أكثر من أن يكنّ موجودات في بيتي، عندما أكون موجودا في بيوتهن، يمكنني الرحيل في أي لحظة".

***

"في النهاية كان الأمر أشبه بما كانت ليديا معتادة أن تقوله: "إن أردت أن تشرب فلتشرب، إن أردت أن تضاجع فارم الزجاجة". المشكلة كانت في أنني أريد أن أفعل الإثنين".

***

"كنت أكره المتاجر، كنت أكره الموظفين، يتصرفون كأنهم في مكانة أعلى، يبدون كأنهم يعرفون سر الحياة، لديهم ثقة لا أملكها. حذائي كان دوما قديما وتالفا، ولكني أكره متاجر الأحذية أيضا، أنا لم أشتر أي شيء إلا لو ما كان لديّ غير قابل للاستعمال تماما، هذا يتضمن السيارات. إنها ليست مسألة إدخار، أنا فقط لا أستطيع أن أكون شار يحتاج إلى بائع، بائع وسيم جدا وسطحي ومتعالي. وإلى جانب هذا فكل ذلك يستنفد وقتا، وقتا يمكنك أن تستلقي فيه وتشرب".

***

"تتحدث عن الشرب كثيرا في كتبك. هل تعتقد أن الشرب يساعد في الكتابة؟"
"لا. أنا مجرد مدمن للكحوليات أصبح كاتبا حتى يستطيع أن يظل في السرير حتى الظهيرة".

***

"فكرت في لحظات الانفصال، كم هي صعبة، ولكن عادة بعد انفصالك مباشرة عن امرأة تقابل امرأة أخرى. كان عليّ أن أتذوق النساء من أجل أن أعرفهن حقا، أن أتسلل بداخلهن. كان بإمكاني ابتكار رجال في عقلي لأنني رجل، ولكن النساء بالنسبة لي كانوا غالبا مستحيلين على التخيل بدون أن أعرفهن في البداية. بالتالي استكشفتهن بأفضل طريقة ممكنة لي ووجدت بشرا بداخلهن. سيتم نسيان الكتابة. ستصبح الكتابة أقل من التجربة نفسها حتى تنتهي التجربة. الكتابة مجرد بقايا. ليس على المرء أن تكون لديه امرأة من أجل أن يشعر بالحقيقة بقدر الإمكان، ولكن سيكون جيدا إن عرف بعضهن. وبعد ذلك عندما لا تستمر العلاقة سيشعر بما يعنيه أن تكون وحيدا ومهتاجا تماما، وبالتالي يعرف ما عليه أن يواجهه أخيرا، عندما تحل نهايته".

***

"النساء: كنت أحب ألوان ملابسهن، الطريقة التي يمشين بها، القسوة في بعض وجوههن، ومن آن لآخر الجمال الخالص في أحد الوجوه؛ أنثوي وساحر تماما. لديهن ما يتفوقن به علينا: يخططن بشكل أفضل، ومنظمات أكثر. في حين تجد الرجال يشاهدون كرة القدم أو يشربون البيرة أو يلعبون البولينج، تفكر النساء، فينا، يركزن، يدرسن، يقررن، إن كن سيقبلننا، يرفضننا، يستبدلننا، يقتلننا، أو يتركننا ببساطة. في النهاية لا يهم أي من تلك الأشياء يحدث، لا يهم ما يفعلن، فنحن ننتهي وحيدين ومصابين بالهذيان".

***

"لا تستمر العلاقات الإنسانية بأي طريقة. فقط أول أسبوعين يحتويان على بعض الحيوية، ثم يبدأ المشاركان في فقدان اهتمامهم. تسقط الأقنعة ويبدأ الناس الحقيقيون في الظهور: سيئو الطبع، الحمقى، المجانين، المنتقمون، الساديون، القتلة... أقصى ما يأمله المرء في علاقة هو عامان ونصف. مونجوت ملك سيام كان لديه 9,000 زوجة ومحظية، الملك سليمان في العهد القديم كان لديه 700 زوجة، أوجوست القوي حاكم ساكسونيا كان لديه 365 زوجة، واحدة لكل يوم في العام. الأمان موجود في الأعداد".

النساء
تشارلز بوكوفسكي

الاقتباسات من ترجمتي عن الأصل الإنجليزي

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الخطابات القذرة لكبار الكتاب


إميلي تمبل
14 فبراير 2012

ت: أمير زكي
فبراير 2012

هذه أجزاء من بعض الخطابات الرومانسية القذرة لكبار الكتاب التي اختارتها إميلي تمبل بمناسبة يوم الفالنتين.

