‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيجموند فرويد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيجموند فرويد. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

مستقبل وهم لــ سيجموند فرويد


"ليس ثمة سلطة تعلو فوق سلطة العقل، ولا حجة تسمو على حجته". هذه هي نقطة انطلاق فرويد الجذرية في التصدي لمشكلة الدين وعلاقته بالحضارة ومستقبله على ضوء المستتبعات الفلسفية لنظرية التحليل النفسي. وليس من قبيل الصدفة أن يكون مستقبل وهم-مثله مثل قلق في الحضارة، وموسى والتوحيد-قد ظلّ حتى اليوم بلا ترجمة. فمهما تكن مؤلفات فرويد الأخرى جريئة وخطرة على الايديولوجيا السائدة، فمن الممكن احتواؤها وامتصاصها بحجة أنها علمية. أمّا مؤلفاته الفلسفية فخطرها غير قابل للاحتواء، ولهذا بقي الوجه الجذري والعلماني-لا العلمي فحسب-لفرويد مجهولاً لدى القراء عندنا، كما في كل مكان آخر من العالم.

مقتطفات من الكتاب



مقدمة
آخر ثلاثة كتب كتبها فرويد قبل أن يقضي نحبه وهي " مستقبل وهم " " 1927" و " قلق في الحضارة " " 1929 " و " موسى والتوحيد " " 1939 " ظلت أسيرة الظل لا تجد في أوساط الفكر الأكاديمي وتالجامعي العربي من يجرؤ على الاقدام على ترجمتها ونشرها بالرغم من أن سائر مؤلفات فرويد وجدت طريقها الى المكتبة العربية في وقت مبكر نسبيا وليس عسيرا أن ندرك سر ذلك الاحجام اذا أدركنا أن الكتب الثلاثة المشار اليها اتخذت من الدين وصلته بالحضارة ومصائره في المستقبل موضوعا مركزيا لها واذا أخذنا أيضا بعين الاعتبار أن منطلق فرويد في تناوله لمشكلة الدين سلطة العقل ولا حجة تسمو على حجته " .
مستقبل وهم سيجموند فرويد والحق أن نظرية التحليل النفسي بمجملها قوبلت في البداية لاقتحامها عالم الجنس المحرم بعداء شديد آنا وبتحفظ وتشكيك آنا آخر من قبل " كلاب حراسة " الأيديولجيا الرجعية والمحافظة في أوروبا أولا ثم في العالم ولكن نجاح التحليل النفسي في أن يفرض نفسه كعلم أوجد الضرورة وأتاح المجال في آن واحد لاحتواء الفرويدية ولجمها ومن ثم دمجها في جسم الايديولوجيا السائدة ومما ساعد في النجاح النسبي لعملية الأقلمة أو تقليم الأظافر هذه الموقف السلبي أو المتحفظ الذي وقفه الفكر اليساري بوجه عام من المساهمة الفرويدية .
لكن مصائر " مستقبل وهم " و " قلق في الحضارة " و " موسى والتوحيد " كانت مختلفة فقد لبثت هذه المؤلفات الثلاثة مهملة منفية شبه مجهولة لدى المولعين بالكتابات التحليلية النفسية ومفصولة – كطفيلي مقيت – عن جسم النظرية الفرويدية .
وهكذا أمكن بعد تدجين الفرويدية من وجهة النظر العلمية أن يبقى الوجه الجذري والعلماني لفرويد مجهولا أو محجوبا وراء ستار .
ولعل فرويد نفسه ليس بريئا من كل مسؤولية عن حكم النفي أو التجاهل الذي صدر بحق آخر مؤلفات حياته .
فقد أقدم هو نفسه على كتابتها متهيبا متحفظا فجاء عرضه للأمور كثير التعاريج والتضاريس في محاولة منه لعدم استفزاز المشاعر ولكن من حق فرويد علينا أن نضيف أنه ما كان يخشى على نفسه بقدر ما كان يخشى على قضية التحليل النفسي بوصفه علما وليدا ليس له من صلابة العود ما يؤهله لمواجهة التحديات الكبيرة .
وقد أعرب فرويد في " مستقبل وهم " بالذات عن مخاوفه الشديدة من أن يتأذى مستقبل التحليل النفسي بشظايا معركة الدين أو رذاذها ثم كرر الاعراب عن نفس المخاوف في آخر سنين حياته وهو يكتب مقدمة القسم الأخير من " موسى والتوحيد " ومهما يكن من أمر فان كثرة التعاريج في كتابات فرويد من الدين تقتضي من قارئه تأنيا فلا يضيق ذرعا بما قد يلاحظه فيها من تكرار أو حتى من لف ودوران .
حين يكون المرء قد عاش طويلا في جو ثقافة بعينها وحين يكون قد بذل قصارى جهده في أحيان كثيرة ليكتشف أصولها وطرق تطورها لا بد أن يحس ذات يوم باغراء يدعوه الى أن يدير ناظريه في الاتجاه المعاكس ويتساءل بينه وبين نفسه عما سيكونه المصير اللاحق لهذه الثقافة والتحولات التي لا مفر من أن تنتابها .
لكنه سرعان ما يكتشف أن ثمة عوامل عدة تنتقص من قيمة مثل هذا البحث وفي طليعة هذه العوامل قلة عدد الأشخاص الذين تتوفر فيهم رؤية شمولية للنشاط الانساني في شتى مجالاته .
فمعظم الناس وجدوا أنفسهم مكرهين على الاكتفاء بواحد من تلك المجالات أو بحفنة ضئيلة منها ولكما كانت معلوماتنا عن الماضي والحاضر أقل داخل حكمنا على المستقبل المزيد من الريب والشكوك .

