روضة الانوار في سيرة النبي المختار صلى الله علية وسلم
تاليف
الدكتور صفى الرحمن المباركورى
فإن السيرة النبوية من أشرف العلوم وأعزها وأسناها هدفاً ومطلباً ، بها يعرف الرجل المسلم أحوال دينه ونبيه، وما شرفه الله – تعالى – به من أرومة الأصل وكرم المحتد ، ثم ما أكرمه به من اختياره للوحي والرسالة، وحمل عبء الدعوة إلية وإلى دينه ، ثم ما قام به - r - من بذل الجهود المتواصلة، وما عاناه من البلاء والمحن في هذا السبيل، وما حظي به – بجنب ذلك – من نصرة الله وتأييده بجنود غيبه المكنون، وملائكته البررة الكرام، وإنزال البركات، وخوارق العادات، وغير ذلك.
وقد كثر الاهتمام بهذا الموضوع في قديم الزمان وحديثه دراسة وكتابة وتأليفاً، لأنه عمل ينبثق من صميم الإيمان وغريزة الحب والتفاني، إلا أن عامة القائمين بذلك لم يوفوا حقه من التحقيق، بل أدخلوا فيه ما وافق أفكارهم وميولهم وعواطفهم، ولو لم يكن له حظ من الصحة والثبوت، بل جاءوا ببعض ماهو مصطدم بأصول الدين وخارج عن حيز نطاق المعقول .
ونظراً إلى ذلك اقترح على بعض الإخوان بتأليف كتاب جديد في حجم متوسط أجمع فيه ما هو ثابت ومعترف به عند أئمة هذا الفن، مع مراعاة مستوى الناشئين وعامة الدارسين ، متجنباً الإجحاف والانحراف ، فطلبت من الله التوفيق والسداد ، وبدأت بالعمل المطلوب ، مستمداً في ذلك من القرآن الكريم تفاسيره المعتمدة ، ثم من كتب السنة والسيرة ، ومستفيداً بما يوجد فيها من القرائن والشهادات الداخلية ، وما يحيط بها من الشهادات الخارجية ، وآثرت أن تكون العبارة مأخوذة من الروايات وكلام الأوائل بقدر الإمكان . مع الاختصار والاختيار ، وأرجوا أني قد أديت المطلوب إلى حد قريب ، وأدعو الله – سبحانه – أن ينفع به المسلمين ، ويجعله خالصاً لوجهة الكريم . وصلى الله على خير خلقه محمد وبارك وسلم .