***

من جوستاف فلوبير إلى لويز كوليه، 1846

حب العمر



"سأمطرك في المرة القادمة التي سأراك فيها بالحب، بالأحضان، بالنشوة. أريد أن ألتهمك مع كل مباهج الجسد، حتى تتهافتي وتموتي. أريدك أن تنبهري بي، وأن تعترفي لنفسك بأنك لم تحلمي أبدا بمثل هذه الأفعال... عندما تكبرين، أريدك أن تستعيدي تلك الساعات القليلة، أريد أن ترتعش عظامك الواهنة من البهجة عندما تفكري فيها".

***

من تشارلز بوكوفسكي إلى ليندا كينج، 1972

هذا يمتد ليكون رسالة حب إلى ثلاجة كينج – ولسبب واضح كما يبدو



"أحببت طريقتك في تحريك يديك؛ هذا جعلني أسخن من الجحيم... كل شيء تفعلينه يجعلني أسخن من الجحيم... أقذف اللبن تجاه السقف... أيتها العاهرة، الصعبة، شديدة السخونة، أيتها المرأة شديدة الجمال... لقد جلبت أشعارا جديدة وآمال جديدة ومباهج جديدة وحيل جديدة للكلب العجوز، أحبك، شعر كُسّك الذي تلمسته بأصابعي، داخل كُسّك، المبتل، الساخن، الذي تلمسته بأصابعي؛ وأنت، هناك فوق الثلاجة، لديك ثلاجة رائعة، شعرك يتدلى إلى أسفل، متوحش، وأنت هناك، كطائر مفترس أنت، كشيء مفترس أنت، ساخنة، شهوانية، مُعجزة... أشتبك برأسك، أحاول أن أصل للسانك بفمي، بلساني... كنا في بوربانك وأنا كنت أحبك، حبا لازروديا، يا إلهتي الجميلة الملعونة، يا مهمازي، يا شرموطة الفردوس القاسية المثيرة ذات الشعر الرفيع، أحبك... وأحب ثلاجتك، والتي أثناء تقابلنا وتصارعنا تشاهدنا برأسها البديع وبابتسامتها المحبة الشاعرية الساخرة وهي تسخن...
أريدك أنت
أريدك أنت
أريدك أنت
أنت أنت أنت أنت أنت أنت".

***

من جيمس جويس إلى نورا بارنكل، 1909:

ملك خطابات الحب القذرة، هذه هي واحدة من رسائل جويس الوصفية العديدة لزوجته. ما الذي نستطيع قوله، الرجل كان مدعيا جدا.



"صغيرتي المحببة الداعرة نورا، لقد فعلت كما أخبرتيني أيتها الفتاة الصغيرة القذرة، واستمنيت مرتين وأنا أقرأ خطابك. أنا سعيد لأعرف أنك تحبين أن تُناكي من الخلف. نعم، الآن أذكر هذه الليلة عندما نكتك لمدة طويلة من الخلف. لقد كانت أقذر نيكة نكتها لك يا عزيزتي. قضيبي كان بداخلك لساعات، أدخله وأخرجه من ردفيك المنقلبين. شعرت بمؤخرتك السمينة المتعرقة تحت بطني ورأيت وجهك المتورد وعينيك المجنونتين. مع كل نيكة أنيكها لك يندفع لسانك الجريء من خلال شفتيك، وإن قسوت في نيكك عن المعتاد تخرج ضرطات من مؤخرتك. كان لديك مؤخرة ممتلئة بالضرطات في تلك الليلة، يا عزيزتي، وقد أخرجتهم منك، كبار وضخمين، رياح طويلة، فرقعات قصيرة والعديد من الضرطات الشقية التي انتهت بدفعة طويلة من داخلك. إنه من الرائع أن تنيك امرأة عندما تخرج منها ضرطة مع كل نيكة. أعتقد أنه بإمكاني معرفة ضرطة نورا في أي مكان. أعتقد أنني أستطيع أن ألتقطها في حجرة ممتلئة بالنساء الضرّاطات. إنها أقرب لضوضاء طفولية، لا تقارن بالضرطة الفواحة الرطبة التي كنت أتخيل أنها لدي الزوجات البدينات. إنها مفاجئة وجافة وقذرة كما لفتاة جريئة تدعها تنطلق في مخدع المدرسة الداخلية ليلا. أرجو من نورا أن تدع ضرطاتها تنطلق بلا نهاية في وجهي حتي أستطيع تشمم رائحتها أيضا.