بيانات الكتاب



الاسم : مستقبل وهم
تأليف : سيجموند فرويد
الترجمة : جورج طرابيشي
الناشر : دار الطليعة
عدد الصفحات : 40 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل كتاب مستقبل وهم


الأربعاء، 18 يونيو 2014

الهذيان والأحلام فى الفن لــ سيجموند فرويد

يتطرق للأحلام وأنها قد تكون رغبات محققة وأننا حين نجيء للكشف عما تنطوي فهذا لا يقف بنا على
حالة الشخص النفسية من وقت قريب بل وفي زمنه النائي
 

مقتطفات من الكتاب




في حلقة كان يسود فيها الاعتقاد بأن كاتب هذه السطور قد حل في ابحاثه الغاز الحلم الرئيسية ثار الفضول ذات يوم بصدد الاحلام التي لم تحلم قط حقا أي تلك التي يغزوها الروائيون الى ابطالهم الخياليين . و قد تبدو فكرة اخضاع هذه الفئة من الاحلام للتمحيص و الدراسة فكرة باعثة على الدهشة و غير ذات جدوى و لكنها لن تبدو بلا مسوغ اذا ما نظرنا اليها من زاوية معينة . فالافتراض بأن الحلم معنى وبأنه قابل للتأويل لم يدخل بعد في عداد المعتقدات العامة الشائعة . فرجال العلم و معهم غالبية اهل الادب تفتر ثغورهم عن ابتسامة ساخرة اذا ما عليهم احدهم تأويل حلم من الاحلام . و الخرافة الشعبية غير المبتوتة الصلة بمأثور العصر القديمة هي وحدها التي تأبى ان تكف عن الايمان بقابلية الاحلام للتأويل . و قد واتت مؤلف (( علم الاحلام )) الهذيان والأحلام فى الفن الجرأة لينحاز الى صف العصور القديمة و الخرافة الشعبية و لو على كره من اهل العلم الوضعي . لكن هذا لا يعني بحال من الاحوال انه يقر للحلم بالقدرة على التكهن بالمستقبل و سبق العلم به و الحال ان اماطة اللثام عن المستقبل كانت في كل آن و زمان الهدف الذي يصبو اليه بنو الانسان و يركبون اليه – عبثا – كل وسيلة و مطية . و مع ذلك ما كان يسع المؤلفون ان يقطع الجسور بين الحلم و المستقبل لان اجتهاده وجده في التأويل كانا قد اظهرا له ان الحلم يمثل رغبة متحققة للنائم و الحال انه لا يسع احدا ايضا ان ينكر ان غالبية الرغبات تشرئب بالنظر نحو المستقبل .
لقد قلت ان الحلم رغبة متحققة . و من لا يخشى ان يتبحر في كتاب عويص و من لا يسأل المؤلف ان يبسط او يخفف مسألة معقدة مراعاة لكسل في نفسه و على حساب الحقيقة و الدقة فما عليه الا ان يرجع الى كتابي (( علم الاحلام )) ليقبس منه ادلة كثيرة على الفرض الذي افترضه و من المحقق في هذه الحال ان الاعتراضات التي كانت قائمة لديه بكل تأكيد ستسقط و تتهاوى من تلقاء نفسها .
لكن لعلنا استبقنا الامور بعض الشيء . فلم يئن الاوان بعد لنقرر ان يكن معنى جميع الاحلام هو تحقيق رغبة ام انه ايضا و في اكثر الاحيان ارهاص قلق ، مشروع ، جدال داخلي ، الخ . و لنتساءل بالاحرى عما اذا كان للحلم من معنى و عما اذا كان في وسعنا ان نغزو اليه قيمة سيرورة نفسية ما . العلم يجيب قائلا : (( كلا )) و يعلن ان الحلم محض سيرورة فيزيولوجية لا تستوجب ان نبحث وراءها عن معنى او عن مدلول ان عن نية . فالامر لا يعدو ان يكون امر تنبيهات بدنية تهز اثناء النوم حبال الالة النفسية فتدفع نحو سطح الوعي تارة بهذه الصورة و طورا بتلك مجردتين من كل تلاحم نفسي . و عليه ما الاحلام الا اختلاجات و ليست بحال من الاحوال خلجات معبرة عن الحياة النفسية .
في هذه المساجلة حول تقييم الحلم يقف الشعراء و الروائيون على ما يبدو في صف العصور القديمة و الخرافة الشعبية و مؤلف علم الاحلام . فهم حين يجعلون الابطال الذين ابدعتهم مخيلتهم يحلمون يتقيدون بالتجربة اليومية التي تدل على ان تفكير الناس و انفعاليتهم يستمران في الاحلام و لا يكون لهم من هدف غير ان يصوروا من خلال احلام ابطالهم حالاتهم النفسية . و الشعراء و الروائيون حلفاء كرام على أي حال و من الواجب تقدير شهادتهم حق قدرها لانهم يعرفون فيما بين السماء و الارض بأشياء كثيرة لا تجروء حكمتنا المدرسية على ان تحلم بها بعد .

بيانات الكتاب



الاسم : الهذيان والأحلام فى الفن
تأليف : سيجموند فرويد
الترجمة :  جورج طرابيشي
الناشر : دار الطليعة
عدد الصفحات : 116 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت

تحميل كتاب الهذيان والأحلام فى الفن