تقولين إنني عندما سأعود ستمصيني وتريدين أن ألعق كسك أيتها المنحرفة القذرة. أتمنى أن تفاجئيني في مرة وأنا نائم بملابسي، تتسللي إليّ باللمعة الداعرة لعينيكِ الناعستين، وتفكين بلطف أزرار بنطلوني وتأخذين بلطف قضيب حبيبك السمين، تلقميه فمك المبلل وتمصينه حتى يصبح سمينا وصلبا ويقذف في فمك. في أحد المرات أيضا سأفاجئك وأنت نائمة، أرفع تنورتك وأفتح سروالك بلطف، ثم أنام بلطف بجانبك وأبدأ في لعق شعر عانتك ببطء. ستبدأين في التحرك بقلق لألعق شفري كس حبيبتي. ستبدأين في الشخر والأنين والتنهيد والضرط من الشهوة وأنت نائمة. وبعد ذلك سألعق أسرع وأسرع كالكلب النهم حتى يتبلل كسك تماما ويهتز جسدك بعنف.

تصبحين على خير، صغيرتي الضراطة نورا، عصفورة النيك الصغيرة القذرة! كلمة حب واحدة يا عزيزتي، وضعتيها لتجعليني أستمني بشكل أفضل. أكتبي لي المزيد عن ذلك وعن نفسك، أيتها اللطيفة القذرة، القذرة".


***


من فرانز كافكا إلى ميلينا جيسينكا، 1921:

قذارة كافكا أقرب إلى الاستعارة، ولكن مع ذلك...



"لا يا ميلينا، أنا أطلب منك مرة أخرى أن تبتكري إمكانية أخرى لكتابتي إليك. ليس عليك الذهاب إلى مكتب البريد بلا جدوى، ولا حتي ساعي البريد خاصتك – من هو؟ - عليه ان يفعل ذلك، ولا حتى موظفة البريد لتسأليها بلا ضرورة.

إن لم يكن باستطاعتك إيجاد إمكانية أخرى، بالتالي فالمرء عليه أن يتحمل ذلك، ولكن على الأقل ابذلي جهدا قليلا لتجدي واحدة.

الليلة الماضية حلمت بك، الذي حدث بالتفصيل أتذكره بصعوبة، كل ما أذكره هو أننا امتزجنا معا. كنت أنتِ، وكنتِ أنا. في النهاية تلبستكِ النار بطريقة ما.

تذكرت شخصا يطفيء الحريق بالملابس، أخذت معطفا قديما وأخذت أطفيء به.

ولكن الانمساخ بدأ مرة أخرى وظل حتى لم تعودي موجودة، وبدلا من ذلك أصبحت أنا متلبسا النار، وأنا أيضا الذي أطفيء الحريق بالمعطف.

ولكن المعطف لم يطفيء النار وفقط أكد شكي القديم بأن هذه الأشياء لا تطفيء الحريق.

في هذا الوقت حضر فريق المطافيء وتم إنقاذنا بطريقة ما.

ولكنك كنت مختلفة عما قبل، وكأنك رُسمت بالطباشير على الظلام، وسقطت بلا حياة أو ربما تهافتِّ - من البهجة لكونك أُنقذت – بين ذراعيّ.

ولكن هنا أيضا عاد الانمساخ غير اليقيني، وربما اكون أن الذي سقطت بين ذراعي أحدهم".

***

من أوسكار وايلد إلى لورد ألفريد دوجلاس، 1893:

خاضع للتقاليد الحديثة (وإن كان جميل شعريا)، هذا واحد من الخطابات التي استخدمت في محاكمة وايلد بتهمة الأفعال غير اللائقة.



"صبيي
سونيتتك جميلة جدا، ومن العجيب أن شفتيك الحمراوين الورديتين يمكنهما أن تُوهبا لجنون الموسيقى والأغاني مثلما هما لجنون القُبل. روحك اللطيفة الذهبية تتحرك بين الشهوة والشعر. أعرف أن هياكينثوس الذي أحبه أبوللو بجنون كان أنت في أيام اليونان. لم أنت وحيد في لندن، ومتى ستذهب إلى ساليزبري؟ إذهب إلى هناك لتقضي الوقت تحت الشفق الرمادي للأشياء القوطية، وتعال عندما تحب. هنا مكان جميل ولا يعوز غيرك؛ ولكن إذهب إلى ساليزبري أولا.
دائما، وبحب لا يموت،
المخلص، أوسكار"

***

من إديث وارتون إلى و. مورتون فولرتون، 1908:

إنها تستطيع أن تغازل أكثر مما تعتقد، إن كانت تستطيع أن ترسم بحذق هذا المشهد الساحر.



"هناك صياغة لمغازلة ناجحة بداخلي، لأن بصيرتي تظهر لي كل خطوة في اللعبة – ولكن هناك، في نفس اللحظة، فعل ازدراء يجعلني أزيح كل القطع من على لوح اللعبة وأصرخ: "خذهم كلهم – أنا لا أريد الفوز – أريد أن أخسر كل شيء لصالحك!".

***

من فيرجينيا وولف إلى فيتا ساكفيل – ويست، 1927:

هذا الخطاب ليس بهذه القذارة – إلا إن اتخذت خطوة أخرى وتخيلت "الآلاف، الملايين" كأشياء في ذهنها "لن تُستحث في النهار"، وبدون ذكر وجود معنى مبطن أو معنيين – ولكنه أحد مفضلاتنا على الإطلاق، لذلك دعنا نتخيل.

"اسمعي يا فيتا – اهجري رجلك، وسنذهب إلى هامبتون لنتغدى على النهر معا ونتنزه في الحديقة تحت ضوء القمر ونعود المنزل متأخرين وثملين، وسأخبرك بكل شيء في رأسي، آلاف، ملايين – إنهم لن يُستحثوا في النهار، ولكن بواسطة الليل على النهر. فكري في ذلك. اهجرى رجلك كما أقول وتعالي".

***

من بنيامين فرانكلين إلى مدام بريو، 1779
 
بنيامين فرانكلين الرجل كان وغدا جادا. هذا الخطاب يقول أساسا أنه يحب كل شيء في صديقته السيدة عدا أنها لا تريده أن يخدعها – ولكنه يكره أيضا أنها لن تستسلم جنسيا. هذا يبدو قذرا جدا بالنسبة لنا، ولكن ليس بالشكل الجنسي.

"مدام بريو،

ما الاختلاف يا صديقتي العزيزة بينك وبيني! أنت تجدين أخطاء لا تعد فيّ، في حين أننى لا أرى سوى خطأ واحد فيكِ (ولكن ربما يكون هذا خطأ نظارتي) أنا أقصد هذا النوع من الجشع الذي يقودك لاحتكار كل عواطفي، وعدم السماح لي للوصول لأي من سيدات بلدك اللطيفات.

هل تتخيلين أنه من المستحيل بالنسبة لعواطفي (أو لطفي) أن يتعدد بدون أن يتضاءل؟ أنت تخدعين نفسك، وأنت تنسين الصفات اللاهية التي تمنعيني عنها. أنت تنبذين وتحصرين تماما كل ما يمكن أن يكون جسدي لعواطفنا، ولا تسمحين لي سوى ببعض القبل المهذبة والمخلصة مثل تلك التي يمكن أن تقدميها لقريباتك. ما الحميمي الذي آخذه ليمنعني من إعطاء المماثل له للأخريات، بدون أن أجني على ما يخصك؟

الأصوات الجميلة التي تصدرينها من البيانو بيديك البارعتين يمكنها أن تمتع عشرين شخصا في نفس الوقت بدون أن يقلص هذا اللذة على الإطلاق، أنت مفرطة الخبث تجاهي، وباستطاعتي وبمنطق محدود أن أطلب من عطفك ألا يسمح لأذنين سواي بأن تُسحران بهاته الأصوات الجميلة".

***

من إرنست همنجواي إلى ماري ويلش (التي ستصبح زوجته الرابعة)، 16 أبريل، 1945

من الذي يمكنه توقع حب بلا أمل بالنسبة لبابا[i]؟ هو يبدو يحب بجنون كبير هنا – يدعوها باسم التدليل المحبب "بيكل"[ii]– هذا الذي يجعلنا نشعر بنوع جيد من القذارة.



"بيكل العزيزة، 

أنا ذاهب خارجا إلى القارب مع باس ودون أندريه وجريجوري وسأظل بالخارج طوال اليوم ثم سأعود وسأكون متأكدا من وجود عدة خطابات أو خطاب. ربما ستوجد الخطابات، ولكن إن لم أجدها سأصير ابن شرموطة حزينا. ولكنك تعرفين كيف تتعاملين مع ذلك بالطبع؟ أنت تنتظرين حتى النهار التالي. أعتقد أنه من الأفضل ألا أنتظر شيئا حتى غدا مساء وبالتالي لن تكون الليلة سيئة جدا.

أرجوك اكتبي لي يا بيكل، إن كان هذا عمل عليك أن تفعليه فافعليه. بدونك الأمور شديدة الصعوبة، أنا أمارس حياتي ولكني أفتقدك لدرجة الموت. لو حدث أي شيء لك سأموت بنفس طريقة الحيوان الذي سيموت في الحديقة لو حدث شيء لرفيقته.

الكثير من الحب إليك أيتها العزيزة ماري، وأعرفي أننى لست متعجلا، ولكني فقط يائس.

إرنست"


[i]  لقب أطلقه همنجواي على نفسه (أ.ز)
[ii]  Pickle قد تحيل الكلمة إلى الشخص اللعوب أو العضو الذكري أو ثمرة الخيار. (أ.ز)